التاسع عشر من تموز ثورة التغيير في الشرق الأوسط

 التاسع عشر من تموز ثورة التغيير في الشرق الأوسط

 ألهام أحمد

مقاربات النظام المستندة إلى العنف والقوة ضد الردود المتولدة عوضاً عن إدراكها واحتوائها دفعت بالشعب لأن يبدي مقاربات مماثلة تمر منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وسوريا بشكل خاص بمرحلة متأزمة، فبنى الدولة القومية التي تم إنشاؤها خلال الحرب العالمية في المنطقة تحولت إلى مصدر لهذه الأزمة، فتلك الأنظمة التي بقيت لفترة طويلة في سدة الحكم والسلطة استطاعت صون سلطتها وحكمها باتباع سياسة تستند إلى الإنكار والإمحاء وفرض السلطة والهيمنة على المجتمع برمته وإفقاده إرادته وانتهاك حقوق المجتمع والشعوب في المنطقة. هذه الممارسات التي كان يتم فرضها على جميع المجتمعات بشكل عام وعلى الشعب الكردي الذي كان محروماً من الحياة الحرة والحرية منذ مئات السنين في وطنه جراء السياسات الممنهجة التي كانت أنظمة الدول القومية تمارسها بحقه بهدف تضييق الخناق عليه ساهمت في ولادة ردود فعل قوية. فتلك الأنظمة كانت ترى بأنه بقدر قدرتها على فرض حاكميتها على الكرد باتباع جميع أساليب الضغط والقوة والشدة والتحكم والمجازر والصهر والإبادة تستطيع صون صيرورتها وهيمنتها وسلطتها. إلا أنه مع ازدياد الأزمة وتعمقها في المنطقة ازدادت ردود الفعل والرفض من قبل الشعوب لتلك الأنظمة أيضاً.

حيث أن انفجار ردود الفعل تجاه هذه الممارسات بدأ من تونس وأثر على مصر وليبيا واليمن كما أثر إلى حد ما علىقطر أيضاً. إلا أن انعكاس هذه الأزمة أو تأثيرها برز بشكل أعمق في سوريا لأن الوضع الذي تطور في سوريا أو الأزمة التي تعمقت في سوريا لم تسفر عن النتيجة نفسها التي تمخضت عنها في البلدان الأخرى، فمثلاً تمكنت هذه الردود من الإطاحة بالنظام في تونس بسهولة أو ساهمت في إجراء تغيير في النظام، وكذلك الأمر في مصر على الرغم من استمرار الأزمة فيها إلى يومنا الراهن، إلا أنها في سوريا ساهمت في ولادة وضع مختلف تماماً، حيث أبدى النظام مقاربة ديكتاتورية تستند إلى إنكار الحقيقة التي ظهرت على أرض الواقع، وسعى إلى فرض وصون سلطته وهيمنته من خلال التطرق إلى الشدة والعنف لإخماد ردود الفعل والمواقف الرافضة التي ظهرت من قبل الشعب في سوريا من عرب وكرد وسريان وجميع مكونات النسيج السوري. فالوضع الذي تطور في سوريا على أساس الثورة والتحول والتغيير والقضاء على الدكتاتورية الموجودة وخلق إدارة ونظام ديمقراطي بديل عنها ساهم في ولادة بعض الآمال البسيطة لدى الشعب.

إلا أن تحول هذه الآمال البسيطة التي بدأت بمجموعات صغيرة من الشبيبة والطلبة إلى وضع حرب ومجازر من قبل النظام البعثي وسلطة حكومة البعث مرتبط بطابع النظام. أي أنه لم يكن من السهل أن يقوم هذا النظام الذي فرض هيمنته وحاكميته على المجتمع لعشرات الأعوام بالتنحي في ليلة وضحاها وإفساح المجال أمام غيره لإدارة شؤون البلاد. لهذا السبب فإن مقاربات النظام المستندة إلى العنف والقوة ضد الردود المتولدة عوضاً عن إدراكها واحتوائها دفعت بالشعب لأن يبدي مقاربات مماثلة. فتسلح هذه الثورة وهذه الردود ساهمت في تدخل العديد من القوى – سواء أكانت خارجية أم إقليمية- في سوريا بهدف الاستفادة من الوضع وتقوية مصالحها وهيمنتها فيها مما أدى إلى تعمق الأزمة أكثر.

الأحداث التي تتم معايشتها في المنطقة مزقت اتفاقية سايكس بيكو كان هناك فرق بين وضع الكرد ووضع المكونات الأخرى من النسيج السوري، فالكرد كانوا أكثر تنظيماً وخاضوا نضالاً طويلاً استمر لأكثر من ثلاثين عاماً في سبيل نيل حقوقهم، وقدموا الكثير من التضحيات والشهداء والبدائل سواء في السجون أو خارجها، لهذا السبب فإن الإدارة التي كانت تدير المنطقة كانت قادرة على إدراك هذا الوضع أكثر وقراءته بشكل أصح وإيجابي. فلإدراك هذه الإدارة لحقيقة هذا النظام البعثي وأنه نظام عسكري وليس نظاماً سياسياً عرفت بأن هذا النظام بإمكانه التقرب من الوضع المتطور باستخدام كل أنواع الشدة والقوة والعنف لصون هيمنته وسلطته. لهذا السبب كانت إدارة روج آفا السباقة إلى قراءة هذه الحقيقة بشكل صحيح، ومعرفة ما سيؤول إليه الوضع وكيفية الاستفادة من التطورات الحاصلة ولا سيما في ظل التغيرات الجذرية التي تشهدها كل الساحات العالمية والإقليمية والشرق أوسطية والسورية. فحالة الأزمة هذه كانت تشمل العالم بأسره حيث كانت هناك أزمة من الناحية الاقتصادية بالإضافة إلى الحروب التي كان يتم خوضها من أجل النفط والماء في المنطقة، أي أن الأنظمة الحاكمة كانت في حالة سباق من أجل فرض سيطرتها وهيمنتها على الدول الغنية بالنفط والمياه وتحقيق مصالحها.

هذه القوى الخارجية والتي يمكن تسميتها بالنظام الرأسمالي كانت في حالة بحث دائم لإيجاد سوق لتصريف صناعاتها من الأسلحة وغيرها بهدف تقوية اقتصادها. ولهذا السبب كانت تبحث عن مناطق تختلق فيها الأزمات والحروب. وسوريا كانت الأرضية المهيأة لهذه الأبحاث ولا سيما في ظل احتمال توسع شرارة الحرب التي بدأت فيها، بالإضافة إلى مكانتها الجيوستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، ومجاورتها للحدود العراقية والتركية والأردنية واللبنانية. فبتحول سوريا لساحة حرب حينها؛ يستطيعون أن يجربوا فيها الأسلحة التي قاموا بصنعها من ناحية ومن ناحية أخرى تكون سوريا البوابة للتوسع نحو منطقة الشرق الأوسط بسبب موقعها الاستراتيجي، وبهذا الشكل يستطيعون فرض حاكميتهم أو تطبيق سياساتهم في المنطقة ولا سيما أن مشروع الشرق الأوسط الكبير مازال حيز التنفيذ. فإنشاء وخلق الشرق الأوسط الكبير يعني في الوقت نفسه تجاوز اتفاقية سايكس بيكو كما يعني إفلاس نظام الدولة القومية وضرورة خلق نظام شامل خاص بالنظام الاقتصادي ضمن النظام العالمي، كما يعني فرض حاكمية المصالح في المنطقة، لهذا دخلت تلك القوى ضمن أبحاث ومساعي وبذلت جهوداً كبيرة من أجل فرض حاكمية نظامها في سوريا المنطقة التي بدأت فيها شرارة الحرب. وانقسمت القوى العالمية إلى جبهتين؛ جبهة تقدم المساعدة والدعم لنظام البعث وتتمثل بروسيا وايران، وجبهة ادعت على الدوام بأنها تساعد وتدعم المعارضة وتعتبر النظام البعثي نظاماً ديكتاتورياً ويجب الإطاحة به وعلى هذا الأساس قامت باستهداف النظام على الدوام.

فالوضع الذي ولد مع هذا الانقسام ضمن القوى العالمية كان وضعاً جديداً ويمكن القول بأنه تعبير مباشر عن الحرب العالمية الثالثة التي يتم تسييرها في المنطقة، ويعبر ككل عن حالة من الفوضى. وفي مراحل الفوضى تتولد لحظات الحرية. فمهما اتسمت هذه المرحلة بالدموية ومهما تمت معايشة الآلام ومهما تم تقديم البدائل الكبيرة إلا أنه إن كان أحد الأطراف مستعداً لمواجهة وضع كهذا فبإمكانه تحويل هذا الوضع أو المرحلة إلى فرصة تاريخية لتحقيق الحرية. وإدارة روج آفا استطاعت تحليل هذا الوضع بشكل صحيح ،وامتلكت نظرة مستقبلية بخصوص سياسات الدول العالمية والإقليمية ذات المصالح في المنطقة والتي لا تريد إلى حد ما أن يتم تحطيم نظام الدولة القومية بل على العكس تعسى إلى صون استمراريتها أكثر وتوسيع الجبهة التي تنضم إليها.

في مثل هذا الوضع يمكن القول بأن العديد من القوى التي كانت في حالة عداء تصالحت مع بعضها وفي المقابل تحولت الصداقة التي كانت تجمع بعض الأطراف مع بعضها إلى حالة من العداء، والمثال الأوضح في هذا الموضوع هو علاقة النظام البعثي مع النظام التركي، حيث كانا يتبعان سياسة مشتركة ضد الكرد، كما أن السياسة التي تم اتباعها وفق اتفاقية أضنة كانت تهدف إلى القضاء على الشعب الكردي بالكامل، فالسياسة التي كان يتم تسييرها في الدولة التركية كان النظام البعثي يطبقها في روج آفا على الشعب الكردي. إلا أنه بعد الأزمة السورية دخل نظام الدولة التركية ضمن أبحاث جديدة حول كيفية الاستفادة من الوضع والأزمة المتطورة في سوريا وكيفية استغلالها لتحقيق مصالحها.

كما أنها تقربت وفق الميثاق المللي والذي ينص على أن الحدود التركية تصل إلى كل المناطق التي وصل إليها الجند التركي وتعتبرها مناطق خاصة بها، وعلى هذا الأساس فإنها تشمل شمال سوريا بكامله ضمن مشروعها وتعتبرها مناطق من دولتها، لهذا السبب دخلت الدولة التركية على الدوام ضمن أبحاث حول كيفية إنشاء منطقة عازلة في شمال سوريا وفرض سيطرتها عليها. ومن ناحية أخرى فإنها تقوم من خلال هذه السياسة التي تسعى إلى تطبيقها بتحطيم اتفاقية سايكس بيكو. كما أن القوى العالمية صاحبة مشروع الشرق الأوسط الكبير لا يمكن لها أن تطبق اتفاقية سايكس بيكو كالسابق، وأيضاً القوى الإقليمية التي تسعى إلى تطبيق مشروعها في المنطقة كإيران التي تسعى إلى إنشاء دولة إسلامية في المنطقة هي الأخرى تدخل ضمن هذا المشروع، لهذا السبب يمكن القول بأن الأحداث التي تتم معايشتها في المنطقة مزقت اتفاقية سايكس بيكو. وكل القوى ترى ضرورة عقد اتفاقات جديدة ولهذا السبب دخلت ضمن حالة حرب وصراع فيما بينها.

الظروف الذاتية والموضوعية كانت مهيأة من قبل الكرد والمنطقة لانطلاق ثورة التاسع عشر من تموز الكرد ضمن هذه الأحداث كانوا في وضع منظم ولهم تحضيرات مسبقة من الناحية الإدارية ومن الناحية الاجتماعية أيضاً. وكانت قراءتهم ونظرتهم المستقبلية صحيحة. أي أن قراءتهم للمرحلة وهذه التطوارت والتغيرات الحاصلة وتطرقهم وتحليلهم لها وعلى أساسها اتخاذ التدابير اللازمة لم تكن بعيدة عن الحقيقة الموجودة على أرض الواقع إنما كانت تتوافق معها. حتى أنه يمكن القول بأن نظرتهم وتحليلاتهم المستقبلية كانت صائبة مئة بالمائة.

فحركة روج آفا استطاعت في فترة قصيرة خلق تنظيم ضمن الشعب، واستطاعت أن تحدد موقفها وتختار الجبهة التي ستنضم إليها، أي هل ستكون إلى جانب النظام أم ستنضم إلى جبهة المعارضة ضد النظام. فالكرد كانوا يشكلون المعارضة الأكبر والأقوى والأوسع والأكثر جدية على أرض الواقع ضد الدكتاتورية الموجودة والوضع والممارسات التي كان النظام يفرضها، فهم لم يقبلوا في أي وقت من الأوقات النظام الموجود أبدا،ً ولم يتحولوا إلى تابع له ولم يسيروا وفق مخططاته، ومثلوا المعارضة الحقيقية على أرض الواقع في سوريا. فانتهاجهم وتبنيهم للخط الثالث كان أصح من انضمامهم إلى الجبهات الموجودة. حيث تستند سياسة الخط الثالث إلى إنشاء وخلق مجتمع ديمقراطي.

عدم الانضمام إلى المعارضة التي ترفض وتهمش الكرد ولا تعترف بحقوقهم وتقوم بإنكارها كان القرار الأصح والأكثر إيجابية، وكان من أكثر القرارات قدرة على صون مستقبل سوريا الديمقراطية سوريا المستقبل. فالقرار الأصح هو الذي تمثل في مشروع له القدرةعلى إحراز وتحقيق تغييرات جذرية في سوريا والتحول إلى أمل الحرية للشعب السوري. إلا أن تطبيق أو تسيير سياسة الخط أو النهج الثالث الديمقراطي لم يلقَ القبول لا من قبل القوى الخارجية ولا من قبل القوى الإقليمية، لأنهم لم يكونوا يتوقعون أو يتخيلون أن يمتلك الكرد سياسة كهذه في يوم من الأيام، فعلى مر التاريخ كان الكرد تابعين لغيرهم على الدوام، وكان يتم توجيههم وفق السياسات التي تدار من قبل القوى الأخرى، لهذا السبب كل التكهنات والتخمينات كانت تتمحور حول « سوف ينتفض الشعب الكردي بشكل عام وسيتعرض لمجازر جماعية كبيرة كما حصل في أحداث عام 2004 في قامشلو »، أي أن الجميع كانوا يتوقعون بأن الكرد سوف يتقربون بالطريقة نفسها، ويتحولون مرة أخرى إلى ضحية، إلا أن الكرد وإدارة روج آفا تقربت بعقلانية أكثر من خلال مراقبة وإدراك الوضع وعلى أساسه تنظيم الشعب واتخاذ التدابير اللازمة، ودخلت ضمن أبحاث حول كيفية حماية الشعب قبل كل شيء وكيفية التعريف بالكرد على الصعيد العالمي والإقليمي والسوري، وفرض قبوله.

