تاريخ حركة الحرية الكردستانية الحلقة 13

تاريخ حركة الحرية الكردستانية الحلقة 13

جميل بايك

أود قبل التطرق لحملة الخامس عشر من آب المجيدة أن أتطرق إلى المقاومة التي أبديت في السجون. فالقيادة والمقاومة التي أبديت في السجون مثلت الحركة حتى قيامنا بحملة الخامس عشر من آب المجيدة. تم رفع راية هذه الحركة ومثلها الرفاق في السجون وعلى وجه الخصوص سجن آمد بكل شرف. فبحملة الخامس عشر من آب المجيدة استلم الرفاق هذه الراية من الداخل ورفعوها عالياًخارج السجون أيضاً.هذه حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها. صحيح تم إبداء مقاومات باسلة وتم تقديم الشهداء أيضاً في كل من «بازارجق، ماردين، بلوكا كاب» وكانت تحوز على أهمية وقيمة تلك المرحلة إلا أن المقاومات التي أبديت في السجون مثلت الحركة في تلك الفترة، فالمقاومة التي أبديت في سجن آمد هي التي مثلت الحركة في تلك الفترة على وجه الخصوص. نحن كحركة تلقينا الضربة قبل أحداث الثاني عشر من أيلول لاعتقال قيادي الحركة قبل تلك الفترة، لهذا السبب لم نتعرض لضربة في الثاني عشر من أيلول سوى تلك المقاومات والاستشهادات التي تمت في تلك الفترة.بالطبع حصلت عمليات اعتقال أخرى، إلا أنها لم تكن قوية أو ثقيلة بهذا القدر. فالاعتقالات شملت الرفاق على سوية المركزيين، فكل من الرفاق مظلوم وخيري ربما لم يكونوا مركزيين مثل الرفيق كمال بير ولكن الرفاق الذين تم اعتقالهم في تلك الفترة كانوا أمثال الرفيقين خيري ومظلوم. فالضربة كانت بهذه السوية.حتى يمكنني القول بأن كوادرنا الأساسيين في تلك الفترة تم اعتقالهم. فالكوادر الباقيين كانوا كوادر ضعفاء وكوادر تشكلوا بعد تلك الحملة، لهذا السبب عانى هؤلاء الكوادر مشاكل جدية بعد خروجهم. فالكوادر الأساسية للحركة كانوا معتقلين في سجن آمد. حيث يمكننا القول بأن الحركة كانت في السجن فقول هذا ليس مبالغاً به أبداً. ففي تلك الفترة كان يمارس وحشية كبيرة على الرفاق المعتقلين في السجون، حيث يمكن القول بأن الوحشية والتعذيب اللتان كانتا تمارسان فيه لم تشهده أي سجن آخر، ربما تكون هناك سجون استثنائية شهدت مثل هذه الوحشية فسجن آمد كان واحد من هذه السجون الاستثنائية. فمقابل تلك الوحشية والتعذيب التي كانت تمارستم إبداء مقاومة قوية وعظيمة.أبديت مقاومات كثيرة، إلا أنه تم تحطيم تلك المقاومات، ولكن تم إعادة لم الشمل والمقاومة من جديد، هذا ما كان يتم معايشته وإحيائه في سجن آمد. تعرض قاعدتنا الشعبية وكوادرنا لهذا التحطيم أثر الوحشية التي كانت تمارس، وتخلى الأغلبية عن المقاومة، لم يكونوا يجدون في أنفسهم قوة المقاومة، نتيجة التعذيب والظلم التي كانت تفرض وتمارس عليهم، فمن أجل زرع روح المقاومة في تلك القاعدة وحثها على المقاومة ومساندة المقاومة التي أبداها القائد والرفاق في السجون التي بقيت لوحدها تحلوابالمقاومة كي لا يتم فقدان تلك القاعدة ومنع الشعب من الاستسلام وصون توحدهم مع قاعدتهم الشعبية تم معايشة وإحياء هذا الوضع مرات عدة في السجون. فرض نظام الثاني عشر من أيلول الفاشي الاستعماري الاستسلام على السجون كافة، حيث تم تحطيم كل المقاومات والإرادات، لم تكن هناك مقاومة تبدى ضدهم سوى المقاومة التي كانت تبدى من سجن آمد، لم تبقى أية مقاومة في السجون سوى التي كانت تبدى في سجن آمد، كان قد وصل النظام الفاشي الاستعماري لهدفه، لهذا السبب كان يستهدف سجن آمد بكل وحشيته وقوته لتحطيم تلك الإرادة والمقاومة وفرض الاستسلام عليها. حيث كانت مقاومة آمد هي المقاومة الأخيرة، لم يكن بوسع النظام قبول هذا فكيف بإمكان آمد أن تبدي المقاومة ضده، أي كان من الواجب عليه الاستسلام على غرار السجون الأخرى، لهذا السبب كان يمارس تلك الوحشية في سجن آمد بهذا القدر.

أن بداية المقاومة كان من الرفاق مظلوم وكمال وخيري وعاكف وفرهاد كورتاي، كانت مقاومة صعبة للغاية، أبدوا المقاومة تحت حكم الفاشية وضمن السجن في وضع يفتقر إلى الإمكانات. فالشيء الوحيد الذي كانوا يملكونه هو أيديولوجيتهم وارتباطهم بتلك الأيديولوجية، القيادة، الحزب، الشعب وأرواحهم، من دون ذلك لم يكونوا يملكون إمكانيات أخرى للمقاومة، فالمقاومة التي أبدوها وطورها استندت إلى روحهم وأيديولوجيتهم وارتباطهمبالأيديولوجية والقيادة والحركة والرفاقية، والإنسانية. غير ذلك لم تكن تتوفر إمكانيات أخرى. على هذا الأساس طورواتلك المقاومة. كان الهدف الأساسي للنظام الثاني عشر من أيلول هو حركة حرية كردستان، وكان هدفه الأساسي حزب العمال الكردستاني من أجل تصفيته. بالإضافة إلى ذلك كان يهدف إلى تصفية حركات اليسار التركي أيضاً. أن استطعت تصفية الحركة واليسار التركي، حينها تستطيع تصفية الحركات الديمقراطية والوطنية والتقدمية وحتى الليبرالية أيضاً. حيث كان يهدف هذا النظام الى تصفية كل تلك الحركات، ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف كان لا بد له القيام بتصفية حزب العمال الكردستاني وحزب الاشتراكي التركي، لهذا السبب كان يمارس ويفرض وحشية كبيرة جداً لا تعرف الحدود، حيث كان يقوم بالاعتقال والقتل والتعذيب والنهب وكل شيء من دون أية حدود، فمن أجل تحقيق أهدافه قام باستهداف كل التنظيمات حزبية كانت أم غير حزبية، محظورة كانت أو غير محظورة، أي استهدف كل من لا يقوم بقبول تلك الفاشية وسعت إلى تصفيتهاـ من خلال حظرها واعتقال كوادرها، كما شمل عمليات الاعتقال التي بدأت برئيس الوزراء و كذلك الوزراء في تركيا. أي أنها كانت تستخدم كل السبل والطرق من أجل الوصول إلى أهدافه، هذا النظام كان يلقى الدعم والمساندة من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحلف الناتو، فهذا الانقلاب تحقق وفق أهداف حلف الناتو وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية. لأن في تلك الفترة كانت قد تحققت الثورة الإيرانية وكان الشاه يمثل حصن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وخسرت ذاك الحصن. أما أفغانستانفقد دخلهاالاتحاد السوفيتي وشكلت فيها إدارة تخدم مصالحه. وفي منطقة الشرق الأوسط تشكلت جبهة العرب المناهضين أي العرب الذين كانون يرفضون الولايات المتحدة الأمريكية ويوالون الاتحاد السوفيتي، الذين كانوا يريدون التصدي للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وفتح جبهة ممانعة ضدهم، وكانت تسمى هذه الجبهة «جبهة الرد»، فهذه الجبهة تشكلت من بعض دول منطقة الشرق الأوسط كسورية وليبيا والعراق واليمن الجنوبي بالإضافة إلى حركة فلسطين والحركات اليسارية والاشتراكية للمنطقة. كانت التناقضات فيما بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية تعايش في المنطقة بسوية متقدمة، لدخول الاتحاد السوفيتي أفغانستان والإطاحة بنظام الشاه في إيران، كانت الموازين تميل لصالح الاتحاد السوفيتي، وكذلك في تركيا وباعتبارها دولة ضمن حلف الناتو تم توكيل الدولة التركية مهمة من قبل حلف الناتو ضد الاتحاد السوفيتي، وحتى ضد الراديكالية المتطورة في منطقة الشرق الأوسط، ففي تركيا كانت حركة حزب العمال الكردستاني واليسار التركي الديمقراطي تتطور وتتقدم بشكل ملحوظ، هذه منعت تركيا من القيام أو تأدية المهمة أو الدور الموكل لها، فالدولة التركية هي الدولة الوحيدة التي كانت تستطيع لعب هذا الدور أي أنها كانت تستطيع عبر تركيا الحد من التأثيرات والتهديدات الناتجة في كل من أفغانستان وإيران، لهذا السبب قامت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو ومن ضمن حلف الناتو ألمانيا على وجه التحديدبهذا الانقلاب، لملىء الفراغ الناتج في كل من أفغانستان وإيران، للحد من تلك المخاطر الناجمة، لهذا السبب كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحضر مشروعاً ضد الاتحاد السوفيتي، ألا وهومشروع «النسل الأخضر أو الإسلام السياسي» قامت بتقوية الحركات الإسلامية ضد الاتحاد السوفيتي، ولكن الإسلاميون المتشكلين في إيرانبدؤوا يشكلون خطراً عليهم لهذا السبب كان من الواجب عليهم دفع تركيا للقيام بالدور الموكل لها، لأنهم عن طريق تركيا فقط كانوا يستطيعون تحقيق أو تطبيق هذا المشروع. أن تم الملاحظة في فترة انقلاب الثاني عشر من أيلول فترة حكم كنان أورن كانت الحركات الإسلامية قوية في تركيا أيضاً، حيث كان الرأسمال الإسلامي قوياً، وتم تقويتها من خلال جلب الأمة والخطباء من الخارج، حيث أنه في تلك الفترة تم تشكيل أسس حزب الله في سجن آمد، هذه الخطوة التي كانت تركيا تخطوها في تلك الفترة كانت وفق مخططات الولايات المتحدة الأمريكية، وفق مشروع «النسل الأخضر»، في تلك الفترة قويت الحركة الإسلامية في تركيا، فادعاء الجمهورية التركية والجيش التركي بالعلمانية كلها أقاويل فقط، فالجيش التركي هو الذي قام بتقوية الحركات الإسلامية «الإسلام السياسي» وعلى وجه التحديد قام بها كنان أورن،فنظام الثاني عشر من أيلول هو مشروع الولايات المتحدة الأمريكية، قد يكونوا قد غيروا من مواقفهم السابقة بخصوص الحركات الإسلامية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وظهور حركة الطالبان والقاعدة،وقاموا بإعداد مخططات تقوي الإسلام السياسي ضد راديكالية الإسلام أي الإسلام الراديكالي، فالهدف السياسي لهذا النظام كان إنشاء النسل الأخضر وملىء الفراغ الناتج والحد من تقدم وتطور الإسلام الراديكالي في المنطقة، لهذا السبب كان من الواجب على الدولة التركية تصفية حركة حزب العمال الكردستاني واليسار التركي الديمقراطي، وحتى الليبرالية حتى يتمكنوا من تقوية الحركة الإسلامية وتحقيق هذا المشروع، لهذا السبب قوت علاقتها مع السعودية واستفادوا من ثرواتها وقووا حركة كنعان أيفرن الإسلامية في تركيا. فالمقاومة التي كانت تتطور في سجن آمد كانت تتم في تلك الظروف التي كانت تفتقد إلى الإمكانيات، لهذا السبب لم تكن هذه المقاومة من قبل حزب العمال الكردستاني فقط ولم تكن من أجل حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي فحسب، إنما كانت من أجل تركيا كلها وحتى أنها كانت من أجل المنطقة بكاملها، لهذا السبب كانت تحوز على أهمية بالغة، فحركة حزب العمال الكردستاني كانت تبدي مقاومة في سجن آمد من أجل الشعب الكردي والشعب التركي و كذلك من أجل كل الحركات الاشتراكية الديمقراطية التقدمية في المنطقة. فحركة حزب العمال الكردستاني كانت القوة الوحيدة التي كانت تتصدى وتقاوم هذا النظام، وكانت تتم في سجن آمد، لهذا السبب عندما كنا نقوم بتبني و تمثيلتلك المقاومة وتوضيحها في لبنان عند وجودنا هناك كانت تساهم في كسب احترام الشعب لها. لأنها لم تكن مقاومة من أجل حزب العمال الكردستاني لهذا السبب كانت تكسب احترام الأطراف الأخرى أيضاً، لم يكن يبدون الاحترام لحزب العمال الكردستاني لأنه يبدي المقاومة فقط، بل لأن حزب العمال الكردستاني كان الوحيد الذي يتصدى ويقاوم هذا النظام،وهذا النظام الفاشي لم يكن يحوز على الأهمية بالنسبة إلى الكرد وحزب العمال الكردستاني فحسب إنما كانت تحوز على الأهمية بالنسبة إلى المنطقة أيضاً. لأن النتيجة كانت تهم المنطقة أيضاً لهذا كانت تلقى العلاقةوالاهتمام، وكانت تكسب حزب العمال الكردستاني الاحترام، لهذا فإن مقاومة آمد تعتبر مقاومة تاريخية تعبر عن مرحلة هامة. أن تلك المقاومة تطورت في الفترة التي لم تبقى أية مقاومة ضد نظام الثاني عشر من أيلول وفي الفترة التي كان فيه ذاك النظام يوجه كل ثقله على هذا السجن للقضاء على تلك المقاومة والوصول إلى هدفه، قام هؤلاء بصنع هذه»الجونتا»وكانوا يعتقدون بأن هذه «الجونتا» تحقق أهدافها، كانوا يتحلون بهذه الآمال، كما أن «الجونتا» نفسها كانت تعقد هذهالآمال أيضاً، إلا أن الموازين انقلبت في الفترة التي كانوا يعتقدون فيه أنهم يصلون ويحققون أهدافهم، فمقاومة آمد وضعت نقطة لهذه «الجونتا» حيثكانت هذه أولى الضربات التي تتلقاها هذه «الجونتا»، تلقتها من مقاومة آمد، فقد قضت مقاومة آمد على هذا النظام، فبداية تلك المقاومة قضت على هذا النظام لهذا السبب تعتبر مقاومة هامة، لولا تلك المقاومة لما استطاعت حركة حزب العمال الكردستاني الظهور بشكل سليم، وكما لم تكن تكتسب ثقة الشعب الكردي بها، كما أنها لم تكن تستطيع القيام بحملة الخامس عشر من آب المجيدة، ولولا تلك المقاومة كان ذاك النظام الفاشي وصل إلى هدفه بالكامل فهذه المقاومة منعت ذاك النظام من الوصول إلى هدفه، فإيقاف عمليات الإعدام فيما بعد وإطلاق سراح المعتقلين وتم تخفيض التعذيب وخروج دميرال وغيره من السجون، فهذه المقاومة كانت سبباً في هذه التطورات.

قلت بأن عام 1982 كان عام إما التراجع أو الإصرار في النضال، حينها اختار كل من الرفاق مظلوم، كمال، خيري، الاستمرار في النضال ولم يستسلموا ويتراجعوا عنه، لهذا السبب كان عام 1982 مرحلة حرجة بالنسبةلحركتنا، فالسبب الهام الذي منع من تصفية حركتنا كانت تلك المقاومة التي أبديت في سجن آمد واستمرار القائد بتلك المقاومة في الخارج، لهذا السبب لم يتم تصفية الحركة وظلت مستمرة في النضال. كما أن قفزة الخامس عشر من آب التي طورناها فيما بعد كانت هي الأخرى مستندة إلى تلك المقاومة. حتى أن قفزة الخامس عشر من آب تمت بروح الرفاق الذين أبدوا تلك المقاومة، لهذا السبب كنا نريد البدء بتلك الحملة في الرابع عشر من تموز، لإحياء ذكرى وإبداء الارتباط بهؤلاء الشهداء، كيف أن القائد من خلال الإعلان عن حزب العمال الكردستاني عبر عن الوفاء للرفاقية للرفيق حقيق قرار، حيث أراد من خلال تلك الخطوة إحياء الرفيق حقيق قرار، كذلك أراد القائد آبو من خلال حملة الخامس عشر من آب تأدية الرفاقية والروح الرفاقية لهؤلاء الرفاق، كان هذا هو الهدف من حملة الخامس عشر من آب. لهذا السبب كنا نريد القيام بها في الرابع عشر من تموز. فالمقاومة التي أبداها الرفاق في سجن آمد وقيادة الحركة هي أساس قفزة الخامس عشر من آب. لهذا السبب يقول القائد لقد نضجت لديهم الروح الآبوجية، وإن هذا الأسلوب هو أسلوب حزب العمال الكردستاني، لهذا السبب يقول القائد بأن أسلوب وروح حزب العمال الكردستاني هو أتباع الأسلوب الذي طوره كل من الرفاق مظلوم، كمال وخيري. واتخاذ ذاك الأسلوب والروح أساساً له، ويعمل على أن يجعلها أسلوب وروح هذه الحركة، فالأسلوب هو إحراز النصر في الظروف التي تفتقد إلى الإمكانيات. فإيصال المقاومة في تلك الظروف إلى النصر. خلق النصر بالإرادة، حيث أن هؤلاء الرفاق سمو العملية التي قاموا بها أي المقاومة التي أبدوهابــ إرادة النصر، في الحقيقة كانت إرادة النصر. تكونت تلك الإرادة من خلال بعض العواطف والأفكار وتنظيمها وعمليتها، وخلقت بثقافتها، وبأخلاقها وشخصيتها. فقد حققوا ذاك النصر بإرادتهموإيديولوجيتهم وروحهم وبارتباطهم بالرفاقية والشعب والقيادة والحركة. كان نصراً عظيماً، ضد اسداوكتاي، كنان أورن وضد الاستعمار الفاشي ضمن حجرة السجن. حققوا ذاك النصر بجسدهم العارية ضد كل الإمكانيات التي استخدمتها الدولة التركية، كان نصراً كبيراً، فنهاية ذاك النظام بدأت بهذا الانتصار، وأن حملة الخامس عشر من آب أكمل هذا النصر، وأسرع في تحققيها، وأوصلتها إلى النهاية، بهذا الشكل توحدتقفزة الخامس عشر من آب مع روح آمد، بهذا الشكل، حدد هؤلاء الرفاق من خلال هذه العملية في تلك الظروف التي تفتقد إلى الإمكانيات مقاييساً للحركة والشعب والإنسانية، مقاييس عظمية، حددوا مقاييس عظيمة وكبيرة أي أنه كان هناك حركات تسعى إلى النضال باسم الكرد وكردستان لم يعد بإمكانها تحديد مقاييس أدنى من تلك التي حددوها عبر هذه المقاومة. هذه كانت المقاييس العسكرية،وهذا بدوره ساعد إلى أن يتم تعظيم المقاييس وسوية النضال في كردستان أكثر. كان من الواجب عليهم تحطيم تلك المقاييس القديمة وتطوير مقاييس أخرى جديدة أكبر وأعظم من السابقة، كانوا قد حددوا مقاييساً للجميع، من أجل الثوريين والاشتراكيين والذين يسمون أنفسهم بالوطنين والديمقراطيين أيضاً، لم تكن هناك مقاييس أدنى من تلك التي حددوها من أجل الديمقراطيين والاشتراكيين، لهذا السبب كانت تحوز على الأهمية.طوروا ثقافةً وأخلاق، والتي كانت تمثلها ثقافة وأخلاق هذه الحركة حيث لم يكن يقبل بأخلاق وثقافة أدنى من تلك التي حددوها، لأنهم قاموا بتحديد مقاييس خاصة بها. فالحرب التي طورها الرفاق هناك كانت حرب الهوية، لأن النظام لم يكن يعترف ويقبل بحزب العمال الكردستاني والكرد، ولم تكن تقبل أي شي باسم الكرد وكردستان وحزب العمال الكردستاني، فالحرب التي طورتها الحركة والمقاومة في السجون على هذا الأساس كانت من أجل الهوية. فالدولة الفاشية الاستعمارية فرضت عليهم التخلي عن هويتهم والتخلي عن حزب العمال الكردستاني والتخلي عن كرد وكردستان، والتخلي عن كل القيم التي تساهم في جعل الإنسان إنساناً، هذا ماكان النظام يقوم بفرضه، والوحشية التي كان يقوم بممارسته كانت من أجل هذا، إلا أن هذا لم يقبل من قبل الرفاق على العكس تماماً تصدوا لها وأبدوا مقاومة ضدها. كانوا يصرون في هويتهم الكرديةوهوية حزب العمال الكردستاني، لهذا السبب لم يقبلوا بما كان النظام يقوم بفرضه عليهم، فالتخلي عن هويتهم كانت تعني لهم ليس فقطالموتبل أدنى درجات الموت، لهذا السبب تصدوا وقاوموا ذاك الموت، فمن أجل هذا أبدوا هذه المقاومة العظيمة، لأنه أن تخلوا عن هويتهم كانت تعتبر قبولهم بالاستسلام والخيانة، وكما أنها تعبر عن نهايتهم ونهاية حزب العمال الكردستاني، ونهاية الشعب الكردي، ونهاية الإنسانية في كردستان، لهذا السبب رضوها بتقديم أرواحهم قرباناً له. رأوا بأن الأخطار محدقة بالحركة والشعب، كما أنهم أيضاً يحيون هذه المخاطر وجهاً لوجه، فحياتهم مرتبطة بهذه الحركة وهذا الشعب وهذه القيم، لرؤيتهم هذه المخاطر والاستسلام والتصفية والخيانة، وللحد من هذه الأخطار، رأوا من الواجب عليهم التصدي والمقاومة ضد ما يتم فرضه. ناقشوا فيما بينهم وتوصلوا إلى كيفية التصدي والمقاومة ضد الاستسلام والخيانة، لم يجدوا أي طريق أو إمكانية أخرى سوى تقديم أجسادهم فداءاً لها، ظهرت هذه التضحية عن حاجة هذه الحركة وهذا الشعب، أي لتلبية مهمة ضرورية، لهذا السبب قدموا أجسادهم فداءاً لها، لأنه لم يكن يملكون أية إمكانيات أخرى غيرها، حيث استخدموا كل الإمكانيات التي كانوا يملكون ولم يبقى لديهم أي شي يستفيدون منها سوى أجسادهم وهي كانت أخر الإمكانيات،أرادوا استخدامها كأخرشيء يملكونه في سبيل مقاومة الاستسلام والخيانة التي كانت تفرض عليهم، لهذا السبب قدموا أرواحهم، لأن الكثير من الرفاق عند حصول أي شيء يريدون تقديم أرواحهم ولكن ليس كهؤلاء الرفاق؛ لأن الوسط الذي يحيون فيه تختلف عن تلك الظروف، لهذا من الواجب أن تكون العملية أيضاً بطريقة مختلفة، إلا أن ما يحصل على أرض الواقع يتم نتيجة رد فعل وعواطف، ويقوم بقتل نفسه، على الأساس أنه يقوم بعملية فدائية، فهو من خلال هذه العملية لا يقوم بتحطيم شي سوى قتل نفسه، لا نملك أي مفهوم للفدائية بهذا الشكل،فالفدائية ضمن هذه الحركة تعني إخراج الفرد من كونه عائداً لنفسه والحياة من أجل الحركة والرفاقية والشعب والإنسانية والحرية، وتنظيم حياته على هذا الأساس وليس العيش من أجل ذاته، هذا هو مفهوم الفدائية ضمن هذهالحركة، عندما تقوم بإخراج نفسك من كونه عائد لك،وعليك أن تقوم بإحراز تغير في ذاتك وأن تقوم بإحلال الاجتماعية في ذاتك، وتجعل نفسك عائد للرفاقية والشعب والإنسانية كلها، عليك أن تحيا وتعيش وتناضل من أجل هذا، عليك أن تعمل كل شي من أجل هذا، هذه هي مفهوم الفدائية لهذه الحركة. حيث أن هذه هي حقيقة مناضلي وكوادر هذه الحركة، لأن هذه الحركة نشأت على هذه الأسس. أن تود بالفعل التضحية بروحك فمن الواجب أن يخدم عمليتك العظيمة هذه الحرية، الرفاقية، والشعب وتساهم في تقدمه وتطوره، وتخلق مقاييس وقيم خاصة بها، وتطور ظروف الصراع والنضال، فقيامك بإضرام النار أو الانتحار في مكانك وتقول أقوم بعملية فدائية، فما هو الضرر الذي تلحقه بالعدو من خلال هذه العملية، وتفشل أية سياسة وتكتيك للعدو، وبهذه العملية ماهو التكتيك الذي تطوره أو تخلقه، ماهي القيم التي تقوم بخلقها، لا يوجد أي شي على أرض الواقع، فالعدو يريد منك أن تقوم بهذا الشيء، فهم على دراية تامة بنقطة ضعف الإنسان الكردي؛ فهو يفكر بالموت حين إحيائه لحالة يفتقد إلى الحل. فالعدو على معرفة جيدة بهذا الوضع، فكوادر هذه الحركة لا يمكن لهم ان يتخذوا من فلسفة الموت أساساً لهم، فلسفة هذه الحركة ليست فلسفة الموت، ففلسفة هذه الحركة هي فلسفة الحياة، والحياة بعظمة، فالخلود هي فلسفة هذه الحركة وليس الموت، هذه هي فلسفة هذه الحركة.فنرى أن الكثير من مناضلي الحركة يقومون باتخاذ فلسفة الموت الذي فرضه العدو أساساً له، حيث أن أفضل كوادرنا يقولون سأقوم بالعملية الفدائية من أجل الموت، كله من أجل عملية واحدة، وليس من أجل القيام بعملية ينتصر فيها، والقيام بالكثير من العمليات لإلحاق الضرر بالعدو إنما القيام بعملية والاستشهاد في هذه العملية، أي من خلال هذا التقرب يتخذ من فلسفة الموت أساساً له. نحن لا نملك فلسفة بهذا الشكل.تصدى القائد لهذه الفلسفة لسنوات عدة وحطم هذه الفلسفة وطور فلسفة أخرى بديلاً عنها؛ بهذه الفلسفة الجديدة تم خلق كردي جديد، فظهور الكردي الجديد كانت نتيجة الفلسفة التي طورها القائد آبو، وليس بفلسفة الاستعمار. فلسفة الاستعمار هي فلسفة الموت، يتخذون الموت أساساً للكرد، فهذه الحركة لا تدفع الكرد وكوادر هذه الحركة إلى أن يتخذوا من فلسفة الموت أساساً لهم. يتخذون هذه الفلسفة أساساً لهم لأن الرفاق مظلوم وكمال وخيري اتخذوها أساساً لهم في سجن آمد، هذه ليست لها أية علاقة بهذا الموضوع، أن كل من الرفاق كمال وخيري ومظلوم بتقديم أرواحهم فداءاً قاموا بها بعد أن قاموا باستخدام كل الإمكانيات التي كانت تتوفر لديهم أي أنها كانت أخر إمكانية يملكونها في سجن آمد، إذا كانوا يملكون إمكانيات أخرى كانوا قد استخدموها، حيث قال الرفيق خيري لو سمحوا لنا بأن نقوم بالدفاع عن أنفسنا كنا قمنا بالدفاع عن أنفسنا في المحكمة إلا أنهم لم يسمحوا لهم حتى بالدفاع عن أنفسهم. فنحن في الخارج وليس في السجن وضمن المجتمع وبين شعبنا وفي جبالنا وفي وطننا ونملك أسلحة فالإمكانيات التي نملكها تختلف كثيراً عن تلك التي كانتتتوفر لديهم من كل النواحي، لا يمكن لك القيام بهذا في الخارج أن كنت تنوي القيام بها ومصر فيها لتلحق ضربة بالعدو من خلال عمليتك هذه، حيث لا يمكن قبولها بشكل أخر أبداً، من الواجب الاستفادة من الإمكانيات التي تمتلكها، لو كان كل من الرفاق مظلوم كمال خيري يملكون مثل هذه الإمكانيات ما كانوا قدموا على تقديم أرواحهم، بالطبعإن هؤلاء الرفاق من خلال تقديم أرواحهم عكسوا المخطط الذي كان العدو ينوي القيام به، صحيح استشهد هؤلاء الرفاق ولكن باستشهادهم تصدوا وأفشلوا سياسة الاستعمار الفاشي، وحقق حزب العمال الكردستاني النصر بهذه العملية ولقي الاستعمار التركي الهزيمة. تم تحقيق انتصار كبير هناك، وكاننصراً من دون أسلحة ودبابات وقذائف، تم تحقيق هذا الانتصار بالاعتماد على الإرادة. خلقت هذه الإرادة بالإيديولوجية، هذه كانت انتصار إيديولوجية حزب العمال الكردستاني والقيادة. بالطبع عندما كان هؤلاء الرفاق يبدون تلك المقاومة كانوا يراسلون الحركة، فكان طلب الرفيق مظلوم هو أن يتم إيصال صدى مقاومتهم إلى العالم، من الواجب توضيح التعذيب والظلم والمقاومة التي تبدى هنا للعالم، هذه كانت مطلب الرفيق مظلوم من الحركة في الخارج، فالقائد ناضل في منطقة الشرق الأوسط على أساس هذا النداء والمطلب، ناضل لإيصال صوتهم إلى العالم، فالنضال الذي سيره في منطقة الشرق الأوسط تم على هذا الأساس. نتيجة هذا النضال تم إيصال صدى صوت المقاومة الى العالم بقفزة الخامس عشر من آب. بهذا الشكل عبر القائد عن رفاقيته وارتباطه بهؤلاء الرفاق الشهداء، بهذا الشكل خلد هؤلاء الرفاق، فالمقاومة التي تمت في سجن آمد كانت تتطلب حملة بهذا الشكل، لأنه تم كتابة تاريخ في سجن آمد، كان قد تم طيصفحة وفتح صفحة جديدة، وكان من الواجب النضال على هذا الأساس، وتطوير هذا النضال، وإيصاله إلى مرحلة لا يمكن فيها معايشة تلك الصفحة السوداء مرة أخرى، أي أن النضال الذي طوره القائد كان على هذا الأساس، كان الرفيق مظلوم يقول في مراسلاته للحركة من الواجب أن يتم فهم صدى صراخنا وآلامنا ومقاومتنا بالشكل الجيد، وأن تصل إلى كل مكان في العالم، قام القائد آبوبإحياء هذا في النخاع، وقام بوظيفته التي كانت تطلب منه مقابل الرفاق والكوادر والشعب، فالقائد الذي قام بهذه الخطوة هو الآن في إيمرالي يعيش تحت أسوأ أنواع التعذيب الوحشية. كيف أن الرفاق كمال خيري عاكف ومظلوم أدوا مهامهم ومسؤوليتهم تجاه القائد بأعلى المستويات وكيف أن القائد هو الأخر أدى مسؤوليته على المستويات تجاههم، فعلى كوادرهذه الحركة الذين يقولون أني أتخذ القائد أساساً أن يقوم بتأدية المسؤوليات المتوجبة عليهم تأديتها بأعلى المستويات كما فعل رفاق آمد مقابل القائد والقائد مقابل هؤلاء الرفاق.فهذه تعتبر مهمتهم ومسؤوليتهم في يومنا الراهن، كيف قام القائد بإحياء هؤلاء الرفاق بشكل يليق بهم فمن الواجب على كوادر هذا القائد، حركة هذا القائد، شعب هذا القائد إحياء هذا القائد وتعظيمه بشكل يليق بالمقاومة التي يبديه. فالقيام برمي الورود في الأنهار وتوزيع الحلوى والقيام بإنشاء بعض المؤتمرات الصحفية والقيام بعمليات الإضراب عن الطعام في غرف ضمن المنازل لا تعتبر عمليات ولا تساهم في تعظيم القيادة، فالقائد أيضاً قام بعملية ونحن الآن نقوم بالعمليات، فبهذه العمليات دعك من أن تعظم القيادة فهي لا تساهم في تحطيم ورفع الظلم المفروض على القائد، حيث ننادي الآن بأننا سوف نحقق حرية القائد، فهذه ليست ممكنة أبداً عن طريق هذه العمليات التي تتم الآن، فالأمور التي تساهم في تعظيم وإحياء وتحرير القائد من الواجب أن تكون مختلفة كثيراً، كالأمور التي قام بها القائد. لولا مقاومة هؤلاء الرفاق التي أبدوها في السجون، وإثبات حزب العمال الكردستاني نفسه في السجون لم يكن يكسب ثقة الشعب به. صحيح إننا طورنا نضالاً في كردستان من قبل، وأعلننا الحزب وقمنا ببعض العمليات، حيث حاربنا في كل من حلوان وسيفرك ومناطق أخرى،وتشكلت قاعدة جماهيرية، وأعلننا عن الأسبوع الأحمر وتجاوب الشعب مع هذا الإعلان، وتشكلت ثقة الشعب بالحركة، وكانت تريد التوحد مع الحركة، وكانت تؤدي ما تطلبه منه الحركة، وكان يريد القيام أكثر من ما يطلب منه، إلا أنه في فترة أحداث الثاني عشر من أيلول ودخول الحركة السجن،لو لم يبرزوا موقفهم في السجون ولم يبدو مقاومة ضد ما يتم فرضه، ولو لم يحققوا نصر الإرادة ونصر حزب العمال الكردستاني في تلك الفترة، كانت ستتحطم تلك الثقة التي ولدت لدى الشعب بحزب العمال الكردستاني. إذاً فعدم تحطم ثقة هذا الشعب بحزب العمال الكردستاني على العكس تماماًأزداد، وعلى أساسها تطور حملة الخامس عشر من آب مرتبطة بتلك المقاومة التي أبدتها الحركة في السجن. فالحركة تكسب ثقة الشعب إن قامت بإثبات نفسها في السجون، حينها يثق الكل بتلك الحركة.أي لو لم تقم الحركة بإثبات نفسها في السجون بين أيدي العدو وتحت تعذيب العدو لم يمكن لها أن تكسب ثقة الشعب بها. فبسبب المقاومة التي أبديت في سجن آمد لقيت هذه الحركة ثقة الشعب بها، لهذا السبب قام بوضع كل ما يملك في خدمة هذه الحركة، لانه رأى بأن هذه الحركة وفي أصعب الشروط والظروف لم تتخلى عن قيم وهوية الشعب، حيث قبل بتقديم روحه ولكنه لم يرضى بأن يتخلى عن هذا الشعب وعن قيمه وهويته. قدم هؤلاء الرفاق أرواحهم من دون أي شرط ولم يطلبوا أي شي مقابل هذا، فالشيء الوحيد لذي طلبوه هو أن يتم إيصال صدى مقاومته إلى العالم أجمع، أي الاستمرار في رفع الراية التي قاموا برفعها، وتطوير الحركة والعملية ضد الاستعمار، وتطوير حرب الحرية، فقط هذا ما طلبوه منا. لهذا السبب قالوا إننا نضحي بأرواحنا، وكانوا واثقين بالقائد وبالحركة وبرفاقهم بأنهم سيتسمرون في رفع الراية التي رفعوها ضد الاستعمار في سجن آمد، فمن يقول بأنه رفيق لهؤلاء الشهداء من الواجب أن يتخذ هذا أساساً له، ويعمل على رفع تلك الراية أكثر، هذا مايطلب منهم. طلب الرفيق خير دورموش طلب من أن يكتب على قبره أنه مدين، لم يبقى لخيري دورموش أي دين يستوجب عليه وفائه لهذه الحركة وهذا الشعب، فهو لم يعيش لنفسه يوماً أبداً، لم يطلب أي شي من أجل نفسه ضمن الفترة التي أنضم فيها للحركة وحتى أنفاسه الأخيرة، ، خضع كل حياته من أجل خدمة هذه الحركة وهذا الشعب بدون تردد ودون أي شرط، رغم كل هذا طلب أن بعبارة على أنه مدين للحركة، هذه شخصية كبيرة وروح عظيمة جداً، وفكر وفلسفة وولادة عظيمة، أن كان خيري دورموش يقول بأنه مدين لهذه الحركة وهذا الشعب فلا يمكن لأي واحد ضمن هذه الحركة أن يستغلمكانته وقدمه في الحركة ونضاله بأنه يستحق شيءً، ومن الواجب على الحركة والشعب أن يقدمه لي. فأن وجد في الحركة من يقول بأني أستحق هذا أو أنظلم فهذا دليل أنه لا يملك ضميراً، وليس له أية علاقة بهذه الحركة وهذا الشعب، مقاييسنا واضحة جداً، لأن خيري دورموش قام بتحديد مقاييس مناضل هذه الحركة، ألا وهو النضال من دون انتظار مقابل، ورؤية نفسك مدين دائماً للشعب والحركة والرفاقية.عند رؤية نفسك مدين لهذه الحركة حينها تستطيع فعل شي يخدم ويطور هذه الحركة، وتقوم بحل مشاكل الشعب بهذا الأسلوب والطريقة والمفهوم والتقرب والفلسفة. مادام نقول بأننا رفاق خيري فمقاييسنا هي المقاييس التي وضعها الرفيق خيريولا يمكن قبول مقاييس أدنى من تلك التي حددها الرفيق خيري. إن كان هناك شخص أستحق شي ضمن هذه الحركة هم الرفيق خيري والقائد، لم يرى أحد بأن القائد آبو قال بأني استحق شيئاًمقابل قيامه بعمل ما، فالقائد يقول إن كنتم تريدون فعل شيء فليكن لأجلكم وليس لأجلي. خلق القائد حركة وشعب وقيم وقام بعكس تاريخ، لا يقول بأني قمت بعمل هذا واستحق شيئا لهذه الأعمال، فهو لا يطلب أيشي لا من الحركة ولا من الشعب، إذاً فكيف تقول بأنك رفيق خيري دورموش ورفيق القائد آبو وتقول أستحق هذا وذاك. هذه ظاهرة تفتقد إلى الوجدان فهذه الحركة ليست مكاناً لعديمي الوجدان، فهذه الحركة هي مكان لأمثال القائد آبو وكمال ومظلوم وخيري وزيلان وبريتان، فعلى من ينضم إلى هذه الحركة أن يتخذ هذا أساساًله، هذا هو التحزب في هذه الحركة. فعمليات التحزب التي تتطور ضمن هذه الحركة تتطور على هذا الأساس، قال كمال بير وهو يلتقط أنفاسه الأخيرة من الواجب على جمعة أن لا ينسى فاطمة، فهذه الجملة لم تكن من أجلي أنما من أجل الحركة هذه الجملة يدل على ارتباطه بالحركة إلى هذه الدرجة، ويحي مسؤوليته تجاه الحركة بان لا يلحق أي ضرر بهذه الحركة. رغم أنه كان يلتقط أنفاسه الأخيرة كان يفكر بالحركة، ولا يفكر بشي آخر، هذه هي حقيقة هذه الحركة، لا توجد حقيقة أخرى غير هذه الحقيقة، بالطبع إنهم لم يقوموا بهذه العملية لنيل بعض حقوقهم الشخصية، إنما كانت من أجل تعظيم الرفاقية والحركة وانتصار هذه الحركة وهذا الشعب. على مناضلي هذه الحركة اتخاذ هذه أساسا لهم، عليهم أن لا يبقوا شيا من أجلهم، إنما عليهم أن يضعوا كل ما يملكونه في خدمة هذه الحركة وهذا الشعب، هذا هو الشرط الأساسي ضمن هذه الحركة. فعملية التحزب تتم على أساس هذا الشرط، عندما كان الرفيق كمال يلتقط أنفاسه الأخيرة حيث فقد البصر يأتي إليه ضابط ويقول له يا كمال لم يفت الأوان بعد بإمكاننا إنقاذ عينك إن تراجعت عن عملية الإضراب حتى الموت، يرد عليه الرفيق كمال هل ستعترف بهويتي أم لا؟ إن كنت تعترف بهويتي سوف اتراجع عن الإضراب، فإن لم تعترف بهويتي فأنا لا أقبل هذا العين أيضا فماذا سأفعل بهذا العين. هذه هي حقيقة هذه الحركة، فالمناضل الذي يتخذ كمال وهذه الحركة أساسا له لا يمكن له قبول الإهانة أبداً.

في سجن آمد ترى ثقافة وشخصية وهدف هذه الحركة بالكامل، عندما قام الرفيق فرهاد كورتاي بالعملية يقول الرفيق كمال كان من الواجب علينا نحن القيام بهذه العملية، هذه كانت مهمتنا فهم قاموا بها لأننا لم نقوم بها، إن تم الملاحظة يرى بأن من قاموا بهذه العملية حتى الشهادة كانوا من إداريي السجن من إدارة الحركة كل من الرفيق مظلوم كمال خيري أي أن إدارة الحزب هم الذين قاموا بالعملية أي إنهم لم يدفعوا بأحد إلى أن يقوموا بهذه العملية، كانوا يدرون مهمتهم،رواة هذه العميلة من مهمتهم الأساسيةـ، أي إنهم مثلوا الطليعة هناك أيضا، أي كانوا الطليعيين لهذه العملية، من الواجب فهم هذا بالشكل الصحيح، فهذه حقائق هامة للغاية، إن تم الملاحظة تم تصفية كل الحركات في السجون، فحزب العمال الكردستاني هو الحزب الوحيد الذي لم يتم تصفيته، حزب العمال الكردستاني هو الحزب الوحيد الذي لم يتم تصفيته في السجن، وهو الحزب الوحيد الذي خرج من السجن بكرامته، لهذا السبب تحولت الى حركة وتابعت مسيرتها، فهذه تعتبر من أحد الأسباب التي منعت الآخرين أن يتحولوا إلى حركة، حيث تم فرض الاستسلام والتجزئة والتصفية عليهم في السجن لو لاحظنا نرى بأن من قام بتصفية كل الأحزابالأخرى كانوا كوادر السجون، فكل عمليات التجزئة والتصفية نابع من كوادر السجن، فالدولة التركية قوية في هذا المجال، فرض السيطرة على الأحزاب وتصفيتها وتجزئتها، كلها تتم عن طريق كوادر السجون، فالدولة التركية أرادت فعل هذا بحزب العمال الكردستاني أيضا، عن طريق شاهينيلدرم وأمثاله، ومحمد شنر، إلا أنهم لم يستطيعوا تحقيق هذا فحزب العمال الكردستاني انتصر في هذه الحرب أيضاً، وانهزم الاستعمار، في البداية أستسلم شاهين يلدرم وأصبح عملياً للدولة، وتعاونوا مع الدولة في تعذيب الرفاق، فازدياد غضب وحقد الرفاق ضد شاهين يلدرم وأبدوامقاومة عظيمة وإصرارهم في إرادتهم وهويتهم كان سببه الخيانة التي وقع فيها شاهين دونماز وأمثاله في تلك الفترة. فالتعذيب الذي كانت تمارسه الدولة التركية كانت مختلفة عن ما كان شاهين دونماز وأمثاله يمارسونه، في البداية كانوا رفقة ولكنهم بعدها تحولوا إلى من يقوم بتعذيبهم، لهذا السبب زاد حقد وغضب ونفور الرفاق من شاهين دونماز. تولد حقد ضد الخيانة والعمالة، هذا الحقد والغضب عظم تلك المقاومة التي أبدوها، فالتصدي للخيانة والاستسلام عظمت من تلك المقاومة ورفعت من سويتها. فالقائد في البداية قال بأني لن أخون الحياة، وتولى إلى مبدأ ضمن هذه الحركة، لن نخون أبداً لن نخون الشعب ولن نخون الحياة، عندما دخل شاهين دونماز الخيانة قال الرفيق خيري دورموش له ألم نعد الشعب بأن لا نخونه عندما كنا نأكل من طعامهم، لماذا تقوم بخيانتهم، من الواجب على كوادر هذه الحركة عدم خيانة شعبه ورفاقه وحركته، هذا الشعب الذي قام بتقديم كل شي لك فلا يمكن أن تقوم بخيانته، هذه هي حقيقة هذه الحركة. علينا أن نحي عملية التحزب ضمن هذه الحركة على هذا الأساس.فظهور مقاومة كبيرة في سجن آمد كان سببه ظهور خيانة كبيرة، لهذا السبب كان من الواجب أن تكون المقاومة أكبر، أي أن قمت بإبداء مقاومة أكبر من تلك الخيانة حينها بإمكانك القضاء على الخيانة، لهذا السبب يعتبر تاريخ مقاومة السجن في تاريخنا مرحلة انعطاف، وتعتبر في التاريخ تصحيح للتاريخ. هي مقاومة كبيرة وعظيمة للغاية، فبهذه المقاومة تم تصفية التاريخ الأسود تاريخ الخيانة، لهذا السبب حللت الحركة بعد استشهاد تلك الطليعة وقام حزب العمال الكردستاني بإثبات نفسه، وصان هوية ذاته وحقق النصر فمن بعد هذا أن قبل السجن الاستلام لن يؤثر أي شيء، لأن حزب العمال الكردستاني في حربه تلك افقد تأثير كل من العدو والخونة، وحقق النصر في هذه الحرب، وإن الذي لحق به الهزيمة كانت الدولة التركية وأعوانه شاهين ومكيد والمنتصر كان كمال وخيري ومظلوم وحزب العمال الكردستاني والشعب الكردي». لهذا السبب كانت مهمة للغاية ضمن تاريخ حركتنا تاريخ حزب العمال الكردستاني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى