فدائية وطن الشمس
فدائية وطن الشمس
الاسم والكنية : جليلة عبدي
الاسم الحركي : هيلين
تاريخ الالتحاق:1990
تاريخ ومكان الاستشهاد: 1995 بدليس- غرزان
كان خروج حزب العمال الكردستاني بمثابة بداية حياكة تاريخ جديد في كردستان لأن بدايات الحركة الكردستانية تزامنت مع حركة حزب العمال الكردستاني التي تدفقت أمواج أفكارها وأيديولوجيتها وطالت كل أجزاء كردستان. وقد كان خروج حزب العمال الكردستاني بمثابة ميلاد جديد للشعب الكردي في غربي كردستان. تلك الساحة التي بدأ الحزب ببناء وتكوين نفسه بين أحضان ربوعها وفي قلوب جميع أبنائها من جديد، والتي كانت انطلاقتها بمثابة حظ كبير للشعب الكردي في غربي كردستان الذي يعود الفضل فيه وبالدرجة الأولى للقائد آبو الذي قام بتسيير النضال في ساحة كردستان الغربية عن طريق الكدح والجهد الكبير الذي بذله وقام من خلاله بإحداث الكثير من التطورات في تلك الساحة وجعلها من نصيب كل إنسان يعشق الحرية. مما ساعد على مقاومة وإزالة سياسة الإنكار والقمع التي كانت سارية على المجتمع الكردي بأكمله. ذلك المجتمع الذي كان يتجه نحو الهاوية ويشهد انقسامات ويفقد أمله في الحياة.
وكذلك مقاومة نظام المرتزقة وحماة القرى الرجعيين الذين كانوا بمثابة أذيال للنظام الحاكم في كردستان بكل ما كان يمارسه من ظلم وطغيان على المجتمع. لذا نستطيع أن نقول بأن المجتمع الكردي وقبل خروج حركة حزب العمال الكردستاني كان يقبع في دهاليز النسيان والزوال.
لكن انطلاقة حزب العمال الكردستاني، فلسفة وايديولوجية القائد عبدالله أوجلان المتحضرة والتي لا تخدم فقط الشعب الكردي، بل تسعى في الوقت نفسه إلى تحقيق الديمقراطية والحرية لكل الشعوب المضطهدة والمتعطشة للحرية كانت بمثابة ميلاد جديد للشعب الكردي وجميع الشعوب المتعطشة للحرية.
وعلى هذا الأساس قام شعبنا في غربي كردستان باحتضان حركة حزب العمال الكردستاني بكل ما يحمل في داخله من إيمان وثقة بالحرية، وذلك من خلال انخراط الآلاف من الشباب، العمال والكادحين بين صفوف الثورة. والرفيقة هيلين تعتبر إحدى الفتيات المثقفات اللواتي التحقن بصفوف الحزب لتغدو نجمة تتوهج باستمرار في سماء كردستان الخالدة.
فتحت الرفيقة هيلين عينيها على الحياة في كنف عائلة وطنية تقاوم ثقافة الاستبداد والطغيان وتحافظ على جوهرها الكردي الخالص والنقي. تلك العائلة التي كانت من أوائل العائلات التي تشبثت بفكر الحزب والثورة وفتحت أبوابها أمام كوادر الحزب إبان انتشاره في المنطقة بشكل عام وفي مدينة القامشلي بشكل خاص. ترعرعت الرفيقة هيلين بين الرفاق وكبرت بإحساس مشبع بفكر وفلسفة القائد آبو من خلال تعرفها على فكر الحزب وهي لا تزال في المرحلة الابتدائية من دراستها، بالإضافة إلى أنها كانت تعتبر من أوائل الطلبة المجتهدين من طلاب الصف.
بفضل كل الصفات والميزات الحسنة والنبيلة التي كانت تمتاز بها كانت تؤثر بشكل كبير على كل رفاقها ورفيقاتها في المدرسة الذين كانوا يولونها الكثير من الحب. والرفيقة لم تكن تعرف السكون وكانت تترك انطباعاً وتأثيراً كبيراً عن طريق روحها المرحة وحركاتها على كل من حولها. كانت تعرف بين رفيقاتها بحيويتها من خلال انضمامها الفعال لكل الفعاليات والمهمات التي كانت تقوم بإنجازها والتي كانت تجعلها من أكثر المحبوبين ضمن العائلة. كل هذا كان يعود إلى كفاحها وتقرباتها الإيجابية التي كانت تترك تأثيراً في كافة جوانب الحياة بما كانت تتصف به من صبر في معاملة كل المسائل التي كانت تواجهها. وكانت تتعامل مع الأمراض والمشاكل التي كانت تواجهها ببرودة أعصاب وبروح مرحة ونبل وصفاء. كانت تحتل مكانة خاصة بين كل أفراد العائلة من خلال شخصيتها الثقيلة ومراعاتها جميع مقاييس الحياة، بالإضافة إلى حبها للإنسان والذي كان يأتي في الدرجة الأولى، وكانت القدوة بالنسبة للعائلة ولكل من حولها.
كل طموحها ومساعيها كان البحث عن الجديد من خلال تحقيق التطور والتغيير في الشخصية والحياة. كانت تعتبر من أوائل الطلبة في صفها، لذا كانت محبوبة من قبل جميع المعلمين والمعلمات وكذلك من قبل جميع رفيقاتها في المدرسة. كان المعلم الذي يدرسهم اللغة العربية وطنياً وله علاقات وطيدة مع الحزب عن قرب وكان يتحدث عن الرفيقة هيلين قائلاً: في يوم من الأيام طلبنا من الطلبة أن يكتب كل واحد منهم مقالاً عن حياة أحد الأبطال أو الشخصيات المعروفة في التاريخ. حينها قامت الرفيقة هيلين بكتابة مقالة عن حياة الرفيق مظلوم دوغان وعن المقاومة التي أبداها في سجن آمد وبعد أن انتهت من كتابة مقالتها أصرت على أن تقوم بقراءتها أمام جميع رفيقاتها في الصف على الرغم من أن التكلم باللغة الكردية والتحدث عن حركة PKK في المدارس السورية في تلك الفترة كان يعتبر جريمة ويحكم عليها بالسجن والفصل من المدرسة، لكن الرفيقة هيلين قامت بقراءة المقالة التي كتبتها أمام جميع الرفاق في الصف. هذا وبالإضافة لدراستها كانت تقوم بالنضال السياسي بين الطلبة في المدرسة وكذلك في الحي الذي كانت تسكن فيه عن طريق التقرب بعشق وروح معنوية عالية من النضال وجميع الفعاليات التي كانت تسيرها بين الشعب، من خلال التجديد والتغيير الذي كانت تحققه يوماً بعد يوم وبكل مساعيها التي كانت تهدف من ورائها إلى تحقيق التطور والتغير في روحها الحرة التي لم تكن تعترف بالحدود والمستحيل.
كانت منذ الصغر تعشق المطالعة والبحث وتهتم بدراسة جميع الكتب التي كانت تتعلق بتاريخ وثقافة الكرد وكردستان. وكانت تسأل من حولها دائماً؛ لماذا لم يستطع الكرد أن يبنوا لهم دولة على مر التاريخ؟ لماذا كردستان مقسمة لأربعة أقسام؟ هذه الأسئلة والمزيد من الأسئلة الأخرى كانت تراود مخيلتها ولكنها كانت تعتبر من الأسئلة الصعبة لدرجة ما بالنسبة لها. لكن استيعابها للمسائل وتعمقها الفكري كان يتسع يوماً بعد يوم، لأنها كانت تعيش ثقل الوضع والمرحلة التي يمر بها الشعب الكردي وكانت تتعرف رويداً- رويداً من خلال ذلك على كيفية قيام القوى المتحكمة بتقسيم كردستان فيما بينهم.
قبل سنة 1986 لم يكن هناك رفيقات تناضلن في المنطقة والرفيقة Salîha (Bêrîvan- Binefş ( كانت من أوائل الرفيقات اللواتي كن تسيرن الفعاليات في مدينة القامشلي في تلك الفترة. في يوم من الأيام قامت الرفيقة بيريفان باصطحاب الرفيقة هيلين معها لحضور أحد الاجتماعات، كانت الرفيقة هيلين سعيدة جداً بذهابها لذلك الاجتماع، بعد انتهاء الاجتماع طلبت من الرفيقة بيرفان أن تحل ضيفة عليهم. كانت وعلى الرغم من صغر سنها تحس بكل ما تعانيه المرأة من ظلم، أسى وحرمان، من خلال الثقة، القوة والتقرب من المسائل بنظرة امرأة ثورية، من خلال استيعابها وبكل وضوح بأن المجتمع يعاني الكثير من التمايز الطبقي ويفتقر للعدالة والمساواة التي تضمن حق الحياة بحرية وللجميع. لأنها لم تكن ترضى بمقاييس الحياة البالية والقديمة كانت تواجهها بكل ضراوة وجسارة. وطنية العائلة كانت تفتح المجال أمامها لكي تستطيع التعبير عما يجول في مخيلتها بحرية، لكن هذا لم يكن يعني بأن كل من حولها كان يمتلك نظرة إيجابية للمسائل التي كان المجتمع يعاني منها، لأن ذهنية الدولة المتحكمة بمصير المجتمع كان لها تأثير كبير على العائلة أيضاً.
الفعاليات التي كانت تقوم بها بين الطلبة والشعب كانت تترك تأثيراً كبيراً على من حولها، لكن كل ما كانت تتمناه هو ضم الكثير من الفتيات الشابات إلى صفوف الثورة وإنقاذهن من الوضع المزري الذي يعشن فيه. وكانت تقوم من خلال وقفتها الواضحة والصارمة بإفراغ جميع التقربات الخاطئة التي ترسخت في الواقع.
بالإضافة للتدريب السياسي الذي كانت تتلقاه، كانت تحتل مكانها في التدريب الذي كان يساعدها على القراءة والكتابة باللغة الكردية. انضم العديد من رفيقاتها اللواتي كن يدرسن معها إلى صفوف الثورة وكان من بينهن الشهيدة روكن) Sediya (، نوجان Xedîc (( وكن من الرفيقات اللواتي كانت الرفيقة هيلين تناضل معهن بين الطلبة في المدرسة وبين الشعب.
اقترحت الرفيقة هيلين الانضمام لأكاديمية معصوم قورقماز للتعمق أكثر في الجوانب الإيديولوجية والسياسية، ولكن لصغر سنها وكي لا تنقطع عن المدرسة لم يقبل الحزب اقتراحها. كان الوقوف في مواجهة جميع التناقضات والتقربات البالية والرجعية والتي كانت تنظر للمرأة نظرة سلبية وتسعى لاستعبادها من المهام الأساسية التي كانت تقوم بها، ساعية من خلال ذلك للوصول إلى بناء الشخصية الثورية الحرة والقادرة على مجابهة الواقع. عشقها للحرية كان يظهر بوضوح من خلال خطواتها التي كانت تخطوها خطوة خطوة في سبيل اجتياز مآسي الواقع وكانت تعي وبكل وضوح بأن الوضع الذي يعيش فيه الشعب الكردي ليس قدراً مكتوباً على جبينه ولا بد من تغييره مهما كانت التضحيات. واستطاعت تمثيل المرأة الكردستانية والعالمية في نفس الوقت، وكانت تسعى من خلال كل ذلك إلى إثبات نفسها للحزب كي يقوم بقبول انضمامها لصفوف الثورة.
لم تكن الرفيقة هيلين قد أكملت دراستها الثانوية عندما انضمت لصفوف الثورة واحتلت مكانها بشكل فعلي بين الفعاليات التي كانت تسير بين الشعب، في الوقت الذي كانت فيه القضية الكردية تحتل مكانة هامة ومهمة في الساحة الدولية آنذاك. بالإضافة للعمليات العسكرية والمقاومة التي كانت تبديها قوات الكريلا والتي كانت تترك تأثيراً وصدى كبيراً في كل مكان، بالتزامن مع انتفاضة الشعب الكردي في كردستان الجنوبية وذلك في عام 1991 وأخذ القضية الكردية مكانها في المحافل الدولية من خلال المخططات والحسابات التي كانت تحاك ضد كردستان. كل هذه التطورات والتغيرات التي كانت تشهدها المنطقة خلقت فراغاً وإمكانيات جديدة استطاعت الحركة الكردية أن تستفيد منها على أرض الواقع. بسبب إصرار الرفيقة هيلين وإلحاحها المستمر قبل الحزب اقتراحها بالانضمام لصفوف الثورة. على إثر ذلك وبتاريخ 17 آذار عام 1991 توجهت الرفيقة هيلين مع مجموعة كبيرة إلى كردستان الجنوبية واحتلت مكانها ضمن فعاليات الشعب في منطقة دهوك ومن ثم قامت بالانخراط ضمن فعاليات حزب حرية كردستان ) PAK ( من أجل تنظيم الشعب في تلك المنطقة. في فترة قصيرة وعن طريق بذلها كدحاً وجهداً كبيراً استطاعت القيام بتنظيم وقيادة تظاهرات كبيرة في منطقة دهوك وقامت ببذل المستحيل للتصدي لكل محاولات القوات التركية التي كانت تريد اجتياح كردستان الجنوبية بقواتها ومن ثم احتلالها. لقد كانت تقف بقوة لمواجهة وإفراغ جميع المخططات القذرة، الخبيثة التي كانت تحاك من قبل الجواسيس والخونة بين الشعب.
كانت تمتلك شخصية شعبية متواضعة محبوبة من قبل جميع فئات الشعب، بالإضافة إلى انخراطها في النضال وقيامها بالمهمات التي كانت توكل إليها على أكمل وجه وفي أصعب الظروف ومن دون أية مماطلة أو تخاذل. كان سبب انتصارها في جميع الفعاليات والمهمات التي كانت تقوم بها يرجع في الأساس إلى ثقتها الكبيرة بثورة الشعب.
بطلب من الحزب توجهت إلى ساحة حفتانين لتلقي دورة تدريبية سياسية وعسكرية في أكاديمية معصوم قورقماز. بعد انتهاء الدورة التدريبية توجهت مرة أخرى إلى ساحة الحرب واحتلت مكانها ضمن صفوف الكريلا ومن ثم اقترحت التوجه إلى ساحة غرزان. فكما هو معروف بأن ساحة غرزان تحتل مكاناً مهماً لدى الحزب وتعتبر من أصعب الساحات بالنسبة لقوات الكريلا ومن المناطق المهمة التي يسعى الحزب للتمركز فيها وسد المجال أمام دخول وتمركز العدو والتحرك فيها بحرية. بالمقابل فإن العدو كذلك كان يسعى إلى التحكم بتلك المنطقة والتمركز فيها لما لتلك المنطقة من موقع استراتيجي هام بالنسبة للساحة بشكل عام. من أجل هذا قام الحزب وعن طريق عدد كبير من قوات الكريلا بمداخلة تلك المنطقة في سنة 1992 ، الرفيقة هيلين أيضاً كانت من بين تلك القوات التي كانت تتجهز لذلك الغرض.
توجهت الرفيقة هيلين إلى منطقة غرزان بقرار حاسم ومعنويات عالية وهي تواكب مسيرتها نحو موطن وأرض الآباء والأجداد وكانت تريد أن تصل يوماً قبل يوم وبفارغ الصبر لتلك الديار المعطاء والخيرة والتي اشتاقت إليها كتعطش الإنسان إلى الحرية. احتلت الرفيقة هيلين مكانها في منطقة بدليس، تاتوان، شيروان وبقيت لسنوات عديدة في تلك المنطقة وأخذت مكانها في الكثير من الحروب، بالإضافة لمشاركتها في الكثير من العمليات العسكرية ضد قوات العدو. خلال فترة قصيرة استطاعت الوصول لقيادة مجموعة من الرفيقات، بالإضافة لتمرسها بفنون وتكتيكات حرب الكريلا التي كانت تطبقها على أرض الواقع.
كانت تمتلك جسارة كبيرة وعزيمة واضحة في الحياة، خاصة من خلال وقفتها في وجه مفاهيم التصفويين التي كانت تظهر بين أعضاء الحزب. كذلك كانت تقوم بتدريب نفسها ورفاقها باستمرار لتلافي الوقوع تحت تأثير المفاهيم والتقربات الخاطئة عبر تمثيل وتطبيق حياة وفلسفة الحزب والقائد في كل مكان كانت تتواجد فيه. وعلى الرغم من تعرضها للكثير من المفاهيم الخاطئة لكنها لم تفقد عزيمتها وإصرارها على التصدي لها ومواجهتها باستمرار، وذلك من خلال اعتمادها على إرادتها وشخصيتها القوية والتي تعود في الأساس إلى الإمكانيات والتجارب التي استخلصتها من إيديولوجية وفلسفة القائد آبو والتي كانت تحقق عن طريقها الكثير من التطور والإبداع في الشخصية. في سنة 1995 وبعد انتهاء التدريب الشتوي والذي كانت قوات الكريلا تسعى من خلاله إلى الاستعداد لحملة جديدة وقاموا بعمليات نوعية في جميع المناطق التي تضمها الساحة بهدف إفشال حملات العدو، عن طريق المقاومة التي كانوا يبدونها في ساحات الوغى وهم يسطرون على صفحات التاريخ أروع الملاحم والأساطير.
في الثالث من شهر حزيران من سنة 1995 وفي بايقان )وسلتين( جبل كاركا ) Karika ( ونتيجة حرب شرسة مع قوات العدو التركي شاركت فيها الرفيقة هيلين مع 23 من رفاقها ورفيقاتها الذين أبدوا فيها مقاومة تاريخية وحاربوا حتى آخر طلقة وسكبوا دماءهم قطرة قطرة على تراب الوطن الغالي ليواكبوا قافلة شهداء الحرية لمثواهم الأخير في جنات الخلود.
تلك المقاومة التي أبدتها الرفيقة هيلين وجميع الرفاق والرفيقات الذين كانوا معها في وجه العدو كانت بمثابة صرخة حق ونداء شعب يسطر ملاحم وأساطير البطولة والحرية في الحرب والحياة وتركت تأثيراً كبيراً في قلوب عشاق الحرية. فقد كانت تلك المقاومة التي أبداها الرفاق بمثابة صاعقة على قوات العدو التي لم تستطيع الصمود أمامها، لذا عمدت إلى استعمال جميع الأسلحة الموجودة لديها، خاصة الأسلحة الكيماوية والجرثومية والمحرمة دولياً في تلك الحرب. بالمقابل لم يكن الرفاق يملكون إلا المقاومة والإرادة الحرة التي اكتسبوها من القائد آبو ومن شهداء الحرية، لمحاربة كل ذلك العتاد، الأسلحة والقوات التي حشدها العدو في ساحة المعركة، والتي تعتبر أكبر قوة يستطيع المرء من خلالها الوقوف في مواجهة عدوه والتمكن من الوقوف على قدميه، ولا تستطيع أية قوة في العالم الوقوف في وجه هذه الإرادة الحرة.
واكبت الرفيقة هيلين مع 23 من رفاقها بعد المقاومة والبطولة التي أبدوها في مواجهة العدو، قافلة شهداء الحرية على طريق التاريخ المعاصر والذي تحقق بفضل دماء الشهداء وتضحيات الشعب. وها هو الشعب الكردي يتحرر من نير العدو، بفضل المقاومة والتضحيات الفذة التي قدمها الآلاف من أبناء وبنات وطن الشمس والنار وهم يحتضنون الحرية بكل شموخ وكبرياء. تلك الأرض التي تفتح بين ثناياها ربيع البشرية والتي تعتبر مهد جميع الحضارات غدت اليوم بمثابة آلهة الجمال للطبيعة وللبشرية بشكل عام، بفضل هؤلاء الشهداء الذين ساروا على درب حقيقة هذه الأرض وسقوها بدمائهم الطاهرة. ذلك هو التاريخ الجديد والمبارك الذي بني على هذه الأرض التي يهرع الجميع ويتسابقون للتضحية والفداء لحمايتها وتشييدها من جديد.