رسالة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان بمناسبة الأول من أيار

رسالة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان بمناسبة الأول من أيار

عبدالله أوجلان

إن الاشتراكية أصحبت ضرورية في هذه المرحلة بشكل لا يمكن مقارنتها بأي مرحلة أخرى في التاريخ، بالإضافة إلى هذه الضرورة فإن الابتعاد عن الإيديولوجية والعمل الاشتراكي تعكس مدى تفاقم أزمة الإشتراكية وأزمة الرأسمالية في نفس الوقت. أزمة الاشتراكية لم تكن نتيجة لعوامل موضوعية، بل كانت نتيجةً لعوامل ذاتية تتعلق بالجمود الفكري، والأخطاء التنظيمية والعملية. بالإضافة إلى أسباب خارجية تتعلق بهيمنة الإيديولوجية الرأسمالية، إلا أن العوامل الأهم هي افتقاد الإيديولوجيا والعمل الإشتراكي بالإضافة إلى النهج الانتقائي في الممارسة العملية.

في عصر الهيمنة الرأسمالية المالية، ليس عالم الكدح هو المستهدف فحسب، بل إن المجتمع بأكمله، بتاريخه وبيئته ومستقبله مستهدف، ووصل فيه إلى درجة أصبح هناك خياران لا ثالث لهما إما تحقيق الإشتراكية أو القبول بالبربرية والهمجية، أو بمعنى آخر إما المجتمع أو الفناء.

إن جينات الرأسمالية التي تطل برأسها من دهاليز التاريخ كفئران قارضة، تحولت في عصرنا الراهن إلى سرطان يفتك بالبنية الاجتماعية برمتها. ومما لا شك فيه أن احتكار المعلومات قد لعب دوراً أساسياً في ذلك. وعليه يجب أن تسير حرب المعلومات في سبيل التحرر الاجتماعي بالتناسق مع الحرب الاجتماعية والأخلاقية.

وعليه فمن الضروري مواجهة الأعمدة الثلاثة التي تحافظ على هذا النظام، وهي رأس المال الاحتكاري، التصنيعية والدولة القومية، وذلك من خلال الإشتراكية المستندة على الاقتصاد الاجتماعي والتصنيعية البيئية والأمة الديمقراطية. وبمعنى آخر يجب أن نواجه الحداثة الرأسمالية بالحداثة الديمقراطية كبديل.

لقد فشلت الأنظمة الاحتكارية للإشتراكية المشيدة والاشتراكية الديمقراطية وحركات التحرر الهجينة لأنها لم تستطع تجاوز النمط الاقتصادي الأحادي في مواجهة الحداثة الرأسمالية. مما أدى إلى تحول الرأسمالية إلى وحش هائج.

وطريق الخلاص يكمن في الحداثة الديمقراطية القائمة على أساس الأمة الديمقراطية، التصنيعية البيئية والاقتصاد الاجتماعي.

إن الأنظمة المهيمنة تعيش اليوم أضعف حلقاتها في منطقة الشرق الأوسط، حيث الأوضاع الراهنة تبدو كأنها بداية للحرب العالمية الثالثة، وكردستان هي مركز هذه المنطقة، كما أن الحركة التحررية هي التي تقود طليعة النضال المناهض للهيمنة، الذي تخوضه شعوب المنطقة ومختلف المجموعات الثقافية والقومية.

العمال والعاطلون عن العمل مجبرون على قيادة هذا النضال عبر التسلح بجوهر الإيديولوجيا والممارسة العملية.

يجب عليهم القيام بدور الطليعة لكافة فئات المجتمع في المدن والضواحي والأرياف، عبر استنباط الدروس والعبر من التجارب التاريخية والارتباط بتاريخ شعوب المنطقة.

حزب العمال الكردستاني سيعبر عن مهمته التاريخية بهذا الشكل، ويؤكد دعمه ومساندته الأممية لشعوب المنطقة وجميع شعوب تركيا وطبقتها العاملة، مع العزم والإصرار على الوفاء من خلال الممارسة العملية.

عاشت وحدة الطبقة العاملة ووحدة الشعوب تسقط الهيمنة الرأسمالية

رسالة قائد الشعب الكردي إلى مؤتمر الإسلام الديمقراطي

إخوتي المؤمنين

تمر المراكز الأساسية للإسلام بتغيرات وتحريفات كبيرة، حيث تشهد التمرد على الإسلام وخيانته. ورغم إدراكي بأن استخدام مصطلحات من قبيل «كردستان » و »الديمقراطية » في هذه المرحلة الحساسة قد يؤدي إلى إدراكات خاطئة وناقصة، لكنني لم أتردد في استخدام هذين المصطلحين، وذلك لكي أسد الطريق أمام ارتكاب أخطاء أكبر وأفظع، ولكي أفتح الطريق أمام ظهور الحقائق الجوهرية المخفية.

إن التيارات السلطوية السلفية العروبية والشيعية الإيرانية، والتي فرضت نفسها حتى يومنا الراهن كأكبر مركزَين أساسيَّين للإسلامِ انطلاقاً من البنية الدولتية، قد ألحقت أضراراً جسيمة بالإسلام. وفي مواجهة ذلك فإنني أعتبر تصعيدَ النضال انطلاقاً من المصطلحات المتمحورة حول «المكان » و »الشعب » و »الديمقراطية » واجباً عليّ تعبيراً مني عن الالتزام بالحقائق الموجودة في جوهر الدين بعينه. كما أنني أعتبر البحثَ عن الجواب الإسلامي السديد والعثورَ عليه وتحويله إلى إرادة وقوة قرار ملموسة من أهم المهام التي تقع على عاتق مؤتمركم هذا. ويعد هذا تعبيراً عن جوهر الانطلاقات الديمقراطية المرتكزةِ إلى المكان الجغرافي، والمناهِضة للمركزَين السلطويَّين والدولتيَّين كأفضل ردٍّ أخلاقي وسياسي ومجتمعي تجاههما. وعلى هذا الأساس أحيي مؤتمركم.

إن هذين التيارَين المركزيَّين والسلطويين والدولتيَّين الأساسيَّين قد تطورا بالتزامن مع صعود الرأسمالية والإمبريالية، وتم استخدامهما بصورة خاصة من قِبل الإمبراطورية الإنكليزية التي ظهرت كقوة مهيمنة جديدة في العالم الحديث، والاستفادة منهما في دك أركان الإمبراطورية العثمانية التي كانت تشكل حلف السلطة المهيمن في عهدها. وما تزال هذه المراكز تستخدَم لهذا الغرض وبكثافة.

لقد عمل كِلا المركزَين بكل قواهما على استخدام جرثوم العنصرية القومية ضد جوهر الدين الإسلامي. ولم يترددا أبدا في فرض نظام الدولة القومية على شعوبهما بأكثر الأشكال جوراً وطغياناً أثناء بناء دولتَيهما القوميتَين، على الرغم من أن هذا النظام يعد من أكثر مصطلحات وممارسات الإمبريالية الرأسمالية التي تتضمن العنف المركزيّ. مع العلم أن ذهنية الأمة الإسلامية لا تنسجم إطلاقاً مع مفهوم الدولة القومية من حيث الجوهر. وبالأصل، فإن الإمبراطورية الإنكليزية قد عملت على ترسيخ الدولتية القومية وأيديولوجيتها الرئيسية المتمثلة في العنصرية القومية، وقامت بنشرهما في عقل ورحم الأمة الإسلامية بشكل واعٍ وممنهج بغية تشتيتها. وعليه، فقد قامت خلال القرنين الأخيرَين بإلحاقِ أضرار جسيمة بكل القيم الإسلامية الموجودة ضمن الأماكن التي تعد مهد الإسلام وكذلك بين صفوف الشعوب المسلمة، وتتسبب بتخريباتٍ جادة فيها بحيث يكاد يصعب تذليلها والتغلب عليها.

إخوتي المؤمنين

إن الإسلام يمثل حقاً آخِر الآفاق الكونية التي يمكن التحدث عنها باسم الدين. وقد اكتسب الإسلام الصفة العالمية بفضل لغته وفلسفته. هذه حقيقة لا تحتمل الشك. أما الجانب الآخر المثير برأيي في هذه الفلسفة التي أَعتبرها مهمة جداً، فهو الحقيقة التي يعبر عنها الإسلام الحديث ويجسدها من خلال مصطلح «الوحدانية ». حيث يعبّر الجانب الكوني عن نفسه بقوةٍ من خلال «وحدانية الله »، ويصل بها إلى الآفاق الكلية القصوى. فكونية الإسلام وتستمد قوتها من وحدانية الله. ولكن، لم يتم التركيز بنفس الدرجة من الأهمية على «الواحديات » المبنية على تلك الأرضية الكونية. بل أُهمِلَت وتخللتها العديد من الأخطاء والنواقص، مما تسبب في الكثير من التفسيرات المتضاربة والممارسات المتصادمة.

وعليه، فمن أولى مهامنا الرئيسية هو تناول الصفات الواحدية الانفرادية، ودراستها حسب المستوى الذي يليق بها من حيث الكفاءة وروح المسؤولية، وبما يماثل الأهمية التي تولى لصفات الله الحسنى المنزّهة عن المكان والزمان. بمعنى آخر، وبتعبير علمي أقول: يجب علينا النجاح في تطبيق المبادئ العامة على أرض الواقع بحرية وعدالة. وبشكل أكثر وضوحاً أقول: علينا تجسيد المواقف العادلة والحرة الكائنة في صُلب البُعد الكونيّ للإسلام فيما يتعلق بالكائنات الحية عموماً وبالمجتمعات البشرية بصورة خاصة. وهذا هو المقصود عندما يقال بضرورة النأي عن ظلم العباد وبعدم الدهس على نملة.

إن «حزب الله » و »تنظيم القاعدة » الفاسدَين المُفسِدَين المنبثقَين من المركزَين الظالمَين، يمثلان أساساً الفاشية المعاصرة التي فرضتها عقلية التهميش الرأسمالية كبلاء كبير مسلّط على الأمة الإسلامية. حيث يمارسان أفظع أشكال الفاشية عبر الإعدام وقطع الرؤوس ضد الشعب الكردستاني بالدرجة الأولى وضد جميع الشعوب المسلمة وغير المسلمة بالدرجة الثانية. لقد كانت ولا تزال الفاشية القوموية والسلطوية والعلمانية تتجسد في الفاشية الدولتية التي تطبَّق اليوم بأعتى أشكال الجور والقمع، مثلما كانت عليه في الأمس. وبالمقابل، فإن فاشية النزعة الدينية التي يُزعَم أنها أكثر عصرية وراديكالية يتم ممارستها عن طريق هذين التنظيمين المذكورَين.

الإخوة المؤمنين الأعزاء

إن حركة الحرية السائدة في كردستان لن تنجر أبدا إلى هذين الشكلين المركزيين الأساسيين من الشذوذ. أي أنها لن تنزلق نحو التيار القوموي العلماني السلطوي، ولا نحو التيار الذي يزعم بأنه ديني راديكالي. كما أنها ستتصدى لهما. وأنا على ثقة بأن حركة الحرية التي تمثلونها سوف تتصدى لجميع المفاهيم والممارسات السلطوية والذكورية والرأسمالية المشحونة بالعنصرية القوموية والدينوية والجنسوية والعلموية، وأنها ستمثل مهد الديمقراطية الراديكالية والمكان الذي يفوح بالحرية. إني أثُمّن عالياً «وحدة الأمة » ضمن صفوف الأمة الإسلامية المعاصرة. لكن هذا لا يعني أبدا المناداة بخزعبلات «دولة واحدة، أمة واحدة، وعلم واحد ». بل على العكس، فما أعنيه هو التعددية والديمقراطية والمساواة والحرية التي ينص عليها الإسلام حسبما جاء في الآية الكريمة «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وإنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ». فإن هذه الآية تعبر عن «اتحاد الأمم » والأقوام الأخرى. وكلي أمل وثقة بأن يعمل مؤتمركم على اتخاذ المواقف السديدة وفق البُعدَين الكونيّ والواحديّ للإسلام، بحيث يتناول موضوع «اتحاد الأمم الإسلامية »، ويعالج مشكلة «المذاهب الانفرادية » أيضاً بصفتها تعبيراً عن التعددية التي يحتوي عليها الإسلام.

من المهم أساساً عدم خنق حركتنا هذه بين طرفَي ثنائية «الدين – العلمانية » التي هي ثمرة من ثمار الهيمنة الإيديولوجية للغرب.

وباعتقادي، فإنه من الخطأ أن يخنق الإسلام نفسه في ثنائية «الدين – العلمانية »، والتي تعني تشويه وإفساد التكامل الكليّ للحياة في الإسلام. كما أن تعريف المعايير الإسلامية انطلاقاً من نمط اللباس لا يعبر سوى عن وجهة نظر وضعيةٍ وضيقة.

وإذا كان لا بد من تعريف عصري عام للإسلام، فباعتقادي أنه سيكون من الأنسب تسميته ب »الإسلام الثقافيّ » نظراً لقابلية هذه التسمية في احتواء الجميع. والمقصود ب »الإسلام الثقافي » هنا هو «المجتمع الإسلامي » المتحقق، والذي لا يزال يحافظ على معناه.

يجب أ ننسى أن شروط وأشكال العبادة لدى ولادة الإسلام كانت مغايرة كثيراً للمعاني التي يتم السعي إلى إضفائها عليها في يومنا الراهن. فالكلمة الأولى في القرآن الكريم كانت «إقرأ .» أي أنها معنية بالمعنى والمعرفة. هذا هو الأساس، وهذا ما يمكن إسقاطه بشكل سلس على واقعنا الراهن. يتوقف معنى الإسلام وتعريفه بالنسبة لحاضرنا على مدى تطبيق معايير العدالة والديمقراطية والحرية ضمن المجتمعات الإسلامية التي تتميز بحقيقتها الاجتماعية والتاريخية. كما يتجسد أيضاً في سلوك الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر، أي في الحياة المحصنة دائماً بسلاح النقد والنقد الذاتي. وبمعنى آخر، فإن معنى وتعريف الإسلام الحقيقي يتجسد في سيرورة ودائمية الصراع مع النفس الداخلية ضد قوى الشر الخارجية.

إخوتي المؤمنين المحترمين

وفق أهمية المعنى الذي حاولت صياغته بخطوطه العامة وإضفاءه على مؤتمركم، فمن المهم أكثر تأمين الاستمرارية لمؤتمركم هذا، وترسيخ البُعد المؤسساتي فيه من الآن فصاعداً.

إنها مهمة كبيرة ملقاة على عاتقنا وعاتقكم. وكما الحال في عموم البلدان الإسلامية، فإننا بحاجة ماسة إلى مؤسسة إسلامية جديدة في كردستان أيضاً. وهذا بدوره ما يقتضي بالضرورة تجاوز الجماعات السلطوية الشيعية والسلفية والإخوانية التي لم تذهب أبعد من كونها مشتقات الرأسمالية العالمية. وبالطبع، فالحل لا يكمن في الديانة الإسلامية الرسمية.

فالديانة الإسلامية الرسمية هي «إسلام مخصي »، وإسلام كاريكاتوري مناقض لذاته ومفرّغ من محتواه أكثر بكثير مما هو عليه الإسلام غير الرسمي. كما إن الإسلام الرسمي يلعب دوره على نطاق واسع يمتد من الفاشية وحتى الليبرالية. بالتالي، فهو بمثابة الإسلام المضاد. إن الجماعات الرسمية و »اللاسياسية » على السواء، وكذلك الممارسات الإسلامية التي تم تجربتها مؤخراً في تركيا قد جعلت المجتمع وجهاً لوجه أمام أعتى أنواع الرأسمالية النهابة والسلطوية والمعادية للبيئة. لذلك فإن البديل الأمثل لهذا الواقع القائم يكمن في الإسلام العادل والحر والديمقراطي، والذي يتعين عليه أن يعرّف نفسه ويسعى إلى مأسسة ذاته بصورة دائمة. وهنا أعرب عن ثقتي الكبيرة بأنكم ستتوقفون بكل جدية وعزيمة وعمق على الأمور الضرورية، بدءاً من تحديد اسم المؤسسة الجديدة وحتى تبيان أسسها التنظيمية وآليات عملها.

وفي الأخير أود القول: إن بعض الأوساط تحاول تعريف حركتنا بمصطلحات غربية كأن تصفها بأنها «إلحادية » و »مادية » و »شيوعية ». من الأفضل وصف تلك الأوساط بأنها «عبيد المصطلحات ». ولكن أستطيع القول: إذا كان المجتمع الإسلامي حقيقة واقعية، فلا وجود حينها لشخص ملحد وآخر متدين. فمثل هذه التسميات هي مجرد اصطلاحات.

إنّ الشعب الكردي يعيش في أحلك الظروف، ويئن تحت حصار كل قوى الطغيان الرأسمالية العالمية التي تحاربه بأرقى أنواع الأسلحة الحربية وبأشد الهجمات شراسة، ويتعرض لشتى أشكال الاستغلال. كما ويعاني المجتمع الكردي من أفتك أنواع الظلم والاستغلال تحت اسم الإسلام. وعليه، فإنّ المقاتلين من أبناء هذا الشعب والمجتمع لا يليق بهم إلا مقارنتهم ومساواتهم ببطولةٍ من مستوى بطولة سيدنا علي رضي الله عنه. وبالتالي، فلا يساورني أدنى شك من أننا نمثل التقاليد الإسلامية الأكثر عدالةً وحرية وديمقراطية )في تاريخ المسحوقين والمضطهدين(. كما لا أشك أبداً في أن حركتنا نموذجية من حيث جدارتها بلعب دور الطليعة العصرية في مشاطرة هذه الحقيقة مع الشعوب المظلومة الأخرى في كافة أرجاء العالم من جهة، وعلى صعيد قابليتها للتجديد والتغير اللذين يقتضيهما الحاضر والمستقبل. أما التحول إلى تركيبة جديدة تجسد شخصية الحسين وشخصية صلاح الدين الأيوبي في آن معاً بصورة عصرية، فهو من أهم منابع الإيمان والإلهام بالنسبة لي. ومن هنا أدعوكم جميعاً للتشارك والعمل والتحول إلى إرادة وقوة قرار. كما أناديكم للالتفاف حول وحدانية الله الذي هو اسمٌ لكلّ ما هو حر وعادل ومجتمعي، وأناشدكم لتكونوا منبع الثقة من أجل تحقيق الوحدة. ومرة أخرى أحيي مؤتمركم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى