الثورة الذهنية
الثورة الذهنية
حسين شاويش
الموضوع الأساسي في كل ثورة هو مدى نجاح قوى الثورة أو القوى الثورية في تحقيق أهداف وبرنامج الثورة من النواحي العملية والنظرية. فالعملية والتطبيق مرتبطتان بالنظرية بشكل وثيق، فمدى وضوح النظرية والرؤية، يحدد وضوح برنامج وأهداف الثورة أيضاً.
العملية الثورية كلها مرتبطة بذهنية الثورة، ولا يمكن التحدث عن الثورة وعملية التغير والتحول بدون القيام بتحويلات وتغييرات كبيرة وجذرية في الفكر والذهنية، ومن هنا تنبع أهمية الثورة الذهنية. ذهنية الثورة يجب أن تتصارع وأن تقوم بنضال مرير ضد ذهنية القوى المضادة للثورة، يجب أن تكون ذهنية عملية التغيير الجذري، والتي هي تعبير حقيقي عن الثورة منسجمةً مع حقيقة التغيرات والتحولات المطلوبة, فلا يمكن التحدث عن الثورة بدون خوضنضال فكري وذهني ضد القوى التي تعيق التحول والتغيرات الجذرية. فعلى مدى التاريخ قامت ثورات كثيرة وكبيرة، ولكنها لم تفلح في الوصول إلى أهدافها وتحقيق شعاراتها في الحرية والمساواة والعدالة. السبب الأساسي في فشل الثورات الكبيرة كثورة العبيد بقيادة سبارتاكوس ضد الامبراطورية الرومانية، والثورة الإسلامية والثورة الفرنسية والثورة البلشفية في روسيا، يكمن في عدم قيامها بتغيير جذري في ذهنية المجتمع، لأن أي ثورة أو تغيير حقيقي يجب أن يستهدف قيام مجتمع ديمقراطي سياسي أخلاقي, أي بمعني آخر تحقيق قيم المجتمع الطبيعي وفق زمان ومكان الذي يتم فيه هذه التغييرات والتحولات. كما هو معروف بأن هذه الثورات كلها لم تستطيع اجتياز إطار ذهنية السطلة والدولة، ومؤسستها القمعية والاستغلالية كل هذه الثورات حاولت بأشكال مختلفة تقليد الثورة المضادة وتقليد ميراث مؤسسة الدولة، مثلاً: فضمن الثورة البلشفية؛ ادعى مؤسسي الثورة بأنهم سوف يؤسسون أو يبنون ديكتاتورية البروليتارية بدل الديكتاتورية البرجوازية، ولكن الدكتاتورية هي الدكتاتورية وجوهرها واحد، وهو سلطوي وقمعي إن كانت على يد البرجوازية أو كانت على يد البروليتاريا، بمعنى آخر هذه الثورات لم تستطيع القيام بتغيير جذري ونوعي في ذهنية المجتمع, وبالتالي قامت بتغيرات سطحية شكلية أو ببعض التغييرات الجوهرية ولكنها لم تفلح في اجتياز ذهنية الدولة والسلطة وبالتالي وقعت في فخها وتحولت بعد مرحلة معينة إلى أداة بيد قوى الثورة المضادة. هذا ما رأيناها في ثورة سبارتاكوس والثورة الإسلامية والثورة الفرنسية والثورة الاشتراكية البلشفية في روسيا، بالإضافة إلى العديد من الثورات الأخرى مثل الثورة الفيتنامية والثورة الصينية وبعض حركات التحرر الوطني التي ادعت بأنها تمثل التغيير والتحول.
العملية الثورية مرتبطة بثلاث أسس محددة:
- عملية تنظيم المجتمع.
- عملية تدريب المجتمع.
- عملية توجيه المجتمع.
هذه المهمات الثلاث هي المهمات الأساسية التي تقع على عاتق الكوادر القيادية في الثورة، إلا أن هذه الكوادر القيادية أو على الأقل جزء منها تحولتإلى أدواتللسلطة والسيطرة والتحكم والهيمنة في الثورات التي ذكرناها آنفا. مع العلم بأن مهامهم كانت تكمن في عملية التدريب والتنظيم والتوجيه للمجتمع والوصول إلى إطار تنظيمي يستطيع به المجتمع من إدارة نفسه بنفسه أو إدارة ذاته بذاته بقوته وطاقته، وإيصال المجتمع إلى مرحلة من الإرادة والقدرة والطاقة يستطيع من خلالها التعبير عن نفسه ومناقشة قضاياه وتطوير سبل حلها بقوته الذاتية؛ ولكن لعدم اجتياز الكوادر القيادية في الثورة لذهنية الدولة وعدم انفصالهم من الناحية الذهنية والفكرية عن فلسفة الدولة والتي هي فلسفة تقسيم المجتمع وخلق العداوة فيما بين الثنائيات الأساسية في المجتمع وتستند إلى الهرمية، مثلوا هذه الفلسفة من الناحية العملية، حتى ولو كانت هناك شعارات وأهداف نبيلة إلا أن تحقيق هذه الشعارات الثورية والأهداف النبيلة لابد لها من ترجمة ثورية متجسدة في فعالية الكوادر القيادية التي تمكنت التحرر من ذهنية الدولة.
الدولة تستند في ذهنيتها على تقسيم المجتمع إلى طبقات ويراه كأمر طبيعي وحتمي. وكما أن الدولة كفلسفة وكفكر تدعي بأنها ضرورة وحتمية لابد منها، بمعنى حاولت عبر خمسة آلاف عام اضفاء الشرعية على وجودها وحاولت زرع المقولة التالية « المجتمع الذي لا يملك دوله هو قطيع «. بمعنى آخر تمكنت مؤسسة الدولة من تصفية طبيعة المجتمع وجوهره وتحويله إلى قطيع من العبيد.
وكما تمكنت مؤسسة الدولة من زرع العداء وخلق التناقض فيما بين الإنسان والطبيعة، مع العلم بأن الإنسان والمجتمع هم أبناء الطبيعة، والطبيعة هي الأم المنتجة بمعنى من المعاني إن صح التعبير، ولابد من وجود انسجام ووئام بين الإنسان والطبيعة. ولكن فلسفة الدولة ادعت بأن على الطبيعة أن تكون عبيدة للإنسان أو أن تتحول إلى عبيد لسيطرة وتحكم الإنسان والمجتمع. هذه الذهنية أدت إلى حصول تناقضات وصراعات ومشاكل متشابكة ومعقدة كان المجتمع بغنى عنه، فمثلاَ: هناك الكثير من المشاكل والقضايا تمتد عمرها إلى خمسة ألاف سنة ولا يمكن الحديث عن هذه القضايا والمشاكل من قبل الآن بخمسة ألاف عام, ففي المجتمع الطبيعي لا يمكن الحديث عن قضية الاستغلال والظلم المطبق والقمع والسجون وحقوق الإنسان والحريات وتلوث البيئة والسلاح النووي والبطالة وقضية عبودية المرأة واستثمار الأطفال في الأعمال الشاقة والاستغلال الجنسي وغيرها من القضايا. لأنه لم تكن هذه القضايا موجودة أو لم تكن لها اسم أو ذكر في المجتمع الطبيعي لأن المجتمع الطبيعي بحكم قيمه الإنسانية لم يتعرف على مثل هذه القضايا. فبعد ظهور مؤسسة الدولة وعلى امتداد خمسة آلاف عام تطورت هذه القضايا وتفاقمت وفي يومنا الراهن تجسد ميراث الدولة في النظام الرأسمالي وما نسميه بالحداثة الرأسمالية. وتفاقمت كل هذه القضايا وتعقدت وتشابكت. حيث إن الذهنية الدولتية تعتبر منبع كل هذه القضايا. إذاً الذهنية الثورية أو تغيير الذهنية يجب أن تستهدف تجاوز الذهنية الدولتية هذه. السبب الرئيسي فيعدم وضوح الرؤية في الانتفاضات الحاصلة في الشرق الأوسط ضمن إطار مرحلة ربيع الشعوب، هي هذه النقطة بالذات أي عدم وجود نضال جدّي وحقيقي بصدد تغيير الذهنية أو خلق ذهنية جديدة ضمن المجتمع. الذهنية القديمة لا تبني الجديد، الذهنية الجديدة تبني الجديد. طالما نحن في الشرق الأوسط نريد التخلص من أطر مؤسساتية الدولتية المستندة إلى القوموية و الشوفينية والثقافة الأحادية في اللغة والثقافة والفكر، علينا أن نقبل بإجراء تغييرات وتحولات جذرية في الذهنية والفكر، كي نستوعب التغييرات الجديدة الحاصلة على أرض الواقع ولا نتحول إلى قوى تسد الطريق أمام مثل هذه التحولات والتغييرات. فما حصل في تونس وما حصل في ليبيا وما يحصل الأن في مصر وما حصل في اليمن وما يحصل الأن في سوريا وقبلها في العراق أيضاَ أثبتت بأن ما حصل لم يصل إلى مستوى التغييرات الجذرية المطلوبة إحلالها في المنطقة. بما أن السبب الأساسي في تفاقم الأزمة الحاصلة في الشرق الأوسط هي مؤسسة الدولة القومية والمشروع القومي المستند إلى الحداثة الرأسمالية، إذاً يجب أن تلتزم قوى الثورة بالذهنية وبالفكر الذي يرفض رفضاً قاطعاً تلك المؤسسة التي تحولت إلى مصدّر لكل هذه المشاكل والقضايا العالقة وأن تجسد التعددية والتنوع وتؤمن بإرادة المجتمع وإرادته مادامت تنادي بالديمقراطية.
فكيف لها أن تتحول إلى قوى ديمقراطية ولا تعترف بالغير ولا تقبل بوجود الغير أو تمارس سياسة الإنكار والإبادة ضد الغير. كيف لها أن تدعي بالثورة وتدعي بالمعارضة ضد الدولة وضد مؤسسة الدولة الموجودة ولكنها تمثل ذهنية الدولة نفسها. إذاً هناك وضع غير سليم في مجال الذهنية والفكر. هذه القوى التي تستند إلى نفس الأجندة -التي تحاول الحداثة الرأسمالية فرضها على الشرق الأوسط كما فرضت أجندتها المتمثلة في مؤسسة الدولة القومية في بداية القرن العشرين- فبما أن هذه القوى التي تدعي المعارضة تستند إلى نفس الأجندة فإنها تمثل نفس المشروع ولكن بأشكال مختلفة.
ففي بداية القرن العشرين وفي النصف الثاني من القرن العشرين تحولت القومية إلى دين في شرق الأوسط متمثلة في الصهيونية والبعثية والناصرية العربية والطورانية التركية والشوفينية الفارسية التي تتستر تحت ستار المذهب الشيعي. كل هذه الأفكار والإيديولوجيات نابعة من ذهنية الثورة المضادة وذهنية الاستعمار الغربي المتمثلة في الحداثة الرأسمالية في يومنا هذا. إذا كانت القوى التي تدعي بأنها معارضة في تونس وليبيا ومصر واليمن، وسوريا وفي كردستان وفي تركيا أيضاً فعلى هذه القوى أن تبتعد عن ذهنية نموذج الدولة التي تناضل ضدها وتقبل بالتعددية والتنوع وتقبل بتعدد الثقافات واللغات والمعتقدات في مجتمعات الشرق الأوسط، وأن لا تحول هذه الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس بيكو واتفاقية لوزان إلى حدود مقدسة مثل البعث والصهيونية والطورانية التركية.على هذه القوى أن تسلم إدارة أو تساهم في تطوير المجتمع عبر آلية السياسة الديمقراطية لمؤسسات المجتمع المدني، كي يستطيع المجتمع أن يدير نفسه بنفسه وأن لا تحاول هذه القوى بناء أنظمة ديكتاتورية جديدة باسم الإسلام السياسي أو بما يسمى بالنظام البرلماني لأن جوهر الديمقراطية لا يتمثل في النظام البرلماني. فالنظام البرلماني شكل من أشكال الهامش الديمقراطي، ولكن الديمقراطية الحقيقية تكمن في تغيير الذهنية وقبول الآخر كما هو وليس كما نريد. إلا أنه ومع الأسف حتى الآن لم تستطيع هذه القوى التي تدعي المعارضة القيام بتحولات وتغييرات كبيرة من الناحية الذهنية ولم تستطيع الوصول إلى ذهنية جديدة منسجمة مع روح الثورات والانتفاضات القائمة في يومنا هذا. فمثلاً في سوريا ليسهناك فرق جدّي فيما بين موقف المعارضة وموقف السلطة بصدد المسالة الكردية ومسألة بناء سوريا ديمقراطية والتعددية والتنوع. كما أن النظام السوري يستند إلى الرأسمال الشرقي أما المعارضة تستند إلى الرأسمال الغربي. فمن ناحية الأجندة السياسية للدولة السورية البعثية، تستند إلى أيران من الناحية الاقليمية، والمعارضة أيضاً تستند إلى تركية وسعودية وقطر فهل هناك فرق فيما بين النظام الايراني والنظام التركي؟ ليس هناك فرقا جوهرياً، فالفروقات فيما بينهم شكلية فكلا الدولتين وكلا النظامين يستندان إلى )اللغة الواحدة والثقافة الواحدة، والأحادية في الفكر والسياسة). فالبرغم من ادعاء بعضها بالديمقراطية إلا أنها دول قمعية وتمارس سياسة الإبادة والإنكار ضد الثقافات واللغات الأخرى ضمن إطار حدودها السياسية.
يوضح قائد الشعب الكرد عبدالله اوجلان في مرافعاته، وخصوصاً في المرافعة الأخيرة (المسماة بالقضية الكردية وحل الأمة الديمقراطية) بأن شرق الأوسط لا يمكنه الوصول إلى مستوى يستطيع به خلق مجتمع ديمقراطي سياسي أخلاقي بدون القيام بالثورة الذهنية. أدوات الثورة الذهنية وآلياتها هي السياسة الديمقراطية والتدريب. السياسة الديمقراطية تستند إلى المجالس والاكاديميات السياسية والتعاونيات الاجتماعية. بمعنى آخر المجالس الشعبية والاكاديميات السياسية لتدريب المجتمع والتعاونيات الاجتماعية لخلق حالة من الانسجام والوئام والتعاون والتضامن فيما بين أفراد ومكونات المجتمع، بمعنى آخر الاكاديميات السياسية ضرورية لإحلال تحولات كبيرة في مجال الفكر والوعي والذهنية. لا يمكن خلق مجتمع ديمقراطي سياسي أخلاقي بالشخصية القديمة، مثلاً: في سوريا تمكّن نظام البعث من تحويل المجتمع السوري كله إلى مجتمع بعثي، وتمكن من وصول إلى أهدافه وغاياته في هذا المجال، فرغم انهيار نظام البعث في السطلة والدولة, إلا أننا نرى بأن قوى المعارضة وكثير من الفئات الاجتماعية والمثقفين والسياسيين في المعارضة السورية وفي المجتمع السوري, يتبنون فكر البعث فعلاً وممارسةً، رغم ادّعائهم بالمعارضة. هذا المرض نراه في غرب كردستان أيضاً، وعلى رأس هذه الأمراض مرض السلطوية، مرض الأنانية، الفردية، عدم قبول الجماعية، والتحول إلى فراعنة ونماردة صغار يقلدون سلطة البعث، في ممارساتهم وحتىفيمجالسهم الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الديمقراطية، التي تم بنائها في غرب كردستان كي تمثل إدارة المجتمع وإرادة المجتمع وطاقاته وقوته. نرى بعض الشخصيات السلطوية تحاول تقليد نظام البعث وذهنيته وثقافته وهذا هو أكبر خطر على مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في غرب كردستان.
فهذا يظهر بأنه من دون القيام بالثورة الذهنية والتحولات والتغييرات الكبيرة في الذهن، لا يمكن الوصول إلى الهدف الحقيقي، الذي هو بناء مجتمع ديمقراطي أخلاقي سياسي. مثل هذه الشخصيات تمثل الثورة المضادة وهم مثل خفافيش الليل، يحاولون اللعب في الظلام وفي الضباب، يهربون من التدريب لأن التدريب هو بمثابة عبادة بالنسبة إلى الثورة، وبالنسبة إلى خلق مجتمع جديد، وأينما وجدوا نوعاً من السلطة والسلطوية والفردية والأنانية في مكان معين وفي لجنة معينة وفي مؤسسة معينة يهرعون لها، ولكن عندما يأتي الحديث عن التدريب وبناء الشخصية، حينها نراهم يهرعون منه كأنهم يهرعون من الوباء. مثل هذه الشخصية هو أكبر خطر على الثورة في سوريا وفي غرب كردستان، هذه هي شخصيات بعثية من ناحية الجوهر ولكنها تدعي بالثورة والثورية من الناحية الشكلية، ولا يلتزمون بقواعد التنظيم وإدارة المجتمع، بل يحاولون فرض شخصيتهم وفرديتهم وأنانيتهم ومصالحهم الشخصية والعائلية والعشائرية على الإدارة الاجتماعية في غرب كردستان.
ويسعون لتحويل قوة المجتمع وطاقته لملك لعائلاتهم أو لعشائرهم أو لأشخاصهم، والمهمة الأساسية للإدارة الذاتية الديمقراطية في غرب كردستان وللإدارة الشعبية في المدن والقرى، هو الكشف عن هذه الأشخاص ومحاسبتهم أو إرسالهم لدورات تدريبية طويلة, كي يستطيع من خلال ذلك تغيير شخصياتهم، وإن لم يفعلوا ذلك يجب فصلهم عن العملضمن المؤسسات والمجالس الشعبية، لأنهم يمثلون ذهنية الدولة والسلطة والبعث في العمل الديمقراطي. هناك أناس وشخصيات يحاولون استعمال قوة الشعب لخدمة عواطفهم وأحاسيسهم ومآربهم، من أجل ذلك يقومون بإبراز مظاهر كانت عائدة للنظام البعثي، يحاولون عرض عروض استعراضية ومظاهر مثيلة لمظاهر البعث في تصرفاتهم، مثل هذه الشخصيات أيضاً مريضة وبغيضة وأنانية وفردية وليس لها علاقة بالثورة والثورية. لأن ذهنياتهم هي نفس ذهنية البعث وذهنية الطورانية التركية، وذهنية المعارضة اللاديمقراطية في الثورة السورية.
في النتيجة يمكن القول وبصوتٍ عال: إنه لا يمكننا الحديث عن انتصار الثورة وعن صون المكتسبات التي حققها الشعب بنضاله خلال العامين المنصرمين من دون إجراء تغييرات وتحولات جذرية في الذهنية.