مثلما خلقت حركة التحرر هذه المرحلة فإنها ستكللها بالنجاح ببراديغما التحرر الديمقراطي

مثلما خلقت حركة التحرر هذه المرحلة فإنها ستكللها بالنجاح ببراديغما التحرر الديمقراطي

مصطفى قره سو

مضى أربعون عام على نوروز ١٩٧٣ ، إنها الذكرى الأربعين لانطلاقة الحركة التي بدأت خطوتها الأولى باجتماع ستة أشخاص في سد جوبوك في أنقرة. عاشت الحركة تاريخاً عظيماً خلال أعوام الأربعين هذه، فمقولة القائد آبو »نضالنا كان كمن يحفر البئر بالإبرة « توضح مدى الصعوبة التي عايشتها الحركة. إلا أنه ورغم الظروف الصعبة التي مرت بها الثورة والكفاح حققنا نضالاً عظيماً.

لعيد النوروز مكانة مهمة في خلق هذا التاريخ، يمكن القول أن الحركة أحيت النوروز، وإحياء أعياد النوروز أحيت الشعب الكردي.

ففي الذكرى الأربعون لاجتماع سد جوبوك ظهر على مسرح التاريخ حقيقة شعب عظيم أثبت وجوده وهويته وثقافته، ووصل نضالنا إلى مرحلة جديدة. حيث أشار القائد آبو إلى خصوصية هذه المرحلة في رسالته إلى نوروز آمد على أنها حملة التحرير الديمقراطي وإنشاء الحياة الحرة. إن النضال الذي خاضته حركة التحرر في ٢٠١٢ وتأثيراتها على وضع السياسة الداخلية في تركيا وكذلك التطورات الأخيرة في المنطقة تشكل الأسس التاريخية والسياسية لحملة التحرير الديمقراطي وخلق الحياة الحرة لقائد الشعب الكردي.

تم الإقرار خلال اجتماع اللجنة التنفيذية ل PKK والهيئة التنفيذية ل KCK الذي عقد في أواخر عام ٢٠١٢ على التحضير لحرب واسعة ومتابعة المرحلة التي بدأها قائد الشعب الكردي ومساندة جهوده. وبعد لقاء القائد مع BDP والتي انعكست عبر الإعلام وخلال فترة قصيرة، وجه قائد الشعب الكردي رسائل إلى كل من قنديل وأوربا و BDP مع العلم أن رد حركة التحرر الكردية على الرسالة التي وجهت لها من قبل قائد الشعب الكردي كانت ايجابية وتقبلت مشروع الحل الديمقراطي. على أثر هذه الرسائل أعلن قائد الشعب الكردي وخلال نوروز آمد عن مانيفستو الديمقراطية لأجل كردستان وتركيا والشرق الأوسط. ووضح في رسالته وجهة نظره وتقربه من المسائل ليفتح بذلك باب الحوار؛ ولكنه لم يحدد خريطة الطريق ومراحلها والتغييرات الدستورية والقانونية المطلوبة، لأن ما يناقشه قائد الشعب الكردي في امرالي يعكسه برسائل أو ملاحظات؛ الهدف منها تحضير الرأي العام التركي وكل الذين يساندون الحل وضمهم للمرحلة. لقد أوضح بشكل مؤثر وملفت للنظر كيفية وشكل الحل الذي يريده. من الواجب فهم وتقيم كيفية الوصول إلى هذه المرحلة بالشكل الصحيح. ذكر القائد خضنا أربعين عاماً من النضال ومازلنا نناضل وسنناضل لمرات عدة. وأخيراً وأثناء لقاءه مع BDP ذكر أن ذلك يعتبر البداية وكل ما قمنا به حتى الآن كانت بمثابة التحضير والحركة ستلعب دورها من الآن فصاعداً.

يوضح القائد أن التطورات التي تحققت في الفلسفة والأيديولوجية من الناحية النظرية والنضالية ليست محدودة بنضال سياسي أو خلق بعض التطورات في المجتمع الكردي، بل يرى القائد أن نضاله من الناحية الفلسفية والايديولوجية والنظرية والسياسية هو لتغيير الكرد وتركيا وجميع أجزاء كردستان والشرق الأوسط. يشبه قائد الشعب الكردي المسألة الكردية بالعقدة الكأداء، في الحقيقة الشرق الأوسط بأكمله عقدة كأداء. وقائد الشعب الكردي وبتقربه الايديولوجي والفلسفي عبر رسالته في نوروز أنزل ضربة السيف على هذه العقدة كالمثال المشهور  ضربة سيف الاسكندر المقدوني على العقدة الكأداء  إن قائد الشعب الكردي بمنظومته الفكرية على علم بأن النضال الذي يخوضه ذو خصوصية تغييرية لحقيقة الشرق الأوسط لذلك يعتبرها كبداية، فعندما نفكر في حقيقة كردستان وتركيا والشرق الأوسط والعالم نرى صحة وحقيقة هذا التعبير.

تم خوض هذا النضال في ظروف جغرافية صعبة، فعندما يقال اسلوب الثورة الكردستانية، فأنه يشير إلى الاسلوب الثوري المتبع في الظروف الصعبة. فحقيقة كردستان والشرق الأوسط تتطلب مثل هذه الثورية. فسبب نجاح وعمق وقوة مناضلي PKK نابعة من كونها ثورة الظروف الصعبة. حيث أن صعوبة ظروف الثورة الكردستانية وحقيقة النضال في الشرق الأوسط أوصلت قائدنا ونضال الحرية إلى هذه العظمة، لو لم تكن لحركة الحرية الكردية خصوصية مواجهة الصعوبات لما وصلت إلى هذه المرحلة واحيت الهزيمة أربعين مرة. تعلمت الحركة ومنذ البداية خصوصية النضال في الظروف الصعبة وظهرت على ساحة التاريخ كثورية الظروف الصعبة، وصلت إلى هذه النقطة من خلال اجتياز كافة العوائق والصعوبات. فمن خلال تجاوز تلك العوائق عاش القائد تطوراً وتعمقاً كبيراً في الشخصية ووصلت الحركة إلى هذه النقطة. يقال في بعض الأساطير أنه وليصل الإنسان إلى مرتبة الكمال عليه أن يمر بأربعين عائقاً أو امتحاناً. إن حقيقة PKK وقائد الشعب الكردي تشبه ذلك فقد مروا بمثل هذه الامتحانات وأثبتوا وجودهم وتفوقهم. قد يكون نضالنا دام طويلاً، ولاقينا المرارة وواجهنا صعوبات كبيرة ولكن يمكننا القول أنه لولا ذلك لما وصلت حركة التحرر الكردية والشعب الكردي إلى هذا المستوى من التعمق والتوسع ولما كان بوسع المجتمع الكردي أن يحيي التطورات الاجتماعية والسياسية والثقافية والقومية.

لا شك بأن الوصول إلى نتيجة مبكرة في النضال له فوائد مختلفة، ولكن من الواجب تقييم نتائج طول فترة النضال. قالت بانو كوفن في احتفالات نوروز آمد لعام ٢٠١٣ أن الشعب الكردي أصبح حكيماً خلال أربعين عام، تقول بأن هذا الشعب وصل إلى مستوى لا يشبه حقيقة الشعب في الغرب ولا كما نفكر به لقد قالت افكارها الايجابية تجاه الشعب الكردي. فلو تحققت الثورة خلال فترة قصيرة قد تكون لها نتائج ولم تعاني كل هذه الصعوبات والحوادث والآلام، ولكن إذا قيمنا كل شيء بنتائجه، ففي هذه الفترة الطويلة من النضال وصلنا الى حقيقة تكوين شعب ومجتمع وتكوين حركة وقيادة حقيقية.

عاش الشعب الكردي ثورة التغيير والتطور بشكل حقيقي في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية وبشكل عميق، وبنى نفسه من جديد بالاستناد إلى قيم الحرية والديمقراطية، وهذا ما لم يحصل في أي مجتمع آخر. ففي المرافعة الأخيرة لقائد الشعب الكردي يوضح فيها أنه ولولا المؤامرة الدولية والسجن ما كنت وصلت إلى هذا التعمق. مر نضالنا بصعوبات وعوائق كثيرة واستمر طويلا، ولكن ومثلما يتحول الحديد إلى فولاذ بالنار والماء، كذلك الشعب الكردي فقد تحول إلى شعب مقاوم لا يهزم. عاش الشعب الكردي والمجتمع الكردي والحركة الكردية هذه الحقيقة. عندما يقوم قائد الشعب الكردي بحملاته يستند إلى هذه الحركة وهذا الشعب وبها يدير النضال ويمتلك المبادرة.

اقتنع كل الناس بعظمة هذا النضال حتى الأعداء تقبلوا هذه الحقيقة، ففي تلفزيونات تركيا أصبحوا يقبلون وبشكل واضح عظمةPKK ودوره الفعال في الشرق الأوسط، وأنه أكبر حركة في كردستان. وأصبح القائد أوجلان يقبل كقائد الشعب الكردي في كل الأجزاء. كان يعتقد بأنه سيتم تصفية الحركة بعد المؤامرة الدولية ولكن وكما قال القائد أوجلان في مرافعة أهيم » لايمكن للمؤامرة التاريخية أن توقف التطورات بل هي تسرعها «، هكذا حركتنا أيضاً تضاعفت قوة وتطوراً.

بالطبع واجهنا الكثير من العقبات وظهر التصفويين بيننا أيضاً، هؤلاء كانوا مستسلمين للمؤامرة منذ البداية وكانوا مقتنعين أنه بعد أسر قائد الشعب الكردي سيفتح باب الهزيمة والاستسلام للقوى المتآمرة. ظهر هؤلاء التصفويون في عام 1999 وليس في ٢٠٠٣ وحتى أنها كانت موجودة قبل ذاك التاريخ، كانوا ينتظرون مرور الوقت حتى يستسلم التنظيم، ومع التدخل الأمريكي للمنطقة تهيأت الأرضية لهؤلاء الذين أرادوا التشبه بكل من KDP و YNK وامتلكوا القوة. إن مجيء أمريكا وظهور دويلة KDP ودعوتهم للضعفاء أدى إلى ظهور مشاكل داخل التنظيم، ولكن مداخلة قائد الشعب الكردي هزمت التصفية بروح ومضمون PKK المتمثلة بكوادره وحقيقة الشعب وقيم الحركة. لم يكن لأية قوة أن تقف أمام KDP الذي أصبح دويلة، فقط حقيقة القيادة والقيم التي خلقتها حركة PKK وقوة براديغما الحرية والديمقراطية بإمكانها مقاومة كل الضغوطات وترك القوى المضادة بلا تأثير.

ففي الفترة التي تحققت فيها المؤامرة الدولية عام ١٩٩٩ وانسحاب القوى المسلحة، قيم ارتغورول أوزكوك الحركة » تم دفن فؤوس الحرب وانتهى هذا العمل «. إلا أن الحركة اجتازت كافة العقبات وتم القضاء على التصفوية التي ظهرت في ٢٠٠٤ وتم البدء بحملة عسكرية  سياسية. فقبل هذه الفترة بأعوام تم توجيه نداء من قبل الحركة على أن يتم إيجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية، إلا أن ندائنا تلك لم تؤخذ محمل الجد. حتى غدت هذه النداءات موضع النقد من قبل المجتمع الكردي لم نتلقى رداً لنداءاتنا تلك من قبل حكومة AKP والدولة التركية، هؤلاء كانوا على ثقة بأن PKK لن يستطيع النضال مرة أخرى. كانوا يظنون نداءاتنا تلك ناتجة من حالة الضعف التي تعيشها الحركة.

ففي الفترة التي قمنا فيها الاعلان عن حلمة الأول من حزيران ٢٠٠٤ ، بثت الكثير من الدعايات والتي كانت تتمحور حول؛ بأن قيادة الأركان فرضت الحرب على آبو في إمرالي لتكون لتركيا حجة للتدخل في جنوب كردستان .« هل يعقل ان تقوم PKK وقيادتها بالاتفاق مع قيادة الأركان لبدء الحرب كي تستخدمها الدولة التركية كحجة للقضاء على التكوين الكردي المتشكل لأول مرة في التاريخ؟ ولكن الأعوام الماضية اثبتت هذه الحقيقة وهي أنه لولا حملة ٢٠٠٤ لما تم الأعتراف بحكومة جنوب كردستان بشكل رسمي ولا كان للجنوب أن يقف على أقدامه. ولما كان بمقدورنا تطوير النضال في الأجزاء الأخرى. في الخامس من تشرين الثاني أثناء لقاء بوش واردوغان تم الإقرار بالاعتراف بحكومة جنوب كردستان مقابل مساندة الحرب ضد PKK . تصفية PKK  ستؤدي إلى انتهاء حكومة الجنوب. حتى إيران أدركت أنه بدون PKK لا يمكن للكرد فعل شيء في الشرق الأوسط. تقول إيران أنه أذا بقي PKK فإن الكرد سيبقون بلاء على الكل في الشرق الأوسط، لأن إيران تعرف PKK عن كثب وتعلم أنه بإمكانه إمحاء أية حركة ما عدا .PKK أرادوا الاستفادة من قوة PKK وتطبيق سياسة »أهرب يا أرنب وأمسك به أيها الثعلب « تجاه الجنوب. كانت المؤامرة الدولية حديثة العهد حين استلمت AKP زمام السلطة، وكانت AKP هي الأخرى تعتقد بعدم قدرة PKK الصمود ولم الشمل من جديد. ولكن AKP وصلت إلى نقطة أنه ولكي لا تخسر النضال كالحكومات السابقة ولأنها تعيش خوف الإخفاق، تريد النجاة بنفسها من خلال اللقاءات مع قائد الشعب الكردي. طبعاً لم تصل إلى هذه النقطة بسهولة ولفهم كيفية الوصول من الواجب عرض سياسة AKP التي أتبعتها خلال سنوات حكمها. لم تكن المسألة الكردية في جدول أعمال AKP لذا لم تكن لها سياسة كردية. كافة أقوالها بصدد الدمقرطة بشكل عام ومواقفها تجاه المسألة الكردية كانت لينة، كي تتوافق مع سياسة التأهيل التي كانت الدولة تتبعها، أي صهر الكرد داخل الدولة. أي كان الوقت مناسب لاعادة تأهيل الكرد من خلال التدابير الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حيث تم أسر القائد وانسحبت PKK إلى الخارج.. كان هناك ١٠٥ تدبيراً مقرراً في عهد أجاويد (كان الهدف جذب الكرد بفكره وعواطفه إلى داخل النظام) بهذا الهدف تسلم AKP السلطة، لم يكن لهم سياسة كردية. طلبنا وعندما لم يحصل شيء بدأنا بحملة، وعندما بدأنا بهذه الحملة لاحظوا بأنهم سيلاقون الصعوبات بادروا مع الإتحاد الأوربي بإخلاء سبيل DAP يين حيث اتضح في تلك الفترة غايتهم في استخدام البعض منهم ضد حركة الحرية أو تليينهم بهدف انتكاسة الحرب. فعندما خرج DAP يين التقى بهم كل من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية. من الواجب معرفة سياسة الدول وألاعيبها ومخططاتها وكيفية استخدامها للاشخاص لتصفية النضال. عندما فشل ال DAP يين قاموا بإستخدام بعض المثقفين، حيث قال اردوغان بأن المسألة الكردية هي مسألتي حين تجوهه إلى آمد ولكن سياسته هذه أيضاً لم تجدي النفع. عندها أدرك بأن المسألة الكردية ليست سهلة، فبدأ وبعد عام ٢٠٠٦ سياسة اللعب على الطرفين. طلب من الحركة وقف إطلاق النار، وبعث الوسطاء عن طريق BDP ورئيس بلدية آمد. نتيجة ذلك اتخذ قرار وقف إطلاق النار، لكن قائد الشعب الكردي كان يعلم بأن وقف إطلاق النار هذا ما هو سوى إلهاء لذلك انتقد فترة حصول وقف إطلاق النار بشدة. قال لو كنت أعلم بحقيقتها لما قبلت بها، لأن كل من AKP والدولة كانوا في ضيق تام وكان من الممكن فرض الحل عليهم.

ان عملية وقف إطلاق النار كانت فرصة لإدارة PKK والدولة. حيث كانت AKP تعتقد بأنه إن تم إيقاف الحرب حينها لا يمكن للجيش والدولة أن تضغط عليها. بالتالي تقوي نفسها خطوة خطوة أي عندما تتوقف الحرب تخف ضغط المجتمع والدولة على AKP ، وهذا بدوره يساهم في أن تستعيد أنفاسها من جديد. لهذا قال قائد الشعب الكردي اذا لم تتقدم بخطوات عملية سوف اعتبرها للعبة. ففي عملية وقف إطلاق النار التي تمت في عام ٢٠٠٦ قاموا بتسميم القائد آبو. ولكن لدى قيام الحركة بالكشف عن عملية التسميم هذه اطروا لايقافها. كانت مرحلة حساسة. عملية وقف إطلاق النار كانت مستمرة وكان الجيش يضيق الخناق على .AKP عندما اظهر AKP عبدالله مرشحا لرئاسة الجمهورية وجه الجيش تحذيرا في ٢٧ نيسان. أثرها توصل اردوغان ويشار بيوك انت الى مصالحة دولما بهجة في ايار. وتم الاتفاق على ان يقوم AKP بتصفية حركة الحرية الكردية مقابل بقائها في السلطة وانتخاب عبدالله كول رئيسا للجمهورية. نتيجة هذه المصالحة تم انتخاب AKP من جديد في انتخابات ٢٢ تموز وصعود عبدالله كول الى جان كيا. أي أن سلطة AKP ستستمر شريطة محاربة PKK . لانه لم يكون انذاك للدولة العميقة والجيش اية اداة سياسية اخرى. في تلك السنوات لم يكون بمقدور كل من MHP و CHP الحرب ضد PKK . ف AKP وحده كان بإمكانه تحقيق مشروعية تصفية PKK في الداخل والخارج. لهذا السبب اعطت الدولة العميقة دعما ل AKP .

فأول عمل قام به AKP بعد انتخابات ٢٢ تموز هو تقديم مذكرة للقيام بحملات تمشيط ضد PKK خارج حدود الدولة التركية في أول اجتماع للأمن القومي في شهر آب.

قبل الانتخابات كان اردوغان يقول »هل تم الحل في الداخل حتى نذهب ألى الخارج « لكسب أصوات الليبراليين والكرد وغيرهم.

لكن بعد الانتخابات فأول عمل قام به هو استخراج تذكر التفويض من المجلس وفق الاتفاقية. ومن ثم توجه الى امريكا وعقد اتفاقا لتصفية PKK بمساندة الولايات المتحدة الامريكية ل AKP ازدادت دعم الدولة العميقة ل AKP أيضا. فبهذه المساندة قويت مكانة AKP . حينها حاول الجيش عرض قوته في حملة الزاب.

حيث أن هذه الحملة ساهمت هي الأخرى بتقوية مكانة AKP أي لو نجح الجيش في حملته على منطقة الزاب كان سيؤدي الى تراجع مكانة AKP . ولكن عندما لم تصل عملية الزاب الى نتيجة جددوا المصالحة. هذه المرة كانت المصالحة مع الدولة العميقة بين اردوغان-باشبوغ واثر هذه المصالحة تم الإقرار بفتح قناة بث TRT٦ وقسم اللغة الكردية في الجامعة الى جانب محاربة PKK لكسب شرعية حربها ضد ب ك ك. بالإضافة الى استخدام ألية الحرب الخاصة والنفسية لأبعد الحدود في حربها. بهدف كسب الكرد وكردستان الجنوبية والراي العام التركي لصالحها في حربها الهادفة إلى تصفية ب ك ك. حضر لعام ٢٠٠٨ وفق هذا المخطط. حيث سمى ايلكرباشبوغ مخططه التصفوي هذا بمفهوم الحل الديمقراطي الليبرالي. فمخططه هذا لايمنع الإبادة الثقافية وفرض حاكميته السياسية. أي تم اعطاء الشرعية لهذا المخطط التصفوي من خلال قبول بعض الحقوق وبالاستناد إليه تحقيق تصفية PKK . بالأستناد إلى هذا المخطط تم التخضير لانتخابات ٢٠٠٩ . فكل مخططاتهم كانت تتمحور حول أنه بعد هذه الانتخابات ستضعف ب د ب وتتقوى AKP وبالاستناد إلى هذا التطور عقد كنونفرانس كردي في جنوب كردستان والوصول في هذا الكونفرانس الى قرار فرض نزع السلاع على PKK .فإن لم تقبل PKK هذا القرار الكردي فان الدولة التركية بالقوة المعنوية والشرعية السياسية التي اكتسبتها من هذا الكونفرانس وبالاستناد لمخططاتها ستقوم بهجوم موسع ضد PKK . لهذا السبب إن تم الملاحظة تم تنظيم كونفرانس من قبل جماعة فتح الله كولان في هولير قبل انتخابات ٢٩ اذار ٢٠٠٩ تحضيرا للكونفرانس الوطني الكردي .

لقد خرج BDP من الانتخابات بنجاح، استناداً على ذلك قامت حركة التحرر الكردية في ١٣ نيسان بالإعلان عن وقف عمليات العسكرية من طرف واحد. إلا أن عمليات التمشيط الإبادة السياسية بإسم KCK بدأت بعد يوم من هذا الإعلان. وفي نفس اليوم عقد ايلكر باشبوغ صاحب الحل الديمقراطي الليبرالي اجتماعاً صحفياً موضحاً فيها شكل تركيا الجديدة التي يتصورونها، حيث قال فيها بالطبع قال أتاتورك بأن الذين يعيشون في تركيا هم شعوب تركية ولكن جميعهم أمة تركية. ووضع إطار لحله الديمقراطي الليبرالي وفقاً لنظريته بأن الذين يعيشون في تركيا كلهم شعب تركيا. لفرض اطار تركيا الجديدة على الكرد قاموا بتمشيطات الإبادة السياسية. كان الهدف إرضاء الكرد سياسياً ب »الحل الديمقراطي الليبرالي «. رغم ذلك فإن حركة التحرر الكردية واستناداً إلى نتائج انتخابات ٢٩ أذار قامت بوضع حملة الحل الديمقراطي كخيار لها. في هذه الأثناء قال قائد الشعب الكردي بأنه سيحضر مشروعا للحل كخريطة لطريق، إلا أن مشروع الحل التي حضرها القائد آبو أثناء لقاءات أوسلو بالطبع كانت لعبة من ألاعيب الدولة التركية. كان الهدف من دخول مجموعات السلام من خابور القيام بحملة تخدم الحل الديمقراطي. فلدى استقبال حشود جماهيرية كبيرة لهذه المجموعة رأوا بأنه لايمكن تمرير حلهم أي مخططهم التصفوي عندها باشروا بتسريع تمشيطات الإبادة السياسية، أي أنهم قاموا بقص الحركة الديمقراطية الكردية بعد انتخابات ٢٠٠٩ وفق مفهومهم.

عندما رأى قائد الشعب الكردي هذه الحقائق قال بأن الشعب الكردي يواجهه مصير الثورة الفرنسية والروسية. حتى قال بأن AKP يخاف من الحل و PKK من الثورة، لذا لم يبقى أمام الكرد سوى الحل عن طريق النضال. لهذا أنهينا المرحلة الثالثة وبدأنا بالمرحلة الرابعة. ببدء المرحلة الرابعة كان المجتمع مستعداً للثورة والانتفاضة، عندها أدرك AKP بأنه سيواجه صعوبات في استفتاء لذا بعث الهيئات من جديد إلى قائد الشعب الكردي. وقالوا بأنهم سوف يقومون ببعض الخطوات بعد الاستفتاء، والقائد أراد إعطاء فرصة أخرى. لكن لم يحدث أي تطور. كانت قناعتنا هي تطوير النضال والقائد أعطى مثال »ميدان التحرير .« لكن مرحلة الانتخابات لم تكون مناسبة لمثل هذا التطور. كانت اللقاء مع القائد مستمرة قبل انتخابات ٢٠١١ وفي نهاية هذه اللقاءات بعث القائد ثلاثة بروتوكولات إلى حركة التحرر الكردية في نيسان، والحركة اعطت الرد المناسب والقائد بدوره قدمه للدولة. هذاه البروتوكولات كانت أحداها بصدد الدستور والاخرى كانت حول تقصي الحقائق والأخرى متعلقة بالسلام، وكان يتطلب تشكيل ثلاث لجان لأجل هذه البروتوكولات. بعد انتخابات ١٢ حزيران طلب القائد بأن تتدخل الدولة والمجلس والحكومة وأن يفتح المجال أمام تطبيق هذه البروتوكولات. وحركة التحرر أيضاً دعت إلى ذلك. لكن لم تقم الحكومة بتأسيس اللجان ولم يلعب المجلس دوره، عندما لم يحصل كل هذا انتهت مرحلة أوسلو. اعتقد AKP أنه اصبح قوياً بعد الانتخابات حيث نال ٥٠ من أصل ١٠٠ صوت وبالتالي نال الدعم الاجتماعي، وبدعم القوى الخارجية سيتمكن من تصفية حركة التحرر الكردية.

لم يكن مستعداً لمشاريع القائد أو بالأحرى كانوا يعتقدون أن بإمكانهم تصفية PKK ، حيث فكروا في هذه المرحلة بمخطط سريلانكا وبدأوا بحملة حرب شرسة . جعلوا من عملية سيلفان التي صادفت إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية حجة لهم، كانت الغاية من إعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية هو أن يقوم الشعب الكردي بتنظيم نفسه بنفسه لفرض حله السياسي على الدولة. لكن حكومة AKP والدولة التركية وبدل أن يستجيبوا لمطلب الإدارة الذاتية الديمقراطية سياسياً ردوا بموقفالسحق بشدة. في نهاية ٢٠١١ – ٢٠١٢ تم خوض حرب كبيرة التي كانت في الحقيقة لأجل تصفية حركة التحرر الكردية استخدم فيها AKP كل إمكاناتها. اعتقل عشرة آلاف شخصفي حملات تمشيط KCK . مشروع التصفية هذا ليس له مثيل في كل العالم. الإقدام على اعتقال عشرة ألف سياسي لم تقوم بها حتى الدول الفاشية. ولم تلاحظ مثل هذه الحملات لا في ١٢ أيلول ولا في التسعينيات. فقط إن الذي ينكر وجود الكرد يمكنه تنظيم مثل هذا الهجوم. كانوا يعتقدون أنهم مثلما فعلوا في ١٩٩٣ عندما قاموا بإغتيالات فاعلي المجهول، يستطيعون من خلال استهداف الساسة الكرد وقف الانتفاضة وسحق الشعب وبعدها الضغط على الكريلا وتصفيتهم. كانوا يعتقدون بأنهم عن طريق هذا المشروع يمكنهم سحق السياسة الديمقراطية والمجتمع الديمقراطي. حتى ولو كان في بقعة أخرى من العالم.

تم خوضحرب طاحنة في زاغروس وكذلك في بوطان، وقامت الكريلا بعمليات نوعية في إيالة سرحد وبينغول، وهذا دفعت بالجيش أن تعايش صعوبات لم تعيشها في أية مرحلة اخرى. وهذا بدوره دفعت بأن تحيا AKP صعوبة وهزة عميقة. ناقشوا مقدار الأراضي التي تحكمها PKK في هذه المرحلة اشار محمد علي بيراند وبعضالكتاب على أن PKK أصبح قوياً سياسياً وعسكرياً ولهذا لن تقبل المصالحة. حيث كتبوا إلى جانب الحملة وثورة غربي كردستان فإن PKK بقوته هذه ستطور الحرب وتضيق الخناق على الدولة التركية، وقالوا بأن الهدف من وقف إطلاق النار مع إيران هي من أجل خلق مناخ تطوير حرب ضد تركيا. في الحقيقة سجلت الحركة تطوراً سياسياً عظيماً في ٢٠١٢ ربما لم تصل حركة الحرية إلى كافة الأهداف المخططة لها، لكن ثورة غرب كردستان، والوضع في زاغروس، عدم سماح الكريلا لدخول الجيش إلى بعضالمناطق. زيادة تأثير حركة التحرر الكردية في الشرق الأوسط واستمرارية الانتفاضة رغم كل شيء دفعت AKP أن تدخل نفق مظلم. إن مقاومة السجون في صيف ٢٠١٢ اثرت على AKP ولما رأى AKP أن المبادرة تخرج من يده لجأ إلى الألاعيب ولأجل تقوية موقعه ألتفوا حول PDK ودعوا مسعود البرزاني إلى مؤتمرهم. إن أمتلاك حركة التحرر الكردية المبادرة أفشلت كافة مخططات AKP . رأى AKP إن استمر الوضع الذي عايشه خلال عام ٢٠١٢ في عام ٢٠١٣ أيضا فإن خسارته في انتخابات 2015 حتمية. لأنه لم ينجح في حربه ضد PKK وخسر سوريا وغرب كردستان وضعف وضعه في توازنات شرق الأوسط. فمساندته للناتو في ليبيا وفتحه الحرب في سوريا قبل الكل لم توقف فشلها. من أجل كسب مساندة أمريكا ضد PKK تخلت عن علاقاتها مع كل من إيران وسوريا. كانوا يعتقدون أنهم لو نجحوا في سوريا فأنه ستفتح أمامهم أبواب الشرق الأوسط مثلما حدث عام ١٥١٧ في معارك مرج دابق والريدانية. طبعاُ لم يحدث ذلك بالعكس تطورت ثورة غرب كردستان. ظهرت أمامها عوائق في سوريا، لم ترضى أمريكا وأوربا نجاح تركيا مع الإسلاميين في سوريا. ولهذا لم تتطابق حسابات البيت مع السوق. بقي الأسد قائماً أو الأصح لم ينجح الإسلاميون. السبب الأساسي في ذلك ليس مقاومة الأسد. عندما رأى الاسد أن أمريكا وأوربا لا يريدان نجاح الاسلاميين ازدادت مقاومته، والمسيحيين واليهود الإسرائيليين لا يتقبلون وجود دولة إسلامية إلى جوارهم. في هذه الاثناء تحققت ثورة الشعب في غرب كردستان. اصبح AKP يفقد تقدمه السياسي في الشرق الاوسط. في الداخل تقوم PKK بحملاتها. وستقصر الضغوطات التي سيواجهه AKP  من الدولة ومن المجتمع من عمر الحكومة، حتى هذه اللحظة سير سلطته على اساس انه سيقوم بتصفية PKK واستمد الدعم من القوى المختلفة لتحقيق هذا الهدف، وقام بالقضاء على الكثير من القوى على هذا الأساس. وصل في المرحلة الراهنة إلى نقطة لايمكن له أن يخدع PKK ولا سحقه، لذا فقد كل مراكز دعمه وحججه الذي كان يستند عليه في حربه ضد PKK . أنه يحارب CHP و MHP ويحارب PKK لكنه لم ينجح. كان أمامه ثلاث خيارات إما السحق، أو الخداع أو الحل. لم ينجح في السحق لقد زال هذا الخيار والأن إما الخداع أو الحل لقد تم تجاوز مرحلة أوسلو لذا لا يمكن أن يخدع حركة التحرر الكردية في الوقت الراهن. لقد بعثوا هيئاتهم إلى القائد من جديد، والقائد يرى تضايق الدولة و AKP . لهذا أخذ قائد الشعب الكردي المبادرة وقام بحملة جديدة وفرض حلاً لايمكن ل AKP أن يرفضه. بمواقفه المعقولة يريد قائد الشعب الكردي أن يدفع AKP والدولة إلى درب الحل ويجب فهم مواقف القائد بهذا الشكل. يقول القائد ل » AKP لا يمكنك سحقه لذا عليك التوافق «. وهذا يعتبر نقداً ل PKK ايضاً لأنه لم يعطي كفاحاً كافياً للوصول إلى حل واضح للمسألة. ومقولة القائد أنه لا AKP ولا PKK يمكنهما الابتعاد عن هذا الحل، فبإستمرار الحرب سيكون الطرف الخاسر هو AKP لهذا قام ببعث الهيئات. وفي هذا الوسط السياسي يريد قائد الشعب الكردي دفع كل من AKP والدولة إلى حل معقول لا عودة عنه. وكل هذا بفضل ما حققته حملات حركة التحرر الكردية خلال عام ٢٠١٢ . وإذا استمر النضال في 2013 سيوصل حركة التحرر الكردية إلى احراز النجاحات واكتساب مواقع جديدة. ولكنها ستواجه المخاطر في حال لم تتمكن من أمتلاك زمام المبادرة في يدها. لأنه يتم تنظيم الشرق الأوسط من جديد، أمريكا تريد التوافق مع روسيا والصين في سوريا وتهدف من خلال سياستها إلى إبعاد الأسد مع مرور الوقت. وتحاول تحقيق التوافق بين الجهات المتحاربة لخلق توازن ضمن سوريا تحتوي قوى مختلفة.

يرى القائد أنه من الأصح التدخل في هذه المرحلة وأخذ المبادرة بحملة سياسية بدلاً من الحملة العسكرية. لذلك قام بحملة الحل الديمقراطي في الشرق الأوسط الذي يتم تنظيمه من جديد والذي يعيش توافقات سياسية. إن حملات التوافق الجديدة بين أمريكا وروسيا ستجبر تركيا ذي الموقف الضعيف على بعض التوافقات. يجب رؤية وفهم بأن حملة القائد له علاقة مع تطورات الشرق الأوسط، حيث تشهد المنطقة حالة حرب، وانهارت التوازنات القديمة لتتشكل توازنات جديدة مكانها. للسياسة دور مهم في مرحلة تكوين التوازنات الجديدة، لايمكن إحراز النتائج في هذه المرحلة فقط بالحرب والكفاح. لابد أن يكون لك موقع عسكري وسياسي قوي. طبعاً خضنا نضال قوي في ٢٠١٢ وازدادت الحركة قوة، لهذا فإن قائد الشعب الكردي وبأخذ زمام المبادرة يريد تحويل قوة PKK ونضاله خلال ٤٠ عاماً والقيم المكتسبات التي نتجت عنها إلى حملة سياسية. قام القائد بحملة سياسية وبيده المبادرة ويريد بحملته السياسية التأثير على تكوين المنطقة. لم ينتظر تنظيم المنطقة من قبل البعض وإعطاء مكان للكرد فيها  والله أعلم أي كيف سيكون المكان  قام القائد بحملته لإعطاء شكل للمنطقة ويجب أن لا نرى ذلك بشكل مستقل عن التطورات الحاصلة، طبعاً كل ذلك نابع من نضال حركة التحرر الكردية والتي ضيقت الخناق على كل من AKP والدولة التركية. حقيقة الحرب تعني معرفة الدولة التركية، والقائد أكثر اللذين يعرفون الدولة التركية على أكمل وجه ويرى القائد جوانب الضعف لديها ويعتقد بأن الدولة مجبرة للدخول إلى طريق الحل لذلك قام بحملة وضعها في سياق المرحلة، لأن الدولة التركية وقفت مكتوفة الأيدي أمام تنظيم الشرق الأوسط من جديد. ماذا سيفعل AKP ؟ لايمكنه سحقنا. إما أن يخدعنا وهذا غير ممكن، بقي لديه خيار الصهر. لا يملك حتى الآن سياسة للحل، لكن التطورات الخارجية وتطورات المنطقة والوضع الداخلي تجبره على الاستقامة وخطو خطوات. هنا رأي القائد بأنه لا خيار أمام AKP والدولة التركية ولايمكنها تطوير سياسة لا في الداخل ولا في الخارج، لذا أخذ زمام المبادرة وأراد ضمهم لمشروعه أي يريد ضمهم في النظام الذي سيتشكل في الشرق الأوسط وتركيا. إن فهم حملة قائد الشعب الكردي بهذا الشكل هو الأصح. طبعاَ هذه حملة سياسية.

كيف سيفعل هذا المشروع في تركيا والشرق الأوسط وكيف سيصل إلى النتيجة، في هذا الخصوص يمكن القول بأن القائد يثق بالخبرة الذي حققه النضال إلى يومنا هذا، يثق بالخبرات الفلسفية والايديولوجية والنظرية ويثق بقوة الشعب.

لو اتحدت قوة الشعب وهذه الخبرة مع الحملة السياسية والمبادرة، وكان هذا الأبداء السياسي يستند إلى حقيقة شعب وحقيقة حركة كحركتنا فنجاحها مؤكد. لايمكن الاعتقاد بأن هذا المشروع سينجح عفوياً. فإذا لم يفهم الشعب الكردي والقوى الديمقراطية وحركة التحرر الكردية وأصدقائهم هذه المرحلة وإذا لم يخوضوا نضالاً كبيراً هناك احتمال لفشل هذه الحملة. إن السياسية هي مهارة وفن والاختيار المناسب  من بين العديد من الخيارات التي تظهر أمامك. والآن القائد يختار الأنسب وسيكون فعالاً فيه. لماذا يعتقد أن هذا الخيار سيكون ناحجاً؟ لأنه يثق بنضال الشعب الكردي، النضال الذي دام أربعين عاماً وخلق خبرة في حقيقة الكرد، يثق بتأثيره على كل من تركيا والشرق الأوسط، وهو يقوم بحملة الحل الديمقراطي للقضية الكردية لتكون كمداخلة للشرق الأوسط في المرحلة السياسية وليجعل بذلك القرن ٢١ عصر الكرد.

يقوم القائد بتقييم ظروف الأسر التي يعيشها ويقول إنني في الاسر وتعالوا لنحل هذه القضية وبذلك يريد تحطيم العقدة الموجودة لدى الدولة التركية. أراد القائد كسر هذه العقدة عام ١٩٩٩ أثناء أسره وحاول تقييم الوضع وخلق بعض التطورات ولكن الدولة كانت تجد نفسها قوية PKK ضعيفة ومهزومة، لذا لم تأخذ اقتراحات الحل التي طرحها قائد الشعب الكردي محمل الجد. أما الآن فنحن لسنا في عام ١٩٩٩ لقد تغيرت أمور كثيرة، لم يتم تصفية حركة التحرر الكردية بالعكس تطورت وازدادت قوة. لذلك لايمكن مقارنة تقييمات القائد وموضوع الانسحاب مع عام ١٩٩٩ كانت حملته السياسية آنذاك جزء من مشروع إعادة لم شمل الحركة من جديد وقيمامها بحملة وإيقاف موجات وهجمات التصفية وليس فقط الحل. ولكن الآن ليس لإيقاف هجمات مضادة، إنما واستناداً إلى الخبرات والنضالات التي تمت خلال عشرات السنين  التطورات في غرب كردستان وفي إيران والوضع في جنوب كردستان والتطور الفكري والايديولوجي كنظام  قام بحملة تطوير الحل، حقيقة تعيش حركة التحرر الكردية تحضيرات جيدة من الناحية النظرية  الأيديولوجية والسياسية وهي في أحسن حالاتها، لا تمتلك الدولة مثل هذه التحضيرات. حركتنا تقرأ روح الزمن بأفضل شكل. يجب أن لا يعتقد كما كان في التسعينات أن التغيير من أجل الاستسلام للنظام الرأسمالي والسير معه. فلا الحركة ولا حقيقة القيادة تقول بأن نكون ونسير مثلما يسير العالم. إن روح الزمن هو مستوى النظام الديمقراطي الكومونالي الحر. بمعنى آخر المستوى الذي وصل إليه ميراث الحضارة الديمقراطية الكومونالية والتي جاءت بالتوازي مع الدولة بمثابة بديل لها.

إن روح الزمن هو تحرر الشعوب، والوصول إلى ديمقراطية حقيقية وجذرية. ومن يقف في وجهها سيكون مصيرهم مزبلة التاريخ. إن قراءة روح الزمن ليس كما قال بعضالليبراليين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بأن العالم تغير والذين يشكلون عائقاً أمام هذا التغير أو الذين لم يتغيروا ويستسلموا سوف يتم سحقهم. بالعكس إن مثل هذا الأقوال الليبرالية تعني عدم قراءة روح الزمن بالشكل الصحيح. فالقصد من روح الزمن هو تجاوز الذين يقفون أمام زمن الشعوب وروحها ومستوى نضالهم. عندما يقال ما هي الاسس التي يستند إليها حملة قائد الشعب الكردي يتوجب فهم الأسس التاريخية، والأسس الايديولوجية والتطورات السياسية في المنطقة والعالم عندها يمكن فهم خطوة القائد في الحل.

إن جوهر مشروع قائد الشعب الكردي هو كسر الخصائص المتخلفة، اللاديمقراطية، الظالمة، المانعة لكل شيء، وانعدام التغيير. والدخول إلى طريق الحل بالاستناد إلى ميراث حركة التحرر الكردية وقوتها والتطورات في المنطقة وآمال الشعب في تركيا في الحرية والديمقراطية والسلام لأجل ايجاد حل سياسي معقول للمسألة الكردية، وعلى هذا الأساس فتح الطريق أمام تطورات تاريخية وثورية في تركيا والشرق الأوسط. لذلك عندما نقول بأن اللقاءات ستضاعف التطورات التي حصلت في عهد الإصلاحات مروراً بمرحلة تعدد الأحزاب إلى يومنا هذا وستساهم في تحرر الانسان كل هذا ليس من باب الدعاية. أنه مشروع ذو ثلاثة مراحل. المرحلة الأولى: مرحلة وقف إطلاق النار من الطرفين، وستتخذ الدولة قراراً من المجلس وسيتم بناء اللجان وتحضير الأرضية للانسحاب. ستؤمن اللجان إمكانية الانسحاب بشكل صحي ومؤمن، سوف تتخذ تدابير لحماية الشعب من حماة القرى والجيتم وغيرهم من القوى في أماكن الانسحاب. يعمل القائد كي يتخذ المجلس قراراً بصدد الانسحاب وتشكيل اللجان خارج السياسة. أنه يرى قرار المجلس ولجنته مستقلاً عن اللجنة المدنية، يريد اللجنة المدنية مستقلاً عن المجلس والسياسة. المرحلة الثانية ستبدأ بخطوات انسحاب القوى العسكرية واتخاذ الخطوات القانونية والدستورية. نهاية المرحلة الثانية تعني إتمام التغيرات القانونية والدستورية ويهدف إلى إنهاءها في الصيف المقبل، يجب وضع تعريف المواطنة والإدارات المحلية وشروط الإدارة الذاتية في القوانين والدساتير، وقبول الإدارة الذاتية السياسية والاقتصادية والثقافية للمناطق.

حتى في بعض المواضيع يمكن للمناطق أن تأخذ قراراتهم عن طريق الاستفتاء وهذا جزء من التغيرات الدستورية. بإختصار فإن التغيرات الدستورية والقانونية المتعلقة بالكرد وحقوق الشعب الكردي في الحياة الحرة والديمقراطية ستتم في المرحلة الثانية.

تحتوي هذه المرحلة أيضاً التحقيق في مواضيع الإبادة والجرائم التي ارتكبت إلى يومنا. لا شك بأنه سيتم إقرار وتسيير هذه المرحلة مع القوى الديمقراطية.

المرحلة الثالثة ستكون مرحلة التطبيع، سيبدأ التطبيع بعد إتمام المرحلة الثانية والذي سيتم فيها تأمين حقوق الشعب الكردي في حياة حرة وديمقراطية. يعني من بعد الخطوات القانونية والدستورية التي يمنح للشعب الكردي فيها استخدام حقوقهم في حياة الحرة والديمقراطية بهويته وتأمين إمكانية تنظيم والتعبير بحرية بدون أي تدخل. ستأتي المرحلة الثالثة بعد هذه الخطوات من مدونة اللقاءات وتصريحات حركة التحرر الكردية والحركة الديمقراطية الكردية والتي انعكست على الصحف. لا شك هناك ضعف الثقة تجاه تقربات AKP . حيث يعيش المجتمع الكردي والقوى الديمقراطية بعض المخاوف مثلاً: فإن محمد آلتان يقول بأنه قد تقوم AKP والدولة التركية ببعض التغييرات في القوانين والدساتير من دون تطبيقها ضمن الممارسة العملية. ويعطي أمثلة على ذلك، لذلك فإن المرحلة الثالثة لا تتم فقط بالتغيرات في القوانين والدساتير بل سيتم متابعتها ضمن الممارسة العملية في تحقيق الحياة الحرة والديمقراطية للشعب الكردي. يريد قائد الشعب الكردي تسريع هذه المرحلة وتنفيذ المشروع ضمن مبادرته. لا يريد إعطاء فرضة لمماطلة AKP والدولة التركية، لأن المماطلة تعني خطورة التصفية.

لذا يريد القائد فهم مقاربات الدولة و AKP ويريد معرفة سياستها أي هل ستخطو الخطوات أم لا ؟ فإذا لم تخطو خطوة يعني أنه أمامنا فترة نضال شديدة. قد تتبع تركيا سياسة اللين وبعدها تتحرك بهدف إبادة وسحق حركة التحرر الكردية. لذلك يريد القائد أن تتوضح هذه السياسة في عام ٢٠١٣ وليس إطالة آمدها إلى سنوات. إما أن تخطي الدولة الخطوات وإلا سيتم تحديد الموقف تجاه تلك المماطلة. إن لم تتطور المرحلة حينها ستفعل PKK مخطط الحرب إذا تم الوصول إلى حل معقول، فسيقوم القائد بدوره في إتمام الجوانب الناقصة من خلال نضال ديمقراطي. طبعاً براديغما القائد لا تنتظر كل شيء من الدولة والحكومة بل تحتوي على أسلوب تنظيم نفسها ضمن المؤسسات الديمقراطية وتشكيل إدارته الذاتية وحل مشاكله. يتطرق القائد في مرافعته الأخيرة إلى العملية الإيجابية حيث يصف الجهود التنظيمية والقيام بالعمل الإيجابي، فإذا تحقق الحل المعقول والمرحلة الديمقراطية فسيتم إغناء محتواه من خلال العمل الإيجابي. إن المخطط ثلاثي المراحل الذي وضعه قائد الشعب الكردي لايمكن التكهن إن كانت الدولة التركية و AKP ستقومان بما يقع على عاتقهم فإن كانت تقرباتهم ايجابية فستتطور المرحلة. أما إذا لم يكن الموقف إيجابي فلا يمكننا انتظار أن تتحقق السياسة الديمقراطية من تلقاء ذاتها. حتى أنه أذا لم تخطو AKP خطوات الحل سوف تتطور حرب أكبر من حرب السنوات الماضية. لا شك بأن AKP عليها القيام بما يقع على عاتقها ضمن المخطط الذي بدأه قائد الشعب الكردي، ولكن في الأساس تقع وظيفة تطبيق المشروع على عاتق حركة التحرر الكردية والقوى الديمقراطية. إن الاستناد إلى قوة ونضال حركة التحرر الكردية وإغناء المرحلة مع القوى الديمقراطية تحوز على أهمية بالغة. ففي هذه المرحلة سيوضع الدستور والقوانين وستبدأ مرحلة دمقرطة تركيا بشكل فعلي. على حركة التحرر الكردية أن تلعب دورها لإيصال المرحلة إلى نجاح ولا تنتظر من الدولة بل يجب أن تستند إلى قوتها التنظيمية لتفعيل السياسة الديمقراطية. طبعاً الخطوة الأولى في الدمقرطة هي إزالة كافة العوائق أما السياسة الديمقراطية ومن بعدها يقع على عاتق الحركة والقوى الديمقراطية وظيفة بناء الحياة الديمقراطية الحرة ضمن إطار الإمكانيات التي ظهرت. إذا فتح المجال أمام السياسة الديمقراطية والمجتمع الديمقراطي للعب دوره فإن المشروع الذي وضعه قائد الشعب الكردي سوف يفتح الطريق أمام حملات ثورية في تركيا والشرق الأوسط. إن القيم التي خلقتها ثورتنا، ميراث النضال الثوري والديمقراطي في تركيا سيجسد آمال الشعوب الشرق أوسطية في الحرية والديمقراطية إذا نظمت وفق براديغما القائد وسيفتح الطريق أمام حملات ثورية في الشرق الأوسط كافة.

إذا بدأ التقرب بخوف من هذه المرحلة لن تكون لها نتائج بهذا المستوى. إن المخاوف تتطلب اتخاذ تدابير، لكن التقرب بخوف من المرحلة يعني قبول الهزيمة من البداية. إن التقرب من باب أن القائد والحركة تتوقع هذا الشكل وعدم رؤية خصوصية المرحلة الثورية ومكاسبها الكبيرة تعني من البداية إفشال محاولات القائد. يتطلب إيمان تام بأنها حملة ثورية واستيعابها فكرياً ونظرياً وسياسياً وبناء المخططات وفقها، والانضمام إلى الفعاليات ضرورية لإنجاح حملة القائد. من هنا عندما يقام مشروع أو حملة ما لا يجوز التردد. السياسة هي مسألة الاختيار والتوقف بشكل فعال على هذا الإختيار وتنظيمها وإيصالها إلى مستوى يمكنك تسيرها بمبادراتك. لهذا على كافة المؤسسات وفي مقدمتها الإعلام الاقتراب بحساسية من هذه المرحلة.

لا شك أن بقاء الكريلا قوياً إلى جانب التدابير السياسية أثناء الانسحاب ذو أهمية، إذا لم تبقى الكريلا قوية قد تود الدولة التركية تسيير سياسات التصفية بدل الحل. لذا يجب أن يبقي الكريلا على تدريباتها واعتقاده وإرادته وإنضباطه حتى نهاية المرحلة. تحسباً لكل الأحتمالات سيتم حماية الكريلا وتقويته. الانسحاب لا يعني إلقاء السلاح من دون الحل، وبدون الثقة بوجود الحل لا يمكن إلقاء الأسلحة.

بعد بدء قائد الشعب الكردي بهذه المرحلة يقوم البعض بتشويهها بوعي، ومن ناحية أخرى يقوم بعض الأطرف بتفسيرها حسب مفهومهم كما ينظر الأعمى إلى الفيل. بالطبع سيظهر من يريد إفشال هذه المرحلة.

عندما قام قائد الشعب الكردي بتوجيه الإنتقادات إلى التقربات الخاطئة من قبل اللوبيات الرومية والأرمنية واليهودية، أتهم وعلى الفور بالعداوة للأرمن واليهود والروح، بدون النظر إلى موقف الحركة والقائد من المجموعات الاثنية والدينية وكانت مواقفهم هذه لا أخلاقية. مع العلم بانه لاتوجد حركة و قيادة تعطي اهمية للجمعات المظلومة مثل هذه الحركة والقيادة. هذه القيادة التي تتحدث أكثر من الكل عن الإبادة التي تعرض لها الأرمن والسريان وبأنه ضرر كبير في هذه الجغرافية وتعتبره جرم شنيع ضد الإنسانية. هذه القيادة تعتبر أن كردستان وطن مشترك لجميع المجموعات الدينية والاثنية وعلى رأسها السريان والأرمن. وبذل جهود كبيرة للكشف عن الجرائم التي ارتكبت بحق هذه الشعوب في كردستان والشرق الأوسط. لايمكن لأحد إنكار حقيقة الجهود التي قدمتها هذه الحركة وهذه القيادة في خلق تطورات إيجابية تجاه هذه الشعوب. قائد الشعب الكردي هو الصديق الحقيقي لهذه الشعوب. ويرفضالمفاهيم التي تدعي بأن حرب الشعب الكردي هو من أجل نيل مساومات من الدولة التركية. كما ينتقد قائد الشعب الكردي كل الجوانب المتخلفة لدى مجتمعه فإنه ينتقد هذه اللوبيات كذلك. إن القيام بهذه الاتهامات عدمية للأخلاق والوجدان والعدالة.

هناك تشويه لأقوال القائد بصدد الأخوة الإسلام الهدف من هذا التشويه هو تحريض المجتمع العلوي وتنظيماتها. إن أكثر من يتحدث عن الظلم الذي تعرض له العلويين والأيزيديين في هذه الجغرافية هو القائد الذي يريد الوصول بهم إلى حياة حرة وديمقراطية في مرحلة الحل هذه. إن مجرد التفكير بأن القائد والحركة ستتجاهل العلويين والايزيديين والسريان وغيرهم من المعتقدات المضطهدة يعني عدم معرفة الحركة، أن حركة التحرر الكردية هي قبل كل شي حركة المجموعات المظلومة والمضطهدة ومن بينها حركة الأيزيديين والعلويين وجميع الجمعات المسيحية القاطنة في هذه الجغرافية. بدون شك أن أغلبية الكرد يؤمنون بعقيدة الإسلام. إن الحديث عنها وفهمها ليس أمر خاطئ وفي نفس الوقت لايقبل القائد ولا تقبل الحركة تطبيق الظلم على الاعتقادات المختلفة الموجودة في هذه الجغرافية تحت أية حجة أو ذريعة كانت. حركة PKK لا تقبل الظلم على الأقليات الدينية، ولا يجوز تفسير اقوال القائد بصدد الأخوة الإسلامية بشكل خاطئ فقد عاشت الأقوام بمعتقداتها مع بعضها ولآلاف السنين. عندما قدم الأتراك إلى الأناضول تلقوا المساعدة من الكرد وانتصروا في حربهم. في القرون الماضية كان للاعتقاد دور مهم حقيقة لا نقاش عليه. وبالتالي تفسير هذه المقارنة التاريخية بشكل مختلف لا يأتي إلا من نية سيئة. حركة PKK وقيادته هي قبل كل شيء حركة الأيزيديين والعلويين. لقد تم إثبات ذلك مرات عديدة خلال الأربعين عام من تاريخ الحركة وبالتالي لا يمكن تظليل الشمس بالطين.

ستزداد حملات التشويه والهجمات من هذا النوع في المرحلة المقبلة خاصة من قبل هؤلاء الذين مازالوا يمثلون حركة التحرر الوطني الكلاسيكي والقوموي. سيتم إنتقاد مشروع القائد و PKK الذي لا يستند الى مفهوم هدم دولة وبناء دولة جديدة مكانه. أعداء القائد والحركة بدأوا حملاتهم منذ الآن ويدعون بأن آبو استسلم وأن PKK لم يحرز أن نتائج في نضاله. من جهة أخرى سيقوم اصحاب مواقف التحرر الوطني الكلاسيكي بخلق الشكوك حول مشروع القائد وسيحاولون تشويش ذهن الشعب والقوى الديمقراطية لإعاقة مساندتهم لهذا المشروع. يعتقد البعض أن قوة PKK تكون فقط بالسلاح وعندما يترك السلاح سيصبحون هم القوة. أمثال هؤلاء سيشكلون عائق أمام الحل الديمقراطي ومشروع دمقرطة تركيا وسيقومون بحملات الإساءة والتشويه. وكذلك KDP واتباعهم الذين كانوا يقولون حتى الأمس بأنه مضى زمن النضال المسلح، ما إن بدأ القائد بإيجاد الحل السياسي وسحب القوة المسلحة سيقومون بالدعايات السلبية مثل: «انظروا لم يحرزوا أي انتصار بالسلاح، لم ينجحوا «. ففي ١٩٩٩ قالوا بأن PKK استسلم وترك الكفاح آنذاك، ولما بدأ الكريلا حملته في ١حزيران ٢٠٠٤ حينها قالوا من أين جاء هذا، أنهم بهذه الحرب يضعون الجنوب في خطر وما شابه ذلك من دعايات. بإختصار أرادوا وقف مقاومة الكريلا. وفي مواجهة هذه الهجمات يجب اتخاذ الموقف ضمن إطار براديغما القائد التي تتخذ الأمة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية أساسا. وعلى أساس العملية الديمقراطية الإيجابية بناء الحياة الحرة والوصول لقوة إدارة النفس. إن هذا المشروع هو ثورة كل يوم، وإن تم إنشاء نظامها بالجهود الثورية المستمرة وفق البراديغما عندها تكون ذات معنى ويمكن إعطاء الأجوبة لكل المواقف الخاطئة. إن حلنا البراديغمائي ليست دولتية وإنما تعتمد على تنظيم ديمقراطية المجتمع والأمة الديمقراطية الذي يعتمد على العيش المشترك والحر والمساواة لمختلف المجموعات في بناء حياتها الحرة والديمقراطية. يتوجب استيعاب البراديغما التي تصبح قوة بإعتمادها على حقيقة المجتمع الديمقراطي.

قال قائد الشعب الكردي في لقائه مع BDP بأن أعظم نجاحاته هو تطوير حركة تحرير المرأة التي تعتبر مفتاح حل بقية المسائل. عندما تقوم بالحل تصل إلى قوة بإمكانها سحق التصفية وكافة المفاهيم اللاديمقراطية والمتخلفة والغاصبة لحقوق الشعوب والمضطهدين. إن التعمق في تحرر المرأة تظهر حقيقة المجتمع الديمقراطي. لايمكن لأية قوة أن تقف أمام قوة المجتمع الذي حقق تنظيمه الديمقراطي. عندما تظهر الخطوات القانونية والدستورية لعملية الدمقرطة عندئذ يمكن للشعب الكردي تحقيق وتجسيد الثورة ليس فقط في كردستان وتركيا بل في كافة الشرق الأوسط والحفاظ عليها. وإذا فهمت هذه الحملة والبراديغما التي وضعها القائد بشكل خاطئ يكون الباب مفتوحاً أمام كافة التخمينات والاتجاهات التي تريد تحريفها. لذلك فهم الفكر وتعكيسها مهم جداً في مرحلة الحل هذه. لقد بين القائد بأن النضال لم ينتهي وإنما ستستمر في ظروف جديدة وبوسائل جديدة إشارة إلى هذه الحقيقة.

لا شك أن هناك ما ستقوم بها الدولة التركية، والصحافة والقوى الديمقراطية وحركتنا ستوضح ذلك، من ناحية ستقوم بتطوير النضال ومن الناحية الأخرى ستوضح للدولة ما يتوجب القيام بها، والضغط على الشعب والقوى الديمقراطية بنضال دؤوب لإجبار الدولة و AKP لخطو خطوات نحو توسيع وتعميق وتجسيد الدخول إلى مرحلة الحل. يتوجب تناول المرحلة بهذا الشكل وإلا فسوف يتحقق ما يقوله قائد الشعب الكردي أن فهم البراديغما والنضال لم ينتهي بل هي بداية لخوض نضال فعال وبوسائل وبراديغما جديدة. طبعاً للكفاح المسلح تأثير هام، لكن عندما تتحقق بعض الشروط والظروف في يومنا الراهن وإذا تم التفكير بالتغيرات التي تعيشها الشرق الأوسط، والقوة التي خلقتها PKK فإن القوى التحررية والقوى الديمقرطية سوف تصل إلى نتائج كبيرة. تكمن قوة PKK في ايديولوجيتها وقوتها الديمقراطية والتحررية وليس في نفوذها وفي سلاحها، قوتها الأساسية تكمن في فكرها. من أجل لعب السياسة الديمقراطية لدورها لابد من أن تكون هناك عقلية ديمقراطية وآمنة. لذلك يرى قائد الشعب الكردي الدفاع المشروع مهم دائماً، وقال أنه لايجوز تحقيق المشروع بدون الدفاع المشروع وحماية البراديغما. إن قوة الحركة وايديولوجيتها بإمكانها تحقيق نتائج أكثر بكثير من الحرب. نتيجة للحرب لم يتم تفعيل بعض الجوانب القوية للحركة وبقيت دوماً تحت الضغط. يجب إزالة هذا الضغط وفتح المجال أمام السياسة الديمقراطية عندها ستكون قوة الحركة الايديولوجية والنظرية أكثر فعالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى