معرفة جوهر الكومينالية

معرفة جوهر الكومينالية

زنار آمد

يستخدم القائد في الكثير من الأحيان كلمة الشر الأهون. لأنه لا توجد في اللغات كلمات أو مصطلحات أنسب .لذا يستخدم القائد هذه الكلمات. يستعمل الكلمات الأقل تشوها أو الكلمات النظيفة نسبياً. فيقول لو كان هناك بديلا لكلمة الديمقراطية أو كلمة أخرى غير متلاعب بها من قبل السلطة لكان أفضل. فالسلطة الآن طورت شيئا جديداً تستولي من خلاله على كل شيء حيث تقوم الدولة القومية على وجه الخصوص بهذا الدور على أكمل وجه من خلال تحويل كل ما هو عائد للمجتمع أو يخدم المجتمع لشيء آخر; فكلمة الديمقراطية والتي ظهرت أولاً في اليونان والتي كانت تعني إدارة شؤون المجتمع تحولت الآن لوسيلة إخفاء حقيقة السلطة والتستر عليها.

كما الحال الآن في أوروبا والدول الغربية الأخرى يستخدمون الديمقراطية لإخفاء والتستر على مصالحهم السلطوية. توجد لكل دولة إدارة وهي لتسيير الامور ضمن المجتمع وليس لأغراض اخرى وهذا بحد ذاته ديمقراطية حقيقية. لذا لا نستخدم كلمة الإدارة في أماكن تواجد نظامنا إنما نستخدم مفهوم التسيير أو التنفيذ. لفهم فكر القائد علينا فهم جوهر الكلمات في البداية. القائد يقوم بتوضيح وتفسير المفاهيم المغلقة. يغنيها ويعرفها ويمنحها معاني جديدة. يفسر ويعرف لنا القائد الكثير من الكلمات والمصطلحات من جديد كي نفهمها وندركها بدأ من الديمقراطية وصولاً للحقوق ومن الاقتصاد وصولاً للدبلوماسية. فمعرفة معنى هذه المصطلحات تحوز على الأهمية عند مناقشة النظام. لا يجوز لنا أن نستخدمها أو نفسرها حسبما نريد. من هنا يأتي أهمية قراءة فكر القائد. لا يمكن لنا أن نقرأ فكر القائد حسبما نريد. نحن ملزمون بقراءة ومناقشة فكر القائد وفق التعاريف والتفسيرات التي طورها القائد بخصوص الكلمات والمصطلحات. طرأ تغيير وتجديد على مفهوم الأمة. حيث يتم مناقشة معايير الأمة وفق مفهوم الأمة الديمقراطية. وفق فكر القائد فإن الأمة الديمقراطية هي تجمع أشخاص أو مجموعات بإرادة حرة لهدف مشترك، بعيدة عن مبدأ اللغة والتاريخ والجغرافية والثقافة والدين الواحد. فالأهداف المشتركة و الإرادة الحرة هي الاساس ضمن هذا المفهوم. فبناء مجتمع بالاستناد إلى الإرادة الحرة بغضالنظر عن الدين واللغة والثقافة والعشيرة والقبيلة التي ينتمي إليها بحد ذاته يعبر عن أمة ديمقراطي. فالكل لهم الحق في العيش وتطوير اللغة والثقافة والدين والعقيدة والتاريخ الخاص بهم ضمن أي ساحة من ساحات الامة الديمقراطية. ولكن من الواجب أن يكون تجمعهم على أساس هدف مشترك وبناء نظام جديد وبنفس الوقت بناء حياة وقيم جديدة ونوعية. هذا هو مفهوم الأمة الديمقراطية.

طبعا إذا أرادوا بناء المجتمع بهذا الشكل لا بد أن يستند على مبدأ الفرد الحر والحياة الكومينالية. فكلمة (كوم) كردية الأصل، وهي مصدر لكلمة الكومينالية والتي تعني المجتمع وبناء الحياة الاجتماعية في جميع اللغات الآرية. ولهذا من الضروري بناء الأمة الديمقراطية بالاستناد إلى الفرد الحر والحياة الكومينالية.

في البداية علينا تعريف الفرد الحر. الفرد الحر هو الشخص ذو العقلية والإرادة الحرة وله ارتباط وثيق بالمجتمع. انطلاقنا من هذا أن مصطلح الفرد الحر يحتاج إلى نقاش موسع؛ أي ماذا يفهم الفرد الحر من الحرية؟ كيف يمكن إن يحرر نفسه؟ كيف يصبح الفرد صاحب إرادة؟ وما هي علاقة الحرية بالمجتمع؟ كيف يتحرر الفرد مع التغيير الاجتماعي؟ كل هذه الأسئلة تحتاج إلى نقاش موسع.

إذا لم نقم بنقد صحيح لمفهوم الحرية الليبرالية لا يمكن لنا بناء مفهوم حقيقي للحرية في الفرد الحر.لا يمكن بناء مفهوم الحرية بمفاهيم الليبرالية. ولا يمكن أن يتطور الفرد بهذا الشكل. إن مقدار ارتباط الفرد بالمجتمع وبلغته وثقافته والعيش وفقها هو بنفس الوقت مقياس درجة حريته. لأن الفرد موجود بمجتمعه لا يمكن العيش بدون المجتمع. لا يمكن بناء الفرد من دون المجتمع. المجتمع هو مكان نشوء وتطور الفرد. يعتبر الإنسان من أضعف المخلوقات في الطبيعة. لو وضعنا طفلا في الطبيعة لا يمكن إن يحيا حياته. لا يمكن إن يداوم حياته ويحمي نفسه في الطبيعة. بينما بقية الكائنات بإمكانها التكيف مع الطبيعة في فترة قصيرة والاعتماد على ذاتها في العيش .وحماية نفسها إزاء الأخطار التي تحدق بها. لكن الإنسان أضعف الأحياء في الطبيعة. إذاً كيف يمكن أن يكون قويا لهذه الدرجة؟ فقوته تأتي من اجتماعيته. فالمجتمع هو الذي يطور كل من اللغة والثقافة والعقل. يتشكل المجتمع من خلال تجمع الأناس مع بعضهم وعقد العلاقة المتبادلة فيما بنيهم وتشكيل أليات تعمل على حمايتهم وتصون صيرورة حياتهم. فالمجتمع تشكل بهذا الشكل وتطور كل شي من خلال هذا المجتمع. لهذا عندما يضع القائد الفرد الحر مقياساً للأمة الديمقراطية يتخذ المجتمع أساساً له. فالأفراد الذين تربوا بمفهوم الحرية الاجتماعية ضرورة حتمية لمساهمة كافة فئات المجتمع وبإرادتها الحرة في تطوير حياة الأمة الديمقراطية. الفرد الذي لم يتوحد ولم يعرف ولم يعيش مع مجتمعه لا يمكن أن يكون عضواً في الأمة الديمقراطية. بطبيعة الحال عندما نقول لا يمكن تصور الفرد بدون مجتمع بنفس الوقت نقول بأن المجتمع كذلك يعيش بأفراده. حيث يتم بناء التوازن فيما بين الفرد والمجتمع ضمن الأمة الديمقراطية. حيث يقوم المجتمع والفرد بتطوير حرياتهم معاً. إن تكوين إرادة كل فرد يعني بنفس الوقت تكون إرادة المجتمع. إن مستوى تطور الأفراد الأحرار وذوي الإرادة تظهر مستوى تطور ذاك المجتمع. إن مستوى تقدم مجتمع ما يقاس بمقدار وجود أفراد عقلاء وذوي الإرادة الحرة. من الضروري خلق هذا التوازن. حيث أن الحياة الكومنيالية تشكل أرضية هذا التوازن.

تعتبر الأمة الديمقراطية روح نظامنا، أي أنها تمثل روح نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية .أينما أردنا تأسيس نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية أو نظام كونفدرالي لابد قبل كل شي زرع روح الأمة الديمقراطية في المجتمع .ومن أجل زرع روح الأمة الديمقراطية في المجتمع لابد من خلق أرضية من الحياة الكومينالية للأفراد الأحرار.

إن مقاييس الحرية معروفة نوعا ما. لا يمكن لإنسان جاهل أن يكون حر، بنفس الشكل لا يمكن لإنسان عديم الإرادة أن يكون حراً. الإنسان الجاهل أعمى، يمكن لأي كان أن يجره إلى المكان الذي يريده أو يتركه في مكان ما بدون إن يحس به. في هذا الحال لا يمكن للإنسان الجاهل أن يتحرر. لا تتطور عنده روح الحرية. الحرية تتطلب قوة مادية ومعنوية.

الإنسان الذي يريد أن ينضم إلى المجتمع بهذا الشكل ويلعب دوراً في بناء الأمة الديمقراطية لابد أن يكون له حياة جماعية. لهذا السبب مثلما أن الأمة الديمقراطية تشكل جوهر نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية بنفس الشكل فإن الحياة الكومينالية تشكل جوهر الأمة الديمقراطية. إن الانضمام لعملية تحقيق الهدف المشترك بإرادة حرة تعتبر مبدأ أساسي من مبادئ الأمة الديمقراطية. الكومين هو المكان الذي ينضم إليه الفرد بإرادته الحرة. الكومين بقدر ما هو معنوي فهو مادي بنفس الدرجة. فهو يمثل الجسد بقدر ما يمثل الروح. الذين يريدون الانضمام إلى نظام الأمة الديمقراطية عليهم بناء كومونات؛ وأن ينضم الأفراد إلى الفعاليات الاجتماعية ضمن الكومين.على الجميع من الجماعات والأفراد أن ينضموا إلى الأمة الديمقراطية عن الطريق الكومينات. فلدى التحدث عن أهمية الكومين نتذكر قول القائد »من ليس له كومين ليس منا « انتباهنا، يتضح من هذه الجملة بأن الانضمام إلى التنظيم يتم عن طريق الكومين.

الأشخاص الذين لم ينضموا إلى الكومين في النظام يمكن القول بأنهم لم ينضموا إلى النظام. الشخص الذي لم يبني كومين في النظام فلا يمكنه أن يحسب نفسه عضواً ضمن النظام. فالانضمام بالإرادة الحرة الى الكومين يعتبر أساس نظام الأمة الديمقراطية.

هنا يمكن لنا إن نوضح الحياة الكومينالية، لأن للحياة الكومينالية أهمية فائقة. حيث يعتبر أساس النظام الكونفدرالي الديمقراطي أو نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية. جوهره الأساسي هو الكومين. يتوجب أن تكون كل الأعمال والمؤسسات في النظام مبنية وفق الروح الكومينالية وتساهم في تطويرها وإحيائها. فكل كومين مرتبط بالمجتمع ومتطلباته.

يتم إنشاء الكومنيات وفق متطلبات واحتياجات المجتمع. عندما ينتهي هذا الاحتياج تنتهي مهمة هذه المؤسسة. يتم بناء الكومين بالإرادة الحرة وفق متطلبات المجتمع. وتتخذ من التفاهم والتضامن وإتمام البعض اساساً في نهج عملها. كل شي يكمن في المجتمع. كيف يصبح المجتمع مجتمعاً؟ عندما يقوم أعضاء المجتمع بإتمام بعضهم في التصحيح وإزالة الأخطاء يجعلون المجتمع مجتمعاً. والكومين هو مكان ولادة هذا الروح. يتم تصحيح أخطاء ونواقص المجتمع وتجاوز النواقص ضمن بنية الكومين. بهذا العمل يتم خلق روح التعاون والتفاهم ضمن الكومين في المجتمع. بمعنى أن الكومين هو مكان تشكل شكل المجتمع وليست شكل المؤسسة فقط.

من الضروري أن تتحرك كل مؤسسة ككومين. ولكن لا يمكن اعتبار الكومين كمؤسسة فقط. مثلا فأي مجلس هو في نفس الوقت يعتبر كومينا. مجلس أي مدينة هو كذلك يعتبر كومينا. لماذا؟ لأنهم يجتمعون بإرادتهم الحرة حول هدف مشترك. ويسعون لتحقيق متطلبات معينة للمجتمع ويتممون بعضهم البعض ويعملون على اساس التفاهم ويخلقون تنظيماً ويسيرون على أساسه. بهذا المعنى فإن مجلس أي مدينة يعتبر كومينا. وبنفس الوقت عندما يجتمع مجموعة من الشباب في أي حي ويتم تنظيمهم لهدف معين يعتبر ذلك كومينا. قد يكون هذا لفترة قصيرة أسبوعاً أو شهراً. على سبيل المثال عندما تتوحد مجموعة بإرادتها الحرة وتحدد هدفاً مشتركاً وتسيير أعمالها على أساس التفاهم والتعاون ويصححون ويزيلون أخطائهم ونواقصهم تعبر عن نظام الكومين والحياة الكومينالية. الذين يجتمعون لهدف اجتماعي ما ويبنون فيما بينهم تنظيماً ويعملون بروح التفاهم والتعاون وبأسلوب بناء يمكن لهم أن يعملوا ويعيشوا ككومين.

يتم تطوير هذا النموذج في النظام من القاعدة وصولاً للقمة. من العائلة وصولا للأمة. حيث يتم تنظيم كل شيء ضمن نظام الكونفدرالية الديمقراطية بهذا الشكل من مؤسسة النظافة في الحي وصولاً إلى مجلس الشعب. أي ان الكومينالية تعني العمل بروح التعاون والعيش بهذا الروح. يتوجب على كل مؤسسة في هذا النظام أن تعمل وتحيي الروح الكومينالية.

يتوجب على كل المكونات الاجتماعية أن تعيش ككومين. من الواجب أن يعيش أفراد العائلة كذلك. مثلا لو اجتمعت مجموعة ما من أجل التدريب فهي حينها تشكل كومينا. لأنهم مجتمعين لتحقيق هدف اجتماعي، ينظمون حياتهم معاً، كل واحد منهم يتوكل مسؤولية ويسعى لتحقيقها بنجاح. يمكن للإنسان أن يسمي هذا العمل بكومين التدريب. عندما تنتهي وظيفتهم ينتهي الكومين. أينما وجدت حاجة اجتماعية وجب إنشاء كومين. ولهذا يقول القائد بأنه على الإنسان إنشاء الآلاف، ملايين الكومينات. إن الاحتياجات الاجتماعية كثيرة لدرجة تتطلب إنشاء ملايين الكومينات، وضم المجتمع بأكمله إلى الفعاليات الاجتماعية تلك. بذلك يتحول الكومين من مكان مشاركة الأفراد إلى ساحة للفعاليات الاجتماعية. وبهذا الشكل أي عن طريق الكومين يمكن للأفراد الانضمام إلى المجتمع. كل أعضاء المجتمع ينضمون إلى المجتمع عن طريق الكومين. حيث لا يمكن رؤية أي فرد خارج المجتمع والفعاليات الاجتماعية. الهدف ليس انضمام بعض الأفراد بل كل المجتمع. هو توفير إمكانية مشاركة جميع أفراد المجتمع في الحياة الكومينالية وهذا تعني الأمة الديمقراطية. فالأمة الديمقراطية تتشكل بهذا الأسلوب .ضم جميع أفراد المجتمع إلى الحياة الكومينالية وخلق شخصيات حرة بالاستناد الى هذه الأرضية ويعتبر هذا أسلوب حياة الأمة الديمقراطية.

الأمة الديمقراطية ليست مؤسسة بل تمثل الروح فهي بمثابة روح النظام وروح المجتمع. عندما تمر بشارع وتحيي البعض بأسلوب حسن يعتبر الأمة الديمقراطية. كذلك تسيير العلاقات الاقتصادية وفق المبادئ الأخلاقية يعتبر روح الأمة الديمقراطية.

تعني أن تسيير كل الفعاليات المشتركة على أساس المبادئ الأخلاقية وبالروح الكومينالية تعبر عن الأمة الديمقراطية. الهدف هو إتمام المجتمع وإزالة النواقص تنقيتها من الأخطاء وإنشاء الأمة الديمقراطية.

للجميع مكان ضمن هذا التنظيم بغض النظر عن لغته، ثقافته، تاريخه وديانته. فالمهم هنا إلى أي درجة يمكن أن تطور مجتمعك وتحسن مدينتك؟ إلى أية درجة يمكنك خلق التفاهم في المجتمع؟ إلى أية درجة يمكن للأفراد أن يعملوا مع بعضهم؟ إن تحقيق هذا الشيء في مدينة ما تدل على الأمة الديمقراطية. فهي لا تستند إلى سياسة، دين، لغة، ثقافة، عشيرة وحزب واحد. أي عندما يتحد جميع فئات المجتمع حول هدف واحد ويعملون بإرادتهم الحرة عندها يمكن أن نقول بأنه تم إحلال الأمة الديمقراطية. إن إحلال الأمة الديمقراطية في المجتمع، الأحياء، الأسواق وفي القرى يتم من خلال الكومينات المتشكلة هناك. فعند وجود قضية أو مشكلة ما في أحد الأحياء يتوجب إنشاء كومين لإيجاد حل لها. كذلك الأمر بالنسبة للتدريب أيضاً أي أن كان هناك حاجة للتدريب يتم تشكيل كومين لحل هذه المشكلة. أي يتم تسيير وتنظيم وتصحيح جميع فعاليات المجتمع بهذا الشكل عن طريق الكومين. لا يمكن إنشاء الأمة الديمقراطية التي تعتبر روح النظام ولا احلال الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تمثل هي الأخرى جسد النظام من دون الكومين. بالكومين فقط يمكن توحيد كل فئات المجتمع وخلق روح مشتركة فيما بينهم. مثلا يمكن البدء بخلق هذا الروح بين المسلمين والمسيحيين والازيديين المتواجدين في الحي الواحد، وكذلك بين بين العرب والكرد والأرمن والأشور المتواجدين في الحي الواحد، كذلك بين الثقافات المختلفة. تم تشكيل لجنة العلاقات وعن طريق تلك اللجنة نسعى إلى عقد علاقات مع الشعوب الأخرى، فهذه العلاقات لن تبنى كالعلاقات الدبلوماسية بين الدول، إنما تبنى هذه العلاقات في الأحياء والمناطق بجهود مشتركة، كما بالإمكان أن يتطرق المرء إلى أساليب أخرى، ويعتبر هذا ضروريا ولكن من الواجب تشكيل كومينات مشتركة.

لأي درجة يمكنك تسيير الفعاليات مع العرب في منطقة ما لأن الدولة بسياستها خلقت فيما بينهم عوائق، كيف بإمكاننا إزالة والقضاء على تلك العوائق؟ الآن نريد خلق لغة مشتركة، كيف يتم خلق اللغة المشتركة؟ لا يمكن أن يتم خلق لغة مشتركة في المدارس. الدولة التركية والدول العربية حاولت خلق لغة مشتركة في المدارس. لا يمكنك خلق لغة مشتركة بإنكار لغة أخرى. اللغة المشتركة تخلق من خلال العيش المشترك.عندما يجتمع الناس لسبب ما هنا تظهر حاجة ضرورية للغة كونها تعتبر وسيلة التفاهم فيما بينهم. في هذا الوقت تخلق للغة مشتركة.

كذلك الأمر بالنسبة للثقافة المشتركة. بهذا الأسلوب يتم العيش المشترك وخلق الاقتصاد المشترك أيضاً. هذا هو مفهوم الأمة الديمقراطية. العمل معاً والسير معاً تخلق الأمة الديمقراطية. من دونها لا تبنى الأمة الديمقراطية. هذه هي مقاييس الأمة الديمقراطية.

إن تشكيل الكومين مؤلف من أفراد أحرار مقياس أساسي. فأساس كل شيء هو خلق شخصية حرة. فالشخصية غير الواعية وغير المتحررة من رواسب الدولة والسلطة ماذا ستعمل في الكومين، سوى فرض أنانيته، والسعي وراء مصلحته الشخصية والعائلية والعشائرية. لذا يتطلب أولاً أن يصل الشخص لسوية إدراك العيش والعمل مع المجتمع. بإمكانه القيام بفعاليات ضمن الحي مع جواره. إذا لم تصل الشخصية إلى هذا المستوى من الوعي والفهم سوف يعمل ضمن الكومين لمنفعته الشخصية .لهذا فإن الخطوة الأولى في إنشاء الأمة الديمقراطية هو خلق الشخصيات الحرة والحياة الكومينالية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى