PKK هو إحراز النجاح في أصعب الظروف

PKK هو إحراز النجاح في أصعب الظروف

اراس كاردوغ

في المرحلة التي نمر بها يُناقش موضوع حزب العمال الكردستاني أكثر من أي وقت مضى. ست وثلاثون عاماً مضت على إعلان هذا الحزب وها نحن ندخل العام السابع والثلاثين. خلال هذه الأعوام من تاريخ نضاله كانت هناك بعض المراحل التي تصدرت النقاشات العالمية. إحدى هذه المراحل كانت المرحلة التي بدأ فيها حزب العمال الكردستاني بالكفاح المسلح، والتي فتحت الباب لنقاشات واسعة من قبل الرأي العام العالمي. قام الجميع بإبداء آرائه وتحليلاته بهذا الخصوص وبالاستناد عليها حددوا برامج واستراتيجيات تتواف مع هذه القفزة. أي كيف ستوثر هذه القفزة على الوضع التركي والعالمي؟

أما المرحلة الثانية التي تمت فيها مناقشته كانت في عام 1990 أي بعد مضي ست سنوات من إعلانه الكفاح المسلح وتحقيقه العديد من الانتصارات الكبيرة وإيصاله القضية الكردية إلى مشارف الحل، وفي هذه المرحلة أيضا قام الجميع بتحديد بعض البرامج والاستراتيجيات لخدمة وحماية مصالحهم ضمن الوضع الذي خلقه حزب العمال الكردستاني بنضاله وكفاحه. كما أن بعض القوى التي لم تكن تريد حل القضية الكردية في العالم قامت هي الأخرى بتحديد برامجها واستراتيجيتها لمنع وصول نضال حزب العمال الكردستاني إلى النصر وتحقيق النجاح، وتمحورت برامجها حول موضوعين؛ الأول كان كيفية النضال ضده ضمن حدود الدولة التركية أي بحثت الدولة التركية وحلفاؤها عن كيفية النضال ضد الوضع الذي خلقه حزب العمال الكردستاني. أما الثاني فكان بذل الجهود من أجل خلق بديل عن حزب العمال الكردستاني في الأجزاء الأخرى من كردستان وقد أرادوا خلق البديل مع اندلاع حرب الخليج. أي أنهم كانوا يقومون بالعديد من التدابير مقابل التطور الذي كان يحققه حزب العمال الكردستاني في نهج «الكردي الحر »، وكانوا يقومون بطرح نماذجهم كبديل عمّا يقوم به حزب العمال الكردستاني. الشعب الكردي أيضاً أجرى نقاشات واسعة بهذا الخصوص، فهذه المرحلة كانت المرة الأولى التي يتم فيها تحطيم كل الممنوعات المفروضة على الكردياتية واللغة الكردية ضمن حدود الدولة التركية. وقد أثّر هذا الوضع على الأجزاء الأربعة من كردستان. معظم نقاشات هذه المرحلة كانت تتمحور حول كيفية النضال ضد حزب العمال الكردستاني وكيفية القضاء عليه وتحطيم المكاسب التي تم تحقيقها، أو كيفية تسيير مخططاتهم على الشعب الكردي ومنع وصول حزب العمال الكردستاني إلى هدفه.

أما المرحلة الثالثة فكانت في عامي 1998 و 1999 ضمن إطار المؤامرة الدولية، فخلال مرحلة المؤامرة التي بدأت في التاسع من تشرين الأول عام 1998 والتي وصلت لذروتها في الخامس عشر من شباط عام 1999 جرت نقاشات واسعة جدا أكثر من أي وقت مضى حول حزب العمال الكردستاني وموضوع الكرد والشعب الكردي. أراد كل طرف أن يستفيد من هذه المرحلة بالشكل الذي يخدم مصالحه. فجميع الأطراف سعت من خلال استغلال مخاوف الدولة التركية من الكرد ضمن الإطار الذي حدد لها أو ضمن إطار الوعود التي وعدوا بها إلى نيل الامتيازات، هذه المرة أيضا لم يكن الظلم الواقع على الشعب الكردي ضمن محور نقاشاتهم. في هذه المرحلة كان قائد حزب العمال الكردستاني وقائد الشعب الكردي والمناضل الذي ناضل لسنوات طويلة بحاحة إلى القليل من الإصغاء والمساعدة، كان بحاجة إلى من يرحب بموقفه الداعي إلى السلام، إلا أنهم كانوا يبحثون عن طريقة للاستفادة من هذا الوضع، فكل الدول مثل اليونان وروسيا وطاجكستان وهولندا وألمانيا وإيطاليا وغيرها من الدول التي انكشفت أدوارها في هذه المؤامرة سعت إلى استغلال القضية الكردية ونضال حزب العمال الكردستاني وشخصية القائد آبو لخدمة مصالحها. تصدرت النقاشات التي دارت في تلك الفترة حول حزب العمال الكردستاني العناوين الرئيسية لجميع وسائل الإعلام وهزت العالم، كما أن الشعب الكردي ناقش هذا بجسد وروح واحدة، فولاء أبناء الشعب الكردي لقضيتهم وصل إلى درجة إضرام النار بأجسادهم، لهذا كان حزب العمال الكردستاني ونضاله وعظمته وأسطورة القائد آبو وعظمته تتصدر جميع المناقشات في العالم.

هذه المرحلة كانت أكثر المراحل التي عرّف فيها الشعب الكردي نفسه للعالم. فنضال الشعب الكردي دفع – على الرغم من كل الممنوعات المفروضة عليه إلى جانب القرار المتخذ بأن يبقى الشعب الكردي مستعمراً – إلى أن تتمحور جميع النقاشات حول الشعب الكردي وقضيته. المخطط كان القضاء على الشعب الكردي في شخصية القائد آبو، إلا أن الروح التي خلقها حزب العمال الكردستاني والنضال الذي خاضه والوحدة التي خلقها الشعب الكردي سدت الطريق أمام هذا المخطط، وحولته إلى مكسب للشعب الكردي. كل النقاشات التي جرت في هذه المراحل الثلاث أي الأعوام التي بدأ فيها حزب العمال الكردستاني بالكفاح المسلح وأعوام التسعينات التي وصلت فيها القضية الكردية إلى أبواب أو مشارف الحل وعامي 1998 – 1999 عندما تمت المؤامرة الدولية كانت من أجل إظهار حزب العمال الكردستاني كحزب أو حركة أو تنظيم إرهابي. على الرغم من مصاحبة ووفاء الشعب الكردي وتبنيه لهذا الحزب بهذه السوية كانت القوى العالمية تسعى على الدوام إلى إظهاره كحركة إرهابية. و كانت تسعى من خلال ذلك إلى القضاء على مطالب الشعب الكردي، لأن الشعب الكردي لم يكن ضمن حساباتهم. فحزب العمال الكردستاني سعى وبالرغم عن تلك القوى الدولية إلى ضم الكرد للمعادلات والتوازنات الدولية لأنها كانت تهمّش الكرد في أي توازن، وبنضال وإصرار حزب العمال الكردستاني دخل الكرد ضمن التوازنات والمعادلات الدولية.

في المرحلة الرابعة لم تنحصر النقاشات ضمن الجبهة السلطوية فحسب إنما انتقلت إلى كل من يريد العدالة والمساواة والديمقراطية والسلام وكذلك القوى الرجعية. أي أن النقاشات التي جرت حول حزب العمال الكردستاني في هذه المرحلة كانت أشمل وأوسع لضمها جميع قوى العالم الديمقراطية والرجعية والاشتراكية والساعين إلى الوصول إلى الحقيقة وغيرها من القوى. حيث أن نضال حركة الحرية الكردستانية الذي خاضته في روج آفا ونموذج حزب العمال الكردستاني الذي تبناه الشعب هناك وعلى وجه الخصوص في أحداث شنكال وكوباني ساهم في أن يتحطم جدار الصمت العالمي تجاه الكرد وتجاه حزب العمال الكردستاني. فكل من القوى الرجعية والقوى الساعية إلى السلام في العالم أدركت حقيقة هذه الحركة وقامت بمصاحبتها. حيث أن العديد من الدول التي تبعد عن كردستان آلاف الكيلومترات أبدت مصاحبتها وولاءها لهذه الحركة وساندتها، وقام بمسيرات تضامنية من أجلها وضمت أصواتها إلى صوت كوباني، وإلى صوت الشعب الكردي وصوت حزب العمال الكردستاني. خرجت النقاشات التي جرت هذه المرة من إطار إلفاق صفة الإرهاب بحزب العمال الكردستاني حيث اتضح للجميع بأن حزب العمال الكردستاني حركة تحارب وتناضل ضد الإرهاب وتقوم بحماية الشعوب، وصاحبة نهج صحيح، واعترف الجميع بهذا واضطروا لإعادة حساباتهم على هذا الأساس.

كان هذا النضال قوياً وله صدى كبير لدرجة دفعت العديد من القوى التي كانت تحارب حزب العمال الكردستاني وتساند أعداءه لتقوم بتقديم المساعدة والدعم لهذا الحزب كي لا تخسر اعتبارها ومكانتها. هنا يطرح السؤال التالي نفسه: هل كان الدعم الذي قدمته القوى العالمية من أجل الشعب الكردي نابعاً من إنسانية تلك القوى؟!! بالطبع لم يكن بهذا الشكل.

فالشعب الكردي يناضل منذ أربعين عاماً، ويخوض هذا النضال منذ ذلك الوقت بروحه وجسده وماله، فلماذا لم تصاحب هذه القوى هذا النضال وهذا الشعب في السابق؟ لماذا لم تصرح ولو لمرة واحدة بأنها ضد الظلم المفروض عليه؟ لماذا لم تساند هذا الشعب المظلوم والمعرّض للإبادة؟

كان لعملية الرفيقة آرين ميركان الفدائية صدىً واسعٌ ضمن الأوساط العالمية، وأبدى الجميع تضامنهم معها، ولكن لماذا عندما قامت الرفيقة زيلان بعملية مماثلة قبل ثمانية عشر عاماً لم تلقَ هذا التضامن من القوى العالمية؟ طبعاً الشعب الكردي تضامن وتبنى تلك العملية وأبدى الولاء لها وسعى إلى إتمام تلك المسيرة بكل ما يملك من قوة مادية ومعنوية، إلا أن القوى العالمية لم تصغِ إلى صوت الشعب الكردي آنذاك وغضت النظر عن النضال الذي كان يخوضه بل على العكس تماماً تقربت منه بشكل مخادع. وفي يومنا الراهن لو استمرت القوى العالمية في صمتها هذا مقابل هذا النضال العظيم سيعتبر ذلك عاراً عليها. سوف يتطرق التاريخ في المستقبل لهذا النضال، وسيروي بأن هذا الشعب ناضل لمدة أربعين عاماً حتى لقي نضاله صدى ضمن الأوساط العالمية.

وهذا يعتبر قصة وملحمة عظيمة، ولا يمكن رؤية مثيل لها إلا في المواضيع التاريخية فقط. قام الآلاف من الكرد بتفجير أنفسهم وأضرموا النار بأجسادهم، وقاموا بعمليات فدائية عظيمة ولكن الأوساط والقوى العالمية لم تعر اهتماماً

لكل هذا، لماذا؟ لأن القرار التي تم اتخاذه آنذاك كان يقضي بأن يُقضى على الشعب الكردي، إلا أنه بفضل نضال حزب العمال الكردستاني تم تحطيم هذا القرار الذي كان قد برز وبأعلى مستوياته ضمن المؤامرة الدولية. أشار القائد آبو قبل فترة إلى هذه الحقيقة وهي فشل المؤامرة الدولية. عندما كانت المؤامرة موجودة لم يكن يتم الحديث عن البطولات التي قامت بها الرفيقات أمثال الرفيقة بريتان وزيلان وفلات إلا أنه ومع فشل المؤامرة وهزيمتها اضطر العالم إلى تبني البطولة التي قامت بها الرفيقة آرين ميركان بالشكل الذي يليق بها.

في يومنا الراهن نرى بأن القوى العالمية تتوقف على هذا الموضوع وتقوم بمناقشته ويتم الحديث عنه عبر وسائل الإعلام والشبكات العنكبوتية، وهذا يشير إلى أن نضال حزب العمال الكردستاني يسير في الدرب الصحيح. سمى القائد آبو هذا الدرب بنسق الحقيقة أي أسلوب الوصول إلى الحقيقة، نسق الحقيقة التي ناضل من أجلها الشعب الكردي من أجل الوصول إلى حقيقته. فحزب العمال الكردستاني سار في الدرب الصحيح منذ ولادته وقام بخلق تطور في وضع الشعب الكردي لحظة بلحظة ويوماً بيوم وسنة تلو  اخرى، ووصلت هذه التطورات في يومنا الراهن إلى مستوى يستطيع تحقيق النصر للشعب الكردي. فجوهر الإعلان عن يوم كوباني العالمي يعني يوم الاعتراف بالشعب الكردي ضمن الأوساط العالمية، وإظهار فشل المخططات التي تم إعدادها ضد الشعب الكردي وقبول الشعب الكردي صمن المعادلات الدولية. فهل كان هذا بفضل بعض الأطراف أو الشخصيات أو القوى أو الدول؟ لم يتحقق هذا بفضل أي قوى أو دول، إنما تحقق بفضل نضال وحرب حزب العمال الكردستاني ضد الاستعمار وإصراره العظيم فيه. فالشهيد رشيد قائد حملة عام 2011 – 2012 كان قد قال « لن نقضي على الاستعمار فحسب في كردستان إنما سنقوم بطرد ظله أيضاً » هذا هو إصرار وعزيمة وإرادة الشعب الكردي والتي تعبر عن مستوى النضال والقرار الذي حدده الشعب الكردي لنفسه. بفضل هذا النضال تم هذا الاعتراف والقبول، ولم يكن بفضل أي طرف أو شخص آخر، فحزب العمال الكردستاني أجبر العالم على الاعتراف بالشعب الكردي من خلال النضال الذي خاضه، وحثه على الاعتراف بأن الإنسانية تبقى عاجزة ومشلولة بدون الشعب الكردي ، لأن الشعب الكردي كان يمثل الجذر الأساسي للإنسانية لأن كردستان هي الجغرافية التي تطورت فيها الإنسانية.ذكر القائد آبو ومنذ سنوات «كما ولدت الإنسانية ضمن جغرافية كردستان وكما لعبت كردستان الدور الأساسي عند ولادة الإنسانية، في يومنا الراهن أيضا سوف تلعب الثورة في كردستان نفس الدور وستكون كردستان مركزا لتطور الإنسانية ». ينبغي على الإنسانية أن تبحث عن الشيء الذي فقدته في المكان الذي فقدته فيه. كل هذه الأمور تشير إلى مدى قوة حزب العمال الكردستاني من الناحية النظرية وتشير إلى عظمة وقوة القائد آبو وفي الوقت نفسه تشير إلى مدى إصراره على تطبيق تلك النظرية والحقيقة. أي تشير إلى وجود ترابط قوي بين النظرية والممارسة العملية في كردستان، أي ضرورة التوافق بين الحديث والممارسة الثورية. يتطرق القائد في كتابه «حقيقة الثورة بين اللغة والممارسة » إلى تلك المواضيع، أي كيف يمكن تطابق اللغة مع الممارسة العملية في كردستان وكيف ينبغي علينا توحيدهما مع بعضهما. تعتبر هذه المواضيع مواضيع هامة جداً وينبغي إجراء المناقشة حولها في يومنا الراهن أيضاً.

يمكننا تحليل حزب العمال الكردستاني في بعض المواضيع منها:

-1 من حيث الثورة التي حققها في الذهنية؛ حزب العمال الكردستاني بنظريته التي أعدها وطرحها من أجل كردستان ساهم في ولادة ثورة ذهنية فيها. هذه الثورة الذهنية وهذه النظريات تطورت مع تطور الثورة وتطور القيادة وتطوير القائد آبو لهذه الحركة. ففي يومنا الراهن الكرد هم أصحاب مانيفستو الإنسانية، بدأ هذا من خلال الاستناد إلى كلمتين فقط ألا وهما «كردستان مستعمرة » فهاتان الكلمتان تحولتا إلى بحر من الفكر والمعرفة ومكسب من أجل الإنسانية. بلا شك لم يتم إعطاؤها القيمة التي تستحقها، هناك قسم قليل فقط يدرك عمق هذا الموضوع، فلا الشعب الكردي الذي يخوص هذا النضال وصل إلى عمق أو حقيقة تلك النظريات، ولا الشخصيات التي تعادي حزب العمال الكردستاني قامت برفض ورد تلك النظريات من خلال التعمق عليها بشكل علمي، إنما قامت بمعاداتها ورفضها ضمن إطار مصالحها فقط. فنظريات القائد آبو والنظريات التي سار عليها حزب العمال الكردستاني والتي ولدت بالاستناد عليه وخاض الحرب ضمن هذا الإطار هي نظريات يمكن للتاريخ أن يتبناها وستنير مستقبل الإنسانية.

فوصول نضال حزب العمال الكردستاني لسوية يقوم فيها بالتوجيه ولعب الدور الطليعي للعالم، وقدرة هذا النضال على التصدي لأكبر إرهاب عالمي نابع من استناده إلى تلك النظريات، تلك النظريات التي قُدِّم في سبيلها أثمن شيء وبُذل من أجلها كدح عظيم. هذه النظريات أعُدت وطُورت من قبل أناس أصحاب شخصيات عظيمة قاموا بوضع أسسها وساروا على الدوام ضمن هذا الإطار. من هذه الناحية ينبغي على الإنسانية التطرق إلى هذه النظريات من جديد، أي ينبغي على الذي يساند نضال الرفيقة آرين ميركان أن يقرأ ويدرك ويتعمق في النظرية التي استندت اليها الرفيقة آرين، وإن كان هناك أشخاص يسيرون على درب الرفيقة آرين ميركان عليهم أن يدركوا كيف تم تطوير هذا النضال وضمن أي ظروف تم ذلك. يعتبر هذا موضوعاً هاماً للغاية. وكما ذكرنا آنفا لم يتم إعطاؤه القيمة والأهمية التي يستحقها. لم يُدرك حتى الآن ما هي المراحل التي مربها التطور الفكري للقائد آبو وأية مرحلة أو نقطة قدم نقده الذاتي بخصوصها، وأي من تلك المراحل أو النقاط قام بتصحيحها وتقويتها أكثر، وأي منها كانت السبب الأساسي في التطور المستمر. في هذا الموضوع هناك حاجة لنقاشات جدية وشاملة، وعلى الشعب الكردي ضمن هذا الإطار التعمق أكثر في نظريات وأفكار القائد آبو، وعلى أعضاء الحركة الآبوجية أيضاً أن يدركوا هذا، فمن دون الفهم والتعمق لا يمكن إعطاء القيمة لتك النظريات، فالنضال الذي يتم خوضه وإبداؤه الآن هو ضمن هذه الأفكار والنظريات، فإذا قرأ شخص هذه الأفكار ولم يسعَ إلى النضال حينها لن يكسب قيمتها إلا إذا قام بتطبيق آرائه ضمن الممارسة العملية. ذكر القائد آبو «أنتم بحاجة إلى ثورة ذهنية ووجدانية »، فهذه الثورة الذهنية سوف تتحقق ضمن هذا الإطار أي إن لم يتم التطرق لها والعمل عليها ضمن هذا الإطار لا يمكن لها أن تتحقق.

فالتطورات التي خلقها القائد آبو أصبحت ملكاً لجميع الشعب الكردي هذا الشعب الذي كان محروماً من علمه، محروماً من جميع المكاسب الفكرية التي تمتلكها الشعوب الأخرى. قام القائد آبو من خلال هذه النظريات والأفكار بتجاوز هذا الأمر وشكّل أرشيفاً ضخماً في هذا الموضوع وحدد للشعب طريقه وأسلوبه، ووصلت تلك المعرفة إلى ذروتها من خلال المرافعات الخمس الأخيرة التي قدمها القائد آبو، وهذه تعتبر أهم نقطة على الإطلاق.

هذه الثورة الذهنية ضرورية من أجل الإنسانية جمعاء، لأن الإنسان في يومنا الراهن يحيا حالة من الانسداد، وليس هناك سبيل آخر لتجاوز هذا الانسداد والنظام السلطوي المتشكل في العالم. ولكن من الذي له القدرة على تجاوز هذا النظام وكيف يمكن تجاوزه؟ هذا غير معلوم وغير واضح. الشيء الواضح هو أنه يتم خوض نضال يسفر عن تطورات هامة في كردستان. هذا النضال سوف يقوم بتجاوز الانسداد الفكري الموجود في كردستان. لهذا السبب نقول إن الموضوع الأساسي الواجب تحليله بعد مضي ست وثلاثين عاماً على ولادة حزب العمال الكردستاني هو هذا الموضوع. ينبغي على الإنسانية جمعاء الوصول إلى طريقة أو أسلوب للتخلص من قضاياها العالقة، ويُعتبر هذا في الوقت نفسه حقاً من حقوق الإنسانية. فكما أن القوى السلطوية قامت ببذل جهود ومساعٍ كبيرة لفرض نظامها وإحلال استقراره قامت الإنسانية أيضاً بالكثير من النضالات الكبيرة والعظيمة، والقائد آبو هو استمرارية لتلك النضالات العظيمة. يذكر القائد آبو بأن جميع رجال العلم بدءاً من الأنبياء وصولاً إلى الفلاسفة والعلماء الذين فقدوا حياتهم في سبيل العلم قدموا أرواحهم ولكنهم لم يتخلوا عن تمسكهم بعلمهم ومعرفتهم وأنا استمرارية للشيء نفسه. لهذا السبب من حق الإنسانية الاستفادة من أفكار ونظريات القائد آبو لتجاوز الانسداد الفكري الموجود. ولكن مع الأسف لم يتم العمل على هذا بالشكل الكافي والمطلوب. فلا أعضاء حركتنا الحركة الآبوجية ولا الشعب الكردي ولا القوى الرجعية تعمقوا في نظريات القائد بشكل تام. كما أنه لا توجد مؤسسة كبيرة تقوم بالعمل والتعمق وتحليل نظريات القائد آبو ونشرها على أكبر نطاق إلى الإنسانية سوى بعض المؤسسات الصغيرة والمحدودة. بالطبع يُعتبر هذا نقصاً حيث أنه من الواجب وبعد مضي ست وثلاثين عاماً على ولادة حزب العمال الكردستاني الوقوف على هذا الموضوع وانتقاده وتقديم النقد الذاتي بخصوصه، وخطو خطوات جادة من أجله في المستقبل، فهو موضوع ايديولوجي فكري أساسي.

-2 الموضوع الثاني هو موضوع الشخصية: قام حزب العمال الكردستاني بخلق شخصية جديدة بنضاله، هذه الشخصية التي خلقها تعتبر مكسباً بالنسبة للإنسانية، فالإنسانية على مر التاريخ بسبب السلطة التي تم تشكيلها وبسبب الانحراف الذي فُرض على مصير الإنسانية ابتعدت عن حقيقتها واغتربت عن ذاتها وتحول هذا الموضوع إلى القضية الأساسية للإنسانية. فالانحرافات التي فُرضت على الشخصية جلبت معها انحرافات في التعامل، وانحرافات جنسية، وانحرافات دينية, هذه الانحرافات تشكل مصدر كل القضايا والمشاكل التي يتم معايشتها الآن. فوجود شخصية سليمة يمكن أن يساهم في ولادة فكر سليم. حيث أن الأفكار المنحرفة هي نتاج الشخصيات المنحرفة، تلك الشخصيات المنحرفة السائرة في الدرب الخاطئ. وحزب العمال الكردستاني ناضل على الدوام من أجل خلق هذه الشخصية السليمة. وبسبب انحراف الشخصية إلى أبعد الحدود في كردستان سعى القائد آبو إلى خلق الشخصية التي يريدها فيها، ولهذا السبب أحزر وحقق تطورات هامة وتاريخية.

قام بانتقاد الشخصية الكردية ولم يهب النقد وسعى إلى خلق الشخصية البديلة عنها. أشار القائد إلى أن قوة الإنسان أكبر من القوة النووية، كان قصده من ذلك أنه إذا عادت الإنسانية إلى جذورها الأساسية وتم خلق شخصية سليمة في الإنسان حينها سوف يظهر قوة عظيمة جداً. وفي يومنا الراهن هناك إثباتات لهذه الحقيقة على أرض الواقع، فماهي؟ القوى التي تحارب وتناضل ضد حزب العمال الكردستاني تملك كل الإمكانيات، وفي المقابل لا يملك حزب العمال الكردستاني سوى بعض الإمكانيات التي خُلقت منذ مئات السنين ورغم هذا يكون النصر والنجاح من نصيبه، لماذا؟ لأنه خلق شخصية سلمية، صاحبة إصرار وعزيمة.

كنا قد تطرقنا سابقاً إلى الذهنية والأسلوب ومسيرتهما من أجل الحقيقة والآن نتطرق إلى الشخصية، فعند توحد هذه الأمور مع بعضها لا يمكن لأي قوة الصمود في وجهها، يعتبر هذا الموضوع درساً ينبغي استخلاصه من نضال حزب العمال الكردستاني، وينبغي إيلاؤه أهمية كبيرة وعلى الإنسانية السير والاقتداء به. فخلق شخصية بهذا الشكل يعتبر من أكبر المكاسب لحزب العمال الكردستاني، ويستطيع العالم أيضاً الاستفادة من هذه الشخصية. فجميع القضايا التي تتم معايشتها تنبع من القضايا الشخصية كالأنانية والفردية وغيرها من القضايا الاجتماعية. فإن تم خلق شخصية سليمة وسارت هذه الشخصية ضمن مسارها الصحيح حينها لا يمكن أن تتواجد أية قضايا أو مشاكل بالنسبة للإنسانية. فالشخصيات السليمة صاحبة الذهنية السلمية والصحيحة والوجدان السليم والنفسية السليمة لا تقوم بخلق المشاكل ولا تقوم بممارسات لا أخلاقية. وحزب العمال الكردستاني حقق تلك التطورات من خلال خلق تلك الشخصية ، وهذا موضوع ينبغي عدم غض النظر عنه بل على العكس ينبغي إعادة النظر فيه وإيلاءه الأهمية اللازمة مع الدخول في العام الجديد لحزب العمال الكردستاني وإجراء نقاشات موسعة حوله.

الموضوع الأساسي الآخر الذي يتوجب علينا مناقشته هو موضوع المرأة، إن تاريخ سلطوية الإنسانية بدأ مع الحاكمية التي فرضت على المرأة، لهذا السبب شبّه القائد آبو المرأة بأقدم الأمم التي تم استعمارها، أي تم استخدامها كمستعمرة. حزب العمال الكردستاني قام بقلب هذا الموضوع أيضاً، حيث تم إهمال هذا الموضوع ضمن جميع النضالات التي أبديت على مر آلاف السنين، فالمناضلون أو الثوار الذين أرادوا القيام بالثورة وإيلاء الأهمية لهذه المسالة ظلت نضالاتهم بهذا الخصوص تتمحور أو تنحصر ضمن إطار الوعود فقط، أي تأجيل هذه المسألة إلى ما بعد نجاح النضال أو الثورة، إلا أن أسلوب حزب العمال الكردستاني والقائد آبو كان مغايراً تماماً، فقد أوضحوا بأننا لن ننتظر نجاح النضال، فنجاح وانتصار النضال والثورة لا يمكن أن يتم من دون المرأة، أي أنه من الواجب أن تدخل هذه القضية جدول الأعمال أثناء القيام بالنضال، أي تكون موضع النقاش ويتم تطبيقها ضمن الممارسة العملية. تمثّل المرأة قسماً كبيراً من المجتمع ومن حقها أن تلعب دورها كقسم من المجتمع، لهذا السبب من الواجب تقديم كل الإمكانيات وخلق كل الظروف اللازمة لهذا الغرض. أشار القائد آبو إلى أن القيمة التي قام بإعطائها للمرأة لم يعطها أي شخص آخر، وهذه كانت حقيقة عظيمة طبقها حزب العمال الكردستاني ضمن الممارسة العملية. ففي يومنا الراهن نرى بأن العالم كله يناقش نضال المرأة في روج آفا، وتحولت الرفيقة آرين ميركان إلى رمز لنضال المرأة في العالم، حصل هذا نتيجة أو ضمن إطار الفكر الذي طوره حزب العمال الكردستاني، وضمن إطار النضال الذي طوره القائد آبو وحزب العمال الكردستاني من أجل المرأة. فالمرأة الكردية ناضلت لعشرات السنين حتى استطاعت أن توصل صدى نضالها وصوتها للعالم.

المرأة الكردية في يومنا الراهن صاحبة الكلمة الأساسية في العالم. فكيف يحدث التطور في العالم ضمن المجتمعات الأخرى؟

التطور يحدث بتغير الجيل أي النسل، إلا أنه ضمن المجتمع الكردي نرى بأن المرأة التي كانت قبل بضع سنوات محصورة ضمن إطار المنزل وكانت حياتها مرتبطة بتربية الأطفال والطبخ أصبحت في يومنا الراهن صاحبة مكانة ضمن ساحات النضال الدبلوماسي والسياسي والايديولوجي والعسكري أيضاً. فهي اليوم صاحبة جيش خاص بها ليس له مثيل على مر التاريخ. وهذا يعتبر مكسباً من أجل الإنسانية. كل هذه المكاسب تحققت من أجل الإنسانية جمعاء وليست خاصة بالشعب الكردي فقط، انطلاقاً من هذا لم يكن نضال حزب العمال الكردستاني منذ ولادته وإلى يومنا الراهن نضالاً قومياً بل كان نضالاً من أجل الإنسانية جمعاء، وهو نضال من أجل استرداد الشيء الذي تم فقدانه. أي ينبغي البحث عن الشيء المفقود في المكان الذي فقد فيه. حيث تم فقد الشخصية والذهنية والمرأة في كردستان ولهذا السبب قام حزب العمال الكردستاني بالبحث عنها في كردستان وعثر عليها. وهذا الموضوع يُعتبر موضوعاً هاماً ينبغي إيلاؤه الأهمية إلى أبعد الحدود، وهي الكرامة العظمى بالنسبة للإنسانية لهذا ينبغي على الإنسانية تقديم نقدها الذاتي تجاه المرأة وإعطاءها المكانة التي تليق بها وفتح المجال أمامها في كل الميادين والساحات السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية. في يومنا الراهن لا تنتظر حركة المرأة حتى يتم فتح الطريق أمامها إنما تقوم هي بفتح المجال لنضالها لأنها صاحبة تلك القوة التي تمكّنها من خوض ذاك النضال وفتح ذاك الطريق، لهذا فإن الشيء الصائب والصحيح هو عدم القيام بإعاقة نضالها بل يجب تقديم المساعدة والدعم لنضالها وتقديم النقد الذاتي تجاهها، والتحرك ضمن هذا الإطار. يعتبر هذا مكسباً هاماً خلقه حزب العمال الكردستاني وينبغي تحليله ضمن إطار نضال هذا حزب.

بهذا الشكل يصبح حزب العمال الكردستاني ممثل الإنسانية. وعلى الرغم من إنكار العالم له لسنوات عدة وعدم إعطائه القيمة التي تليق به ورغم كل المحاولات التي كانت تهدف إلى إلفاق الإرهاب به والحد من تطوره وخلقه للانتصارات صمد هذا الحزب وخلق التطور، ولاستناده إلى مبدأ العدالة والحقوق الإنسانية تحول إلى مشعل ينير درب الإنسانية في يومنا الراهن.

الموضوع الآخر الذي تنبغي مناقشته هو موضوع النضال من أجل الحرية والتحرر، تم خوض هذا النضال بطرق متعددة، سعى الجميع بدءا من الأديان الكبرى وصولاً إلى الأحزاب الرجعية إلى خوض النضال من أجل وضع الإنسانية ضمن مسارها الصحيح، إلا أنه وبعد عام 1990 بقي هذا النضال من دون قيادة توجهه، وحزب العمال الكردستاني كان الحزب الوحيد في العالم الذي يملك إصرارا وإرادة في هذا الموضوع إلا أن الإرهابية الموجودة في العالم كانت تعيق وتمنع التعرف على حزب العمال الكردستاني. وقد تم في يومنا الراهن تحطيم كل تلك العوائق وتحول حزب العمال الكردستاني إلى بوصلة للنضال. ينبغي على كل من يريد خوض نضال ما أن يقتدي بنضال حزب العمال الكردستاني. فقيام الشعب في الدول الأخرى بمسيرات تضامنية مع الشعب الكردي وإعلان يوم كوباني العالمي بصوت واحد في جميع أنحاء العالم يعني أنهم يؤيدون هذا النضال وأن هذا النضال يسير في الدرب الصحيح.

إن قيام جميع فئات المجتمع من رجال ونساء وكبار السن ومناصري كل الأديان والعديد من الدول بمساندة هذا النضال والقيام بمسيرات تضامنية معه يؤكد هذا الشيء. أي: إنكم في الطريق الصحيح ونحن معكم ونساندكم.

والذي يريد القيام بالنضال في المستقبل عليه أن يقتدي بتلك البوصلة، والذي يريد المحاربة من أجل الإنسانية عليه أيضاً أن يسير في هذا الدرب، فنموذج النضال في المستقبل هو نضال حزب العمال الكردستاني، هذا النموذج الذي يحقق الثورة الذهنية ويخلق الشخصية السليمة وتعبّر المرأة من  خلاله عن ذاتها بقدر الرجل، وتكون فيه الإرادة هي الأساس ويناضل من أجل الإنسانية جمعاء بعيداً عن الفكر القومي ، هذا النموذج هو نفس النموذج الذي حققه حزب العمال الكردستاني وأحرز من خلاله انتصارات كبيرة، لهذا السبب ستستفيد الإنسانية منه، وستعترف به على أنه قبلتها. ومن أجل منطقة الشرق الأوسط يحوز نضال حزب العمال الكردستاني على معانٍ كبيرة.

فمنطقة الشرق الأوسط، موزوبوتاميا، وادي الرافدين هي الجغرافية التي ظهرت فيها الإنسانية ومكان تطور الإنسان والمكان الأساسي للإنسانية. هذا الجذر ابتعد عن معناه منذ قرون عدة حيث تم استعمارها وتحولت إلى منبع للدم والحروب ومركز للتناقضات ومكان لحاكمية القوى الحاكمة إلا أن حزب العمال الكردستاني كان الطريق لخلاص المنطقة، فهو نتاج ثقافة منطقة الشرق الأوسط، وباعتبار ثقافة كردستان تمثل مركز ثقافة منطقة الشرق الأوسط لهذا السبب يعتبر حزب العمال الكردستاني مكسباً للمنطقة كلها وليس فقط لكردستان. نعلم بأنه قد ولدت الكثير من الأجنحة   الفكرية التي سعت إلى إنقاذ منطقة الشرق الأوسط من ذاك الوضع الذي استمر لقرون عدة إلا أنهم لم يستطيعوا القيام بهذا، ولكن حزب العمال الكردستاني قام بتجاوز ذلك وحدد طريقاً لإحلال استقلالية منطقة الشرق الأوسط. فمدى ارتباط هذه المنطقة بهذا الطريق ومدى قدرتها على السير فيه سوف يتضح في المستقبل، فحزب العمال الكردستاني قام بتحديد النظرية الخاصة به وبرهن على صحتها من خلال تطبيقها من الناحية العملية وأوصلها لمشارف الحل، لم يتقرب في أي وقت من الأوقات بشكل ضيق بل على العكس تماماً سعى إلى أن تستفيد منها الإنسانية جمعاء، فمنطقة الشرق الأوسط صاحبة مانيفستو بهذا الشكل في يومنا الراهن حيث تم إعداده وتجربته ووصل إلى مشارف أو أبواب النجاح والنصر بنسبة هامة.

بلا شك النتائج التي خلقها نضال حزب العمال الكردستاني أكبر من النتائج التي خلقتها ثورة اكتوبر التي تحققت في الاتحاد السوفيتي عام 1917 بكثير. تعتبر الثورة الفرنسية وثورة اكتوبر من الثورات الأساسية التي تركت بصمتها على التاريخ والإنسانية خلال القرون الماضية، واعتبرتها الإنسانية قبلتها، وتم التطرق لها كنموذج. في يومنا الراهن الثورة التي قام بها حزب العمال الكردستاني تقوم بلعب الدور نفسه ولكن ضمن إطار أوسع. لهذا السبب نقول بأن ثورة حزب العمال الكردستاني سوف تحقق نتائج أكبر من نتائج تلك الثورات، كما أنه من الناحية الديالكتيكية أيضاً ثبتت هذه الحقيقة، لأن تلك الثورات بدأت من دون الاستناد إلى أسس، أي لم يكن هناك أية ثورة قبل الثورة الفرنسية يمكن الاستناد إليها، كذلك الأمر بالنسبة لثورة اكتوبر، أما حزب العمال الكردستاني فقد تطرق إلى هاتين الثورتين كمكسب له أي استند إلى المكاسب التي حققتها هاتان الثورتان وهذا يؤدي بشكل طبيعي لأن يقوم حزب العمال الكردستاني بتحقيق انتصارات ونجاحات أكبر من تلك الثورتين، أي أنه قام بإكمال مسيرة تلك الثورات وإيصالها إلى مراحل متقدمة أكثر.

وهذا الشيء يتوافق مع قوانين الديالكتيك. لهذا السبب يعتبر حزب العمال الكردستاني نعمة ضمن منطقة الشرق الأوسط فمن دونه لا يمكن للمنطقة الوصول إلى المرتبة التي تستحقها ضمن الإنسانية، فمن هذه الناحية أيضاً ينبغي تحليل حزب العمال الكردستاني واستنباط الدروس منه. إن تم التطرق له بهذا الشكل حينها يمكن القول بأنه تم قراءة تاريخه بالشكل الصحيح وتم إعطاؤه القيمة التي يستحقها ويكون التقرب منه صحيحا. فكما يعتبر حزب العمال الكردستاني مكسباً من أجل الشعب الكردي والمرأة ومن أجل منطقة الشرق الأوسط يعتبر في يومنا الراهن مكسباً هاماً من أجل تاريخ العلم أيضاً.

فضمن إطار براديغما القائد يسعى حزب العمال الكردستاني إلى وضع أسلوب جديد للعلم من أجل الإنسانية، حيث قام القائد آبو بإنارة دربها من خلال وضع البراديغما الخاصة به وحدد مقدمتها وعناوينها الأساسية وحدد طريقه بشكل واضح. لهذا السبب يمكننا القول بأن حزب العمال الكردستاني يعتبر مكسباً عظيماً من أجل العلم العالمي وحتى الفلسفة والفلاسفة الذي ضحوا بحياتهم من أجل العلم، ويمثل سوية متقدمة من التقدم والتطور في شخصيته أو ذاته، هذا في الوقت نفسه سوف يعتبر النقطة الأساسية ضمن تاريخ النضال العلمي، هذا العلم الذي طور الإنسانية وخلق معه مكاسب عظيمة ولكنه في يومنا الراهن يحوي على مشاكل أو قضايا كبيرة وإن إمكانية تجاوز تلك القضايا أو المشاكل تكمن في النموذج الذي يطرحه حزب العمال الكردستاني والأسلوب الذي يطرحه القائد آبو، ومن خلاله فقط يمكن إيجاد بديل عنه. بهذا الشكل يمكن تحليل حزب العمال الكردستاني بأساليب مختلفة كما يمكن التطرق له في كل عام واستنباط الدروس منه. أي أنه عند النظر إلى حزب العمال الكردستاني بنظر الشبيبة ستظهر نتائج مختلفة عن النتائج التي سيتم استخلاصها بنظرة المرأة، أي أنه سوف تختلف النتائج التي يتمكن استنباطها من نضال حزب العمال الكردستاني وفق النظرة التي يتم التطرق له من خلالها. نضال حزب العمال الكردستاني تحول إلى مشعل ينير درب الإنسانية من كل النواحي، لهذا السبب يمكن لمس انتصارات حزب العمال الكردستاني أكثر من أي وقت مضى وبات يرى من قبل الجميع. فالشيء الذي لم ينجز هو الذي لم نقم بتحليله بالشكل المناسب ضمن منطقة الشرق الأوسط ولم نجعله ملكاً للإنسانية بالشكل التام، بلا شك فإن التطورات الكبيرة تحققت ضمن إطار نضال حزب العمال الكردستاني فإن لم تستفد منها الإنسانية بالشكل التام ولم تصل إلى النصر الذي يليق بها فذلك نابع من عدم تحليله وعدم النضال من أجله بالشكل المطلوب. مسؤولية هذا النقص تقع بالنسبة الأكبر على عاتق مناضلي ومؤيدي حزب العمال الكردستاني أي ينبغي عليهم أكثر من الجميع تجاوز هذا النقص أي ينبغي على الشعب الكردي السعي إلى تجاوز هذا النقص كما ينبغي على هؤلاء الذين يناضلون باسم الإنسانية تجاوز هذا النقص وتحويل حزب العمال الكردستاني إلى مشعل ينير درب الوصول إلى الحرية والعدالة والمساواة.

ضمن هذا الإطار يمكننا القول بأنه تم فتح الطريق أمام إيصال حزب العمال الكردستاني بفكر سليم وقول سليم وذكر سليم وعمل سليم وخلق الوحدة فيما بينه وبعد سنوات طويلة إلى النصر الذي يليق به، أي على الإنسانية أن تضعه في المكان الذي يليق به، وتتوجه بالنصر الذي يليق به. وقد تحقق هذا بفضل نضال ومقاومة قائد الشعب الكردي والمناضلين الذي فقدوا حياتهم في سبيل هذا الهدف والشعوب التي قدمت كل ما لديها في سبيل هذا. ففي الذكرى السنوية السادسة والثلاثين لنضال حزب العمال الكردستاني ينبغي أن نتذكر هؤلاء الشجعان، فهم مشاعل تنير درب الإنسانية ورموز للنضال من أجلها ولهذا السبب هم أناس عظماء وسوف ينالون المكانة اللائقة بهم في تاريخ الإنسانية.

في الذكرى السنوية السادسة والثلاثين لنضال حزب العمال الكردستاني يمكننا القول بأن الإنسانية سوف تنمو من جديد ضمن جذورها في كردستان وستصل إلى المرتبة التي تليق بها، وستحيا الإنسانية من جديد ضمن هذه الجغرافية كأشرف المخلوقات، فالطريق منار وتم خلق الظروف من أجل هذا، الشيء الوحيد الذي يتطلبه الأمر هو وجدان وعزم وإرادة النضال. تم إبداء ذاك العزم حتى يومنا الراهن من قبل المناضلين العظماء الذين ساروا في هذا الدرب من الشعب الكردي والشعوب الأخرى، ونحن على ثقة تامة بأن هذا النضال سيستمر حتى انتصار الإنسانية جمعاء، وسيصل الشعب الكردي إلى حريته وستحرر الإنسانية من الظلم المفروض على الشعوب، وستستمر الإنسانية بالشكل الذي يليق بها ضمن هذه الجغرافية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى