14 تموز روح النصر والمقاومة
14 تموز روح النصر والمقاومة
صبري أوك
الرابع عشر من تموز يعتبر منعطفاً تاريخياً مهما يمكن للشعب الكردي وكذل الإنسانية أن تستنبط منه العديد من الدروس والعبر.
في الذكرى ال 33 لمقاومة 14 تموز نستذكر الرفاق خيري، كمال، مظلوم، عاكف وجميع شهداء الثورة، وننحني إجلالاً وإكراماً لهؤلاء الشهداء.
يذخر تاريخ الإنسانية والشعوب والأمم بالعديد من المنعطفات التاريخية، الأحداث العظيمة وشخصيات بطولية تاريخية تحدد مصائر الشعوب والإنسانية. تتحول هذه الشخصيات والأحداث إلى نقطة البداية للسير بناء المستقبل. لذلك فإن المنعطفات التاريخية، الأحداث العظيمة والشخصيات البطولية التاريخية تنطوي على أهمية خاصة في تاريخ الإنسانية والشعوب والأمم وتتحول إلى منارات مضيئة تضيء مستقبل الشعوب.
يوم الرابع عشر من تموز عام 1982 هو يوم تاريخي بالنسبة للشعب الكردي، حركة الحرية الكردستانية والإنسانية جمعاء. في مثل هذا اليوم أعلن طليعيو حركة حرية كردستان كل من محمد خيري دورموش، كمال بير، عاكف يلماز وعلي جيجك الإضراب عن الطعام حتى الموت في سجن آمد، وفتحوا بذلك صفحة جديدة في تاريخ الشعب الكردي.
من المعلوم إن تركيا شهدت في 12 أيلول عام 1980 انقلاباً عسكرياً موجهاً بشكل مباشر ضد حركة حرية كردستان. في تلك المرحلة كانت حركة حرية كردستان لا تزال حركة فتية وحديثة العهد وكانت بداية لبث روح جديدة في كردستان وأيقظت الشعب الكردي من سبات دام مئات السنين. وخاضت الحركة نضالاً دؤوباً ضد الاحتلال والاقطاع الكومبرادوري الخاين من أمثال جلال بوجاق، وأبدت إرادة حرة بالاعتماد على طاقاتها الذاتية. ويمكن القول إن النضال الذي خاضته الحركة في سيواس، حلوان، باتمان، ميردين والعديد من مناطق كردستان وضع اللبنة الأساسية للثورة الديمقراطية.
انقلاب 12 أيول استهدف الحركة الآبوجية
القاعدة الجماهيرية التي انضمت إلى حركة حرية كردستان كانت تتشكل على الأغلب من الفقراء، القرويين، الطلبة، الثوار، والعمال الكرد والكردستانيين.
تطورت الحركة الآبوجية كإيديولوجية اشتراكية حرة ومستقلة ضد الاحتلال والشوفينية التركية وضد الرجعية. حيث أبدت الحركة في بداياتها مقاومة بطولية في مختلف مدن كردستان ضد القوى الفاشية. وفي الأرياف التفت عشرات الآلاف ومئات الآلاف من الجماهير حول الحركة وظهر المئات من الكوادر، وتمكنت الحركة للمرة الأولى من وضع بلدية مدينة باطمان تحت سيطرتها وكان أول رئيس بلدية عن حركة الحركة هو أديب سولماز، كما خاضت الحركة نضالاً ومقاومة كبيرة ضد الاقطاع في مدينة حلوان وسيطرت الحركة على البلدية هناك أيضاً. وعلى إثر ذلك تمددت وانتشرت حركة الحرية في كردستان وبدأت موجة جديدة للحرية بالتصاعد والتقدم، وبهدف سد الطريق أمام هذه التطورات والحد من تقدم وتمدد الحركة نفذت مجزرة بحق العلويين في مرعش. وحاولت بشتى الوسائل بما فيها الحرب المذهبية والعشائرية الصراعات المذهبية والعشائرية داخل المجتمع الكردي. وعندما لم تنجح في ذلك حاولت الوصول إلى نتيجة من خلال انقلاب 12 أيلول 1980 .
كان الهدف من الإنقلاب العسكري هو القضاء على الحركة الآبوجية. وعليه فقد مارست ظلماً كبيراً ووحشية وحقداً كبيراً ضد كردستان وفي النتيجة تم إعادة احتلال كردستان بشكل كامل من أقصاها إلى أقصاها، سيطر العسكر على إدارة الدولة في تركيا ولم يعد في الدولة سوى صوت الأحذية العسكرية. زجّ بالآلاف من المواطنين في السجون والمعتقلات ومورست ضدهم مختلف الأساليب الوحشية واللاإنسانية. في زوايا الأزقة والشوارع لا وجود سوى للعسكر وسادت غيمة سوداء ومظلمة الأجواء العامة في تركيا. القمع والاضطهاد الذي تصاعد في تلك المرحلة لا يمكن وصفه بالكلمات، وخيم الصمت على تركيا.
الاحتلال حاول فرض الاستسلام على PKK داخل السجن وتعرض العديد من الكوادر الطليعية للحركة الآبوجية أمثال مظلوم، كمال، خيري، فرهاد والعديد من الكوادر الأخرى للاعتقال، وأودع جميع الكوادر الطليعية في سجن آمد. ويمكن القول إن حزب العمال الكردستاني صار داخل السجن، هكذا كان الوضع في تلك الفترة. كان هدف الاحتلال في تلك الفترة هو خنق حزب العمال الكردستاني داخل السجن وإسكات صوتها بشكل نهائي. فلو تمكن الاحتلال في تلك المرحلة من فرض الاستسلام على حزب العمال الكردستاني من خلال شخصيات هؤلاء الرفاق لكانت الحركة تعرضت للتصفية بشكل نهائي، وانتشرت الخيانة في جميع خلايا الكرد وكردستان.
القائد آبو أدرك هذه المخاطر واتخذ التدابير اللازمة، وعمل من أجل إعادة لم شمل الحركة. ولأجل ذلك استدعى جميع الرفاق الذين نجوا من الاعتقال إلى ساحة الشرق الأوسط في أماكن مثل فلسطين ولبنان. وفي نفس الوقت كان سجن آمد يشهد مقاومة تاريخية وبطولية. مصير حركة حرية كردستان وكذلك مصير الشعب الكردي كان سيتحدد في سجن آمد. ونظراً لأهمية الموقف في سجن آمد فإن الاحتلال التركي مارس مختلف الأساليب الوحشية، واستخدم جميع أنواع التعذيب بهدف النيل من إرادة حزب العمال الكردستاني داخل المعتقلات. فإذا تمكنت من النيل من حزب العمال الكردستاني داخل السجن وبالتالي القضاء الحركة فإنها ستتمكن أيضاً من القضاء على ما تبقى منها في الخارج بنفس الطريقة. لذلك فإنها ضربت كل الأعراف الأخلاقية والقوانين والمعايير الإنسانية عرض الحائط، واستخدمت كل أشكال التعذيب والضرب الوحشي ضد الرفاق المعتقلين. ولا توجد أمثلة للوحشية التي مورست في آمد.
محاكمة الاحتلال في سجونه
في سجن آمد حتى التنفس كان يحتاج إلى إبداء الكثير من المقاومة. تاريخ الشعب الكردي مليء بالاعتقالات والسجون، مثل قضية الشيخ سعيد، سيد رضا والآخرين.
في هذه القضايا لم يكن يسمح للمعتقلين أبداً الترافع عن قضاياهم السياسية والإيديولوجية والوطنية. وفي قضية سجن آمد حاول الاحتلال التركي تكرار نفس الأمر، حاول النيل من الكوادر الطليعية لحزب العمال الكردستاني ومنعهم من الترافع والدفاع السياسي. والحقيقة إن القضية الأساسي كان؛ هل الاحتلال التركي هو الذي سيحاكم حزب العمال الكردستاني أم الكوادر الطلليعية لحزب العمال الكردستاني هو الذين سيحاكمون الاحتلال التركي. وقد حدث هذا الأمر لأول مرة في التاريخ.
في سجن آمد تصاعدت المقاومة جنباً إلى جنب القمع والظلم والقهر، حيث تصاعدت المقاومة بنفس القدر الذي تصاعد فيه الظلم والتعذيب، بل مستويات المقاومة تجاوزت حدة القمع والظلم. ووصلت القضية إلى مرحلة تاريخية؛ فأما الحياة أو الموت. وعدا ذلك لا يوجد خيار آخر أمام كوادر حزب العمال الكردستاني.
الرفيق مظلوم دوغان أدرك هذه الحقيقة مبكرا وبدأ العصيان. وفي نوروز عام 1982 أوقد شعلة نوروز من جديد، الرفيق مظلوم دوغان استلم راية من المقاومة من كاوا الحداد، وبإرادته الفولاذية رسم نهج الحياة الجديدة لجميع الرفاق وأكد إن الاحتلال لن ينجح في محاكمة حزب العمال الكردستاني. ومع تصاعد شعلة المقاومة بعد أن اقتدى أربعة رفاق آخرين بمقاومة الرفيق مظلوم دوغان، ترسخت في السجون إرادة فولاذية قوية. هذا الأمر سعّر من وحشية الاحتلال، ثار غضبه ولم يتحمل هذه المقاومة لذلك صعّد من وحشيته.
الرفيق كمال بير كان يقول «لن تتمكنوا من محاكمتنا، إنني أرى حرية الشعب الكردي والتركي وكذلك أرى الاشتراكية من خلال نهج القائد آبو .»
كانوا واثقين من أنفسهم ومن رفاقهم
الوحشية القمع وكذلك المقاومة والبطولة التي ظهرت في السجون وصلت إلى منعطف حاسم، فأما أن تختار الاستسلام والخيانة أو أن تختار طريق المقاومة والنصر. في مثل هذه المنعطفات يظهر الأبطال الطليعيين والتاريخيين ليلعبوا دورهم، وليحددوا مصير شعبهم، ليرسموا مستقبلهم ويعيدو تدوين كتابة تاريخ شعبهم.
بتاريخ 14 تموز عام 1982 وأثناء جلسة المحكمة أعلن الرفيق محمد خيري دورموش الإضراب عن الطعام حتى الموت. قىرار المقاومة والإضراب عن الطعام كان بمثابة صفعة تاريخية في وجه الاحتلال. وبعد الرفيق خيري دورموش انضم الرفاق عاكف، وعلي إلى المقاومة والإضراب. حين عاد الرفيق محمد خيري دورموش من المحكمة قال للرفاق «سو ننتصر ».
وكانت هذه المقاومة هي بداية النصر. في ذلك الصيف الحارق تركوا أجسادهم للموت، ولكنه لم يكن موتاً عادياً، وكما قال الرفيق كمال بير «بقدر حبنا للحياة فإننا نعشق الموت في سبيلها أيضاً .»
لذلك فإن روح الرابع عشر من تموز هي روح النصر. في ذلك الصيف كانت أجسادهم تذوي يوماً بعد يوم، تحولت أجسادهم إلى مجرد عظم وجلد، ومع كل ذلك لم يتراجعوا عن قرارهم ولم يستسلموا. وترسخت إرادة لا تقبل سوى بتحقيق النصر، لأنهم يعلمون جيداً إن القائد آبو سوف يجسد هذا النصر الذي سيحققونه. وحتى اللحظة الأخيرة كانوا مؤمنين بالروح الرفاقية وواثقين من جميع الرفاق. وعليه فقد تحولت الثقة بالنفس وبالرفاق من المبادئ الأساسية في حزب العمل الكردستاني. الالتزام بالقضية الكردية وقضية الشعب الكردي، الالتزام بالإيديولوجية الاشتراكية تحول إلى خيار لم يعد من الممكن الرجوع عنه. من خلال هذه المقاومة أظهر حزب العمال الكردستاني حقيقة مبادئه التي يناضل من أجلها، أظهر هذه الحقيقة للأعداء والأصدقاء على السواء.
كان انقلاب 12 أيلول قد فرض حالة من القمع والظلم والظلام على كل الساحات، غيوم سوداء وظلام دامس خيم على سماء كردستان، ولم يكن هناك متسع للحياة والحرية ولو بقدر رأس إبرة. أما في السجن فقد كان الوضع أسوأ بكثير. لا يمكن لأحد أن يتوقع ما قد يحدث غداً، بل ما يمكن أن يحدث بعد ساعة من الزمن، التعذيب والظلم والضرب والقمع صارت جزءا من حياة السجن. كل هذا الظلام والتعذيب والقمع تبدد بشرارة واحدة، بدأت المقاومة بشرارة واحدة ومن ثم ولدت إرادة فولاذية قوية، هذه الإرادة بددت كل الغيوم السوداء ونشرت النور والضياء في النفوس.
في تلك الظروف لم يكن أحد يتوقع أن تنتصر هذه المقاومة، ولم يتوقع أحد إن يتراجع العدو رغم كل الظلم الذي مارسه، إلا أن روج الرابع عشر من تموز بعث حياة جديدة، وما كان لهذا أن يحقق لولا الإرادة والثقة والالتزام بالقضية.
فالمؤمنون بالقضية لا يفكرون سوى بانتصار قضيتهم، الثقة هي أساس النصر، الرفاق المقاومين في سجن آمد تحلوا بالثقة وانتصروا، كما أنهم تحلوا بسعة الأفق وبعد النظر، فالرفيق كمال بير كان يؤمن منذ ذلك الوقت بأخوة الشعوب. واليوم تحقق هذا الحلم من خلال نظام الأمة الديمقراطية الذين طرحه قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان والتي تجسد في روج آفا وحققت آمال جميع شعوب الشرق الأوسط.
وحدهم الأبطال التاريخيين يمكنهم تدوين التاريخ، وفي سجن آمد سطر الأبطال تاريخ المقاومة وتاريخ انتصار الشعب الكردي والإنسانية جمعاء.
روح الرابع عشر من تموز ززز
استمد حزب العمل الكردستاني روحه النضالية من روج مقاومة الرابع عشر من تموز، فروح تموز هي روح تحقيق النصر والنجاح من العدم، فلولا روح الرابع عشر من تموز ربما كان لحركة التحرر الكردستانية تاريخ مختلف.
فإلإرادة العظيمة تجسدت من خلال مقاومة تموز وتجسدت أيضاً مقولة «الاستسلام يؤدي إلى الخيانة والمقاومة تؤدي إلى النصر ». فكما أن مقاومة الرفيق مظلوم منح روحاً جديدة لنوروز، فإن مقاومة تموز منح روحاً جديدة لمدينة آمد. ففي الوقت الذي كانت مدينة آمد تعاني ما تعانيه من الآلام والتعذيب وتشهد مقاومة بطولية عظيمة كان قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان قد دعى بقية الكوادر إلى الخارج ويعمل جاهداً للاستجابة لمقاومة آمد واستكمالها.
في الشرق الأوسط كانت فرص العودة إلى الوطن قليلة جداً، فكما كانت ظروف السجن صعبة، كذلك كانت الظروف في الخارج، ولكن وبالنضال المتواصل والدؤوب أوجدت الفرص والإمكانيات للاستجابة لمقاومة وصرخة سجن آمد. إذا لم نعرف وندرك الظروف التي سادت تلك المرحلة لا يمكن أن ندرك حقيقة المكاسب التي تحققت في الوقت الراهن.
حالياً ورغم كل هذه الإمكانيات والفرص المتاحة، يظهر أحياناً بعض الرفاق ويتحججون بكل سهولة بقلة الإمكانيات، ويدعون إن تنفيذ المهمة الفلانية صعبة وما إلى ذلك.
إلا أن حركة حزب العمال الكردستاني لا تقبل التحجج بقلة الإمكانيات والفرص ولا تقبل التحجج بالصعوبات ايضاً، لأن مقاومة سجن آمد حطمت هذه العقلية، لأن المقاومة انتصرت في أصعب الظروف. جميع القيم الرفاقية، الالتزام بالقضية، المسؤولية التاريخية تجاه الشعب والروح الفدائية كلها تجسدت في مقاومة الرابع عشر من تموز. الضربة الأولى التي تلقاها انقلاب 12 أيول كانت في سجن آمد.
مقاومة سجن آمد أظهرت وحشية الاحتلال للجميع كما أنها أنارت طريق النصر.
روج مقاومة تموز لم تقبل أبدا بالصعاب والمعاناة، بل أنها حولت هذه المصاعب إلى أسباب لتحقيق النصر. وبناء عليه فقد تطور حزب العمال الكردستاني في خضم المعاناة والمصاعب وبحث دائماً عن سبيل الحل .
اتحدت روج الرابع عشر من تموز مع انبعاث الخامس عشر من آب
لم يكن أحد يتوقع أن تنتصر المقاومة ضد الخيانة وأن تحقق هذه النتيجة في سجن آمد في ظل تلك الظروف والأوضاع الصعبة، كذلك كان الأمر في الخارج أيضاً.
الرفاق الذين خرجوا من الوطن كانوا حديثي العديد ويفتقدون للتجربة والخبرة. إلا أن القائد آبو كان مصراً على استكمال مقاومة آمد وكذلك تلبية نداء التاريخ ونداء الشعب الكردي. وخاض نضالاً إيدلوجيا، أخلاقياً، سياسياً وعسكرياً في جميع الظروف. وخارج الوطن أيضاً لم يتحجج أي من الرفاق بقلة الإمكانيات وصعوبة الظروف، الجميع كان مؤمناً بالروح الآبوجية وروح ومقاومة تموز. فمن جهة كانوا يواصلون التدريب ومن جهة أخرى شاركوا ببطولة في المقاومة الفلسطينية. فأثناء المقاومة الفلسطينية استشهد 13 رفيقاً كما إن العديد منهم أسروا. إلا إن القائد آبو لم يتراجع، كان يسعى دائماً الاستجابة لمقاومة آمد وبأسرع وقت ممكن، وعلى هذا الأساس تم عقد المؤتمر الثاني للحزب بتاريخ 20-24 آب عام 1982 ، وعقد المؤتمر تحت شعار «العودة إلى الوطن وإعلان المقاومة من جديد ».
وحدثت العودة تحت قيادة الرفاق عكيد ومحمد قره سونغور، ورغم أن عدد من الرفاق استشهدوا أثناء العبور إلى الوطن عبر نهر هيزل على الحدود التي وضعها الاحتلال، إلا أن المجموعة الأولى تمكنت من الوصول إلى الوطن وإلى قمة جبال زاغروس. وتم تنفيذ عملية 15 آب التاريخية عام 1984 ، واتحدت روج الرابع عشر من تموز مع روح الخامس عشر من آب. توالت الانتصارات والنجاحات. بقيادة الرفيق عكيد في أروه، والرفيق علي في شمزينان فتحت قفزة 15 آب عام 1984 صفحة جديدة في تاريخ الشعب الكردي وتاريخ حركة حرية كردستان. قفزة 15 آب كانت نتيجة لمقاومة 14 تموز ومقاومة سجن آمد. كانت حملة تاريخية وأسفرت عن نتائج تاريخية أيضاً. فمع إطلاق أول رصاصة إنهارت المخافر التي كانت قد ترسخت في أذهان الشعب الكردي.
لنناضل بروح 14 تموز في كل الساحات
حملة 15 آب حدثت في بوطان وزاغروس، ومن المعلوم إن لهذين المكانين مكانة مقدسة في التاريخ، ومقاومة السجن كانت قد أدت مهمتها ونقلت المهمة إلى الجبل وإلى حملة 15 آب. كانت المرة الأولى التي تنتفض فيها بإرادتها الحرة ضد وبقيادة القائد آبو ضد الاحتلال. وكلما حقق مقاتلو الحرية المزيد من الانتصارات على نهج القائد، ازدادت الثقة بالنفس. مع تصاعد المقاومة اهتزت أركان الاحتلال التركي. أما الشعب الكردي فقد انتهز كل فرصة ليعبر عن غبطته، وألتف حول المقاومة وساندها. النهج الشوفيني والعنصري تلقى ضربة مميتة. وتطورت الحرب الشعبية الثورية وفق أسس صحيحة وسياسة صائبة ولا زالت هذه الحرب الشعبية مستمرة.
في الوقت الراهن فإن الشعب الأكثر تنظيماً في الشرق الأوسط هو الشعب الكردي، القائد آبو ونهج الأمة الديمقراطية هي الحل الوحيد للإنسانية ولجميع الشعوب.
روح الرابع عشر من تموز حققت الكثير من المكتسبات للشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان. روج آفا تشهد ثورة شعبية، وفي باكور وصل إلى مرحلة الحل، كما أن المكتسبات التي تحققت في باشور وكذلك مستوى التنظيم في روجهلات كلها تحققت بفضل مقاومة 14 تموز.
إذا اعتبرنا إن جميع المكتسبات والانتصارات هي نتيجة لثورة الرابع عشر من تموز فلن تكون هناك قوة تستطيع النيل من إرادة الحركة الآبوجية. نحن أمام مسؤولية تاريخية وهي أن نحقق آمال الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الحرية. ولكي نكون لائقين برفاقيتهم ورفاقية القائد آبو علينا فهم واستيعاب إيديولوجية، فلسفة ونهج القيادة بشكل جيد. ونعمل على تجسيد هذا النهج في جميع الميادين.
وندائنا في ذكرى مقاومة الرابع عشر من تموز هو أعملوا على ترسيخ وتجسيد نهج القائد آبو في جميع الميادين. في الذكرى السنوية لمقاومة الرابع عشر من تموز نستذكر شهداء ثورة روج آفا في شخص الرفيق روبار قامشلو، وننحني إجلالاً لأرواح جميع شهداء حرية كردستان.