فالكرد كانوا يؤمنون بأن المتحدثين باسم الهوية السورية عامة لا يمكنهم تحقيق ثورة حقيقية من خلال تطرقهم إلى المجتمع كفرد وكمسألة متعلقة بحقوق الإنسان فقط دون الأخذ بعين الاعتبار أو إعطاء الأهمية للحقوق الثقافية للأقليات والأثنيات والشعوب الأخرى. من خلال الاستناد إلى هذا الأمر استطاعت إدارة روج آفا تحديد سياسة صحيحة وصائبة.

أي أنه كان يفترض بالكرد في  بداية الأمر التعريف بنفسهم أي حث الجميع على القبول بأن الكرد مكون أساسي ضمن النسيج السوري، هذا الشعب الذي يتجاوز عدده 305 مليون نسمة يتعرض منذ أعوام طويلة لجميع أنواع الإبادات، والآن حان الوقت ليعترف به الجميع وينال حقوقه المشروعة. تحرك الكرد ضمن هذا الإطار وفي الحقيقة تمكنوا من خلق هذه الأرضية بشكل جيد. فالظروف الموضوعية التي تمحورت حول ماهية الدور الواجب على الكرد لعبه وكيفية تسيير الثورة الحقيقية في ظل هذه التطورات الحاصلة وحالة الفوضى التي تتم معايشتها كانت مهيأة.

أما الظروف الذاتية فتمحورت حول مدى جاهزية الكرد أمام هذه التطورات ومدى تنظيمهم وإلى أي مدى بإمكان الكرد رؤية هذا الوضع وقراءته بشكل صحيح والتحرك على أساسه. كان للكرد تحضيرات وجاهزية ضمن هذا الإطار أيضاً، لهذا السبب يمكننا القول إن الظروف الذاتية والموضوعية كانت مهيأة من قبل الكرد والمنطقة لانطلاق ثورة التاسع عشر من تموز حيث تم تحرير العديد من المناطق المجاورة لمنطقة كوباني كجرابلس ومنبج وسرين من قبل قوى المعارضة خلال فترة قصيرة، وهذا ساهم في ولادة فرصة ليقوم الكرد أيضاً بتحرير مناطقهم.

في تلك الفترة تم تحرير كل المناطق المجاورة لكوباني من قبل المعارضة السورية، أما بالنسبة إلى منطقة كوباني فقد كانت تدار من قبلنا بشكل فعلي والإدارة كانت تتمثل في مجالس الشعب والإدارة المحلية والفعاليات الخدمية. أي أنه تم تشكيل مؤسسات بديلة عن مؤسسات الدولة التي كانت موجودة عن طريق مجالس الشعب وكانت المنطقة تدير نفسها بنفسها. قلّصت المؤسسات التي قمنا بتشكيلها من دور المؤسسات التابعة للنظام في المنطقة أي أنها شلّت دور النظام ومؤسساته وأفقدته تأثيره في المنطقة. بعد أن تم تحرير المناطق المجاورة لمنطقة كوباني أصبحت الفرصة مناسبة لنقوم نحن أيضاً بتحرير مناطقنا وطرد وإخراج قوى النظام منها، وإدارتها ذاتياً. فالتطورات التي حصلت في المناطق المجاورة لمنطقة كوباني بالإضافة إلى الظروف الموضوعية وجاهزية الشعب ووجود تاريخ نضالي طوي في المنطقة ساهم في أن تكون كوباني مركزاً لانطلاق ثورة التاسع عشر من تموز.كما أن كوباني كانت المحطة الأولى للقائد آبو عند دخوله روج آفايى كردستان، وكانت السبّاقة إلى التعرف على حركة الحرية الكردستانية. يمكن القول إنه بتوفر الظروف الموضوعية والذاتية لثورة التاسع عشر من تموز تم تحرير مناطقنا من قوى النظام البعثي، ومنع تمركز أية قوى أخرى غير كردية فيها وحمايتها بأنفسنا.

كما أنه تم تطوير هذه الثورة أكثر من خلال تشكيل وحدات الحماية وقوات الأمن الداخلي وإنشاء النظام الديمقراطي.

ثورة التاسع عشر من تموز ثورة شعبية نابعة من إرادة الشعب

النقاط التي ميزت ثورة التاسع عشر من تموز التي انطلقت من كوباني عن الثورات التي اندلعت في المناطق الأخرى تتمثل في أن ثورة التاسع عشر من تموز كانت ثورة شعبية نابعة من إرادة الشعب وولدت عن إدراك ووعي وحسابات سياسية شاملة. وعلى الرغم من أن ثورة التاسع عشر من تموز بدأت من منطقة صغيرة «كوباني » مقارنة مع المناطق الأخرى إلا أنها استطاعت أن تؤثر على سوريا ككل وأن تبرز تميزها عن الثورات الأخرى. فتميزها تجسد في الذهنية التي استندت إليها، ذهنية إحلال الديمقراطية لجميع الشعوب وهي ذهنية خلق ثورة ديمقراطية حقيقية، هذه الثورة لها قدرة على لعب الدور الطليعي بالنسبة لشعوب المنطقة عامة. على هذا الأساس فإن تحرير المناطق والقيام بالدفاع ضمن وعن هذه المناطق المحررة وخلق نظام خاص بها، وحمايتها من كل أنواع العنف والشدة إلى حد ما، جلب معه تميز هذه الثورة عن الثورات الأخرى. فالوضع الذي تطور في مناطق روج آفايى كردستان لا يشبه الوضع الذي تطور في كل من ليبيا ومصر والمناطق السورية الأخرى.

فالحروب التي اندلعت في المناطق السورية الأخرى جلبت معها تخريبات كبيرة. ولاحظنا أنه كان هناك حالة انقسام ضمن صفوف المعارضة وهذا الانقسام الموجود كان السبب في عدم إحلال أي نظام كان، ومن ناحية أخرى كانت هناك عمليات هجرة وتشريد الملايين من المواطنين السوريين من مناطقهم وهروبهم إلى الخارج بالإضافة إلى زيادة عمليات القتل.

إلا أن ثورة التاسع عشر من تموز بدأت بأسلوب ديمقراطي وقامت بخلق نظامها البديل وعلى أساسه قلّصت دور النظام وضربت البنى الأساسية له وأحلت نظامها البديل في المنطقة. لهذا السبب تتميز ثورة التاسع عشر من تموز عن الثورات الأخرى.

كما أن تميزها على صعيد مشاركة المرأة أيضاً لفت أنظار الجميع إليها، فانضمام وطليعية المرأة في الثورة تعتبر من أهم النقاط التي ميزت هذه الثورة عن الثورات الأخرى، فليس من الخطأ تسمية ثورة التاسع عشر من تموز بأنها ثورة المرأة من الناحية الطليعية ومن النواحي الإدارية  والمؤسساتية والسياسية، حيث أن الدور الطليعي الذي قامت به المرأة في جميع ميادين الحياة أضفى على ثورة التاسع عشر من تموز لوناً وطابعاً خاصاً بالمرأة الكردية المناضلة، أما بالنسبة إلى الثورات التي ولدت في المناطق الأخرى فقد كانت تفتقد إلى لون المرأة هذا. فعلى الرغم من وجود المرأة ضمنها إلا أنها لم تتطور حسب الذهنية التي تسعى إلى إكساب المرأة الإرادة بل على العكس تماماً تحولت المرأة فيها إلى ضحية وتم إقصاؤها.

قد تكون المرأة شاركت في هذه الثورات بشكل فعال ولكن بعد الثورة تم تهميشها وإقصاؤها من المكاسب التي حققتها الثورة. بالإضافة إلى هذا فإن المرأة الكردية شاركت بطابعها ولونها في مجال الدفاع والحماية ضمن ثورة التاسع عشر من تموز.

بثورة التاسع عشر من تموز انهارت جميع الأيديولوجيات الدينية والقومومية التي كانت موجودة في المنطقة خلال السنوات الأربع التي مضت من عمر الثورة في سوريا يمكننا القول بأنه قد انهارت جميع الأيديولوجيات الدينية والقوموية التي كانت موجودة، فثورة التاسع عشر من تموز تطورت من خلال الاستناد إلى فكر وأيديولوجية جديدة. الأنظمة التي كانت موجودة في المنطقة سابقاً والتي تم تأسيسها وإنشاؤها وفق الأسس الدينية والقوموية أي الدولة القومية استطاعت ولأعوام طويلة فرض ديكتاتوريتها على الشعب والمجتمع، إلا أن ثورة التاسع عشر من تموز أثبتت أن كل الأيديولوجيات الموجودة، وعلى وجه الخصوص بعد ظهور تنظيم داعش الذي يقوم بارتكاب المجازر باسم الدين، غير قادرة على تحرير الشعوب والمجتمعات أبداً، فالأفكار الدينية تعتبر معتقدات حياتية والمجتمعات حرة في إيمانها واعتناق أي عقيدة أو دين تختاره، وموضوع الإدارة ليس له علاقة بالديانة والعقيدة.

ينبغي على الجميع المشاركة والانضمام إلى النظام الديمقراطي والحياة الحرة التي يتم السعي إلى إنشائها وخلقها. أي أنه يمكن للمسيحي أن ينضم ويشارك في هذا النظام بمعتقده الديني وكذلك المسلم والايزيدي، وكذلك الأمر بالنسبة للثقافة فالكل يمكنه الانضمام والمشاركة بثقافته الخاصة.

فهذا ما قامت ثورة التاسع عشر من تموز بخلقه. أي أنها بإنشاء الإدارة الذاتية الديمقراطية استطاعت خلق نظام ولون ونموذج جديد وأثبتت إفلاس الأنظمة الأخرى. لقد أثبتت هذه الثورة بأن الأنظمة المتشكلة وفق الدين غير قادرة على تحرير المجتمعات، وكذلك الأنظمة التي ظهرت باسم الدولة القومية هي الأخرى لا يمكنها تحرير المجتمعات.

لهذا السبب فإن نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية هو نظام له القدرة على تمثيل إرادة جميع الشعوب والأديان، ويضمن للكل الانضمام إلى هذا النظام كلٌّ وفق إيمانه وفلسفته وعقيدته ومعرفته وثقافته على أساس علاقات مستندة إلى المساواة والعدالة والعيش المشترك والإدارة المشتركة وخلق إمكانيات الحياة معاً. ويعتبر هذا اللون والطابع الأساسي للإدارة الذاتية الديمقراطية والتي جلبتها ثورة التاسع عشر من تموز معها.

فمصدر العدالة والحرية التي يتم تطبيقها ضمن نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية يستند إلى المساواة بين الجنسين، أي أنه من خلال الاستناد إلى الرجل الحر والمرأة الحرة يتم خلق نظام ديمقراطي. تخلق الإدارة الذاتية الديمقراطية معها حياة مشتركة ومجتمعاً مشتركاً وتمثيلاً مشتركاً، وبهذه الوسيلة تفتح المجال أمام كل من الرجل والمرأة للانضمام والمشاركة بشكل متساوٍ في النضال والحياة. على هذا الأساس فإن الإدارة الذاتية الديمقراطية وثورة التاسع عشر من تموز كشفت النقاب عن إفلاس الأنظمة القوموية والدينية التي تشكلت بالاستناد إلى ذهنية السلطة الذكورية. وأثبتت خطأ النظرية التي تقول إن الرجل أكثر حكمة من المرأة وأن العكس هو الصحيح، أي إن تم إفساح المجال أمام المرأة المقيدة بقيود العبودية منذ أعوام طويلة فستكون لها القدرة على مواكبة التطور وإضفاء جمالية أكثر على الحياة وستكون لها القدرة على تحرير الرجل أيضاً. على هذا الأساس استطاعت الإدارة الذاتية الديمقراطية وثورة التاسع عشر من تموز أن تُظهر بأن الأيديولوجيات والسياسات الأخرى لا تجلب أي شيء للمجتمعات والشعوب والأمم سوى الحرب والنهب والدمار والمجازر.

وقد تم تطبيق نظام الإدارة الذاتية ضمن المنطقة ويمكننا القول بأنه أثبت صحة نهجه، ففي يومنا الراهن نرى أنه يتم التطرق إليه كنموذج حل ضمن الأوساط العالمية ويتخذه الجميع أساساً لهم، ويرون بأنه يمكن تنظيم جميع شعوب ومجتمعات سوريا على أساس نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية.

الثورة الاجتماعية التي تطورت ضمن الثورة الوطنية

1-من الناحية السياسية والدبلوماسية: استطاعت ثورة التاسع عشر من تموز تحطيم الحصار الذي كان مفروضاً على الكرد وعلى وجه الخصوص على حركة الحرية الكردستانية، والقضاء على التفرقة والتمايز المفروض فيما بين الكرد، ووجهت رسالة إلى العالم أجمع بأن الكرد أمة واحدة ولا يمكن تقسيمهم، أي الاعتراف بطرف وتهميش الأطراف الأخرى. فالمكاسب التي تم تحقيقها على أرض الواقع لفتت أنظار العالم أجمع إلى روج آفايى كردستان.

إن حركة الحرية الكردستانية وخاصة المقاومة التي أبدتها هذه الحركة وهذا الشعب ضمن إطار فكر وأيديولوجية القائد آبو في إنشاء وخلق الإدارة الذاتية الديمقراطية ونهج الدفاع الجوهري أجبرت العالم أجمع على توجيه أنظاره إلى روج آفايى كردستان ولو لمرة واحدة فقط لإدراك وقراءة ورؤية ما الذي يقوم به وما هو النظام الذي ينشئه وما هي التغييرات التي يحدثها الكرد، هؤلاء الكرد الذين تم وصفهم على الدوام بالتخلف وعدم إجادة السياسة وعدم القدرة على حماية أنفسهم. لقد رأوا بأن الكرد ليسوا كما السابق بل على العكس تماماً فهم يواكبون التطور وديمقراطيون ويسعون إلى الحرية والعدالة، وهم شعب مقاوم حر يمتلك الإرادة ولا يمكن تحطيم تلك الإرادة بسهولة كالسابق، ومن غير الممكن له أن يقبل ما يفرض عليه من ممارسات هادفة إلى الإبادة والإمحاء والصهر، لهذا السبب فقد لفت أنظار الجميع.

تم تحطيم الحصار على الصعيد الدبلوماسي العالمي، وتم رفع الحصار الذي كان مفروضاً كما تم رفع الخطوط الحمراء التي كانت تستهدف تجريد الحركة، أي أنه تم رفع الحصار المفروض بخصوص اللقاءات وعقد العلاقات مع حركة المجتمع الديمقراطي وكرد روج آفا الذين تحولوا إلى قوة أساسية يمكن الاتفاق وخلق توازنات وتطوير مشاريع معها.

2- على صعيد المرأة والمجتمع: حققت ثورة التاسع عشر من تموز انتصارات ونجاحات وتطورات هامة. فتلك المرأة التي لم يكن أحد يثق بها وبقدرتها على القيام بأي شيء بتنا نراها في يومنا الراهن ضمن جميع الميادين الاجتماعية وميادين الثورة وتشارك في الرئاسة والسياسة والمقاومة والتضحية والشهادة.

3- بات المجتمع يربط مصيره بالمرأة أي بات يقول «إننا على ثقة بقدرة المرأة على حمايتنا وتحريرنا وإيصالنا إلى النصر » أي أنها ساهمت في ولادة ثقة قوية بهذه الدرجة بالمرأة. وحققت تغييراً وتطوراً هاماً جداً من الناحية الذهنية والفكرية ضمن المجتمع. أما من الناحية التنظيمية التي يتم تشكيلها؛ فبناء النظام وتنظيم المجتمع بلون وطابع المرأة يعتبر أيضاً تطوراً عظيماً لا يمكن استصغاره. فإن أردنا تسمية هذه الثورة فنستطيع تسميتها بالثورة الاجتماعية التي تطورت ضمن الثورة الوطنية. وهذه تعتبر من أهم المنجزات والمكاسب التي تم تحقيقها ضمن ثورة التاسع عشر من تموز.

4- من الناحية السياسية: يمكننا القول بأن الكرد تحولوا إلى رقم صعب لا يمكن إنكاره، حيث لا يمكن إنشاء أو خلق سوريا المستقبل من دون الكرد، وكذلك لا يمكن أن يتشكل شرق أوسط جديد من دون الكرد، الكل وصل إلى هذه القناعة حيث أن الشعب السوري رأى هذه الحقيقة بشكل جيد وكذلك الأمر بالنسبة للقوى الخارجية أيضاً، فالجميع باتوا مقتنعين بأن الكرد وحركة الحرية قاما بالأمر الصحيح والصائب. الكرد كما جميع المواطنين السوريين لهم حقوق وهم أصحاب ثقافة عريقة ولهم الحق في نيل حقوقهم كأفراد وكمجتمع، وحتى أنه تتم رؤية المشروع السياسي الذي يطرحه الكرد على أنه المشروع الأصح.

فتمثيل الكرد ضمن المحافل الدولية والذي تمثل بدعوات خاصة لوحدات حماية المرأة وحزب الاتحاد الديمقراطي والتنظيمات الخاصة بالمرأة يعني بأن الكرد هم القوة الأساسية والقوة الأقوى على أرض الواقع في سوريا، وأصحاب المشروع السياسي الأصح. فالجميع بات يرى هذه الحقيقة التي لا يمكن إنكارها كما السابق، كما لا يمكن غض النظر عن المكاسب والانتصارات التي تتحقق على أرض الواقع.

حتى أنه تتم رؤيتهم كقوة أساسية يمكن الاتفاق معها لتطبيق مشاريعهم.

5-من الناحية الثقاقية والاجتماعية؛ حققت ثورة روج آفا تغييرات كبيرة تمثلت في قيام المجتمع بإخراج نفسه من نظام الدولة بنفسه، كانت الثقافة السائدة ضمن المجتمع أن تقوم الدولة بتقديم الخدمات للمجتمع وتقوم بالتفكير عوضاً عنه وتجعل من نفسها المركز والمجتمع هو المحيط أي أن المجتمع لا يستطيع إدارة شؤونه من دون الدولة، إلا أنه في يومنا الراهن ومع ولادة وإنشاء الإدارة الذاتية الديمقراطية وانتصار ثورة التاسع عشر من تموز يمكننا القول إنه تم تحقيق تغيير في ذهنية المجتمع ساهم في أن يكتسب المجتمع ثقته بنفسه وبقدرته على إدارة نفسه بنفسه وبأنه صاحب القرار ويمتلك الإرادة ويمكنه تنظيم حياته وتحديد متطلباته وفق احتياجاته ومعرفته، وله القدرة على اتخاذ قرارته وتطبيقها. هذا التغيير يمكننا تسميته بالثورة الذهنية ضمن المجتمع.

6- من الناحية الثقافية: في الماضي تقرب الكرد من العرب بنظرة كراهية والعرب من الكرد بنظرة استصغار بالإضافة إلى سياسة الصهر التي تم فرضها على الكرد، كل هذا دفع بالكردي لأن يبتعد عن ثقافته ويتحرك كإنسان عربي، هذه كانت سياسة الصهر التي فرضت على الشعب الكردي والشعوب الأخرى في سوريا. إلا أنه مع ثورة التاسع عشر من تموز ظهرت حقيقة أن كل شعب أو مجتمع يمكنه الوجود بالاستناد إلى ثقافته. فتنوع الثقافات وغناها يزيد من قوة المجتمعات وتوحدها. قامت الإدارة الذاتية الديمقراطية بتطبيق هذا الأمر على أرض الواقع، حيث تحققت أخوة الشعوب؛ الكردي مع العربي والسرياني في المنطقة. ونرى أنه في جبهات المقاومة يستشهد الكردي والعربي والسرياني معاً ولكن كل واحد منهم يستشهد بثقافته، أي أنهم يقاومون من أجل حماية ثقافتهم وقيمهم وتاريخهم ووطنهم، وبهذه المعرفة يمضون حتى الوصول إلى مرتبة الشهادة. فهذه حقيقة وواقع جديد.

هذه الحقيقة التي لا يمكن رؤية مثيل لها في العالم بأسره يتم إحياؤها في روج آفايى كردستان. أي أنه يتم إحياء حقيقة بديلة عن تلك الحقيقة التي يتم تسييرها في دمشق على أساس إبادة وصهر الثقافات وسلطوية الثقافة العربية فقط. فهذه الحقيقة المناقضة والبديلة عن حقيقة النظام خلقت تغييراً في روج آفايى كردستان وهو أن الكرد والعرب والسريان الذين يحيون مع بعضهم في نفس المؤسسة ونفس الجبهة ونفس الإدارة يقومون بمساعدة وتقوية بعضهم البعض.

تطوير مشروع سوريا الديمقراطية من المهمات العاجلة في هذه المرحلة إن المكاسب والانتصارات التي تحققت في روج آفايى كردستان تؤثر على ثورة سوريا ككل وتؤثر على الوضع في سوريا عامة، ففي الفترة التي تشهد فيها المناطق السورية الأخرى كحماة وحمص وإدلب ودمشق ودير الزور وجميع المدن السورية الأخرى المجازر والهجرة والقتل والاعتداء الجنسي والنهب والسلب نرى عملية إنشاء وبناء في روج آفا، ويتمثل هذا الإنشاء من ناحية بتنظيم المجتمع وإعادة إنشائه ومن ناحية أخرى هي عملية إنشاء جديدة بخصوص تجديد النظام. فلثورة التاسع عشر من تموز تأثير على سوريا عامة، فرؤية كل أنواع العنف والشدة والدمار والحرب في المناطق السورية الأخرى وفي المقابل رؤية الأمن والاستقرار في مناطق روج آفايى كردستان لفت أنظار الجميع. لهذا السبب فإن النموذج الذي تطور في روج آفايى كردستان أي نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي يضمن مشاركة كلٍّ من الكرد والعرب والسريان في نفس الإدارة ونفس المنطقة وإدارة نظامهم والعيش بحرية له تأثير على الثورة السورية ككل. وله الدور الطليعي من أجل إنقاذ سوريا من هذا القتل والدمار، وتحول إلى أمل للشعب السوري عامة. فتطوير مشروع سوريا الديمقراطية وإنشاء مجلس سوريا الديمقراطية يعتبر من المهمات العاجلة ليصبح بديلاً عن جميع المشاريع التي يتم طرحها بخصوص سوريا في المحافل الدولية، كجنيف 1 وجنيف 2 ولا سيما أنه يتم الآن التحضير لجنيف 3. وفي كل مرة يتم فيها عقد مؤتمرات كهذه تزداد وتيرة الحرب والعنف والدمار والاستعمار.

فإن لعبت ثورة روج آفا وثورة التاسع عشر من تموز الدور الطليعي وتمكنت من تحويل مناطقها إلى مركز للثورة السورية عامة تعقد فيها جميع الاجتماعات والكونفرانسات والمؤتمرات الخاصة بسوريا وتمكنت من احتواء جميع قوى المعارضة وطوّرت مشروعاً من أجل سوريا عامة، حينها يمكنها لعب الدور الطليعي الموكل إليها والتحرك بالهوية السورية ككل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى