مشروع الحل الديمقراطي ومحاولات التحريف

مشروع الحل الديمقراطي ومحاولات التحريف

جميل بايك

بداية نرحب بكم؛ نود أن نبدأ من شمال كردستان؛ تم اتخاذ الكثير من القرارات الهامة في الاجتماع العام التاسع لمؤتمر الشعب الذي انعقد في الفترة الأخيرة، ومن ضمن هذه القرارات الهامة كان قبول المؤتمر للمشروع الذي طرحه قائد الشعب الكردي السيد «عبدالله اوجلان »، نود أن نعلم إلى أي مدى تؤيدون وتساندون هذا المشروع «مشروع الحل الديمقراطي » الذي طرح من قبل قائد الشعب الكردي السيد «عبدالله اوجلان ؟»

تم عقد الاجتماع العام التاسع لمؤتمر الشعب بنجاح كبير؛ وكان للجهود التي بذلها القائد آبو دورا كبيرا لإنجاح هذا الاجتماع الذي انعقد وفق نهج وتوجيهات القائد. تم التوقف على العديد من المسائل والقضايا في هذا الاجتماع واتخذت الكثير من القرارات الهامة. وأحدى هذه القرارات الهامة كانت بصدد المرحلة الراهنة. حيث تم مناقشة المرحلة من كافة الجوانب والنواحي. ولقيت الخطوات التي خطتها الحركة حتى الآن تأييدا كبيرا. أي تم تحليل الخطوات على أنها كانت متوافقة مع المرحلة.

بالإضافة إلى أنه تمت مناقشة واتخاذ العديد من القرارات بخصوص كيفية تطوير المرحلة التي نحن بصددها من الآن فصاعداً. كما هو معلوم أنهينا الخطوة الاولى من المرحلة بنجاح وكان من المقرر أن تقوم الدولة التركية أيضا بخطو بعض الخطوات في الأول من حزيران، أي كان من الواجب في الخطوة الثانية للمرحلة أن يتم تغيير ببعض القوانين أي كان من الواجب أن تطور حزمة من الاصلاحات الديمقراطية.

إلا أن الدولة التركية والحكومة التركية لم تخطوا أية خطوة بهذا الصدد. والكل يتساءل لما لا تلقي الدولة التركية خطوات تخدم المرحلة؛ حيث قام حزب العمال الكردستاني بتأدية المهمة والوظيفة الملقاة على عاتقه. ولكن هذا التأييد والتجاوب بقي أحادي الجانب ومن الواجب أن تتجاوب الدولة والحكومة التركية مع متطلبات المرحلة، لماذا لا تقوم بذلك؟ عانت كل من الدولة والحكومة التركية بعضا من الصعوبات من هذه الناحية. ولكن كيف يمكنها تبرير ذلك؛ لا يستطيعون تبريرها، لهذا السبب يقومون بابتكار بعض الحجج. ويقولون أن لم نخطوا الخطوات التي كان من الواجب علينا أن نلقيها ليس لأننا لا نود انجاح هذه المرحلة، على العكس تماما نود أن نخطو الخطوات؛ ولكن حزب العمال الكردستاني يقوم بخلق اجواء تشبه تلك التي حصلت في مرحلة خابور، لهذا السبب لا يمكننا التجاوب مع المرحلة. أي يسعون إلى ابراز حزب العمال الكردستاني على أنه السبب في هذا. ويريدون خداع الشعب بهذا، كي لا يتطور آمال الشعب وتفشل كل الضغوطات المفروضة على الحكومة والدولة التي تحثثها على التجاوب مع المرحلة، واظهار نفسها محقة في هذا الموضوع. أنها تقوم بلعب هذه اللعبة والتي من الواجب أن تنتهي. ناقش الاجتماع العام التاسع هذا الأمر. ونتيجة لهذا النقاش اتخذ قرار ألا وهو أن تقوم الإدارة المنتخبة من ضمن المؤتمر أي الادارة الجديد باتخاذ القرار بصدد المرحلة، أي أن تقوم الإدارة الجديدة باتخاذ القرار وفق تقربات الدولة والحكومة من المرحلة أي بصدد الاستمرار في المرحلة أو ايقافها. لهذا السبب تعتبر النقاشات التي تمت في هذا الاجتماع نقاشات هامة.

من ناحية اخرى كما ذكرتم أن الدولة التركية تتبنى هذا المشروع وتصرح بأنها قامت بتحضير حزمة من الاصلاحات الديمقراطية، لا ندري هل يمكن أن يصل مضمون حزمة الاصلاحات هذه إلى مستوى الخطوات التي قمتم بخطوها أنتم كحركة؟

الدولة والحكومة التركية تقوم ببعض الألاعيب ونحن نسعى ونريد أن تنتهي هذه الألاعيب. لا يمكن حل القضية الكردية والقضايا في تركيا عن طريق الألاعيب. إنما تساهم في تعقيد هذه القضايا أكثر. ربما يجني الكرد اضرارا نتيجة هذه السياسة ولكن كل من المجتمع التركي والدولة التركي ستلقى الضرر الأكبر. هذه هي الحقيقة. يتبعون سياسات دعائية لإنقاذهم من الأزمة التي يعانون منها وخداع الجميع بها. لهذا السبب تدعي بأنها قامت بتحضير باقة من الاصلاحات الديمقراطية ولكنها لم تخطوا أية خطوة عملية تخدم المرحلة، أن ما يدعونه ليس صحيحا ويعتبر خداعا.

ماهي الخطوات الديمقراطية التي يطورونها؟ هل يقومون بإجراء تغييرات اساسية ضمن قوانين الانتخابات؟ أو هل يقومون بإجراء تغييرات ملحوظة ضمن قوانين الاحزاب؟

او تغييرات ضمن قوانين محاربة الارهاب؟ لا يقومون بأي تغيير. الشي الذي يطورونه هو القيام بأعمال تساهم في تزييف الحقيقة للناس. كي يبرزوا أنفسهم على أنهم يخطون خطوات تساهم في انجاح المشروع الديمقراطي. لأن كافة الأنظار في تركيا وكردستان وأوروبا والعالم أجمع تتجه نحو الخطوة التي ستقوم الدولة التركية بخطوها بعد الخطوات التي خطتها الحركة التحررية الكردية. والكل يتشوق لمعرفة كيف سيقومون بحل القضية الكردية واحلال الديمقراطية في تركيا. ولأن كل من الدولة والحكومة لا تريدان خطو الخطوات الواجب عليهم إلقاءها يقومون بخداع الأنظار بحزمة الاصلاحات الديمقراطية التي تدعيها ولا يكمن في جوهره أي تغيير أو تحول حقيقي يساهم في دمقرطة تركيا وحل القضية الكردية. إن كانوا بالفعل يريدون تطوير حزمة الإصلاحات الديمقراطية؛ قام القائد أبو بطرح ثمانية لجان، وقال من الواجب أن يتم تشكيل هذه اللجان لتقوم بالعمل والنضال وتحضير القوانين وتقديم هذه القوانين إلى البرلمان للمناقشة عليها. ليقوموا بتفعيل هذه اللجان. إن تم تفعيل هذه اللجان حينها يتم خطو خطوات تساهم في حل القضية الكردية. ويتم خطوا خطوات نحو دمقرطة تركيا. وحينها تصل المرحلة إلى النقطة الأخيرة أي يصبح كل شيء طبيعيا. ولكن لم تعترف الدولة التركية والحكومة التركية بهذه اللجان ولم يتم تشكيلها وتفعيلها لصياغة القوانين وتقديمها للبرلمان. إنهم بهذه السياسة التي يتبعونها الآن يريدون كسب الوقت وصناعة الآمال فقط.

يظهرون أنفسهم على انهم يخطون الخطوات ولكن في الأساس لا يتم خطوا أية خطوات ولا يسعون إلى إجراء أي تغيير ويسعون الوصول بهذا الشكل إلى فترة الانتخابات والفوز فيها والاستمرار في السلطة والحكم. هذا هو هدفهم من كل ذلك.

طرح القائد آبو خمسة مشاريع حل حتى الآن إلا أنهم همشوا هذه المشاريع وحولوها إلى ضحية للانتخابات. لا يمكن جعل القضية الكردية ضحية الانتخابات ومن يفعل ذلك يصنع موته ونهايته بنفسه وهذا ما تصنعه حكومة العدالة والتنمية، فإن كانت تريد صون صيرورة سلطتها وحكمها عليها أن تحل القضية الكردية وترسخ الديمقراطية في تركيا. إن لم تقوم بهذا فإن عاقبتها لن تختلف عن عاقبة الأحزاب الاخرى.

رغم الشروط والظروف الصعبة يقوم قائد الشعب الكردي بالنضال من أجل انجاح هذه المرحلة. بالإضافة إلى هذا يتم الحديث عن البدء بالخطوة الثالثة من المرحلة في بداية ايلول، فإن لم يقوم النظام التركي بخطو أية خطوات حينها تقع كل المسؤولية والمهمات على عاتق قائد الشعب الكردي والحركة التحررية الكردية. كيف يمكننا توضيح هذا؟

يتقرب القائد آبو من المرحلة بمسؤولية كبيرة ويسعى إلى احلال الديمقراطية في تركيا وحل القضية الكردية ولهذا السبب طرح خمسة مشاريع حل إلا أن الحكومة التركية والدولة التركية لم تبدي أي اهتمام لها وتركتها جانباً. وفي النهاية طرح القائد تشكيل ثمان لجان وتفعيل دورها لصياغة القوانين وتقديمها للبرلمان للمناقشة عليها وتحويلها الى قوانين. فان تم ذلك تكون الخطوة الثانية من مرحلة الحل قد اكتملت ليتم البدء بالخطوة الثالثة للمرحلة. إلا أنه وحتى الآن ليس هناك رد ايجابي. لهذا نبه القائد ابو وادارة الحركة الجديدة كل من الدولة والحكومة كي تتخلى عن ألاعيبها وتقربها السطحي والبسيط من المرحلة. وأن لا تحول هذه المرحلة إلى سياسة ودعاية تخدم مصالحهم الخاصة. إن كنتم جادين في حل القضية والمشكلة فان كل من القائد أبو وحزب العمال الكردستاني والشعب الكردي قاموا بتهيئة الأرضية المناسبة لذلك. من الواجب عليكم أن تخطوا الخطوات وتاريخ الأول من أيلول هو التاريخ النهائي. فإن لم يقوموا بخطو الخطوات الواجبة خطوها هذا يعني أنهم لا يريدون حل القضية الكردية ويسعون لتطوير التصفية وهذا غير ممكن. لأن كل من الشعب والحركة يقومان بحماية أنفسهم من العمليات والسياسات الهادفة إلى تصفيتهم. أي أنها مثلما قامت بحماية نفسها في الماضي فأنها مستمرة في الدفاع وحماية نفسها الآن أيضا ويستمر في نضاله على هذا الأساس. من الواجب على الجميع معرفة هذه الحقيقة بشكل جيد. لهذا السبب فإن الأول من ايلول هو التاريخ النهائي.

فإن لم تلقى الخطوات الايجابية فأن كل من كل من الحركة والشعب سيقومان بالدفاع عن أنفسهم بشكل قوي ضمن اطار الدفاع المشروع.

يتضح في الكثير من تصريحاتكم بأن الدولة غير جدية إزاء هذه المرحلة الهامة. بالإضافة إلى موضوع العودة إلى الوطن حيث أشار قائد الشعب الكردي إلى إعادة اعمار القرى من جديد. هل تنتظرون من النظام القيام بذلك أن يتوجب عليكم أيضاً تهيئة الأرضية المناسبة لذلك؟

تم تداول هذا الموضع في الاجتماع العام التاسع ايضا، يجب أن يعود شعبنا المهاجر والذي تم تهجيره إلى موطنه وقراه العودة لا تعني أن يبدأوا العيش في وطنهم فقط بل يعني الحد من عمليات الصهر وتجديد الذات وإعادة بناءه كما ويعني احياء هويته ووطنيته. هذا ما نريده من عودة الشعب إلى قراهم ونسعى إلى تحقيق ذلك سواء رغبت الدولة في ذلك أو لم ترغب. يجب على الدولة أن تساعد في عودتهم إلى قراهم فإن لم تسعى لشيء من هذا القبيل على الشعب أن يسعى إلى ذلك بنفسه ويعود إلى قراهم. وقد وجهة القائد نداء بهذا الشأن ونحن أيضاً نوجه هذا النداء.

فالشعب لم يهجر القرى بإرادتهم بل تحت ضغط وإجبار من قبل القوى الاستعمارية والمعادية للقضية الكردية حيث قاموا بإفراغ القى وحرقها دون تأمين لأماكن بديلة أو تقديم إمكانيات ليستطيع الشعب المهجر تسيير حياته من خلالها. قامت هذه القوى بفرض سياسة وحشية إلى أبعد الحدود ومارست سياسة الإبادة والتشريد وإبعاد عن العمل كنوع من التجريد عن المجتمع كي يبقى الشعب وحيداً وبدون مأكل ومشرب ضمن وسط مليء المشاكل. لم تمارس هكذا سياسة على أي شعب أو في أي بقعة من العالم. لهذا أبدى شعبنا مقاومة كبيرة في الكثير من المناطق من أجل الحياة الكريمة. حيث ناضل وعانى الكثير من الصعوبات والآلام وقدم الكثير من التضحيات. واليوم تم تهيئة الأرضية المناسبة لعودة شعبنا إلى قراه للعيش فيها حيث قام كل من القائد ابو وحركة التحرر الكردية بفتح هذا الطريق ومن الواجب على الدولة أن لا تتصدى له. بل على العكس عليها أن تقدم المساعدات من كل النواحي كي يعود الشعب الى قراه من جديد.

يتضح من الخطوة الأولى من المرحلة أنه تم سحب قوات الكريلا من الشمال إلا أن النظام قام بإنشاء مخافر جديدة. ومن ناحية اخرى لم يطرا أي تغيير على وضع قائد الشعب الكردي السيد عبدالله اوجلان من الناحية الصحية كي يتمكن من خدمة هذه المرحلة بفعالية أكبر. هل نستطيع القول أن المرحلة دخلت مرحلة الانسداد أو كيف يمكننا تسميتها؟

الكل يرى وبوضوح أننا قمنا بخطو الخطوات الواجب إلقاءها من طرف واحد وبشكل متتالي حيث تم اطلاق سراح الأسرى المعتقلين والإعلان عن وقف اطلاق النار ومن ثم البدء بسحب القوات من شمال كردستان إلى جنوب كردستان ومازلنا مستمرين في هذه العملية. عندما قمنا بخطو هذه الخطوات لم نتجار مع الدولة التركية أردنا وسعينا إلى أن نقوي ونخلق أرضية الحل الديمقراطي، وبالاستناد إلى ذلك كان من الواجب على الدولة والحكومة أن تقوم بخطو الخطوات إلا أنهما لم تقوما بذلك. نحن نود أن تخطو هذه الخطوات كي لا تفشل المرحلة فهذه فرصة تاريخية من أجل الدولة والحكومة التركية ومن أجل المجتمع التركي بأكمله فإن لم يتم الاستفادة من هذه الفرصة سوف يكونون مذنبين امام التاريخ. على الجميع أن يعرف أنه إذا لم تتطور المرحلة وتنج ودخلت مرحلة الإنسداد ولم تصل إلى نتيجة فإن كل من الحكومة والدولة التركية هي المسؤولة عن ذلك.

من الواجب على كل من الشخصيات الديمقراطية واليساريين والليبراليين والساعين إلى احلال الديمقراطية وحل المشاكل في تركيا ومن يقول باننا والكرد اخوة ونسعى إلى إحلال حياة تستند إلى الاخوة أن يقوموا بالضغط على كل من الدولة والحكومة وحثهما على خطو الخطوات اللازمة كي لا تفشل هذه المرحلة وتتأزم المشاكل من جديد وكي لا يتضرر منه أحد. إن كانت كل من الدولة والحكومة التركية تريدان حل القضية في تركيا. فإن مشروع الحل هذا يطوره القائد ابو.

أي ان القائد ابو هو الذي طور هذه المرحلة وليست الدولة والحكومة التركية. ربما تظهر الحكومة وكأنها هي التي طورت هذه المرحلة وتدعي السعي لإيجاد حل للقضية.

فهذا غير صحيح القائد هو الذي طور المرحلة وعلى هذا الأساس بدأ الحوار مع القائد. ولكن الحوار الذي يجرونه هي من اجل ان يتم ايقاف الحرب كي يصلوا الى مرحلة الانتخابات من دون حرب والفوز بها هذا هو هدف الحكومة والدولة وليس ايجاد حل للقضية. فإذا كان هدفها إحلال الديمقراطية وحل القضية لكانت قبلت باللجان الثمانية التي طرحها القائد ابو وعملوا على تطويرها و لكانت خطت بعض الخطوات. وغيرت ظروف القائد آبو وحسنتها ولكن لم يطرأ أي تغيير على وضع القائد حتى الآن. فالحالة الصحية للقائد ابو متدهورة ومن الواجب أن يتم ارسال فريق طبي مستقل إلى إمرالي لمعالجة للتوقف على الوضع الصحي للقائد ابو، هذا الفريق الطبي قام بمراجعة وزارة العدالة إلا أن وزارة العدالة لم ترد على الطلب بالقبول أو الرد. لماذا لا تقوم بالرد على طلب هذا الفريق الطبي أن كانوا يريدون حل القضية؟ القائد ابو هو المخاطب الأساسي في عملية حل القضية الكردية وهو الذي يقوم بتسيير هذه الامور باسم الحركة والشعب الكردي هو الذي يقوم بتوجيه المرحلة وتطبيق الاتفاق فمن الواجب عليهم قبول ارسال هذا الفريق الطبي. لماذا لا يقبلون بذهاب هذا الفريق الطبي؟

ماذا سيفعلون بالقائد ابو في امرالي؟ هل يريدون قتل القائد ابو؟ هل يريدون فعل هذا؟. ولهذا السبب لا يسمحون بذهاب الفريق الطبي المستقل لمعالجة القائد ابو وفهم وضعه الصحي. هناك ما يفعلونه في سجن امرالي وبذهاب هذا الفريق الطبي المستقل سيتضح ما يقومون به. لهذا السبب لا يقبلون بذهاب هذا الفريق وهذا يثير الشكوك لدى الجميع ان لم يكن هناك تلاعب بصحة القائد حينها من الواجب عليهم قبول ذهاب الفريق الطبي. لا يفعلون ذلك ومن ناحية أخرى يبنون المخافر الجديدة ويبنون مواقع عسكرية ويزيدون عدد حماة القرى ويقومون بالاعتقالات حيث تم اعتقال الكثير من من كانوا يمارسون السياسة ولم يطلق سرحهم إلى الآن حتى المعتقلين المرضى المشارفين على الموت لم يطلق سراحهم.

وفي كل يوم يقومون بعمليات التمشيط، ومازالت طائرات التجسس تحلق على مناطق الدفاع المشروع. كل هذا دليل على أنه لا يوجد أي تغيير أو تحول في ذهنيتهم حتى الان. لا يتم رؤية أية خطوة ايجابية من قبلهم حتى الآن ويستمرون بما كانوا يقومون به في الماضي. إذا ما هذه الطريقة التي يريدون بها حل القضايا. إنهم يريدون أن يقوم حزب العمال الكردستاني بتصفية نفسه وهذا ليس ممكنا أبدا، لا يقوم حزب العمال الكردستاني بتصفية نفسه أنما يسعى إلى حل القضايا.

ذكرتم بأنه من الواجب على القوى الديمقراطية والقوى الساعية لإيجاد حل للقضية أن يقوموا بفرض الضغوطات على الدولة والحكومة التركية. ولكن لوحظ قبول المشروع ليس فقط من قبل هذه القوى الديمقراطية في تركيا انما قبل هذا المشروع على الصعيد الدولي وعلى المستوى الكردستاني أيضا. فإن لم تقم الدولة التركية بخطو الخطوات ماهي المهمات التي تقع على عاتق هذه القوى الدولية والقوى الديمقراطية لفرض الضغط على الدولة التركية؟

صحيح أن الجميع يتقبل هذا المشروع ويمدحه على أنه عمل جيد ولكن يبقى كل هذا ضمن اطار الاقوال فقط. لا يتم ترجمتها إلى خطوات عملية. فالمسالة هي الممارسة العملية أي ترجمة الاقوال إلى أفعال على أرض الواقع.

ماهي الخطوات التي يخطونها على ارض الواقع لا يوجد خطوات. اردوغان أيضا يقول بأنهم يطورون الحل وسوف يوصلها إلى النهاية ويقولون بعض الاقاويل الجيدة أيضا. ولكن لا يوجد أي توافق بين اقاويله وما يطبقه على ارض الواقع هذه هي الحقيقة. فإن كانوا جديين بخصوص حل القضية الكردية حينها من الواجب على الجميع أن يقوم بما يقع على عاتقه. وفرض الضغط على الدولة والحكومة التركية واجبارها لخطو الخطوات مقابل الخطوات التي خاطاها حزب العمال الكردستاني. وتوضيح موقفهم بصدد الحل أي قبولهم أو رفضهم لهذه المرحلة. إن كانوا يريدون ايجاد الحل فمن الواجب عليهم خطو الخطوات اللازمة. اعملوا على تغيير القوانين؛ لا تقومون بتغيير أي قانون.

فإن لم تغيير القوانين التي يتضمنها الدستور التركي فما هي المكانة التي ستأخذها القضية الكردية. كيف سيتم حل هذه القضية. فالقوانين والدستور الذي انشاه نظام الثاني عشر من ايلول مازال يطبق حتى يومنا الراهن. هذا القانون والدستور لا يعترف بالكرد ويتخذ تصفية الكرد والقضاء عليه أساسا له. فإن الذي لا يقوم بتغير هذه القوانين ويدعمها بالمراسيم من سيصدقه بأنهم يتخذ الحل أساسا له. رحب كل من الولايات المتحدة الامريكية واوروبا والكرد أيضا وكل الشخصيات الديمقراطية والليبرالية والاشتراكية بهذه المرحلة وايدوها وصرحوا بأن الخطوات التي يخطوها حزب العمال الكردستاني خطوات تستحق التقدير ونريد أن يتم ايجاد حل لهذه القضية فالجميع قال هذا ولكن لا توجد خطوات من الناحية العملية تصب في هذا الإطار. لهذا السبب لا تهمنا الاقاويل كثيرا أنما الممارسة العملية وما يتم تطبيقه على أرض الواقع يعتبر مهماً بالنسبة لنا نحن نريد أن نرى هذا ضمن الممارسة العملية وعلى أرض الواقع. عندما نرى هذا ويرى شعبنا هذه الخطوات وقتها يمكننا أن نثق به، وعكس ذلك أن كل الاقاويل والممارسات التي تتم على أرض الواقع تساهم في زيادة الشكوك. لا أحد يصدق بأن هذه الحكومة وهذه الدولة ستعمل على ايجاد حل لهذه القضية.

هل يمكننا القول بأن الأوساط الأخرى من المعارضة وبعض القوى الأخرى هي التي تفرض الضغط على الحكومة وتمنعها من خطو الخطوات؟

ربما تكون هناك قوى ضمن تركيا أو خارجها لا ترغب في أن يتم ايجاد حل للقضية الكردية واحلال الديمقراطية هذا وارد. ولكن أن كانت الدولة والحكومة التركية تريد ايجاد حل للقضية من الواجب عليها أن تأخذ بعين الاعتبار هذه المواضيع أيضا أي من الواجب عليها أن تتوقع بعض المخاطر أيضا فمن دون ذلك لا تستطيع حل القضايا ولا يمكنها احلال الديمقراطية في تركيا على اللعكس تماماً ستتلقى ضربة قوية جراء تصرفاتها. أي أن أرادت إيجاد حل للقضية فمن الواجب عليها ان تقوم بتقديم بعض البدائل أيضا وتواجه بعض المخاطر والتهديدات ايضا. اردوغان يقول مهما كان ثمنها حتى ولو كان سما سوف نقوم بتناوله كي يتم ايجاد حل لهذه القضية، صحيح أنه يقول هذا ولكنه لا يتحرك على ارض الواقع وفق هذه الجملة. ولا يطبقها على ارض الواقع. فممارسته العملية معاكسة تماماً. فهم يتخذون من إطالة هذه المرحلة ودفعها للوصول إلى مرحلة الانسداد وفرض وكيفية الحاق ضربة قوية بحزب العمال الكردستاني أساساً لهم.

وهذا يساهم في تعاظم الشكوك والمخاوف. نحن لا نستطيع الاستمرار بالتحرك وفق هذه الاقاويل اننا نريد اشياء ملموسة.

عند رؤية ترجمة الاقاويل على ارض الواقع حينها تزول كل الشكوك والشبهات وتتطور المرحلة بشكل سليم.

الكثير من المراقبين السياسيين يقولون بأن حركتم قامت بإجراء تغيير ضمن الادارة ضمن الاجتماع العام التاسع لمؤتمر الشعب.ويحللون هذا التغيير وانتخابكم كرئيس مشترك لمنظومات المجتمع الكردستاني على أن الجناح المؤيد للحرب والقوة استلم الادارة، كيف تحللون هذه التحليلات من قبل الدولة وهل لهذا علاقة بالمرحلة أو بالخطوات التي يخطوها اردوغان؟

أبدى الشعب الكردي مقاومة عظيمة وعان الكثير من الآلام والمصاعب والمشاكل، وقدم تضحيات كبيرة أيضاً. نتيجة هذه التضحيات والمقاومات التي قدمها الشعب الكردي خلقت ارادة وقيم وهوية ووحدة. وتلك القوى التي تقوم بنشر مثل هذه الدعايات غير راضية عن ذلك. ومركز الحرب النفسية الخاصة هي من تدير هذه الحملة الدعائية.

فهي تريد من هذا تحطيم الوحدة التي خلقه حزب العمال الكردستاني، وزرع التجزئة والتفرقة وتشويش العقول هذه هي مساعيهم ومطالبهم ويقومون بهذه الحملات الدعاية بشكل يخدم مصالحهم ومآربهم. هذه من جهة ومن الجهة الثانية لا يريدون أن يتم حل القضية في تركيا لهذا السبب يقومون بتطوير مثل هذه الذرائع والحجج والدعايات. لأنهم لا يرغبون بخطو خطوات تخدم هذه المرحلة ويقومون بالدعاية لهذا الغرض عبر وسائل الإعلام المرئية والكتابية لخداع الشعب كي يفقد الأمل ويقنعه بأن سبب وصول المرحلة لوضع الانسداد هو حزب العمال الكردستاني وليست الحكومة والدولة التركية. أي أن هدفهم من هذه الحملة الدعائية هي وضع حزب العمال الكردستاني موضع المذنب والضغط عليه. والآن يريدون تلفيق ذرائع أخرى آلا وهي أنه طرأ بعض التغير على إدارة حزب العمال الكردستاني وهناك أجنحة ضمن الحزب بعضها تؤيد الشدة وبعضها تؤيد السلام. وفي هذه الفترة الجناح المؤيد للشدة هو الذي تسلم الإدارة وأن هذه الإدارة هي التي تعيق تطور المرحلة بالشكل المطلوب ولا يريدون تطوير حل سلمي للقضية الكردية. أي أنهم من خلال هذه الدعاية يريدون إخفاء حقيقتهم. والتستر على ذنوبهم ومآربهم ودفع الجميع لاتهام حزب العمال الكردستاني بهذا الشأن. وبذلك النجاح في عملية التصفية التي يهدفون إليها. شعبنا وحركتنا لا تثق بذلك ولكنهم يسعون إلى حث بعض الأطراف الأخرى كي يتحركوا على هذا الاساس. فهم يسعون إلى بث التجزئة وتشكيل الأطراف. فضمن حركتنا لا توجد أجنحة تؤيد السلام ولا أجنحة تؤيد الحرب أو الشدة. فكل شخص ضمن حركتنا يتخذ من نهج القائد ابو ومن هدف القائد ابو أساسا له. كما ويتخذ من المرحلة التي طورها القائد ابو أساساً له. ولا يوجد أي شخص ضمن الحركة يتصدى أو يناهض هذا المشروع على العكس تماماً فهدف كل شخص ضمن الحركة هو تحقيق هذا المشروع وإنجاحه. هذه هي الحقيقة نحن رفاق و مناضلي القائد ابو انضممنا إلى نهجه وفكره.

ونعمل على تطبيق هذا الفكر والنهج. فإن كل شخص من الإدارة القديمة ومن الإدارة الجديدة وكل الذين يناضلون في الوطن وخارج الوطن وفي كل ساحة هم رفاق القائد ابو وهم ثوار الحرية. وكل شخص ضمن الحركة يسعى لتأدية واجبه لإنجاح المرحلة التي طورها القائد ابو. وهذه الدعايات تعتبر اهانة بالنسبة لرفاق القائد ابو وتحريف للحقائق ومركز الحرب الخاصة تطور هذه الدعايات بهدف اظهار كل من الدولة والحكومة التركية على أنها محقة.

كيف سيكون تأثير هذه المرحلة في حال نجاحها ليس فقط على الصعيد الكردستاني بل التأثير الذي سيخلقه على الصعيد العالمي أيضاً؟

يطور القائد ابو نظاماً جديداً للكرد ولمنطقة الشرق الأوسط وللإنسانية جمعاء. فالفلسفة والنهج والأيديولوجية التي طورها القائد ابو والنظام والنضال الذي طوره القائد أبو ليس لحل القضية الكردية فقط إنما لحل قضايا منطقة الشرق الاوسط والإنسانية أيضاً. وأن المشروع الذي طرحه في نوروز هذا العام مستند إلى هذه الأسس. هذا المشروع يتخذ من الاستراتيجية الديمقراطية أساساً؛ وسيساهم في احياء الشعب الكردي وسيوصل شعوب منطقة الشرق الاوسط إلى الديمقراطية والحرية.يجب فهم هذه المرحلة بهذا الشكل.

وأن لا يتم التقرب منها بشكل ضيق وسطحي. إن هذا المشروع هو لكل من يريد الديمقراطية والحرية والعدالة.

فنجاح هذا المشروع سيعود بالنفع للجميع وفي حال العكس ليس فقط الكرد بل الكل سيتضرر. كما هو معلوم تمر منطقة الشرق الاوسط في يومنا الراهن بحرب كبيرة. لهذا السبب يسعى القائد ابو إلى إنقاذ شعوب منطقة الشرق الأوسط بما فيها الشعب الكردي من هذه الحرب القذرة. وتحقيق أحلامهم التي كانوا يحلمون بها منذ الاف السنين. يريد القائد ابو تطوير شخص حر ومجتمع حر وشخصية حرة هدفها الحرية، ومن أجل تحقيق الحرية يتخذ من حرية المرأة أساسا له. لأنه تم القضاء على جميع الحريات من خلال فرض العبودية على المرأة. وأن التحريفات تمت من خلال فرض العبودية على المرأة. وأن كافة القضايا الإنسانية الأخرى بدأت بعبودية المرأة. إن كنت تود حل كل القضايا وتطوير الإنسانية بالاستناد على جذورها الحقيقية وتحقيق العدالة والديمقراطية والحرية والمساواة من الواجب أن تتخذ من حرية المرأة أساساً. لهذا السبب يتخذ القائد ابو حرية المرأة أساساً وبالاستناد إليها يقوم بتطوير الديمقراطية الراديكالية وبها يسعى إلى حل القضية الكردية وقضية شعوب منطقة الشرق الأوسط والإنسانية. من الواجب على الكرد اتخاذ الاستراتيجية الديمقراطية أساساً له. هذه الاستراتيجية تتطلب احلال الديمقراطية ليس فقط في كردستان إنما ضمن مجتمعات كل الدول التي تمارس الاستبداد والاستعمار. وبالتالي تطبيق الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.

وفق قراءتكم ومتابعتكم للتطورات الحاصلة في سوريا ما هي تأثير الثورة السورية وعلى وجه الخصوص ثورة غرب كردستان بعد دخولها عامها الثالث على التوازنات الموجودة أي على التوازنات الإقليمية والدولية أيضاً؟

بداية أحيي شعبنا في غرب كردستان وأتقدم باحترامي إليهم. بالفعل يبدي شعبنا مقاومة عظيمة ويقوم بتطوير الثورة ليس من أجله فقط أنما من أجل الأجزاء الأخرى من كردستان حتى أنه يطورها من أجل شعوب منطقة الشرق الأوسط كافة.

ويقوم بوظيفة ومهمة تاريخية ويقدم الكثير من التضحيات ضمن الظروف والشروط الصعبة المحيطة به ويعاني الكثير من الآلام إلا أنه يبدي شجاعة كبيرة ويقوم بكتابة التاريخ، لهذا السبب اتقدم باحترامي الكبير لهم ومن الواجب على شعبنا في غرب كردستان أن يعلم أننا إلى جانبهم في كل الأوقات ونشاركهم آلامهم ومقاومتهم والمصاعب التي يعانونها والتطور والتقدم الذي يحرزونه من كل النواحي. وعليهم أن يعلموا انهم ليسوا لوحدهم أننا كحركة والشعب الكردي إلى جانبهم في كل الاوقات رغم تطور هذه الثورة ضمن الظروف والشروط الصعبة أنها تقوم بخطو خطوات هامة نحو التقدم. إن الثورة التي يطورها شعبنا في غرب كردستان في منطقة الشرق الاوسط لا تؤثر فقط على الكرد أنما تؤثر على الجميع، أنها تؤثر على كل الأحزاب والدول في منطقة الشرق الأوسط ولا ينحصر هذا التأثير على غرب كردستان وسوريا ومنطقة الشرق الأوسط فحسب بل تؤثر على العالم أجمع. هذه حقيقة فمن دون كرد غرب كردستان ومن دون رواد هذه الثورة لا يمكن حل مشاكل سوريا و مشاكل منطقة الشرق الاوسط. تمثل سوريا في يومنا الراهن مركز السياسة العالمية. لهذا السبب العالم أجمع يتوقف على الوضع في سوريا كي يتمكن من بسط نفوذه فيها. وحماية مصالحه وأن يحتل مكانة ضمن السياسة العالمية في منطقة الشرق الاوسط لحماية مصالحه. لهذا السبب تلقى الاحداث الحاصلة في سوريا اهمية بالغة بالنسبة للعالم بأكمله. فإن ما سيسفر عنه الوضع في سوريا سوف يؤثر على منطقة الشرق الاوسط والعالم بأكمله وعلى التوازنات الموجودة. لم يساند الكرد في غرب كردستان النظام ولا المعارضة بل اتخذ من الخط الثالث أساسا له. وطور نضاله وثورته بالاستناد إلى هذا الخط.

وأسفر عن نتيجة هامة. يدرك الجميع أنه لا يمكن لا للنظام ولا للمعارضة أن تنال النتيجة أن لم تلقى مساندة الشعب الكردي. لأنه ذو موقف منظم ويسير النضال والثورة بشكل صحيح ويسعى إلى حل قضايا سوريا كافة عن طريق الحوار والاتفاقات وليس الحرب. والآن بات الجميع يدرك بأنه من غير الممكن أن يتم الوصول إلى حل عن طريق الحرب.

لهذا السبب يعطي الأهمية لمؤتمر جنيف كي يتم حل قضايا سوريا كافة عن طريق الحوار والاتفاق. لأنه لم يتم الوصل إلى حل لهذه القضايا عن طريق الحرب ولن تحل بها أيضاً.

إن شعبنا في غرب كردستان هو طليعة هذه الثورة اتضحت هذه الحقيقة منذ بداية الثورة. حيث نوه أن هذه القضية أو المشكلة لا يمكن حلها بالحرب أنما من الواجب حلها بالسلم والحوار. أوضح طليعي كرد غرب كردستان بأن الأزمة في سوريا يمكن أن تحل فقط عن طريق الحوار والاتفاق.

واتخذ من هذا أساساً له في كل الاوقات. إن السياسة والخط الذي يتم اتباعه في غرب كردستان أعطت نتيجة من الناحية السياسية. لهذا السبب أن الذين يعطون أهمية لمؤتمر جنيف يسعون إلى أن تنضم الهيئة الكردية العليا لهذا المؤتمر أي أن ينضم كرد غرب كردستان إلى مؤتمر جنيف كي يتم ايجاد حل للقضية السورية. ما الذي يظهره هذا لنا؟ هذا يوضح لنا بأنه من دون كرد غرب كردستان ومن دون طليعيتها من غير الممكن أن يتم حل القضية السورية. وبات الجميع يدرك هذه الحقيقة ويقبلها. وتعتبر هذه نتيجة هامة من أجل غرب كردستان ومن أجل شعبنا.

لا يقبل الجميع أن ينضم الكرد بشكل مستقل لمؤتمر جنيف، روسيا قبلت بانضمام الكرد للمؤتمر كهيئة كردية عليا ومن ناحية أخرى تقول الولايات المتحدة الامريكية بأن الكرد ضمن الائتلاف السوري يمثلون الكرد. ولكن هؤلاء ليس لهم أية علاقة بالكردياتية لا من قريب ولا من بعيد، لذلك وكما ذكرتم في البداية تضم سوريا الكثير من القوى الدولية أي يمكننا القول بأنه يتم تسيير حرب عالمية ولكن بشكل مصغر لهذا السبب لا يمكن الوصول إلى الحل من دون الكرد. كيف يمكن أن تصل هذه القوى العالمية إلى رأي مشترك بأن يحتل الكرد كالقوميات الاخرى مكانة ضمن سوريا الديمقراطية سوريا الجديدة؟

على رواد ثورة غرب كردستان عدم النضال من أجل الكرد فحسب بل من الواجب عليهم أن يناضلوا من أجل إنشاء سوريا ديمقراطية. أي أن يحولوا الثورة التي طورها في غرب كردستان إلى ثورة من اجل سوريا كافة. ومن الواجب أن تضم كل مكونات المجتمع السوري. وتشكيل سوريا ديمقراطية موحدة. ونبذ التجزئة والتفرقة وعدم فرض أحد المذاهب والاديان والقوميات نفسه أساساً وفرض ذاتها على المذاهب والاديان والقوميات الاخرى. لأن هذا لا يتوافق مع سوريا ومع الشعوبها وثقافتها بل وتشكل خطرا عليها. الذي يمقدوره اخراج سوريا من الوضع الذي تعيشه الآن هم كرد غرب كردستان. لأنهم أكثر تنظيماً واصحاب اهداف واضحة ويتبعون النهج والسياسة الصحيحة في سوريا كلها. لهذا السبب من الواجب عليهم ان يكونوا الطليعة في بناء سوريا الديمقراطية. لا توجد أية قوة اخرى لها القدرة على أن تكون الطليعية لأنها لا تشمل كافة مكونات المجتمع السوري. إنما يتخذون أنفسهم أساساً لهذا السبب من الواجب على الهيئة الكردية العليا أن تسيير ثورة غرب كردستان بالشكل الصحيح. وبناء سوريا ديمقراطية كي تتمكن كافة الشعوب والقوميات والثقافات والاديان من تنظيم نفسها والتعبير عن أنفسهم بهويتهم وقيمهم وحريتهم في سوريا. كيف بإمكانهم اتخاذ الوحدة أساساً ضمن التنوع والاختلاف. من الواجب عليها أن تكون الطليعية في هذا المضمار وتطوير السياسة العملية على هذا الأساس.

فكل من النظام والذين يدعون أنهم معارضة لا يتخذون من الديمقراطية والحرية أساساً لهم بل يطورون صراع السلطة فقط. كما أن هذه الحرب لا يتم خوضها وفق القوانين الدولية للحرب وتتجه نحو خطر كبير، أي أنها تتحول إلى حرب طائفية ومذهبية تشكل هذه الحرب خطر كبير يعمل على تجزئة سوريا وتدمرها تماما وتدمر الشعوب والمذاهب والاديان والثقافات. من الواجب أن يتم ايقاف هذه الحرب ومنعها من التوسع أكثر. ويجب تطوير الثورة بالاستناد إلى حقيقتها وأهدافها الأساسية أي بالاستناد إلى الديمقراطية والحرية والمساواة والسلام. ولكل من حزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي الدور الأساسي في هذا الموضوع. وعلى كافة الأحزاب الأخرى لعب دورها بشكل موحد. وعلى الهيئة الكردية العليا تطوير وحدة الامة الكردية التي تتخذ من الأمة الديمقراطية اساسا لها من ناحية ومن ناحية اخرى ان تطور علاقة الكرد مع كافة الشعوب التي تحيا في سوريا مع العرب السريان الارمن وكافة الاديان والثقافات وتتخذها أساساً لها وأن تطور علاقاتها على أساس الأخوة والديمقراطية والحرية كي تتمكن من الحد من تلك المخاطر. هناك البعض يقولون بأننا نمثل الكرد ضمن المعارضة. هؤلاء ليس لهم أية علاقة بالكرد كما أنه ليس لهم أي تنظيم وقوة ضمن الشعب أيضاً.

إنهم عبار عن أشخاص يمثلون أنفسهم فقط. لا يمثلون الشعب كما أن الشعب هو الآخر لا يقبل ولا يعترف بهم. هذه هي الحقيقة. لهذا السبب القوى الخارجية العالمية بغض النظر عنها سواء كانت عربية أو لا ، من الواجب عليها أن تفهم حقيقة غرب كردستان حقيقة الكرد حقيقة من يقومون بتسيير هذه الثورة وأن تبني علاقاتها معها بشكل صحيح وسليم. هذا هو العمل السليم والصائب. السياسة المتبعة الآن لا تقبل غرب كردستان. ولا تشمل غرب كردستان أنها سياسة التجزئة وبث التفرقة في سوريا. ربما يقولون أننا ضد تقسيم سوريا ولكن السياسة التي يتبعونها تساهم في عملية التقسيم والتجزئة وهذا يشكل خطراً كبيراً بالنسبة

لسوريا. تود روسيا أن تنضم الهيئة الكردية العليا كونها تمثل ارادة غرب كردستان لمؤتمر جنيف أما بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية تبقى صامتة ولكن هناك بعض القوى الاخرى تقول بأن الهيئة الكردية العليا لا تمثل الكرد كما أن هناك أمثال هذه القوى ضمن الكرد أيضاً. ولا تعترف بهذه الإرادة وتقوم برفضها لماذا؟ لان هؤلاء يتخذون من المصلحة الحزبية الضيقة أساساً لهم ولا يفكرون بشيء آخر غيرها. لا يتخذوا من مصلحة ومنفعة غرب كردستان ولا منفعة كردستان بكل أجزائه ولا منفعة شعوب المنطقة أساساً لهم. إن الذي يقول عن نفسه أنه كردي ووطني وديمقراطي وتحرري ويريد أن تحل القضية الكردية في غرب كردستان يجب أن لا يقوم بالعداء وأن يعترف بإرادة الكرد. يجب أن ينضم الكرد إلى مؤتمر جنيف بإرادتهم لأن ذلك يخدم شعبنا بأكمله وكذلك الشعب السوري ويعطي معنى لهذه الثورة.

لقد تطرقتم إلى تحضيرات مؤتمر جنيف، هناك الكثير من الالاعيب التي تحاك. الكرد كما ذكرتم اتخذ الخط الثالث أساساً له وأثبت بأنها الخطوة الصحيحة فبثورة التاسع عشر من تموز التي بدأت من كوباني قام الشعب بتحرير كل المؤسسات التي كان النظام يفرض ذاته من خلالها على الشعب منذ عشرات الأعوام بدأ الشعب بإدارة نفسه بنفسه.  ولكن هناك الكثير من القوى التي تدعي المعارضة وبعض القوى الاقليمية لا تتقبل هذا الوضع ويسعون كي تطال دائرة الحرب تلك المناطق الآمنة والمحررة من النظام البعثي. وعلى وجه الخصوص تلك القوى المتمثلة بجبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام حيث قامت هذه المجاميع بالهجوم على عفرين وكوباني وسري كانية وتل ابيض وجل اغا. ما هو هدف هذه المجاميع المسلحة من هذه الهجمات؟

تعمل الكثير من القوى لكسر إرادة شعبنا الكردي ويناضلون كي لا يتمكن الكرد من امتلاك مكانة ومنزلة لهم هناك أي في تلك المناطق. ويسعون للقضاء على المكاسب التي حققها الشعب الكردي وكي يمنعوا الكرد من امتلاك أي شيء يقومون بالكثير من التخريبات والحروب يريدون من خلال هذه الاعمال تحويل المناطق الآمنة إلى مناطق تفتقد إلى الاستقرار والأمان. إن فرض الحصار على غرب كردستان من نواحي عدة وتوجيه التهديدات لهم وتجريدهم ضمن الساحة العالمية وشن حملات عسكرية عليهم كلها تصب في هذا الهدف. لا أحد يرغب أن يقوم الكرد بتنظيم أنفسهم بلغتهم وثقافتهم وقيمهم والتعبير عن ذاتهم بحرية.

وعلى وجه الخصوص الدولة التركية وبعض القوى العالمية والمجاميع المسلحة المتمثلة بجبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق وبلاد الشام، يفرضون حصارا على غرب كردستان وكما أن حكومة اقليم كردستان هي الاخرى تقوم بفرض حصار على غرب كردستان وانجرت إلى ألاعيبهم أو انضمت إليهم. قد تكون هناك منفعة لكل من الدولة التركية وبعض القوى والدولة العالمية وهذه المجاميع المسلحة في فرض حصار على غرب كردستان وتحطيم تلك الإرادة.

ولكن ما هو هدف حكومة اقليم كردستان من فرضها لهذا الحصار؟ لماذا هي الأخرى تقوم بفرض حصار على غرب كردستان إلى جانبهم؟ وتقوم بالمداخلة وتوجيه التهديدات.

من واجب حكومة اقليم كردستان والشعب الكردي في جنوب كردستان بأكمله تقديم المساعدة لغرب كردستان في هذه المحنة التي تعيشها. هذه هي مهمتهم في هذه المرحلة وليست الوقوف إلى جانب تركيا وتلك المجاميع المسلحة والعرب الشوفينيين في فرض حصار مشترك على غرب كردستان بهدف القضاء وافشال تلك الثورة. هذه ليست مهمتهم. من الواجب عليهم تأدية مهمتهم الوطنية تجاه غرب كردستان. إن شعب غرب كردستان قام بالنضال من أجل جنوب كردستان بالقدر الذي ناضل من أجل نفسه. وأخذ مكانه ضن ثورة الجنوب وقدم الشهداء أيضاً. قام بتقديم الكثير من المساعدة والمساندة. واليوم كيف بإمكان جنوب كردستان إغلاق الأبواب في وجه غرب كردستان ونشر قواتها العسكرية على الحدو المتاخمة لغرب كردستان كافة وتوجيه التهديدات لهم. إن هذا لا يليق بجنوب كردستان وتعود هذه السياسة بالضرر عليهم أيضاً. ربما يقومون بفرض الحصار وتوجيه التهديدات وإغلاق المعابر الحدودية ومحاصرة غرب كردستان وتضييق الخناق عليهم ولكن في النهاية هم من سيتضررون من هذا كله.

لا يمكنهم فرض الاستسلام على شعب غرب كردستان ولا يمكنهم كسر أو تحطيم ارادتهم، لأن هذا الشعب اتخذ من نهج القائد ابو ضمن الفلسفة والأيديولوجية والسياسة أساسا له. إن هذا الجزء قدم الالاف من الشهداء له جهود كبيرة من اجل الديمقراطية والحرية، قام بخلق قيم عظيمة، لا يمكن كسر وتحطيم ارادته من خلال الحصار والتهديدات وفرض الاستسلام عليهم. إن مثل هذه الممارسات تساهم في زيادة حدة الحقد ورد الفعل لدى شعب غرب كردستان.

وتساهم في ترسيخ ولاء شعب غرب كردستان ووفائه وتمسكه بثورته والقيم التي خلقها أكثر. إن شعب غرب كردستان يقوم بإعادة بناء ذاته ضمن هذا الوسط المليء بالنار، لا يركع ولن يركع أبدا لأي حصار وأية تهديدات مهما كلف الثمن.

لأنه يدرك تماماً ما هو هدف هذا الحصار وهذه التهديدات. إن شعب غرب كردستان يقوم بما هو صائب ويسير في الطريق الصحيح. صحيح أنه سيلاقي بعضا من الصعوبات والمشاكل في مسيرته هذه. فالثورة لا تتم من دون معاناة المصاعب والمهالك ومن دون مشاكل وعوائق. عندما تعطي معنى لها حينها تنجح هذه الثورة.

والآن يعطي شعبنا في غرب كردستان معنى لكل شيء لهذا السبب لا يركع تحت هذا الحصار والهجمات والتهديدات التي تحاصره من كل النواحي. ويبدي ولائه وتمسكه بكل القيم التي خلقها ونضاله وثورته وارادته وأنه فخور بهذا. ولهذا اهنئهم واحييهم واتقدم باحتراماتي لهم مرة اخرى، فهذا الطريق هو الطريق الصحيح ومن الواجب عليهم أن يسيروا فيه فهو طريق الحرية الأكيدة.

لقد تطرقتم إلى الدولة التركية أيضاً حيث قامت بمساعدة هذه المجاميع المسلحة في الحملات التي استهدفت المناطق الكردية والتي بدأت من سري كانية وتل ابيض بالذخيرة وبالإضافة إلى أن بعض من جنودها الخبراء أيضاً انضموا إلى هذه الهجمات بشكل مباشر ما هو هدف الدولة التركية من هذه الممارسات فهي تقول من ناحية بأنها ستقوم بتطبيق مشروع الحل الديمقراطي في شمال كردستان بشكل ديمقراطي ومن ناحية اخرى تسعى إلى القضاء على المكاسب التي حققها الشعب الكردي في غرب كردستان. كيف تحللون هذا التناقض؟

يجب على شعبنا في غرب كردستان وعلى كل الذين يريدون الحرية والديمقراطية والعدالة أن لا ينظروا إلى الأقوال بل إلى الأفعال وما يتم تطبيقه ضمن الممارسة العملية. لأن الممارسة العملية توضح ما هي الحقيقة. ولمعرفة حقيقة الدولة التركية وحقيقة حكومة إقليم كردستان وحقيقة كل من الولايات المتحدة الامريكية واوروبا والدول العربية والمعارضة العراقية والسورية بشكل عام وحقيقة كل المجاميع المسلحة المتمثلة بجبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق وبلاد الشام. يجب النظر إلى ممارساتهم العملية وما هو هدفهم من هذه الممارسات وفي خدمة من وأي شيء تدخل. تتكاثف الهجمات الآن على غرب كردستان. صحيح أن من يقوم بهذه الهجمات هي جبهة النصرة ودولة الإسلام في العراق وبلاد الشام ولكن هذه القوة التي يستمدونها ليست نابعة من قوتهم إنما يستمدونها من الحصار والتهديدات الذي يتم فرضها. والتي تعطيهم الجرأة للهجوم على الشعب والثورة في غرب كردستان. هناك الكثير من الأطراف تقوم بتقديم المساعدة لهم من الناحية المادية والمالية والاقتصادية أي يقدمون لهم المساعدة من جميع النواحي.

وكافة الامكانيات مسخرة لخدمتهم، فالحدود التركية مفتوحة بشكل كامل أمام هذه المجاميع كما أن الاستخبارات التركية والمواطنين الأتراك وأعضاء حركة فتح الله كولان أيضا ضمن هذه المجاميع المسلحة والكل يعلم بهذا. فلولا هذه المساعدات التي يتلقونها لما كان بمقدورهم شن الهجمات على ثورة غرب كردستان. كما أن أكثرية من يقومون بالهجوم جاؤوا من الخارج من دول عدة عبر الدولة التركية.

أي أن الدولة التركية هي التي تقوم بمساعدتهم للوصول إلى سوريا وغرب كردستان بشكل خاص. حيث أن هذا الوضع اتضح للجميع وبات الجميع على علم بهذه الحقائق. بهذه الممارسات يسعون إلى القضاء على المكاسب التي حققها الشعب الكردي في غرب كردستان. إلا أن شعبنا في غرب كردستان على ادراك تام بهذه الحقائق ولهذا السبب يبدي مقاومات باسلة ضدها، ومن الواجب عليهم أن يبدوا هذه المقاومات الباسلة وأن لا يرضخوا لهذا الممارسات التي تفرض عليهم.

عليهم أن لا يقبلوها مهما كان الثمن ومهما كانت البدائل. فالكرد أصحاب كرامة وشرف وأصحاب ارادة. وشعبنا في غرب كردستان لا يتخلى عن كرامته وإرادته وشرفه. وليعرف الجميع هاذ. ولهذا السبب وبهذه المناسبة أنبه كل هذه القوى بالتخلي عن الممارسات التي تهدف إلى القضاء على المكاسب التي تحققت هناك. وعلى وجه الخصوص يجب أن يتخلى حزب العدالة والتنمية وجماعة فتح الله كولان عن هذه الممارسات التي تستهدف غرب كردستان. وتنسحب من الحرب والتدمير والتخريب.

وتتخلى عن تقديم المساعدة لتلك المجاميع المسلحة. فإن كانت هذه المجاميع المسلحة تسعى إلى القضاء على المكاسب المتحققة في غرب كردستان فإن كل من الدولة التركية وجماعة فتح الله كولان هي من تقوم بمساندتهم. أنهم السبب في هذه الحرب ومسؤولين عن النتيجة التي ستسفر عنها هذه الحرب. إن شعبنا سوف سيعتبرهم مسؤولين عن ذلك. ومن الواجب عليهم الكف عن هذه الممارسات. على العكس تماماً من الواجب عليهم الاعتراف بإرادة غرب كردستان وعقد علاقات متينة معها وفك الحصار على غرب كردستان. ماداموا يريدون كسب صداقة الكرد وحل القضية الكردية. ويجب أن تكف عن العداء لغرب كردستان وعن عقد العلاقة مع هؤلاء الذين يعادون غرب كردستان وعدم تقديم المساعدة لهم. يجب عليهم عقد العلاقات مع شعبنا ومع الهيئة الكردية العليا وفتح المعابر الإنسانية وفك الحصار وتطوير العلاقات معهم من كافة النواحي. إن تم هذا فإن شعبنا في غرب كردستان والشعب الكردي بأكمله سوف يثق بأن حكومة العدالة والتنمية والدولة التركية تؤيد مشروع الحل الديمقراطي الذي طرحه القائد ابو، وأن لم يتم هذا فان الكرد لن يصدق ويثق بهم أبداً. لأن ما يتم تطبيقه على أرض الواقع وأمام الأعين وأن هذا يزيد من حدة عداء الكرد للدولة التركية. وأنها ستساهم في هزيمة كل من الكرد والترك معاً. يجب عليهم أن يعلموا ويدركوا ذلك.

لا يقتصر الأمر على الحرب فقط فكما ترون أن هذه المجاميع المسلحة المتمثلة بجبهة النصرة والدولة الاسلامية قامت بإصدار الكثير من الفتاوى تحلل فيها مال وعرض الكرد. إلا أننا نرى صمت من قبل الكرد في الأجزاء الأخرى من كردستان أيضاً حيث تطرقتم إلى جنوب كردستان ولكن هناك صمت من قبل شمال كردستان تجاه هذه الفتاوى. إن بقاء المساندة فقط ضمن إطار التنديد ضمن الاحتفالات ألا تكون قليلة مقارنة مع مستوى الثورة التي وصلت لها؟

صحيح هذا يعتبر نقص ويجب توجيه الانتقادات بهذا الخصوص أيضاً. يجب على الكرد في الأجزاء الأربعة وفي خارج الوطن أن يقفوا إلى جانب غرب كردستان من كل النواحي. والتصدي لما يمارس بحقهم الآن. وتأدية واجبهم الوطني تجاه هذا الجزء. فالأعمال التي تقوم بها جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام والفتوات التي اصدروها لا علاقة لها بالإسلام أبدا.ً كما ليس لها أية علاقة بالإنسانية أيضاً. لقد اصدروا فتوى يحللون فيها نهب الممتلكات ونهك المحرمات أيضاً. وهذا يناقض الدين الاسلامي. حيث أن الديانة الإسلامية لا تتخذ من هذه الأمور أساساً لها أبداً على العكس تماما تعاديها. إنها تتخذ من العدالة والمساواة والسلام والمجتمع أساساً لها. وليس الظلم والنهب والسلب والوحشية. إن الديانة الإسلامية تناهض هذه الأمور والجميع يعرف هذا. إن الأعمال التي تتم بإسم الدين الاسلامي تعادي الديانة الإسلامية والإنسانية أيضاً. من الواجب على الكرد وكل الذين يحترمون الديانة الاسلامية التصدي لهذه الفتاوى. والتصدي للأعمال التي يقومون بها. ويجب عليهم أن يقفوا إلى جانب كرد غرب كردستان ضد هذا الظلم والوحشية. حيث أن كل من الدين والإنسانية والأخلاق والسياسة تتطلب منهم القيام بهذا الشيء أي التصدي لهذه الممارسات التي تتم باسم الدين الإسلامي.

فإن لم يتم هذا أي إن لم يتم التصدي لهذه الممارسات التي تتم باسم الدين لا يستطيع أحد أن يقول بأنه يكن الاحترام للدين الإسلامي ويريد إحلال الديمقراطية والحرية. لهذا السبب ذكرت ليست الاقوال أنما الأفعال والأعمال هي التي تحوز على الأهمية. كيف يقومون بالتصدي لهذه الفتاوى هل يتصدون لها أم لا؟ هل يقومون بمساعدة الكرد أم لا ليتمكن كرد غرب كردستان من التصدي لهذه الممارسات لحماية أنفسهم وكرامتهم وشرفهم وقيهم المعنوية؟ هذه لا تعتبر قيم وارادة وكرامة وشرف خاص بغرب كردستان. إن حماية هذا تعني الولاء للدين الاسلامي والولاء للإنسانية والولاء لكرامة وقيم الدين الإسلامي والإنسانية. هذه هي الحقيقة.

إن كان هؤلاء بالفعل يمثلون الدين الإسلامي من الواجب عليهم أن لا يقوموا بهذه الممارسات وأن تكون الفتاوي التي يصدرونها تكون عكس هذه الفتاوي. أي أن يحثوا فيها على احترام الكرد والاعتراف بإرادتهم وخلق الأخوة وإزالة التناقضات التي خلقتها الدول الاستعمارية والدول القومية. من الواجب أن نتخذ من الاجتماعية والأخوة والسلام أساساً لنا.

إلا أنه نرى بأن الفتاوى التي يصدرونها تحث على القضاء على الكرد وإباحة كل شيء من أجل الوصول إلى هذا الهدف. هذه تعتبر وحشية بعيدة كل البعد عن الإنسانية والدين الإسلامي. يترتب على الذين يتخذون من الدين الإسلامي أساساً لهم ويدعون أنهم مسلمون التصدي لمثل هذه الفتاوى إلى جانب الكرد والنضال ضدها.

بالإرتباط مع النضال الذي خاضه الكرد حتى الآن في غرب كردستان، هناك تحضيرات من اجل الاعلان عن ادارة مؤقتة. إلا أنه هناك عدم قبول لهذا الأمر وخاصة من قبل الدولة التركية والاطراف الاخرى. في ظل هذا الوضع قام الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي بزيارة إلى تركيا كيف تحللون هذه الزيارة؟

إن الإدارة الذاتية موجودة من قبل. حيث بدأت الإدارة الذاتية منذ بداية الثورة وتتطور إلى الآن. هذا يعني أن الإدارة الذاتية لم تتطور حديثاً أي ليس هناك شيء جديد على ارض الواقع. هذا أيضاً يعتبر خداع وتحريف للوقائع والحقائق.  وكأن شيئاً من هذا القبيل لم يكون بل يتم الإعلان عنه فجأة.

بهذا يريدون خداع الجميع. إن الإدارة الذاتية موجودة منذ بداية الثورة هناك حيث تم انشاءها خطوة بخطوة. ويتم تطبيقها أيضاً. إن الاعلان عنها بشكل رسمي أو عدم الإعلان عنها ليس مهماً كثيراً. إن الدولة التركية وعلى وجه الخصوص تقول سوف يقومون بإعلان الإدارة الذاتية بشكل رسمي وبها سيمتلكون مكانة خاصة بهم. لهذا السبب من الواجب الحد من تطور هذا الوضع أي التصدي لهذا المشروع. لهذا السبب تقدم المساعدة والمساندة للمجاميع المسلحة المتمثلة بجبهة النصرة وغيرها من الالوية. إن هذه السياسة سياسة خاطئة ومعادية للشعب الكردي. من الواجب عليهم التخلي عن ذلك والاعتراف بإرادة غرب كردستان واحترامها. فبهذا الشكل تتولد الأخوة ولا تتولد بشكل آخر. من الواجب على الشعب في تركيا رؤية هذه الحقيقة. وكما من الواجب على شعوب منطقة الشرق الأوسط كافة رؤية هذه الحقيقة أيضاً.

ماهي حقيقة الدولة التركية وحقيقة الحكومة التركية وعن ماذا تعبر بالنسبة للشعوب عليهم رؤية هذا. هذا المشروع يوضح ويظهر حقيقة الجميع للعيان حقيقة الحكومة التركية وحكومة اقليم كردستان والقوى التي تدعي بالمعارضة في سوريا والتي تحارب من اجل الديمقراطية والحرية. هذه هي حقيقتهم والأمور الأخرى تبقى محرد اقاويل لا معنى لها. إن كنت تريد معرفة حقيقة هذه القوى كلها فبإمكانك أن تعرف حقيقتهم في سوريا. أي من خلال تقربهم من غرب كردستان.

وأن زيارة السيد صالح مسلم هي زيارة في مكانها كان من الواجب على الدولة التركية دعوة السيد صالح مسلم من قبل، وكان من الواجب عليهم أن تقوم بالحوار والمناقشة من قبل وعقد العلاقة معها. لأن الدولة التركية والحكومة التركية تقول أريد حل القضية الكردية في الشمال إذا من الواجب عليها أن تطور علاقتها مع كرد غرب كردستان أيضاً.

لأن ذلك يخدم مشروع الحل الديمقراطي وتساهم في خلق وولادة الثقة. فإن ابديت العداء لكرد غرب كردستان حينها لا يثق بالحل الذي تنوي ايجاده ولا يثق بالسياسة التي تتبعها.

الذي يتخذ من الحل أساساً كيف بإمكانه أن يعادي الكرد. فلو تم عقد العلاقات بالاستناد الى الاعتراف بإرادة غرب كردستان ستساهم في خدمة الحل في الشمال أيضاً وكما أنها ستسهل المهمة على كل من الدولة التركية والحكومة التركية لتطوير الحل. وأن الخطوات التي سيخطونها في هذا المجال ستساعد غرب كردستان كما أنها ستطور الأخوة مع غرب كردستان وتقلص التناقضات الموجودة وتقضي عليها وكما ستساهم في اكتساب حكومة الدولة التركية الاحترام أيضاً.

فبالتهديد والحصار ومساندة المجاميع المسلحة التي تهدف القضاء والتلاعب بكرامة الكرد من كل النواحي السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية لا تقوم بخلق الاحترام والأخوة أبدا.ً ولا تقوم بخدمة الحل والسلام. لهذا السبب نرى زيارة صالح مسلم ودعوته في مكانها. ولكن من الواجب أن لا تكون لتحطيم الارادة وان لا تستند إلى التهديد، فإن كان بهذا الشكل لن تكون صحيحة وكما أنها حينها لا تعني أنها تعترف بإرادة غرب كردستان وتكن لها الاحترام بل هي السعي لفرض بعض الامور عن طريق الضغط. وأن قامت بهذا فإن شعب غرب كردستان لن يقبل بهذا أبدا.ً لأن شعب غرب كردستان يخوض ويسير ثورة واخذ كل شي بعين الاعتبار كل الضغوطات والحصار من كل النواحي والجوع والمصاعب أيضاً. ويصر في الحرية ويقول إما أن اعيش بحرية بهويتي وبقيمي المعنوية أو لن اقبل بالحياة. من الواجب على الجميع رؤية هذه الحقيقة.

قبل التطرق إلى أهمية المؤتمر الوطني بالنسبة إلى غرب كردستان على وجه الخصوص. أود أن أسال كيف ترون الضربة العسكرية التي حدثت في مصر وما هي تأثيرها على ثورة غرب كردستان؟

كما هو معلوم حصلت ضربة عسكرية في مصر. لماذا حصلت هذه الضربة؟ لأن السياسة التي مثلها مرسي كانت تتخذ الديمقراطية من أجل ذاته فقط كان يريد أن يهمش القوى الاخرى في مصر وأن يتركهم خارج النظام الذي انشأه وخارج الديمقراطية. اراد السيطرة على مصر كلها وترك الاخرين خارجا. هذا ساهم في حدوث ضربة عسكرية. لأن ما حصل لم يكن صحيحا. أي أن الذي يسعى إلى احلال العدالة والمساواة على أرض الواقع يجب أن يطلب الديمقراطية من أجل الجميع وليس من أجل نفسه فقط.

أي طلب ما يريده لنفسه لغيره أيضاً. ولكن حكومة مرسي اتخذت نهج سلطة الاسلام السياسي أساساً له لهذا السبب أن الديمقراطية التي كان يريد تطبيقها أو احلالها كانت تخدم الفئة التي تؤيد هذا النهج فقط وتركت الآخرين خارجاً.

وأن هذا لا يقبله أحد حيث أن المجتمع المصري والقوى الدولية لا تقبل هذا. هذا ساهم في حدوث ضربة عسكرية. نحن كحركة ضد الضربة العسكرية فالضربة العسكرية لا يمكنها أن تكون ضربة من أجل التقدم والتطور إن هذا يعني عدم الاعتراف بإرادة الشعوب والديمقراطية والحرية. إن الضربات العسكرية مهما كان شكلها أو اسمها فهي ضد الديمقراطية ولا يمكننا تقبلها أبداً. ولكن بقدر مناهضتنا لها؛ إن الذين تم ابعادهم عن السلطة الآن لم يكونوا يتخذون من الديمقراطية أساساً لهم، أنهم أيضاً كانوا يتخذون منفعتهم الشخصية وسلطتهم أساساً لهم. ويتركون الشعوب الأخرى التي لا تتخذ من سلطة الاسلام السياسي أساساً لهم خارجاً.

كانوا يفرضون ما كان يتم فرضه عليهم سابقا. إن هذا صراع من أجل السلطة أي أن الذي قام بالضربة يقوم بتسيير حرب السلطة وكما أن مرسي وحكومته يمارسون حرب السلطة أيضاً. لهذا السبب فإن الشعب المصري والأطراف الديمقراطية والحرية لا يمكنها أن تأخذ مكاناً ضمن حرب السلطة لا يمكنها اختيار طرف من احد الطرفين. من الواجب عليهم أن يتصدوا للطرفين. وأن يطوروا ثورة مصر خارج حرب السلطة. وبالاستناد إلى حقيقة الثورة.

وعلى الحقيقة والديمقراطية والحرية والعدالة والأخوة حينها بإمكانها أن تصل إلى النتيجة. إن تقربنا بهذا الشكل.

بالطبع ان ما حصل في مصر سيؤثر بشكل ايجابي او سلبي على المنطقة. وأن هذا تساهم في بروز مصر اكثر. إن هذا يساهم في ولادة المخاوف لدى بعض الأطراف والأمل لدى اطراف أخرى. إن تأثير ما حصل في مصر على الدولة والحكومة التركية تشكل مخاوف لديها. تخاف من أن تتم ضربات عسكرية ضدها كما حصل في مصر. حيث أن الارضية مهيأة لذلك. لأن حكومة العدالة والتنمية كانت تريد خطو بعض الخطوات عن طريق مرسي في كل من مصر ومنطقة الشرق الاوسط. وجعلها قوة تخدم سلطتها. ولكن حصول هذه الضربة أثرت بشكل سلبي على حكومة العدالة والتنمية. لأن الكثير من القوى على الصعيد العالمي أيضا تساند تركيا. ولكنها الان لا تقدم تلك المساعدة والدعم لها. أنهم أيضا باتوا يخافون من حكومة العدالة والتنمية حيث يقولون قد تقوم حكومة العدالة والتنمية باتباع سياسة خاصة في تركيا كما فعل مرسي في مصر. أي أن يتسلم السلطة سلطة الاسلام السياسي الذي يخضع كل شي من أجل خدمة سلطتها. تتخذ من الديمقراطية أساسا لها فقط من أجل نفسها.

وأن تقوم بإعطاء مكانة للقوى التي تتخذ من سلطة الإسلام السياسي فقط. وتهميش القوى الاخرى وتركهم خارجا.

لهذا السبب لا يقومون بتقديم المساعدة والمساندة التي كانوا يقدمونها في السابق. وهذا الوضع يخلق الصعوبات من أجل حكومة العدالة والتنمية. وتشكل المخاوف لديهم. لهذا السبب أن ضربة مصر تشكل مخاوف لدى البعض وتخلق الامل لدى البعض الآخر. ومن ناحية أخرى أن الأحداث في مصر اظهرت بأن الاستراتيجية التي تسيرها الحداثة الرأسمالية في منطقة الشرق الاوسط استراتيجية الاسلام السياسي على أنها ليست الحل ولا يمكنها أن تعطي النتيجة وأن المشاكل والقضايا والحروب ستستمر في منطقة الشرق الاوسط ولن تتوقف القوى الديمقراطية من متابعة نضالهم.

ماهي أهمية المؤتمر الوطني بالنسبة لثورة غرب كردستان؟

المؤتمر الوطني هو حلم الكرد. أنه حلم مئات السنين ويريدون أن يتحقق هذا الحلم الكل يريد هذا. كما أنه يتم النضال من أجل تحقيق هذا أيضاً. وأن هذه الأعمال قد وصلت إلى مرحلة معينة ولكن هذا لا يعني أنه تم اكمال هذا العمل، نحن نريد أن تكتمل وتكلل بالنجاح. من الواجب أن يساهم هذا المؤتمر في حل القضايا وليس في خلق المشاكل.

ومن الواجب أن لا يتخذ هذا المؤتمر جزءا اساسا أو حزبا اساسا من الواجب على هذا المؤتمر أن يتخذ منفعة الكرد الوطنية ومنفعة شعوب المنطقة كافة اساسا له. وأن لا يخلق العداوة. إن هذا المؤتمر ليس ضد أي دولة أو حزب. أن هدف هذا المؤتمر هو خلق وحدة وطنية للكرد وتقوية ارادته تقوم بخدمة حل القضية الكردية. لان هذه القضية لا تشكل قضية أو مشكلة للكرد بل أنها مشكلة وقضية كل الدول الجوار. فبحل القضية الكردية حينها يتم القضاء على كل الامور الغير ديمقراطية. وستخطو منطقة الشرق الأوسط خطوات اكثر ثباتا في احلال الديمقراطية والحرية. لهذا السبب من الواجب علي الجميع ان يسعى ويناضل من اجل عقد هذا المؤتمر وانجاحه. لان هذا المؤتمر لا يحل القضية الكردية فحسب انما يحل القضايا الموجود في المنطقة كافة.

التحضير لعقد هذا المؤتمر يتم بالاستناد الى المشروع الذي طوره القائد ابو. لان المشروع الذي طوره القائد ابو هيئ الارضية لعقد مؤتمر بهذا الشكل. إن انعقاد هذا المؤتمر ستكون خطوة تساهم في حل القضية الكردية وقضايا منقطة الشرق الاوسط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى