تضخيم الحداثة الأوربية للبيروقراطية داخل كافة البنى الاجتماعية

تضخيم الحداثة الأوربية للبيروقراطية داخل كافة البنى الاجتماعية

حسين شاويش

لا شك بأن موضوع البيروقراطية له علاقة وثيقة بمؤسسة الدولة والسلطة، لأن البيروقراطية مرتبطة بذهنية الدولة المستندة إلى القوالب الجامدة. البيروقراطي لا يملك عقلية مرنة تمكنه من حل المشاكل بل مرتبط بالقوانين والموازين الجامدة والتي ليس لها علاقة بواقعية الحياة. كما هو معلوم بأن الدولة طورت الحقوق والقوانين على حساب الموازين الأخلاقية للمجتمع وعلى حساب العقلية المرنة للمجتمع، وكما أن الشخصيات التي تقوم بتسيير أمور السلطة داخل الدولة بمختلف مؤسساتها هي شخصيات بيروقراطية. البيروقراطية معناها اللغوي تعني حكم المكاتب والمكتب هو الكرسي والكرسي هو السلطة. لذا فأن مشكلة البيروقراطية مرتبطة بمشكلة الدولة والسلطة، لا يمكن مصادفة البيروقراطية في المجتمع الطبيعي أو المجتمع الذي لم يحتاج إلى الدولة في يوم من الأيام. قبل ظهور الدولة لم يكن هناك شيء أسمه البيروقراطية هذه القضية تطورت واستفحلت مع تطور الدولة والسلطة. البيروقراطي إنسان سلطوي لأنه مرتبط بالحقوق والقوانين والموازين الجامدة التي طورتها الدولة. الاخلاق الاجتماعية والعقلية المرنة للمجتمع والتي تعني الإدارة الاجتماعية كما يعرفها قائد الشعب الكردي السيد عبد الله اوجلان في مرافعته الخامسة حيث يقول: «أن الإدارة تعني العقلية المرنة للمجتمع .»

البيروقراطي بعيد كل البعد عن العقلية المرنة بل يملك عقلية جامدة غير واقعية منفصلة عن الواقع. فهو يملك صلاحية  التوقيع على أية ورقة دون أن يعرف مضمونها ولا يهمه أن كانت هذه الورقة تفيد المجتمع أو تضره، لأنه موظف لدى الدولة ومكلف بالدفاع عن الدولة وتسيير أمورها على حساب المجتمع. لذا يمكن القول بأن البيروقراطية تعني السلطة وتعني الديكتاتورية وتعني تصفية الموازين والأخلاقيات الاجتماعية وتعني رفع شأن الدولة على حساب المجتمع وتعني المصالح النخبوية والطبقية للفئة الحاكمة. وتعني العمل لدى السلطة والدولة وتمثيلها والدفاع عنها على حساب المجتمع وضد المجتمع من أجل مكاسب شخصية أو راتب شهري معين. إذاً البيروقراطية هي مشكلة كبيرة في مجتمع الدولة ونظامه وتحولت هذه المشكلة إلى مشكلة اجتماعية بعد مرور خمسة آلاف عام على عمر الدولة. البيروقراطي الأول أو البيروقراطيون الأوائل هم الرهبان السومريون الذين قاموا بتسيير أمور سلطة الدولة في المدن السومرية الأولى أو ضمن إطار الزيكورات أي المعابد السومرية والتي هي أساس الدولة وجنينها. ولكن لم نرى مثل هذا التضخم في العملية البيروقراطية أو في المؤسسة البيروقراطية لدى الدولة على مر خمسة آلاف عام كما هو الحال لدى الرأسمالية والحداثة الرأسمالية بمعنى الدول القوموية في الشرق الأوسط وما يسمى بدول العالم الثالث إن صح التعبير، والدول الأوربية كلها تعتمد على البيروقراطية في إدارة وتسيير أمور سلطة الدولة. إن كانت الأفكار التي تدور حول سلطة الدولة وإعطاء الشرعية للدولة مرتبطة بالاشتراكية المشيدة السوفيتية، وأن كانت مرتبطة بالليبرالية الأوربية، وأن كانت مرتبطة بالقوموية المتفسخة في الشرق الأوسط، وأن كانت تحت ستار الدين السلطوي. كلها أفكار تعزز وتعظم من شأن البيروقراطية داخل مؤسسات الدولة، وحتى أننا نرى بأن هناك تأثير لهذه الذهنية على مؤسسات المجتمع الديمقراطية، أو مؤسسات المجتمع المدني التي تأسست خارج نطاق الدولة، لأن الذين يدرسون في المدارس والجامعات والمعاهد تحت سلطة الدولة يتدربون على أفكار تمكنهم من أن يصبحوا بيروقراطيين. البيروقراطي الأول هو رئيس الدولة وبعد ذلك رئيس الوزراء وبعد ذلك جميع الوزارات ومدراء المؤسسات وصولاً إلى المختار في قرية معينة، كلهم يمارسون نفس الذهنية. البيروقراطي هو حامي لسلطة الدولة بدءاً من الذروة وصولاً إلى أصغر بيروقراطي كلهم يملكون نفس الذهنية ويمارسون نفس العمل. والهدف هو الدفاع عن الدولة وإعطاء الشرعية لها، وتضخيم عملية الروتين والتي تعني انعدام الوجدان والضمير والأخلاق الاجتماعية، وانعدام الموازين الاجتماعية العريقة، وتطور ذهنية الحقوق والقانون والمواد الحقوقية والقانونية الجامدة والتي لا تعرف الرحمة عندما يكون الموضوع مرتبط بالدفاع عن الدولة ضد المجتمع البيروقراطي، لا يملك ثقافة اجتماعية بل مرتبط بثقافة الدولة. البيروقراطي شخصية منفصلة عن حقيقة المجتمع ليس لدى البيروقراطي صداقات اجتماعية حقيقية أو روح تشاركية أو علاقات اجتماعية عريقة مثل الجيرة والصداقة والضيافة. البيروقراطية يهمه شيء واحد وهو كيفية أداء عمله بأكمل وجه لكي يرضي الدولة، ويحصل على  راتب وحوافز أكثر.

من هذا المنطلق يمكن القول أن روح البيروقراطية هو مرض في جسم المجتمع ويشكل عائق كبير أمام الروح الثورية وعملية الثورة الاجتماعية، لأن البيروقراطي مناهض للتغيير والتحول ومحافظ في نفس الوقت. يخاف ويهرب من الثورة كما يهرب من الوباء، لأنه يرى في الثورة أكبر خطر على مصالحه الخاصة وعلى كرسيه وحكمه المكتبي. لذا يقف بشتى الوسائل ضد الثورة، ولكنه في نفس الوقت عندما يرى أن هناك سلطة أخرى بديلة عن الثورة السابقة القديمة فأنه يتقدم إلى الأمام ويصبح معارضاً أكثر من الجميع والهدف هو التحول إلى بيروقراطي كما كان في السابق لدى السلطة الجديدة، فهو يعيق التغيير والتحول ولا يملك الروح الاجتماعية في عمله.

البيروقراطية ليست لها علاقة بالمجتمع إنما لها علاقة بمؤسسة الدولة. إذا نظرنا إلى الأنظمة التي ادعت بالثورة والثورية والاشتراكية والديمقراطية والتي تحولت إلى مؤسسات ديكتاتورية وفوقية على المجتمع. نرى بأن هذه الأنظمة لم تستطع حل مشكلة البيروقراطية بل طورتها لكي تتمكن من الوقوف على ارجلها كسلطة وكدولة في خدمة طبقة محددة مثلاً: الاشتراكية المشيدة تحولت إلى دولة بيروقراطية بكل معنى الكلمة. بدلاً من الاعتماد على الروح والموازين الاجتماعية وعلى المبادرة الاجتماعية. اعتمدت على الآلاف من الموظفين الذين تحولوا إلى سلطات صغيرة ضمن إطار سلطة الدولة الكبيرة وتحولت الحياة إلى عملية روتينية ليس لها طعم ولا لون وضاعت كل القيم المعنوية. بينما تمكنت الدولة من فرض حياة مادية رخيصة وذهنية مرتبطة بهذه الحياة على المجتمع على حساب القيم الاجتماعية والأخلاقيات الاجتماعية وذهنية المجتمع العريقة.

من احدى الأسباب الأساسية التي أدت إلى انهيار السوفيت والاشتراكية المشيدة هي البيروقراطية. طبعاً الاشتراكية المشيدة بحد ذاتها كانت شكل من أشكال الرأسمالية والتي تسمى برأسمالية الدولة. كما أن الدول القوموية في الشرق الأوسط مثل سوريا وتركيا والعراق وإيران كلها دول تعتمد على البيروقراطية في تسيير أمورها وفرض سلطتها على المجتمع. هذه الدول تعتمد على جيش غفير من البيروقراطيين في كل المؤسسات الاقتصادية والثقافية والسياسية والعسكرية. هؤلاء البيروقراطيون لا ينتجون شيئا بل هم مستهلكون ويعيشون على حساب مصلحة المجتمع. كما أن الدولة تدفع لهم الراتب وتقدم الإمكانيات اللازمة لكي يستطيعوا ممارسة عملهم على أكمل وجه. وكلما تمكن هؤلاء البيروقراطيون من فرض سلطة الدولة وإعطاء الشرعية لها وتسهيل عملية إدارة سلطة الدولة، كلما حصلوا على حوافز أكثر. كما أن الليبرالية كأخطر ايديولوجية في التاريخ تمجد البيروقراطية.

لأن الليبرالية تعتمد على الفردية والأنانية وتدعي الحرية الفردية مع العلم بأن الليبرالية تعمق العبودية ولكن بشكل دقيق وبإسلوب لا يمكن تمييزها أو تثبيتها بشكل سهل حيث نرى بأن العبودية العميقة والمتجذرة لدى المجتمعات الأوربية يتم اخفاءها أو تلوينها عبر الايديولوجية الليبرالية التي تمكنت وبشكل جيد من إخفاء الوجه القبيح للرأسمالية وللحداثة الرأسمالية. وعندما أفلست كل الايديولوجيات التي دافعت عن الدولة نرى أن الليبرالية ظهرت كأيديولوجية تمثل كل الأيديولوجيات السابقة. ولكن بأسلوب آخر وبلون آخر وبمميزات أخرى والتي ادعت الحرية الفردية وبالأنانية. وطورت الحرية الفردية على حساب المجتمع مثل هذه الايديولوجية تمجد وتغزز وتعظم من شأن البيروقراطية. لأن البيروقراطي يرى نفسه مرتاحاً أكثر في إطار وتحت ظل هذه الذهنية المسماة بالليبرالية لأن البيروقراطي فردي وأناني إلى أبعد الحدود. وكما أن الليبرالية تمجد الفردية والأنانية تحت أسم الحرية الفردية من ناحية اخرى يمكن القول وبكل سهولة بأن الدولة تعتمد على البيروقراطية كعمود فقري في عملية سيطرتها على المجتمع. البيروقراطي هو كادر للدولة وليس لحزب معين. وفي نهاية المطاف الذي يدافع عن ذهنية الدولة هو البيروقراطي وليست أية فئة أخرى لأن البيروقراطي يرى مصلحته في الدولة وفي عدم التغيير والتحول أكثر من أي شريحة أخرى.

هناك مصطلح يسمى بالبرجوازية البيروقراطية وهذه المقولة تم استخدامها في المصطلحات السياسية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي. والقصد من هذا المصطلح هو كيفية تحول موظف صغير إلى موظف كبير وبعد ذلك إلى شخص برجوازي يملك المعامل ويملك الشركات التجارية. من هذا المنطلق يمكن القول بأن البيروقراطي هو حرامي أو لص لأنه يسرق وينهب الكدح الاجتماعي ويخفي هذه العملية تحت ستار خدمة الدولة وشرعية الدولة وحقوق الدولة وقوانينها.

البيروقراطي لا يرى نفسه إنسان عادي داخل المجتمع بل ينظر إلى الغير بنظرة دونية. مثلاً البيروقراطي يكره الفلاح ويراه إنساناً جاهلاً متخلفاً. بينما نعرف أن الفلاح هو إنسان مقدس لأنه ينتج المواد الضرورية للحياة والفلاح يملك الأخلاقيات العريقة والفلاح يملك حب الضيافة وحب المشاركة ومساعدة الاخرين وحق الجيرة. ولكن البيروقراطي هو لص والبيروقراطي يهزأ بالفلاح ويراه متخلفاً وجاهلاً. ولكن كلنا نعرف بأن الفلاح هو شخص حر ويملك إرادة حرة أكثر من البيروقراطي ، لأن البيروقراطي لا يستطيع أن يتحرك ويتصرف حتى لدقيقة واحدة من حياته بدون رقابة الدولة.

بينما الفلاح يكره رقابة الدولة وحكمها ويريد أن يتصرف ويتحرك وينتج حسب نظامه القروي البسيط والحر في نفس الوقت. إذاً الفلاح ليس بجاهل والبيروقراطي ليس متنور. الفلاح ليس متخلف والبيروقراطي ليس متقدم.

على العكس البيروقراطي إنسان جاهل ومتخلف لأنه لا يملك إرادة ولا صلاحية التفكير والتصرف خارج إطار الدولة. كما أن البيروقراطي يكره الطبقة العاملة والشرائح الكادحة في المجتمع لأنه يراهم دائماً خطراً على حكمه المكتبي. لذا يسعى دائماً إلى تصفية روح الانتفاضة والثورة والنضال لدى الطبقات الأخرى أحياناً. يتحول هذا البيروقراطي إلى بوليس وإلى شرطي وإلى رجل مخابرات وإلى رجل من رجال الدولة الأكثر دموية.

فنحن نرى بأن البيروقراطي في الدول الأوربية هو أكثر الناس عيشاً للأمراض النفسية بسبب حالتهم الروتينية ونسبة الانتحار لدى البيروقراطيين في أوربا مرتفعة.

وفي الشرق الأوسط نرى بأن أكثر الناس ارتباطاً بالدولة وقوانينها وتصرفاتها التعسفية والإرهابية ضد المجتمع هم طبقة الموظفين أو البيروقراطيين. من هذا المنطلق لا يمكن فصل السلطة والدولة والبيروقراطية عن بعضهم البعض. ولكن الغريب في الأمر وخصوصاً في هذه المرحلة مرحلة ربيع الشعوب تفاجئنا بعملية تزييف كبيرة في هذا الموضوع مثلاً: بين ليلة وضحاها تحول أحد الوزراء إلى قائد ثوري وبين ليلة وضحاها تحول الأمين العام للحزب الفلاني، والذي كان موظفاً لدى الدولة خلال ثلاثين عاماً إلى قائد ثوري أو قائد معارض، طبعاً هنا نرى خلط الأوراق وتزييف كبير في هذا المجال.

أولاً: البيروقراطي لا يملك الروح الثورية. لأنه غير منفصل عن ذهنية الدولة وغير معارض للدولة بشكل جذري بل هو معارض بقدر ما يستطيع الوصول إلى كرسي جديد ومركز جديد في السلطة القادمة وليس أكثر. ولكنه بطبيعة الحال ليس معارض وليس مع الثورة ولا يملك ذهنية المعارضة والثورة. مثلاً في سوريا رياض الحجاب أكبر مثال على ذلك، تفاجئنا بين ليلة وضحاها بأن رياض الحجاب هو معارض سوري مشهور وضد سلطة البعث، بينما كلنا نعرف بأن رياض الحجاب كان موظفاً لدى البعث ومارس الإرهاب والتعسف ضد المجتمع السوري خلال ثلاثين سنة فكيف تحول بين ليلة وضحاها إلى ثوري ومعارض دون أن ينقد نفسه ودون أن يقدم اعتذاراً حتى للمجتمع. كما نرى بعض الأمناء العامين لبعض الأحزاب كانوا موظفون لدى الدولة في غربي كردستان، وكانوا دكاترة وأطباء ومهندسين في شركات الدولة وبين ليلة وضحاها تحولوا إلى معارضين وحتى هذه اللحظة يأخذون رواتبهم من الدولة. ولكنهم يتهمون الآخرين بالعمالة للدولة، بينما هم عملاء بطبيعة مهنتهم وطبيعة ذهنيتهم. لا نريد هنا ذكر الأسماء ولكن هذه مصيبة كبيرة وعلى المجتمع أن يعرف الحقيقة لأن البيروقراطي لا يمكن أن يتحول إلى ثوري إلا بعد أن ينظف ذهنيته وأحاسيسه وأخلاقياته من ثقافة النظام والدولة. الذي يدافع عن القوموية والدولة القومية وسلطة الدولة تحت أسم المعارضة فهو ليس بثوري. أكثرية هؤلاء الذين يدعون الآن بالثورية والثورة لدى بعض أطراف المعارضة السورية كانوا موظفين وبيروقراطيين كبار وصغار ومتوسطين لدى نظام البعث. ومارسوا الإرهاب والظلم ضد المجتمع السوري.

ومارسوا الإرهاب والظلم والمجازر بحق المجتمع الكردي في 12 اذار 2004 وكما ساهموا في تعريب المنطقة الكردية ولم يتم محاسبتهم خلال كل هذه السنوات الطويلة من قبل مخابرات النظام بينما هؤلاء الآن يتهمون الآخرين بأنهم مع النظام بينما ذهنيتهم وأحاسيسهم وعواطفهم وعروقهم ودمائهم كلها من طحين وعجين البعث. فبدون التخلص من هذه الذهنية البيروقراطية والتي هي امتداد لذهنية البعث والنظام والدولة والسلطة في صفوف المعارضة لا يمكن التحدث عن الثورة الديمقراطية في سوريا وحتى في غربي كردستان. لكن الأمر مختلف في غربي كردستان لأن أكثرية أبناء الشعب الكردي لم يكونوا من البيروقراطيين بل الدولة رفضتهم ومنعتهم من الحصول على المناصب البيروقراطية العليا في الدولة. والفئة التي تحولت إلى بيروقراطية لدى البعث هي الفئة التي ادعت السياسة وهربت من غربي كردستان و تعيش الآن في فنادق اسطنبول وهولير وبعض العواصم الأخرى. ولكن أكثرية أبناء الشعب الكردي 95 % هم من الشريحة الكادحة ومازالوا حتى الآن شرائح عمالية وفلاحية كادحة وشرائح من جيش العاطلين عن العمل. بينما البيروقراطيون كانوا 5% وهؤلاء الآن يدعون بالمعارضة والثورية ولكنهم يمثلون نفس ذهنية البعث وهناك أسماء لامعة تدعي بالمعارضة والثورية وهم ينتمون إلى الشعب الكردي من حيث الأصل ولكن ليس لهم علاقة بالهوية الكردية بل كانوا بيروقراطيين ويحصلون على الرواتب لدى نظام البعث خلال عشرين سنة أو الثلاثين سنة الماضية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى