تاريخ حركة الحرية الكردية

تاريخ حركة الحرية الكردية

جميل بايك

حينما تم اتخاذ قرار عقد المؤتمر الثالث -حيث عقد في الأكاديمية وكان باصرار من القائد- كان من الواجب حل العديد من القضايا كي يتم عقد المؤتمر بشكل رسمي لكي يعطي النتيجة المرجوة.في هذه الفترة كانت الحركات الكردية وخاصة »آلا رزكاري »قامت بعمليات دعائية بخصوص انه تم تصفية حزب العمال الكردستاني وسوف نقوم بالاستيلاء على كل قواعده، كانوا يقومون بدعاية تصب في هذا الاطار. لم يكن يأمل الكثيربأن نستطيع تجاوز ذاك الوضع حيث كانوا يعتقدون بأن قدرة الحركة على الاستمرار ولم الشمل من جديد يعتبر مستحيلا، كونهم كانوا يعتقدون بانه سيتم تصفية الحركة، وسيستولون على قواعدها، لهذا السبب فكل من إبراهيم غوجلي وأعوانه قاموا بإنشاء معسكراً لهم في سوريا، لتسيير تلك الأعمال، وكما أن «طريق الحرية «التابع لكمال بوركايقامبهذه الأعمال بطريقة أخرى، فاعمالها كلها كانت تتمحور حول كيفية السطو على الميراث الذي خلقه حزب العمال الكردستاني، لانهم كانوا يعتقدون بانه تم القضاء على حزب العمال الكردستاني ولم يكونوا يتصورون أو يتخيلون أن للحزب القدرة على الصمود ولم الشمل من جديد وكانوا يعتقدون بأن حزب العمال الكردستاني ليس له القدرة على عقد المؤتمر وأن عقده حينها سوف ينقسمون فيما بينهم الى عدة اقسام. لهذا السبب من الواجب علينا أن نستولي على هذا الميراث كله، أي أن حساباتهم كلها كانت تصب في هذا المحور.

بالطبع كانت لإيران وسوريا أيضا حساباتها الخاصة، وكانت الدولة التركية ترغب في معرفة مكان المؤتمر للهجوم والقضاء عليه، كما كانوا يخططون للقضاء على القائد على وجه الخصوص.

كما هو معلوم، إنه تم إفشال كل تلك المساعي والجهود التي بذلوها، وبالطبع إن القائد هو الذي قام بإفشال تلك المخططات والمساعي من خلال النضال الذي خاضه في تلك الفترة.

بالإضافةإلى هذا كان هناك وضع صلاح الدين جليك، وكان وضعه مثير للغاية، حيث تم اعتقاله والتحقيق معه من قبل الرفاق.إلاأن القائد لم يقبل بالحكم الذي اتخذه الرفاق بحقه اثر المحاكمة التي تمت من اجله، واقترح بأن يتم تجميد عضويته من الحزب وإعطائه فرصه أخرى ليناضل كمؤيد من جديد، قُبِل هذا الاقتراح ومن ثم تم إرسالهإلىأوروباإلا انه وبعد مضي فترة انقطع وانفصل عن الحركة.

كانت فاطمة تلعب لعبتها الأخيرة عند ذهابها، كانت مدركة بذلك. لهذا رأت بأنه عليها أن تقوم بلعب كل أوراقها فإما أن تصل الى النتيجة التي تريدها أو أن ينتهي أمرها، كانت مدركة هذا بشكل جيد. فاستدعاء القائد لفاطمة كان بمثابة وضع حد لها. حيث كانت هي الاخرى مدركة ان استدعائها من قبل القائد هو من أجل هذا الموضوع. عند وصولها لعند القائد قامت بلعب لعبتها الاخيرة، فمن ناحية قامت بتحريض فرهاد، ومن ناحية أخرى قامت بتحريض ترزي جمال وكور جمال ومن ناحية أخرى أبو بكر وماهر ولات وفرحان سائق القائد. بالإضافةإلى الرفيق ممد سعيد أيضاً حيث قامت بالتلاعب بعواطفهم. كانت تريد التوصل إلى النتيجة التي تبغاها بهذا الشكل، كانت بحكمتأثيرها وتلاعبها بعواطف الرفاق المقربين من القائد كالسائقين والرفاق المختصين بحماية القائد. كانت تريد تحريضهم ضد القائد، حتى أنها كانت تحاول إن أمكنها القضاء على القائد عن طريقهم، فلاحظ القائد وضع الرفيق فرحان «سائقه الخاص » الذي استشهد بعد مجيئه إلى شمدينلي.لاحظ القائد بأن وضعه ليس جيداً، فسأله القائد وما هو سبب دخوله لهذه الوضعية. حينها يرد الرفيق على القائد ب » إما أن أقتلك أو أقتل نفسي أو اقتل فاطمة »، يسأله القائد: لماذا؟ حينها يقوم بسرد القصة للقائد كاملة أي كيفية قيام فاطمة بتحريضهم وكيف تقوم بالتلاعب بعواطفهم، حيث لم يعد يقبل هذا الرفيق بأن يظل هناك بعد هذا، كان يصر على الذهاب إلى الوطن، وتم إرساله إلى الوطن، أما بالنسبة إلى ممد سعيد فهذا الرفيق وصل إلى مرحلة صحية سيئة بعد مجيئه إلى الوطن حيث أصيب بنزيف في المعدة واستشهد بعد أن تم نقله إلى المستشفى، فاطمة هي التي أدخلته في هذه الوضعية، أبو بكر هو الأخر لم ينجوا من أفعال فاطمة، وبعد تلك اللدغة تحول إلى جثة هامدة، لم يستطع النجاة منها، أما بالنسبة إلى ماهر ولات هو الآخر لم يستطع أن يلملمذاته أبداً، فاطمة كانت بهذا الشكل.كانت تحرض فرهاد من خلال قولها «من حقك أن تكون في اللجنة المركزية فأنت أخ القائد وأنت الشخص الأقرب منه وهناك انتقادات على المركزيين وهناك البعض يريدون أن يصبحوا مركزيين من الواجب عليك أن تمنعهم فالمركز من حقك فقط ومن الواجب أن لا تفوّت الفرصة .»

عرفت فاطمة إن شخصية فرهاد ضعيفة لهذا السبب قامت بتحريض فرهاد من هذه الناحية وبأكمل وجه. بدأ تناقض فرهاد مع القائد من تلك الفترة.كما أنها حرضت كل من ترزي جمال وكور جمال وكانت قد قالت لهم بأنه من الواجب عليكم أن تصبحوا مركزيين لماذا؟ لان القائد كان قد وجه انتقادات حادة للمركزيين. لهذا السبب طلب القائد بأن يتم التحقيق معها بهذا الخصوص، وبالفعل تم فتح تحقيق مع فاطمة ومحاكمتها واتخاذ قرار الإعدام بحقها، إلا أن القائد لم يقبل بحكم الإعدام هذا أيضا، وقبل بأن يتم طردها من الحركة والحزب تم إعطائها فرصة في النضال كمؤيدة.أرسلت فاطمة إلى اليونان ومن هنابدؤوا بإنشاء حركة تآمريةبرفقة حسين يلدرم ولكنها لم تنجح ومن ثم انفصلت كلياً عن الحركة. لم يقبل القائد بحكم الإعدام أبدا لأي شخص كان، لم يكن يرى القائد آبو الإمحاء الجسدي صحيحا أبدا لهذا السبب لم يقبل الأحكام التي اتخذت بحق كل من فاطمة وصلاح الدين رغم الذنوب الكثيرة التي ارتكبوها. مفهوم القائد لم يسمح له بقبول هذا. إذلوحظان القائد قام بإعطاء فرصة  أخرى للأشخاص الذين ارتكبوا الذنوب، لأنه صاحب مفهوم خاص بالإنسان.لأنه يرى الإنسان فوق كل شيء.الإنسان بكل نواقصه وذنوبه، من الواجب إعطائه القيمة، ومن الواجب إنقاذه من نواقصه وذنوبه. يتخذ القائد موضعالإنسانأساسا له، لهذا السبب كان يقول إن كان هناك شخص تملأه الأخطاء والنواقص بنسبة 99 بالمائة فإن نسبة الواحد بالمائة هي النسبة التي تحوز على الأهمية بالنسبة إلي، من الواجب أن تتخذ نسبة الواحد بالمائة أساسا لك وتجعله حاكما أكثر وتقويه. إن تقربه من الإنسان كان على هذا الأساس دائما، بالإضافة إلى ذلك يقول القائدبأنه هناك عمالة ايجابية في كردستان، لماذا؟

لان الشعب الكردي ابتعد عن حقيقته وبدا يعاكس نفسه ولم يخدم نفسه إنما يخدم عدوه دائما، وصل به الأمر إلى تقبل سياسة الإنكار والامحاء على أنها سياسة طبيعية. فالابتعاد عن الذات والعمل من أجل الغير وليس من أجل الذات يعتبر عمالة. كان القائد يقولبأنههناك خيانة ليس مهما أن تكون موضوعيا أو ذاتيا فالمهم هناك خيانة.لهذا السبب لم يكن يريد القائد التخلي عن الإنسان بسهولة بالرغم من كل النواقص والأخطاء التي يرتكبها هذا الإنسان. فمثلا سمير كنا نقول أن وضعه مكشوف ويجب ألا نرسله لأوروبا إلا أن القائد كان يقول لنعطه فرصة أخرى، كان سمير يقول لولا هذا القائد لما استمرت هذه الحركة بالتطور، كان يقول «لو فقدنا الرفيق علي يوما ما, ما الذي سنفعله حينها »حيث كان ينادي القائد باسم علي، كان يتحدث بهذا الشكل بيننا، ولكنه كان يقوم بكل شي خلف الكواليس. كنا نقول للقائد بأن سمير يقوم بهذا فكان القائد يرد علينا »لن يسفر عن شيء؛لأنه لا يستطيع فعل شيء .»

يعتبر المؤتمر الثالث نقطة تحول مهمة في تاريخ حركتنا. قدم القائد تحليلات تاريخية في هذا المؤتمر، وقال القائد «أن الذي يتم تحليله ليس الشخص إنما المجتمع، هو التاريخ وليس اللحظة ». هذه التحليلات توضح حقيقة هذا المؤتمر. في هذا المؤتمر اتخذ من تحليل المجتمع والتاريخ أساسا له، لكونه اتخذ من تحليل المجتمع والتاريخ أساسا له وصل من خلالها إلى المرأة أيضا. حيث يلاحظ أن تحليلات القائد حول المرأة بدأت في عام 1986 ، أي أنها بدأت نتيجة ذاك المؤتمر، قبل تلك الفترة كان يرى أهمية المرأة، ربما لم يتقرب احد من قضية المرأة كما تقرب القائد منه، ولكن التوقف على مسألة المرأةتمت بعد المؤتمر الثالث بشكل تام. والتحليلات التي طورها حولها بدأت بعد المؤتمر الثالث، بدأت في عام 1986 ، لأنه اتخذ من التاريخ والمجتمع أساسا له، تطرق القائد في البداية إلى المجتمع ومنه إلى المرأة ورأى بأن المرأة هي أساس المجتمع، ففهم المجتمع والمجتمعية وتطورها وتطور المجتمع المنحل في كردستان يمر من خلال فهم التعرف الصحيح على المرأة. لهذا السبب قال بأن القضية الكردية هي قضية المرأة وقضية المرأة هي التي تعقّد القضية الكردية لذا من الواجب في البداية فك تلك العقدة، ومنها وصل إلى مشاكل الإنسانية، وقال بأن القضية الإنسانية مرتبطة بالمرأة، ليس فقط في كردستان بل كل القضايا التي يحياها الإنسان في أي بقعة من العالم مرتبطة بقضية المرأة. فإن قمت بحل قضية المرأة حينها بإمكانك حل القضايا الإنسانية. وصل القائد إلى هذا من خلال تحليل المجتمع والتاريخ، لأنه رأى بأن المرأة هي أساس المجتمعية، وأن المجتمعية تطورت حول المرأة، وهذا هو التاريخ. هذا التقرب كان تقرباً جديدا بالطبع، لم يقم أحد بتطوير تحليل بهذا الشكل من قبل. فإن جانب اتخاذ الشخصية وتحليلها أساسا كان قويا لدى القائد آبو، وصل إلى تحليل المجتمع مع المؤتمر الثالث، حيث وصل إلى أن يحلل المجتمع في الشخصية، ومن خلاله سيصل إلى تحليل المجتمعية والإنسانية أجمع، وقضايا الإنسانية كلها، أي تحديد مكان المشكلة وسبب الانحراف وكيفية إصلاحها، بهذا الشكل سيصل إلى الحرية. لهذا السبب يعتبر المؤتمر الثالث هام جداً، ويعتبر مرحلة تغيير في تاريخ هذه الحركة.على هذا الأساس فالقائد طور تحليلات أخرى بخصوص ما هي الأمور الحاكمة لدى هذه الحركة والكوادر،وبعض المفاهيم الارستقراطية والمتواطئة والكمالية والحيادية. طور تحليلات هامة حول هذه المفاهيم أيضا.طور هذا في شخصية بعض الرفاق، فهذه التحليلات كانت لهؤلاء الرفاق من ناحية ومن ناحية أخرى كانت تحليلات المجتمع في شخصية هؤلاء الرفاق، حيث طور تحليل التواطؤ، والارستقراطية في شخصية صلاح دين جليك، وكذلك في شخصية فاطمة حلل الطبقة المتواطئة والطبقة الارستقراطية الكردية، أي ما هي طبيعة تلك الطبقة، كيف تقوم بإذاء الاجتماعية والتحزب والتجييش، وفي شخصية بعض الرفاق حلل الخط الوسط الحيادي. لهذا طغى على هذا المؤتمر طابعاً تحليلياً وتحول إلى مؤتمر تحليلي. بهذه التحليلات تم تحديد هوية حزب العمال الكردستاني، كان قد تم الإعلان عن حزب العمال الكردستاني في عام 1978 وأعلن عن ذاته أيضا في ذاك التاريخ وعقد مؤتمرين وبالإضافة إلى كونفرانس ولكنهم لم يساهموا في الوصول الى هوية حزب العمال الكردستاني. فحزب العمال الكردستاني وصل إلى هويته عن طريق تلك التحليلات التي تمت في المؤتمر الثالث.

في هذا المؤتمر حدد القائد هوية حزب العمال الكردستاني بالشكل الواضح، أي أنه من خلال تلك التحليلات حدد طبيعة الحزب الذي أراد تطويره. هذا المؤتمر كان بمثابة ثورة حيث كانت بالفعل ثورة القائد. طور القائد آبو فلسفة جديدة أو علم جديد من الناحية النفسية، ومن خلال التحليلات التي طورها في المؤتمر الثالث قام بتحطيم كل التحليلات القديمة التي كانت تتم حول علم النفس، وطور مفهوما جديدا له. ولكن مع الأسف أن كوادر هذه الحركة لا يقومون بفهم وتحليلات القائد، وهذه تعتبر مشكلة أساسية لهذه الحركة، من الواجب على كوادر هذه الحركة أن يقوموا بتحليل القائد وفهمه أكثر من الجميع، ويطوروا انضمامهم لها. حيث نلاحظ بأن الآخرون يسعون إلى فهم القائد وتحليله وحتى في الكثير من الأحيان يبدون انضمامهم اليه أيضا إلا أن كوادر حركتنا لا يقومون بذلك وهذه هي المشكلة الأساسية لهذه الحركة، وهو الشيء الذي ينتقده القائد، لأن القائد يطلب الفهم.لأن العمل يعني الفهم والإدراك، لأننا لا نقوم بتحقيق الممارسة العملية كما يريدها القائد يقول لنا القائد «انكم لا تفهمونني »، يوجه القائد الانتقادات الى هذه النقطة. لأنه إن أدركت شيئاً تقوم بتطبيقه أي أن مدى التطبيق مرتبط بمدى الفهم والإدراك، لأنه من غير الممكن تطبيق شيء لم يتم فهمه. فالشيء المطبق هو الشيء الذي تم فهمه. إذا كان القائد يقول لا تفهمونني يقصد هذا، لأنه حين ينظر إلى الممارسة العميلة يتضح بأننا لم نفهم القائد بالشكل التام، لان ممارستنا العملية تضم الكثير من الأخطاء، لهذا السبب يقول هذا. ان الاشياء التي قام بها القائد في المؤتمر الثالث تعتبر ثورة بكل معنى الكلمة.

كان من الواجب على المشاركين وغير المشاركينفي المؤتمر أن يقدموا النقد والنقد الذاتي. هذه كانتإحدى القرارات التي تم اتخاذها في هذا المؤتمر، حيث تقدم كل المشاركين إلى هذا المؤتمر بنقدهم الذاتي بالإضافة إلى أنهم قاموا بانتقاد نقاط الضعف الموجودة أيضاً. وعلى هذا الأساس تم استخدام آلية النقد والنقد الذاتي في كل المناطق على هذا الاساس. فأحد القرارات الهامة التي تم اتخاذها ضمن هذا المؤتمر أيضاً هي تجييش الكريلا.

إذ كان يتم تسيير الحرب والنضال حتى انعقاد المؤتمر باسم .HRK لهذا السبب كان من الواجب تطوير تجيش الكريلا؛ لأن HRK تشكلت قبل أن نبدأ بالكريلا وسير الدعاية المسلحة، والسبب الآخر كان استشهاد الرفيق عكيد. فلإحياء ذكرى هذا الرفيق كان من الواجب تطوير عملية تجييش الكريلا. لهذا السبب تم تغيير HRK إلى ARGK . لم يكن تغييرا للاسم فقط، بل كان تغييراً جوهرياً للتنظيم العسكري أيضاً. وكانت خطوة متقدمة أكثر تهدف إلى تجييش الكريلا. فلتطوير عملية تجييش الكريلا اتخذت الحركة بعض القرارات ضمن هذا الإطار، حيث تم تطبيق القانون العسكري. وتم قبول هذا القرار أيضاً. فالقرويون هم الذين قاموا بطرح هذا القرار.

حيث كانوا يقولون: «تأتون وتأخذون أولادنا ولا نستطيع قول أي شيء؛ عندما تأتي الدولة للسؤال عنهم لا نستطيع قول أي شيء، فلو تقومون بأخذهم وفق قانون عسكري حينها يمكننا أن نقول للدولة بأنهم قاموا بأخذهم بالقوة أي أنهم لم يلتحقوا بهم بإرادتهم ».كما أن البعض الآخر كانوا يقولون: «لم نكن نلتحق بالخدمة الإلزامية للدولة التركية وكنا نهرب منها حتى وإن اخذونا بالقوة ولكن الآن نلتحق بالجيش ولا نستطيع قول أي شيء؛ لما لا تقومون انتم أيضا باتخاذ قرار بهذا الشكل؛أفرضوا القانون العسكري للالتحاق بالكريلا، ربما يساهم هذا القرار في ولادة بعض المشاكل في البداية إلا أنه ومع مرور الوقت سنعتاد عليه كاعتيادنا على الالتحاق بالخدمة الإلزامية للجيش التركي .» بالطبع هذا الاقتراح كان منطقياً بالنسبة لنا، لهذا السبب قام الرفاق بطرحه في المؤتمر وفي المؤتمر تحول إلى قرار. أي زيادة عدد أفراد قواتالكريلا عن طريق القانون العسكري للالتحاق. لأن هدفنا كان تجييش الكريلا. هذه كانت إحدى القرارات الهامة التي تم اتخاذها في المؤتمر.

بالطبع إن القرار الهام الآخر الذي تم اتخاذه في هذا المؤتمر كان تطوير مناضل حزب العمال الكردستاني وفق هوية حزب العمال الكردستاني. وهذه تعتبر من إحدى القرارات الهامة التي اتخذت في هذا المؤتمر. أي أصبح من الواجب أن يتم أحياء ثورية ومناضلية حزب العمال الكردستاني ضمن حزب العمال الكردستاني، وأن لا يتم قبول ثورية ومناضلية أخرى غيرها. فتطوير استخدام آلية النقد والنقد الذاتي كان لهذا السبب. بدأت في المؤتمر ومن ثم توسعت لتشمل الساحات الأخرى لتطوير مقاييس الحركة لدى الكوادر، هذا كان الهدف منه.

كما تم قبول خطوة تنظيم المرأة في هذا المؤتمر. حيث أنه ولأول مرة كان من الواجب على المرأة أن تصل إلى تنظيمها والسعي لتطوير حركة باسم المرأة، وأن تقوم المرأة بخطو خطوات هامة ضمن هذا التنظيم أو الحركة. حيث تم قبول هذا في اوروبا وتم اختيار اسم خاص لها »اتحاد المرأة الوطنية الكردستانية .»YJWK كما تم اتخاذ قرار آخر وهو تطوير تنظيم حركة الشبيبة، وأن تقوم الشبيبة بالنضال باسم تنظيمها الخاص، والقيام بالتنظيم ضمن حركتها، أي أن تنظيم الشبيبة تشكل في تلك الفترة.تم الإقرار في هذا المؤتمر على أن تصبح ساحة الشرق الأوسط ساحة لتدريب الكوادر وأن تكون أوروبا ساحة النضال السياسي وأن يتم تطوير فعاليات ERNK في اوروبا وتطوير فعاليات ERNK في كل من تركيا وكردستان عبر اوروبا. أي أن مهمة اوروبا كانت تطوير فعاليات ERNK في الوطن. وأن تقوم كل من مناطق بوطان وكابار بتطوير التجييش هناك، أي تم تقسيم الفعاليات على الساحات الثلاث، الساحة السياسية والساحة العسكرية وساحة التدريب والتحزب. وأن المخطط الذي انعقد على أساسه المؤتمر الثالث كان على هذا الأساس، حيث تم توزيع المهمات والمسؤوليات على هذا الأساس.

بالإضافة إلى هذه القرارات تم توجيه انتقادات إلى الإدارة أيضا. حينها قال كل من كور جمال وترزي جمال من الواجب أن نصبح إداريين، كونه بمستطاعنا ملئ الفراغ الناتج من الانتقادات الموجهة إلى الإدارة. وحضروا أنفسهم لهذا الغرض. فاطمة كانت وراء هذه المساعي التي دخلوها.

بالإضافة إلى هذا كانت هناك مجموعة ملتفة حول فرهاد تسعى لأن تصبح إدارة هي الأخرى. ففي تلك الفترة كان فرهاد يقول: »تم القضاء على الحلقة الأولى من خلال تلك الانتقادات -كان يقصد الرفيق عباس بالحلقة الأولى والحلقة الثانية يمثلها كور جمال وأتباعه- من الواجب أن يتم القضاء على الحلقة الثانية، وأن يتم تفعيل الحلقة الثالثة.

فالأولوية هي لي بخصوص الإدارة ». فاطمة كانت تريد توتير جو المؤتمر بهذا الشكل أي أن يقوم كل مجموعة بمناقضة الطرف الآخر، بهذا الشكل كانت تقوم باستخدام الفرصة الأخيرة التي تمتلكها.

كان القائد ابو يسيّر نضالاً كبيراً من أجل المؤتمر الثالث، كان يريد خطو خطوات في عملية التحزب وقفزة الخامس عشر من آب وقد تم البدء بالحملة الثانية؛ إلا أن الحركة والجيش كانا على وشك التصفية بعد مضي عام على هذه الحملة بسبب الأوضاع التي ذكرناها. تم معايشة خطراً كبيراً، لهذا السبب اهتم القائد بالنضال وفق تلك المخاطر التي كانت تتعرض لها الحركة كي يحد من تلك المخاطر. فبأعمال وفعاليات المؤتمر الثالث أراد الحد من تلك المهالك والمخاطر وإفشالها والبدء بانطلاقة كبيرة.

لأن القائد كان يرى من الأهمية أن يكون النضال أكبر من المخاطر المحدقة وكان يتخذه اساساً له. فإن معايشة القائد لهذا الفكر خلال هذا المؤتمر وقيامه بطرح تحليلات تاريخية بهذا الشكل له ارتباط بتلك المخاطر. توقف القائد على هذه المواضيعكي يستطيع الحد من تلك المخاطر والبدء بانطلاقة جديدة للحركة. وفي الجهة المقابلة كانت فاطمة تسعى إلى أن تعيش الحركة المهالك والأخطار المحدقة بها. أي أنها بهذا الشكل كانت تريد اخذ الثأر من القائد لأنها كانت ترى إن لم تنجح في الفرصة الأخيرة التي تمتلكها، هذا يعني نهايتها لهذا السبب كانت تستخدم كل إمكانياتها.

ففي تلك الفترة كان يقول فرهاد من الواجب أن يتم القضاء على الحلقة الثانية وأن يتم تفعيل الحلقة الثالثة وعلى هذا الأساس انضمإلى العمل. لاحظ القائد هذا وقام بإرسال بعض التعليمات بهذا الخصوص. فكل واحد منهم كان يقوم بتحضير إدارة تتوافق معه. حيث كان القائد يقول: »لماذا لا يقوم هؤلاء الرفاق بسؤالي أيضاً ولا يقولون بأنه لهم رفيقاً يدعى علي –حيث كان القائد حينها يستخدم اسم علي- حول هل نقوم بهذه الأعمال أم لا؟ » أي أن هؤلاء نسوا القائد كلياً.

قاموا بترك القائد جانباً، وكانوا يقومون بتشكيل الإدارات على هواهم. هذه تعتبر غفلة بالطبع. حيث أن من يفهم هذه الحركة لا يقوم بارتكاب أخطاء كهذه. أو الذي يَكُنُ الاحترام لهذه الحركة لا يقدم على خطوات بهذا الشكل. ففي تلك الفترة يرد القائد على فرهاد بهذه الكلمة «الكدح » من خلال رسالة وجهها إلى فرهاد.سعى القائد بالتوقف على تلك المجموعات كلها. لم يكن القائد في ساحة الأكاديمية في فترة حدوث هذه الأحداث إذ كان منشغلاًبالأعمال التي كانت تقوم بها فاطمة ولكنه عندما رأى أنه يتم معايشة أوضاع بهذا الشكل في المعسكر أي أن كل واحد يسعى إلى تطوير كادر ومركز على هواه قام بإرسال تلك التعليمات ومن ثم توجه هو بنفسه إلى المعسكر وقام بالمداخلة.

كان فرهاد يعتقد بأنه من الواجب على القائد أن يسانده كونه أخاه. وأنه أحق من غيره بالإدارة التي ستتشكل ومن الواجب على القائد مساندته. أي أن أمل فرهاد كان بهذا المنوال. ولكن عندما ضغط القائد على فرهاد بشكل قوي تحطمت آماله.

فتناقضات فرهاد مع القائد بدأت من هنا. حيث كان يطرح أسئلة من هذا النوع »لماذا لم يقم القائد بمساندتي لأنال منصب الإدارة؟ .» ويقول لنفسه أن القائد يشكل عائقاً أمامي لولا وجود القائد لكنت قد خطيت هذه الخطوة. وأن القائد هو السبب في عدم قدرتي على خطو هذه الخطوة. القائد يشكل عائقاً كبيراً أمامي ». ذكر فرهاد هذه الجملة لمرات عدة امام بعض الرفاق. حتى أنه بعد مضي سنوات عدة على ذلك كان يذكر هذه الجملة مرة أخرى أمام الرفاق. أي كان يقول أن حظي السيء هو أني أخ للقائد.فهو لا يسمح بأن أخطو الخطوات نحو التقدم،فرد فعل وحقد فرهاد تشكلت ضد القائد بهذا الشكل.

وكانت فاطمة وراء هذا الحقد حيث أنها قامت باستخدام رد فعله المتولد حتى استطاعت أن تقوم بدفع فرهاد لأن يواجه القائد ويتصدى له. أي أن فرهاد في هذه الفترة قام بالتصدي للقائد أي أن تناقض فرهاد مع القائد بدأت في تلك الفترة ولم تكن بعدها. فهذا التناقض والحقد ورد الفعل كان سيتطور ويتحول إلى عداء للقائد فيما بعد.

في المؤتمر الثالث تم انتخاب إدارة جديدة وتم فرز هذه الإدارة في كل من أوروبا والشرق الأوسط والوطن. حيث كانت مهمة الإدارة المتواجدة في الوطن تطوير الكريلا ومهمة الإدارة المتواجدة في أوروبا تطوير فعالياتERNK والفعاليات السياسية في كل من أوروبا وكردستان ومهمة الإدارة المتواجدة في منطقة الشرق الأوسط تطوير الكوادر وعملية التحزب. الفرز تم على هذا الشكل. أنا لم انضم الى المؤتمر الأول والثاني وكذلك المؤتمر الثالث أيضاً. كنت في الوطن كنا نقوم بالتحضير لتوعية الكوادر في الوطن بالمؤتمر. بالتأكيد لم نكن نعلم بما حصل ضمن المؤتمر بالتفصيل، كونه كنا نلاقي صعوبة في الاتصالات أي أنها لم تكن على ما هي عليه الآن. كنا متشوقين لمعرفة ما حصل ضمن المؤتمر ،فالمعلومات حول أحداث المؤتمر وصلت إلينا بعد أن وصل الرفاق الذين حضروا المؤتمر. حيث ذكر الرفاق بأن الرفيق فؤاد عاش أزمة جراء أفعال فاطمة.فتناقضات الرفيق فؤاد مع فاطمة كانت منذ البداية أي أنها بدأت من فترة أنقرةوعلى وجه الخصوص في منطقة عنتاب في الفترة التي كان كل من الرفاق فؤاد والرفيق مظلوم وفاطمة في إدارةإعلامنا. ففي تلك الفترة تم معايشة مشاكل جدية أيضاً. كما قام الرفيق كوزلكلي علي في تلك الفترة الذي قاد عملية شمدينلي بالانتحار في تلك الأوساط. الذين وضعوه أو دفعوا بهذا الرفيق لأن يحيا هذا الوضع هم فاطمة وصلاح الدين جليك وأمثالهم. حيث اصطنعوا الكثير من التهم له. حيث كان رفيقاً صاحب شرف وأن التهم التي كانت موجهة له كانت تعود إلى فترة سيفرك أي كان يتم نبش ماضي هذا الرفيق.

حيث تم اعتقاله من قبل الدولة التركية وقامت عائلته في إيجاد بعض الأشخاص ذوي الكلمة المسموعة لدى الدولة لإخراجهمن السجن مقابل دفع مقداراً محدداً من المال لهم ونحن كنا على علم بهذا. ففاطمة وصلاح دين جليك قاموا باستخدام هذا ضده لأجل تشويه سمعته »كيف استطاع الرفيق كوزلكلو علي الخروج من السجن ».» بما انه خرج،يعني أنه عميل إذا ». وغيرها من الأقاويل التي تثير الشكوك. ولكون هذا الرفيق صاحب كرامة لم يقبل تلك الاتهامات الموجهة ضده ولهذا رأى الحل في الانتحار أي أنه انتحر لهذا السبب لأن الوسط الذي خلقه كل من ترزي جمال وكور جمال وفاطمة وفرهاد في هذا المؤتمر كان يضيق الخناق بالإضافة إلى هذا عدم وجود القائد ساهم في أن تقوى شوكتهم أكثر. وفي الأساس أن هذه اللعبة كانت من ابتكار فاطمة لأنها كانت تريد أن يتم معايشة حالة انتحار بهذا الشكل كي تستطيع أن تستخدمها ضد الحركة والقيادة وتوتير الأجواء أكثر. الرفيق علي كان صاحب كدح ومميزاًوقد اشترك في الكثير من العمليات كعملية سيفرك وآمد وكان يدير عملية شمدينلي.

أود أن أتطرق إلى نقطة هامة وهي عندما تم اعتقال الرفيق مظلوم دوغان لم تكن تعرف الدولة أن هذا الشخص هو نفسه مظلوم دوغان لأنه كان يحمل هوية أخرى. قام الرفيق مظلوم بإرسال رسالة إلينا ذكر فيها «أستطيع الهروب من السجن سوف اختبئفي برميل القمامة من المساء وفي الصباح سيتم نقل براميل القمامة إلى خارج السجن إلى منطقة خارج امد لتجميع القمامة. لهذا من الواجب أن تكون مجموعة من الرفاق هناك كي تساعدني على الهروب عندما يقومون بإفراغ البراميل من القمامة .»

في تلك الفترة كان باقي في منطقة امد قال أنه سيتوكل هذه العملية واقترح نفسه لهذه العملية فأنني كنت في سيفرك فقبلنا باقتراحه هذا أي أن يتوكل هذه العملية وقلنا سوف نؤمن لك كل الأسلحة والرفاق من أجل إنجاح هذه العملية وكما أن هذه العملية كانت سهلة ولا توجد لها أية مخاطر. أي أن مجموعة مسلحة من الرفاق سوف تنتظر قدوم السيارة، حين يقومون بإفراغ القمامة سوف يكتشفون وجود شخص ضمن تلك البراميل كما أن الجنود الذين يقومون بهذه المهمة لا يحملون الأسلحة وتتألف من 2- 3 جنود فقط أي أن مجموعة مسلحة تستطيع وبكل سهولة إنقاذ الرفيق ومن دون أية مخاطر وتقييد أيدي هؤلاء الجنود وترك الموقع بسرعة أي باستطاعتهم إنقاذ الرفيق مظلوم بكل سهولة. كنا قد نوهنا لهم بأننا نستطيع تأمين كل ما يلزم لإنجاح هذه العملية من أسلحة ورفاق، كما أن الرفيق عاكف الذي دخل إلى جانب الرفيق كمال وخيري عملية الإضراب عن الطعام حتى الموت كان مشاركاً أيضاً مع تلك المجموعة. هذه المجموعة التي كانت مكلفة بإنقاذ الرفيق مظلوم لم تتمركز في المكان المحدد أي موقع تجميع القمامة إنما تمركزوا على الطريق الواصل إليها. حيث أن باقي «سليمان » هو الذي دفعهم للتمركز في ذلك الموقع. دخل الرفيق مظلوم أحد تلك البراميل في المساء ولبرودة الجو وعدم تحركه لفترة طويلة لم يستطيع الحركة وعند ملاحظة الجنود وجود شخص داخل تلك البراميل قاموا بإغلاقه بسرعة وعادوا به إلى السجن مرة أخرى. فهذه العملية دفعت بالدولة التركية لأن تتوقف على الرفيق مظلوم بشكل حساس أكثر واتضح لهم بأنه الرفيق مظلوم أي أن الدولة لم تكن تعرف أنه رفيق مظلوم حتى تلك اللحظة. كونه اعتقل بهوية أخرى. بعد مضي فترة سمعنا وذلك من الرسالة الثانية التي أرسلها الرفيق مظلوم اندهشنا حين علمنا بالأمر. أي أن باقي هو المسؤول الوحيد عن دخول الرفيق مظلوم السجن مرة أخرى واستشهاده.

فالرفيق عاكف أحس بالمسؤولية تجاه الرفيق مظلوم لأنه كان أحد أعضاء تلك المجموعة التي كانت من المقرر أن تنقذ الرفيق مظلوم، حين استشهاد الرفيق مظلوم لم يرَ في الحياة أي معنى كان يعيش عذاب وجداني، فدخول الرفيق عاكف إلى جانب الرفاق إلى عملية الإضراب عن الطعام حتى الموت وإصراره على هذا واستشهاده لها علاقة بتلك الحادثة.

الرفيق عاكف كان وفياً وصاحب كرامة لم يكن يستطع تقبل تلك الحادثة حيث رأى نفسه مسؤولاً عن استشهاد الرفيق مظلوم لهذا السبب كان يقول لنفسه بما أن الرفيق مظلوم استشهد من الواجب أن لا أعيش. لهذا السبب انضم إلى عملية الإضراب عن الطعام التي قام بها الرفاق في السجن. من الواجب أن يتم فهم هذا بالشكل الصحيح.

ذكرنا بأن المؤتمر الثالث انعقد بالاستناد إلى الاجتماع المركزي الذي انعقد في عام 1984 . ففي ذاك الاجتماع طور القائد تحليلات وانتقادات هامة بخصوص الاشتراكية المشيدة، لماذا؟ لأنه ومنذ بداية الحركة بالرغم من أنها كانت تتخذ من اسلوب تنظيم الاشتراكية المشيدة وايديولوجيتها وسياساتها أساساً لها، إلا أنها وفي نفس الوقت كانت تتقرب منها بشكوك وحذر.

عند ذهابنا إلى منطقة الشرق الأوسط عقدنا علاقات مع سفراء الدول الاشتراكية. عند دخولنا ضمن تلك العلاقات تعرفنا عليهم أكثر. لقد ذهب القائد في عام 1982 إلى ألمانيا الشرقية وفي عام 1987 ذهب إلى بلغاريا ربما لا يعلم الكثير بهذه الزيارات، فاللقاء الأخير في بلغاريا كان مع حيدر علييف حينها كان في الاتحاد السوفييتي وكان مسؤولاً عن العلاقات الخارجية وعلاقات منطقة الشرق الأوسط. أجرى القائد لقاءات مطولة مع حيدر علييف   وحتى أنه أثر على حيدر علييف في تلك اللقاءات.علييف ينحدر من أصول كردية ولكوننا كرد والقائد كردي وقيام القائد ابو بتحليلات حول الاشتراكية المشيدة في تلك الفترة أثرت على حيدر علييف. القائد من خلال علاقاتنا تلك مع السفراء والزيارات التي تمت إلى كل من ألمانيا وبلغاريا واللقاء مع علييف فهم حقيقتهم بشكل جيد. أي أن قيام القائد بطرح تلك التحليلات في تلك الفترة بجرأة كانت لتلك الأسباب. لو لم ندخل ضمن تلك العلاقات لم يكن بمقدورنا فهم حقيقتهم بذلك الشكل. لم نكن نستطيع الإصرار في نهجنا. إن إصرار القائد في نهجه والقيام بإزالة تأثيرات الاشتراكية المشيدة قي شخصيته كانت مرتبطة ومتعلقة بتلك العلاقات وفهمها. لهذا السبب كان القائد يخطو تلك الخطوات بجرأة كبيرة وعندما انهار الاتحاد السوفيتي خطى تلك الخطوات بجرأة وثقة أكبر. إن خطو القائد خطوات جديدة بخصوص مفهومه للاشتراكية المشيدة مرتبطة من ناحية بالأسس التي نشأت عليها الحركة ومن ناحية أخرى مرتبطة بفهمه الجيد للاشتراكية المشيدة. من الخطوات الهامة والجديدة التي قام بها القائد هي من ناحية المرأة والشجاعة والشهادة. لسلوك القائد نهجاً بهذا الشكل أدى إلى تعمق في هذا النهج وقام بإزالة الجوانب السلبية للاشتراكية المشيدة لهذا السبب قام بتصحيح نظرة كل من ماركس ولينين حول الاشتراكية حيث ذكر القائد هذا في مرافعته قائلا » لقد أديت مهمتي تجاههم ». هذه أيضاً تعتبر حقيقة من حقائق القائد.

بالطبع لقد أرسل القائد بعد المؤتمر الثالث مجموعة إلى أوروبا ومجموعة أخرى توجهت إلى الوطن، المجموعة الأولى التي وصلت إلينا كانت تضم كل من فرهاد وكور جمال، بالطبع لم أتكهن هذا حيث كنت في انتظار الرفيق عباس، عند وصولهم إلينا فكرت بأنهم أتوا وأن الرفيق عباس سيأتي فيما بعد. وأنا شخصياً ذهبت لاستقبالهم.

وبعد الجلوس سألتهم أنتم آتون من المؤتمر وهل سيأتي رفاق آخرين إلى هنا وماهي التوجيهات والتعليمات التي اتخذتموها من أجلنا في المؤتمر، أخرج كور جمال من جيبه تعليمات المؤتمر حيث تضم هذه التعليمات على اسم  كل من كور جمال وشيخموس وهم المسؤولين عن نقل نتائج المؤتمر وبعد قراءتي لها سلمتها له مرة أخرى وقلت له هل هناك شيء آخر تودونقوله لنا؟ لأن تلك التعليمات لا تحتوي على أي شيء سوى أنك وشيخ موس سوف تكونان المسؤولان عن نقل محضر المؤتمر. أي قلت له ماذا ستقوله لنا بخصوص المؤتمر، فقال كان من الواجب أن يكون اسمك أيضاً ضمن هذه التعليمات ولكن أن الرفيق فؤاد كتب هذه التعليمات ربما قد يكون نسي كتابة الاسم، عندما سمعت هذا فكرت برهة من الوقت أي لماذا يقول هذا الكلام وماهي نيته من قول هذا الكلام. سعيت لأن افهم ماهي نوايا كور جمال من هذه الجملة، حيث أنه يقوم بتحريف تعليمات المؤتمر بشكل واضح أمام أعيني. وعلى الأساس أنه المكلف بنقل محضر المؤتمر والنقاشات التي دارت في المؤتمر للرفاق. بالطبع كنا نتحدث وفي نفس الوقت كنت أسعى لمعرفة حقيقة المسألة، كنت أتقرب من المسألة من عدة نواحي ولكني لم أتوصل إلى أية نتيجة سوى مسألة واحدة وهي قضية سليمان)باقي(، لأني في قضية باقي كنت قد انسحبت من مهمة الإدارة، كان يتضح بأنه يريد أن يفهم ويعرف وضعي ورد فعلي بخصوص هذه التعليمات، لهذا السبب كان يقول ذلك. توصلت إلى هذه النتيجة من خلال حديثي معه. بالطبع عرفنا وتأكدنا فيما بعد عندما كانوا يأتون من هناك تحدثوا مع كل من فاطمة وحسين يلدرم، ربما يكون لديه رد فعل بخصوص مسألة باقي، إن كان لديه رد فعل ضد الحركة فبالإمكان الاستفادة منه، حينها لا يشكل أي عائق أمامنا، أما إن شكل عائقا حينها من الواجب القضاء على هذا العائق. أي أنهم اتخذوا هذا القرار، لهذا السبب كان كور جمال يتقرب بهذا الشكل، أي أنه كان يريد أن يفهم الوضع حتى أنهم قاموا بالدعاية من دون اجازة في اوروبا. فرهاد لم يكن يتحدث أبدا فقط كان كور جمال هو الوحيد الذي يتحدث، سألته ما هي الأمور الأخرى التي سوف تقوله لنا غير ما ورد في التعليمات. حينها لم أتمالك نفسي وقلت له «أتيت من المؤتمر وإن مهمتك هي نقل ماورد في المؤتمر وما توصل إليه المؤتمر ألاحظ أنك منذ الخطوة الأولى تتلاعب بالمؤتمر، فوجود اسمي وعدمه لا يهمني أبداً، لماذا تقوم بهذه تصرفات ». حتى إني قلت «افعل ما تريده ولنأقول لك لا تفعله، ولكن لا تعتبرني غير موجود ». ففي تلك الفترة فهم كور جمال إني لا أملك أي رد فعل أو حقد ضد الحركة وإني أشُكل عائق ولذا دخل في حسابات كيف بإمكانه إزالة هذا العائق. بالطبع ناقشت مع نفسي بخصوص ما الذي ينوي فعله. من الواجب القيام بالأعمال في الوقت المناسب وعدم تأجيلها أي إن لم يتم هذا ربما لم نكن نعيش هذه التخريبات بهذا القدر أي ربما كان كور جمال يسعى إلى القيام بأشياء ولكن إنها وبتأكيد لم تكن بهذا القدر. أي أن ما حصل تم نتيجة التأجيل. بالطبع إن خاصية تأجيل الأمور لدى الإنسان الكردي قوية جدا ولا يعطي أية أهمية للزمان والمكان هذه الأخرى مرتبطة بحقيقة العدو أي أن العدو أدخل الإنسان الكردي والمجتمع الكردي في وضعية بهذا الشكل. الزمان والمكان ليس لهما أية أهمية لدى الإنسان الكردي. أي أنه يمكن تأجيل عمل اليوم إلى أسبوع آخر أو شهر آخر وحتى بعد سنة أخرى. فهذا المفهوم قوي لدى الإنسان الكردي. أي أنه الشيء الذي ظهر وبرز بشكل واضح لدي هو التأجيل. أي قمت بتحليل الوضع وفق نظرتي أي أنه ولو قمت بتأجيل العمل الواجب قيام به لن يحصل أي شيء. لأني أفهم الأمور بشكل جيد ولن يحدث أي شيء خلال عشرة أيام تحركت بهذا المفهوم لهذا السبب أستطاع كور جمال أن يحدث الكثير من التخريبات.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى